-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 17 - 1 - الثلاثاء 9/4/2024

   قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السابع عشر

1

تم النشر يوم الثلاثاء

9/4/2024

 «نظرة جفاء» 



قبل قليل

دخل آدم للشقه الخاصة به منها لغرفة النوم مباشرةً يحمل حنان وضعها فوق الفراش، شعر بآلم فى ساقه المصابة إستسلم وجلس على طرف الفراش، ينظر نحو حنان الغائبة عن الوعي،رغم ذاك الآلم القوي الذي يشعر به نهض بتحامُل وذهب الى نحو مرآة الزينة جذب قنينة العُطر وعاد بها نحو تلك الغافية،وضع القليل على يديه ثم قرب إحد يديه من أنفها يُربت بيده الاخري فوق  إحد وجنتيها بخفة، محاولًا إفاقتها، الى أن إستجابت له بالفعل وبدأت تفتح عينيها بغشاوة، مازال منظر حمل الرجال لـ حفظي محفور بعقلها، بمجرد أن فاقت جلست بفزع. تقول بشهقة ندب: 

حفظي مات. 


تنهد آدم محاولًا تخفيف وطئ ذلك قائلًا بهدوء: 

حنان... 


توقف عن إسترسال حديثها حين بدأت بالندب والبُكاء:

أنا السبب،كنت متأكده إن حفظي مش هيعدي الليله بسلام،يا...


قاطعها آدم  قائلًا:

يا إيه،يا حنان...إهدي الرصاصه جت فى كتف حفظي،يعني مماتش.


نظرت له حنان تستشف منه الصدق وهدأت قليلًا  تقول برجاء:

بجد يا آدم يعني حفظي عايش.


تنهد آدم مُتفهمًا:

حنان إهدي، ومن إمتى كدبت عليكِ. 


تنهدت براحة، بينما رغم شعور آدم بالآلم من ساقه، نهض واقفًا يتحرر من بعض تلك الثياب عليه وفتح أزرار قميصه ظهر جزء كبير من  صدره  ، كذالك شمر ساعديه، ثم نظر الى حنان قائلًا: 

هروح أخد دُش فى الحمام التاني... حاسس بشوية صداع. 


نهضت حنان بتسرع، بسبب حجم فستان زفافها كادت تتعرقل، لكن تلقفها آدم بين يديه، رفعت يديها وضعتها حول وجهه بتلقائيه تتحسس حرارة وجهه، شعرت بآلم قائله: 

دماغك سخنه شوية. 


رغم آلم ساقه، لكن لمعت عينيه بشغف وهو يضم خصرها بين يديه،تبسم وهو ينحني يُقبل إحد وجنتيها،عِدة قُبلات مُقتربًا من فكها،لكن فجأة وعت حنان على فعلتها شعرت بالحياء،كذالك قُبلات آدم هزت ليس قلبها فقط بل جسدها أيضًا الذى برد فعل تلقائى إرتعش بين يدي آدم الذي شعر بذلك وتمسك بيديه على  خصرها أقوى، أخفضت وجهها بحياء، وعادت برأسها للخلف، تبسم آدم على خجلها ورفع إحد يديه عن خصرها نحو وجهها وضعها أسفل ذقنها، رفع وجهها، تلاقت عينياهم بحديث صامت، لكن يبوح بمقدار وافر من العشق فى قلب كل منهما للآخر، سُرعان ما عاد آدم وكاد يلتقط شفاه حنان، لكن هى وعت بخجل، وتنفست بتوتر قائله بتهرب: 

أنا لابسه الفستان من وقت طويل،وتقيل أوي. 


تبسم  وترك خصرها وتوجه الى الفراش أخذ تلك المنامة الخاصة به قائلًا: 

هروح أغير فى الحمام التاني. 


أومأت له بخجل وهو يُغادر الغرفه يغلق خلفه الباب... لحظات كان قلبها يخفق عشقًا لذلك الآدم، لكن عاد لرأسها منظر حفظي  وهم يحملوه، غص قلبها لو هاتفها معها لكانت تأكدت من والدها أنه حقًا مازال حيًا كما أخبرها آدم، لكن سُرعان ما نهرت نفسها، منذ متى كذب آدم عليها، تنهدت بآسف بسبب حدسها الذي صدق...حاولت نفض ذلك عن رأسها ربما تشعر براحه حتى لو كانت لبعض الوقت فقط...ذهبت نحو الفراش جذبت تلك المنامه التى كانت فوق الفراش، إستحت من إرتدائها، ذهبت نحو دولاب الملابس، أخرجت منامة أخرى لها مُحتشمة، ثم نظرت نحو باب الغرفه،قامت بفتح سِحاب فستان زفافها وقامت بخلعه، وإرتدت تلك المنامه ثم ذهبت الى حمام الغرفه...وقفت أمام الحوض نظرت الى بقايا مساحيق التحميل القليله التى على وجهها،لفت نظرها ذاك الكُحل الذي ساح حول عينيها يُعطيها منظرًا بشع بالتأكيد بسبب بُكائها،غسلت وجهها أكثر من مرة حتى زال ذاك الإسمرار لكن كان هنالك هالات سوداء حول عينيها،بالتأكيد سببها معلوم هو عدم نومها بإنتظام  بالفترة الماضية بسبب ما كانت تراه من هلوسات،حقُا تحقق جزء منها لكن بالنهاية ربما هذا كان أفضل الأسوء، ظلت لدقائق الى أن سمعت طرق آدم  الذي عاد للغرفة قبل دقائق دخل بعد أن طرق على باب الغرفه ولم يسمع سماح حنان له بالدخول،ظل لحظات ثم شعر بترقُب ودلف الى الغرفه لم يجد حنان،كان الفستان موضوع على آريكه بالغرفه،تبسم وجلس يشعر بآلم ساقه بدأ يهدأ قليلًا بعد أن تناول أحد المُسكنات، لكن إستغيب حنان، نهض وتوجه الى باب الحمام قام بالطرق عليه قائلًا: 

حنان. 


إهتز قلبها، وهي تشعر بخجل، كذالك غصوص بقلبها كانت تود أن تكون مثل بقية الفتيات أن تصير ملكة ليلة زفافها على من هوي قلبها، لكن شاء القدر، ربما الأهم الآن أنها إجتمعت مع من رغبت بتكملة الباقي من عمرها معه، غسلت وجهها من أثار البُكاء،وخرجت تبسمت حين رأته قريب من باب الحمام،بادلها نفس البسمة،تحدث بمودة:

 أنا أتوضيت.


أومأت له بمفهوم أنها هي الأخرى توضأت 

بعد قليل كان الإثنين يجلسان خلف بعضهما على سجادة الصلاة 

كان آدم بداخلة يشكُر الله أن العُرس إنتهي بأقل الخسائر رغم آلم ساقه الذي عاد بقوة بسبب غباء حفظي الذي إستغل وجيعته،لكن مرور الليله هكذا كان أفضل الأسوء. 


بينما حنان تبتهل الى الله تتمني أن لا يترك ما حدث الليلة صراع لاحقًا... دعت بقلب خاشع.


بعد قليل نهض آدم ومد يده الى حنان،التى نظرت الى يده المُمدوده ثم الى وجهه تبسم لها،بتلقائية وضعت يدها براحة يده،ثم نهضت هي الأخري،لحظات كانت العيون هو منبع الحوار بينهم بتطمين أن البدايه ربما ليست كما كانا يتمنيان لكن كل شئ قدر والاهم أنهما معًا الآن،ضمها شعر بتوترها تبسم  آدم قائلًا: 

أكيد جعانه زيي. 


كانت إيماءة خجل منها، تبسم وهو يسحب يدها وذهبا نحو طاولة الطعام الموضوعه بالغرفه كشفها مُبتسمًا، يحاول فك توتر حنان وصرف تفكيرها عن ما حدث بنهاية العُرس قائلًا: 

سبق وقولتيلي إن نفس مامتك فى الطبيخ لا يُعلى عليه.


أومأت قائله:

قدامك أهو دوق وإنت تتأكد من كلامي.


إبتسم قائلًا:

خلينا ندوق سوا.


رغم عدم رغبتهما لكن منهم يحاول أن لا يكون مُتحامل على الآخر...تناولوا القليل من الطعام الذى رغم انهما لم يشعرا بأي مذاق لكن مدح آدم:

فعلّا طبيخ مامتك طعمه هايل.


نظرت الى القليل الذي نقص من الطعام،علمت أن آدم يُجامل،تفهمت ذلك،الليلة كل شئ فقد رونقه....بعد قليل تمدد آدم على الفراش جاذبًا حنان التى تمددت جواره بحياء منها تثائب يشعر بالنعاس،ليس لحاجته لذلك لكن تأثير ذاك المُسكن،كذالك حنان تشعر بقلق لكن تحاول نفض ذلك،شعرت بيدي آدم الذي ضمها وقبل عُنقها،إرتعشت حنان وبتوتر نطقت إسم آدم...فهم من نبرة صوتها أنها ليست مُستعدة 

تفهم توترها، فالليلة كانت صعبة على الجميع

كذالك هو هدأ بعد شبه زوال آلم ساقه كذالك يكفي وجود حنان بين يديه قريبة منه، طبع قُبلة على عُنقها ثم أتبعها: 

تصبحِ على خير يا حنان. 


برجفة صوت حدثته ولم تحاول الإبتعاد عنه، كل ما تود أن تشعر به هو نبض قلب آدم  الذي سُرعان ما غفي، لكن حنان غفت للحظات ثم شعرت بعودة الهلاوس فتحت عينبها تنظر الى ملامح آدم، مشاعر مُختلطة بداخلها، بين الريبه والترقُب من القادم، والشعور الاقوي هو عشقها لـ آدم.

الصفحة التالية