رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 19
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل التاسع عشر
( مقدر ومكتوب)
يُمكن لما تمنيناه أن لا يحدث أبداً ،، وهذا خير
ويمكن أن يتأخر حدوثه ،، وهذا أيضاً خير
ويمكن أن يحدث في الوقتِ الذي تمنيناهُ فيه ،، وهذا أيضاً خير
فاعلم أنّ تدبير الله لك كله خير .
❈-❈-❈
سقط الهاتف من يــ.دها ،،، تجمدت أطرافها وسرت برودة شديدة في كامل جــ.سدها .
أسرعت إليها جميلة تردف بخوف :
- ريتان ،،، فيه إيه ؟
نظرت لوالدتها بحسرة ثم نظرت لكارى وأردفت وهى تقف بصعوبة حتى أنها تعثرت وكادت تسقط لولا يــ.داها التى إستندت على المقعد ،،، نبرة صوتها مهزوزة بعثرت كلماتها وهى تقول :
- ك كريم مش جااااي ،،، دى ؟ ،، دي لعبة من مها أبو الدهب ،،، بابا ؟
تحركت بصعوبة خارج الغرفة لتلحق بوالدها ،،، يا الهى ماذا سيحدث الآن تشعر بروحها تنسحب من كل خطوة .
توقفت أمام مدخل الفندق من الداخل حيث رأت والدها يتقدم ،،، قابضة بكفيها وبقوة على فستانها الأبيض الهادئ وحجابها الملفوف بعناية وملامحها التى تشبحت بالألم والعجز والحسرة .
رآها حمدى فتقدم منها وملامح الحزن مرتسمة عليه متعجباً من صدمتها وملامحها المزعورة .
بكت بحرقة تهز رأ سها بقوة مردفة بأسف :
- كريم مش جاي يا بابا ،،، مافيش كتب كتاب .
تصنم جــ.سد والدها الذى إرتفعت نبضات قلبه تلكم صــ.دره بقوة حتى كاد يتوقف عن النبض .
دلف هذا الذى يركض لاهثاً من باب الفندق ،، توقف وهو يراها أمام عينه في تلك الحالة ،، أردف بلهفة وأنفاس متسارعة كأنه كان يجادف في شلالٍ قويٍ عكس التيار ووصل للتو :
- ريتااااان .
لفت نظرها هى ووالدها ووالدتها وكارى إليه ،،، نظرت له بصدمة وأردفت بهمــ.س من بين شفــ.تيها وقلبها يتهوى ويتأرجح بعدم إستيعاب لما يحدث :
- إنت ؟
فلاش باك *
أنتهى من الإجتماع واتجه متلهفاً إلى الفندق هو ومها حيث سيتحقق المراد خلال الغدِ فقط .
دلفت مها غرفتها وتركته واتجه هو لغرفته وتناول هاتفه يهاتف حسن الذى وظفه لحراسة ريتان ومراقبتها في صمتٍ تام ودون ملاحظة أحد فلن يترك أحتمال ولو ضئيل لحدوث ما لا يحمد عقباه .
أجابه حسن الذى كان يقف في مكانٍ ما بعيدٌ عن الأنظار أسفل منزل ريتان ولاحظ مغادرة محمد مسرعاً لذلك تنبه جيداً وها هو يرى كريم يقف أسفل منزلها .
أردف حسن يجيب بتمعن وشرح وعينه منكبة على ما يحدث :
- حمزة باشا ،، فيه حاجه غريبة بتحصل ،، فيه واحد واقف بعربية تحت بين ريتان هانم واضح إنه مستنيها ،، ومحمد الحارس مشي فجأة .
تصنم جــ.سد حمزة يتنبه جيداً ثم أردف بترقب :
- أوصفهولي .
وصفه حسن بأتقان فعلم حمزة أنه كريم بينما أردف حسن عندما لاحظ نزول ريتان :
- حمزة باشا ريتان هانم اللى قولت عليها نزلت هى ووالدتها تقريباً وركبت معاه .
أردف حمزة بغضب :
- وراهم يا حسن وتعرفلي على فين بالضبط .
أغلق معه وهاتف شركة الطيران يحجز فوراً على أول رحلة مغادرة إلى البلاد والتى من حسن التدبير كانت بعد ساعة واحدة من بين خطوط الرحلات كاملة وإلا كان سيحجز طائرةٍ خاصة ولكن ليصل إلى مصر في الحال ،، الآن يتمنى كما لو كانت مصر وبلجيكا كالسبابة والوسطى .
ليسرع دون إخبار مها ويغادر الفندق على الفور تاركاً حقيبة ملابسه الصغيرة ولكنه تناول حقيبة اوراقه معه ،،، ليلحق بها ،،، إن لزم الامر سيرسل أحداً يخطفها ولكن لن يسمح بذلك أبداً ،،، الآن فهم مخطط تلك الخبيثة ،،، كان يشعر بالمكر يلتمع في عيــ.نيها ولكن لهفته وفرحته بالخلاص منها جعلته يصدق ويأتى ليحلها ،،، مؤكد هناك شئ على وشك الحدوث .
في طريقه هاتف مراد الذى أجاب بترقب :
- حمزة ! ،،، أنا كنت لسة هكلمك .
أردف حمزة بحدة متسائلاً بترقب :
- تعرف حاجة عن ريتان ؟
توتر مراد وأردف متلعثماً لقد كان يتآكله ضميره منذ أن علم وكان سيهاتفه ليخبره :
- ر ريتان ؟ ،، أيوة ،، هي ؟ .
أردف حمزة بغضب وهو على وشك الجنون حتى أن سائق الأجرة تعجب وتوتر من صراخه :
- مراااااد أنطق ،،، تعرف حاجة ؟
أردف مراد بحزن واستسلام :
- ريتان هتتجوز النهاردة يا حمزة ،،، كتب كتابها بليل على زميلها .
أغمض عينه والتوت أحشاؤه بشعور مرير بينما تخدرت عروق رأ سه يردف بغضب أسود :
- مش هسامحك طول حياتى يا مراد ،،، لو حصل مش هسامحك .
أغلق مع شقيقه الذى ندم على إخفاء هذا الخبر ،،، هو يعلم عشقه لتلك الريتان وكان عليه أن يبلغه ،،، ولكنه وعد زو جته وبحث عن سعادته .
أما حمزة الذى أصبحت انفاسه معدومة وهو يردد على مسمع السائق أن يسرع .
وصل إلى المطار آخيراً وترجل يركض إلى الداخل ،،، تذكر أمر مها مؤكد ستبحث عنه لذلك قرر مهاتفتها .
تناول هاتفه وطلب رقمها فأجابت من غرفتها والسعادة تتوغلها لسببين أولهما حصولها على تلك الصفقة والثانى نجاح خطتها الإنتقامية من تلك المعلمة .
تنهدت تردف بترقب :
- أيوة يا حمزة ؟،، كنت لسة هكلمك ،، إيه رأيك ننزل نتغدا في أي مكان برا ؟
أغمض عينه لا يريد حتى سماع صوتها ،، يجيبها وهو يضغط على أسنانه حتى كاد يسحقها :
- معلش يا مها ،،، فيه واحد صاحبي من أيام الكلية عايش هنا وعرف إنى موجود وطلب يشوفنى ،، أنا في طريقي ليه دلوقتى ويمكن نسهر سوا ،، على العموم اطلبي ليكي الغدا وأنا هخلص وأرجع على الفندق ،،، وأنتِ لو احتجتى حاجة كلميني .
تململت في فراشها بسعادة تردف ومن شدة حماسها لم تشك في أمره لذلك أردفت :
- أوكى يا حمزة ،، سلام .
أغلق معها ،، لم يكن يطيق حتى سماع أنــ.فاسها ولكنه يعلم دهائها ففعل ذلك حتى لا تنتبه .
بعد رحلة دامت لسبع ساعات هبط في المطار الساعة الثامنة مساءاً وأوقف سيارة أجرى وأسرع إلى الفندق حيث ينتظره حسن الذى أخبره بعدم مجئ العريس إلى الآن .
إنتهى الفلاش باك *
تقدم منها بخطوات متمهلة يطالعها بنظرة عتاب وأنفاسه تخرج لاهثة ،، تساءل بحزن :
- لييه ،،، ليه تعملى في نفسك وفيا كدة ؟ ،،، لتانى مرة هترمي نفسك في النار علشان ايييه ؟ ،،، ليه يا ريتاااان ؟
نظرت له بعجز وتشتت ولم تجيبه ،، ليس الآن ،، الآن عليها أن تنقذ نفسها من تلك الورطة التى أوقعتها بها تلك الأفعى ،،، ولكن أولم يكن في قارةٍ أخرى ؟ ،، كيف ومتى ولماذا جاء ؟ .
أما حمدى الذى يقف مقهوراً بحسرته ،،، تجاهل حمزة ونظر لها يردف متسائلاً بصوت مهزوز مرتعش يخشى عواقب ما سيحدث :
- فهميني إيييه اللى بيحصل ؟ ،،، أقول إيه للناس اللى في القاعة دووول ،،، أقولهم العريس مجاش ليييه ؟ ،، اعمل ايييه بس يا رب ،،، أعمل ايييييه ؟
كان يتحدث وهو على وشك فقدان الوعى ،، لا يتخيل ﻧظرة أقاربه له وكلماتهم اللاذعة ،،، لا يتخيل نظرة المجتمع لإبنته خصوصاً زميلاتها وزملائها في المدرسة ،،، ماذا سيحدث ؟ .
نظرت له بعجز ودموع منهمرة ،،، سيفضح والدها أمام أعينها وستصبح سمعتها علكة في أفواه من لا يرحمون .
نظرت لحمزة تردف بتشتت وصراع ودموع تستهدف قلبه كرصاصات قاتلة فهو لم يعد يحتمل رؤية إنهيارها :
مها أبو الدهب ،، هي اللى عملت كدة ،،، قالت لازم تفضحنى ،، وقالت كمان إن فيه صحافة برا هيقولوا إنى على علاقة غير شرعية بواحد غنى .
نظر حمزة لحمدى وحالته التى يثرى لها ونظر لجميلة التى تبكى بنحيب دون حديث على ما أصابهم حتى كاري تشهق بصدمة وتبكي على حال صديقتها ومراد الذي أتى لتوهِ مسرعاً .
لف نظره لريتان وأردف بترجى وخوف من رفضها ككل مرة :
- إتجوزيني يا ريتان ،،، تعالى نخرجلهم ونكتب كتابنا ونمنع مخلوق يحكى حرف عنك ،، وافقى علشان خاطري .
أصبحت الأرض تميد بها ،، تدور كأنها في طاحونة ،، ما هذا الذي يحدث وكيف ومتى حدث ؟ ،،، مؤكد هي في أحد احلامها الثقيلة ،،، مؤكد نائمة وستستيقظ على الواقع المؤلم الذي تعيشه .
نظرت لوالدها الذى يطالع حمزة بأمل ،،، نظرت لوالدتها التى تترقب قرارها بلهفة ودموع ،، حتى صديقتها كارى تومئ لها تؤيد قراره بسعادة إرتسمت في عينيها اللامعة .
أما هو فطالعته بشرود وصمت وهو يتابع بعيون صادقة مترجية ولهفة عشقٍ أذابه إشتياقاً وحنين :
- وافقى يا ريتان ،،، أنا أصلاً سافرت علشان أخلص من جــ.وازى وارجعلك ،،، سافرت علشان أخلع كل الوجع اللى في حياتى واجيلك فاضي .
كانت تنظر داخل عيــ.نيه تبحث عن الصدق فهى لا تملك أي فرصة للتفكير .
أردف حمدى متألما خوفاً على سمعتها وسمعته التى على المحك وهو على يقين بحب إبنته والآن يري بوضوح حب حمزة الذي يغرق المكان :
- وافقى يا بنتى علشان خاطرى ،، أنا وانتِ مش هنتحمل كلام الناس اللى برا دي ..
أغمضت عيــ.نيها بل إعتصرتها لتنفض منها دموع الضعف والحسرة ثم عادت تفتحهما بنظرة تعجب مشتتة ومشاعر متضاربة وهى تتذكر حديث مها لها وكأنها تحدد مصير مجهول ،، لقد قررت أن تبتعد حتى لا تواجه تلك المرأة في ساحةِ الحرب على رجلٍ عشقته حد النخاع ،، على رجلٍ سكن روحها ،، ولكن يبدو أن طبول الحرب قد قرعت منذ زمن ،، لذلك فلترفع رأسها فالإنحناء لم يعد يفيد ،، لتفرد أدرعتها الواقية ولتواجه فلم يعد الإستسلام مباح ،، لتختار لأول مرة قرارٍ سيسعد روحها وقلبها وجــ.سدها وستحقق أمنيتها الكبرى ،،، لتقرر لمرة واحدة دون أفكارها التى تدمرها ،، لقد كانت على وشك أن تصبح زو جة غيره كمن كانت على وشك السقوط من على حافة الهاوية بإرادتها بعدما دفعها لذلك الزمن والمؤمرات ورصاصات شقيقتها .
دققت النظر في عيــ.نيه البنية اللامعة ينتظر قرارها كإنتظار مصيرٍ عظيم ،، سحبت نفساً قوياً وها هى تطالعه بدموع وتومئ مردفة :
- تمام ،، موافقة .
إنتابته سعادة داخــ.لية بدأت تتوغل في عروقه وأوردته كنقطةِ ماءٍ وانتهت بنهرٍ أغرقه فظهرت بوضوح على ملامحه وأخرج هويته من جيبه مسرعاً يردف بسعادة ولهفة وهو يطالع والدها :
- عم حمدى أنا طالب إيــ.د ريتان منك ،،، أنا بحبها ومحبتش في حياتى كلها غيرها ،، وافق يا عم حمدى لأن هى كمان بتحبي .
طالعه حمدى بتعجب فلأول مرة يرى حمزة الجواد في تلك الحالة الحماسية ،،، عهده عاقلٍ رزين ولكنه الآن كطفلٍ شقيٍ يركض في كل مكان ،،، رآى حمزة حالته فأردف متلهفاً :
- بسرعة يا عم حمدى مافيش وقت .
إنتظمت ضربات قلب حمدى وأومأ له وأسرعا الإثنين إلى الداخل حيث القاعة التى تعالت أصوات الحضور داخــ.لها بعدما لاحظوا غياب العريس والصحفيان يصوران ما يحدث بحماس .
بينما أوقفت كارى ريتان الذاهلة مردفة بسعادة :
- إستنى يا ريتان إهدى الأول مش عايزين حد يلاحظ إنك كنتِ بتعيطي ،، تعالى لما أضبطك .
نظرت لها بتعجب وأردفت وما زالت في صدمتها :
- إنتِ مبسوطة ؟
أومأت كارى وأردفت بسعادة :
- جدااا .
تعجبت من أمرها ،، ولما تتعجب ،، وداخــ.لها دغدغات وصحوة مشاعر لا تعلم سببها ،، ما هذا القدر وكيف تبدلت الأحوال في لمح البصر لتصبح بعد لحظات زو جة حمزة بدل من تكون زو جة كريم أو بدلاً من أن تفضح على يــ.د زو جته ؟
جلس حمزة أمام المأذون وسط تعجب الحضور جميعهم وتساؤلاتهم ولكنه لا يبالي بأحد وكذلك حمدى الذى قرر الصمت مؤقتاً بينما تحدث المأذون بترقب :
نهدى يا جماعة لو سمحتوا ،،، خلونا نكتب الكتاب .
جاءت هى من الداخــ.ل ومعها كارى تخطى أمام الجميع ولكن عيــ.نيها كانت عليه وهو يتحدث مع المأذون متلهفاً ،، حسناً ستعود لحلمها ،،، نعم هذا حلم ،، مؤكد ما يحدث ليس واقعاً فهى تعلم حظها جيداً .
جلست على طاولة المأذون بجانب والدها وكارى تقف مع مراد الذي يصمت منذ أن أتى ويتآكله الندم ولكنه سعيد لوصول شقيقه في أنسب لحظة .
تقف جميلة تطالع إبنتها بسعادة وكانا هناك شاهدان جالسان مسبقاً .
بدأ المأذون في إجراءاته ومع كل حرفٍ يردفه تصدر من حمزة نبضة عشقٍ تنبض كقرعِ طبولٍ السعادة لقصة عشق تعود لعهدها بتخطيط قدرى عجيب لا يصدقه إلى الآن .
إلى أن إنتهى المأذون وأردف :
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .
تنهد حمدى بإرتياح ونظر لإبنته بدموع تكونت في عيــ.نيه بينما لف نظره للحضور يطالعهما برأسٍ مرفوع .
كذلك جميلة تنظر لإبنتها بدموعٍ تحولت من دموع حسرة وعجز إلى سعادة .
تعجب الحضور ولكن لم يتحدث أحد على العلن بل كان الحديث داخــ.لى ،، حتى السيدة منال قاسم تجلس وسط الزميلات متعجبة ولكنها كانت تعلم وترى حب حمزة الخفي لريتان وتتعجب من ذلك ،، وما لم تكن تتوقعه هو حب ريتان له ،، فدائماً تراها جادة برغم حنانها ،، تراها هادئة وحزينة ،، ولكنها حقاً سعيدة لأجلها برغم تعجبها .
حتى الصحفيان اللذان أتيا ليوثقا خبر ترك العريس لعروسته بسبب علاقتها الغير شرعية كما طلبت منهما مها ها هما يوثقان كتب كتاب حمزة الجواد على ريتان حمدى الفولى لينتشر الخبر بسرعة البرق ويصبح كيدها في نحرها .
أما ريتان فتجلس تطالع ما يحدث بصمتِ وتنتظر إلى أن تستيقظ ،، نظرت له ،، رأته يقف يتقدم منها ومع كل خطوة تردد هامــ.سة :
- حلم ،،، أكيد حلم .
وصل إليها وتمــ.سك بكفيها وأوقفها أمامه ،، عندما لامــ.س كفيها شعرت بلمــ.سته التى أرجفت داخــ.لها والتى بعثرت مشاعره ،، تفكر هل يمكن للأحلام أن تؤثر داخــ.لنا هكذا ؟
طالعها بسعادة فاضت وملأت المكان ،، ينظر لملامحها بعشق قائلاً :
- إتكلمى وقولى إنك فعلاً بقيتي ملكى ؟ ،، قولى أي حاجة يا ريتان أنا حاسس إن قلبي هيقف من كتر الفرحة .
شهقت بقوة ،، حقيقة ؟ ،، كل ما حدث حقيقة ،، أمامها ويتحدث معها ويتمــ.سك بيــ.ديها ؟ ،، أصبحت زو جته ! .
عادت الدموع إلى مقلتيها فرآهم فرفع يــ.ديه يحاوط وجــ.هها ويحتويه بحنو ويميل طابعاً قبلة طويلة على جبينها وهو يعتصر عيــ.نيه بقوة وقلبه يقفز فرحاً ثم سحبها قليلاً إليه حتى أدخــ.لها بين ضــ.لوعه يربت على ظــ.هرها بحنو وكأنه يطيب خاطرها وقلبها عن كل ما عاشته خلال السنوات الفائتة ،،، يحتويها بحنو ولا يصدق أنها بين يــ.ديه .
ثابتة لا تعطى أي رد فعل ،، ضاعت قوتها المزعومة وتبعثرت أفكارها ولم تعد تشعر سوى بمشاعر جديدة توغلت لجــ.سدها من لمــ.سته ،،، حتى أنها لا تبتعد بل متصلبة ظاهرياً ولكن هناك فراشات ترفرف عند قلبها وأســ.فل معــ.دتها وعلى طول عمودها الفقري تنبهها بعــ.ناقه التى دوماً كانت تتمناه .
الجميع متعجب وحمدى وجميلة يقفان بجانب بعضهما يطالعانها بسعادة ،، ما يراه في عيــ.نيها الآن كان يراه منذ سنوات وقبل أن تنكسر نظرتها على يــ.د ناصف ،،، أما ما يراه من حمزة فهو الجديد عليه .
أردف حمزة وما زال يربت على ظــ.هرها بحنو :
بلاش دموع علشان خاطري ،،، إهدى وهحكيلك كل حاجة ،،، إهدى يا حبيبة قلبي هنروح ونتكلم .
أنبهتها كلمته الأخيرة ،، تلك الكلمة التى قالها لتوهِ ،،، إبتعدت عنه تنظر جانباً حتى لا يرى السعادة في عيــ.نيها الآن والتفتت تخطو لوالدها وتقف بجواره بصمت .
أما هو فنظر للحضور وأردف بسعادة وثبات :
- ممكن أقول كلمة ؟
هناك من إبتسم له وهناك من يترقب وهناك عيون متنبهة ،، لف يطالعها ويغمز لها بابتسامة شقت ثغره ،،، ثم عاد ينظر للحضور والصحفيان يوثقان حديثه .
تنهد بقوة وأردف بتأثر وحب :
- عايز بس أقول وبكل ثقة إن النهاردة على مدار 36 سنة ده أسعد يوم في حياتى كلها ،،، لإن الوحيدة اللى حبيتها واتمنيتها من زمان جداً بقت أخيراً زو جتى قدام ربنا وقدامكوا .
لف نظره يطالعها ويردف بندم :
- عايز بس أقولها أنا أسف على كل لحظة وجع عيشتيها في حياتك سواء بسببي أو بسبب غيري ،، أوعدك إنى هعوضك عن كل حاجة حصلت ،،، عايز أقولك إنى في اللحظة دي أكتر راجل محظوظ في الدنيا كلها ،،، اللى تكون ملاك زيك بأخلاقها وطيبة قلبها وحنيتها من نصيبه لازم يبقى محظوظ .
كان الجميع يستمع له بتأثر بينما هي تستمع بذهول وكأنها عادت تحلم ،،، إنتهى وعاد يتجه إليها يطالعها بعمق وما زال لا يصدق أيضاً .
تنهدت ولفت نظرها تطالع والدها مردفة بهدوء :
- يالا يا بابا نروح .
نعم تريد أن تركض الآن لغرفتها لتستريح وتهدأ وتستعد لترى ماذا ستفعل .
أما هو فوقف أمام حمدى يردف بتروى :
- عم حمدى خد ريتان وروح وأنا هخلص حبة أمور ورايا وأجى أخدها .
أومأ له وسحب إبنته وزو جته وغادر دون إضافة حرف بينما وقف حمزة يطالع أثرهم إلى أن غادروا ثم نظر للحضور وأردف بثبات :
- شكراً يا جماعة لحضوركم ومشاركتكم فرحتنا ،،، أنا وريتان إن شاء الله هنعمل حفلة صغيرة عندى في القصر واتمنى تنورونا هناك ،، والعصافير اللى هنا أتمنى هما كمان يبقوا موجدين بعد طبعا ما ينشروا الخبر ده النهاردة في كل الصحف زى ما كان مطلوب منهم بالضبط ..
التفتت ينظر لكارى التى كانت تبتسم بسعادة وتومئ له مأيدة بينما تجاهل تماماً وجود مراد وتنهد بقوة وتحرك للخارج ليعود للقصر .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية