-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 20 - 1 الجمعة 1/12/2023

  

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل االعشرون

1

تاريخ النشر الجمعة

1/12/2023



داخل حرم الجامعة

بخطواته السريعة يخترق التجمعات، ويقطع المسافات، يجول بعينيه على وجوه الطلاب في أماكن جلوسهم خارج مبنى المدرجات، يبحث عنها وسطهم، وقد تأكد من شقيقته انها اليوم حاضرة، وبهذه الساعة بالتحديد،  ليس لديها ما يعيقه عن مقابلتها من محاضرات او التزامات أخرى.


بحث كثيرا حتى وقعت عينيه عليها، جالسة على احد مصاطب الرخام ، حول حوض الزهور الصغير، والذي أنشيء كزينة بجانب المبنى، تقلب في دفترها بعدم تركيز، بجوار هذا الشاب الذي يثرثر بلا توقف ، وهي تستمع له بإنصات.


استفزه صمتها واستفزه الطريقة التي كان يتحدث بها الشاب، والتي بدا منها الاعجاب الواضح، فهذه الهيئة لا تخفى ابدا على رجل خبير مثله.


- السلام عليكم. 

بادر بلقاء التحية يجفلها بحضوره، في غمرة انشغالها مع  هذا الفتى والذي سبقها بالرد:

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مين حضرتك؟


رمقها بنظرة حادة فور ان التقت ابصارها به، بعد ان فاجئها بحضوره، لتطرق رأسها بعدم اهتمام وهو يجيب الفتى بفظاظة:


- انا عزيز يا حبيبي، قومي يا بسمة عايزك .

التوى ثغرها، لتشيح بوجهها للناحية الأخرى، ببرود تقصده اشعل بقلبه حريقًا، ليرتد فعلها بأثره على الشاب، ويتعامل معه بحده:.


- حضرتك هو انت تعرفها منين؟ جاي كدة بتفاجأئنا، وعايزها تقوم معاك على طول،  فيه ايه؟

- وانت مالك ؟

لفظها بحده قبل ان يتوجه اليها بانفعاله:

- انتي هتعملي نفسك مش عارفاني، ما تتعدلي بقى وفهمي صاحبنا دا اني مش فايقله.


- صاحبنا، هو جاي تهزأني يا جدع انت .

هتف بها الفتى بانفعال،  قابله الاخر بزمجرة شرسه متحفزة نحوه، اجبرتها على التدخل، تنهرهما بحزم:


- ثواني انت وهو، هتعملوها خناقة ولا أيه؟


- كنتي قول لنفسك الكلام ده من اول، بدل ما انتي سيباه يلطش معايا بالنيابة عنك 

حديثه الحاد نحوها زاد من حنق الآخر،  والذي أصبح يردد خلفه بعدم استيعاب:


- أيه ده أيه ده؟ ده ماله واخد الثقة في نفسه كدة؟ هو انت صفتك أيه بالظبط؟

خرجت منه عبثيًا ولكنها اصابت الهدف بحق، لتمتقع ملامحه، وتعزو ابتسامة منتشية ثغرها،  وتجيبه هي بانتشاء:


- هو ملهوش صفة والله يا لؤي، بس احتمال ان شاء الله،  يبقى في ما بينا علاقة نسب، بجواز اخته من اخويا ، 


- حتى دي، احتمال ما يبقاش خالص برضوا، عادي يعني .

لوح بتهديده كرد لها اغضبها، لتعتلي الشراسة ملامحها ،وتبادله حرب النظرات، امام زميلها الذي استخف قائلًا:


- حتى دي كمان مش مضمونة، انا مش فاهم بجد، هو جايب الثقة دي منين ؟

تداركت هذه المرة تتولى هي لملمة الأمر، امام تحديه السافر لها؛

- خلاص يا لؤي، استناني انت هنا وانا هروح اشوفه عايز ايه؟ 


قالتها وتحركت على الفور ترفع حقيقتها لإعلى كتفها، رغم اعتراض زميلها الذي اصابته الصدمة:

- أيه ده يا بسمة؟ هو انتي بجد هتروحي معاه؟


اومأت له بمهادنة كي يعذرها، وهي تخطو لتسبق الاخر، والذي شيعه بنظرة انتصار ، قبل ان يستدير عنه، ويلحق بها .


❈-❈-❈


القت بحقيبتها على الطاولة التي سحبت احد المقاعد لتجلس حولها:


- افندم، عايز ايه خلصني؟

جلس هو الاخر مقابلها، ليجيبها باستخقاف:

- اخلصك ليه بقى؟ هو انت على زمتى زي ما بيقولوا ؟


وكأن بتعقيبه أشعل الفتيل، تغضنت ملامحها بغضب شديد، لتجزره حازمة:

-،عزيز لو سمحت قول اللي عندك بقى وخلصني، من غير تريقة ولا تلقيح بالكلام؟ ثم انت ايه اللي جايبك اساسًا؟ يكونش بتدور على خطيبتك؟ بس دي مش كليتها يا حبيبي، تحب اخدك من ايدك واعرفك هي فين؟


قالت الأخيرة لتهم باالنهوض، ولكنه اوقفها بالضغط على كفها متمتمًا بالكز على اسنانه:


- شوفتي بقى مين اللي بيتريق؟ بطلي تستفزيني يا بسمة انا على اخري. 


اعتدلت تخاطبه باسترخاء تدعيه:

- تمام يا عزيز، مش هستفزك ولا احرق دمك، تقدر تجاوبني على سؤالي انت بقى، سبب تشربفك ليا النهاردة ليه؟


اضطربت تعابيره، وارتسم التردد جليًا على صفحة وجهه، حتى تهرب عن الرد بسؤاله لها:


- طب قوليلي الاول ، عن الواد اللي كان قاعد جمبك، واتحمق عليا وانا بكلمك، صفته ايه بقى عندك، غير انه زميل عشان يتهجم عليا كدة؟


غزى ثغرها ابتسامة جانبية لتغيظه بقولها:

-  لا طبعا مش زميل وبس، لؤي دا يبقى العبقري بتاع  الدفعة ومابيتأخرش عني في أي طلب، او استفسار عن المحاضرات او شرحها زي ما انت شوفت كدة، دا غير  انه معجب كمان.


عقب على قولها بسخرية يعض على نواجزه:

- يا شيخة! معجب كمان الامور؟! ويا ترى انتي يا حلوة بتبادليه نفس المشاعر؟ ولا بتهاوديه على ما تاخدي مصلحتك منه، في شرح وتحضير الأبحاث والحاجات دي بقى


برغم حقها الشديد من قوله، الا انها واصلت بعدم اكتراث تزيد عليه:

- وانت مالك بقى عشان تسأل؟ زميل ولا صديق ولاحتى حبيب.......

- بسمة متعصبنيش. 

قاطعها بحدة، يحدجها بشرار عينيه المتقدة بلهيب الغضب، يهددها بعدم الاستمرار، ولكنها لم تأبه ، فتابعت بعند:


- لا بقى يا عزيز مش هوقف، يا باشا يا اللي مقطع السمكة وديلها، انا كمان ليا حق اجرب وادخل في علاقات... ااه.


صرخت بالأخيرة متأثرة بألم، بعد ان جذبها من مرفقها بضغطة قوية كادت ان تكسره ، ليردف بفحيح مقربًا وجهه منها:


- امسكي بقك دا شوية عن الهلفطة والهبل، انتي مش قد غضبي يا بسمة، 


حاولت نزع ذراعها عنها ولكنه شدد غير مبالي بألمها، تحمد الله انها تجلس معه بركن منفرد عن باقي رواد المطعم،  تمتن لوجود الطاولة كحاجز بينهم، وتوحش هيئته ترسل ذبذبات، تجبر غريزة الخوف داخلها لتتراجع عن تحديه ، حتى وهي تدعي القوة:


- سيب ايدي يا عزيز، عشان انت ملكش اي حق تفرض اوامرك عليا، ياريت بقى توفر مجهودك ده مع خطيبتك،  هي الأولى بالشو بتاعك ده، لكن انا بقى اتحملك ليه؟


بسؤالها الاخير، وهذه الضعف الذي يلتمسه جليًا بها، والناتج عن الم متعاظم بها، يفوق للألم الجسدي والمتسبب هو به من الأساس 

إهتزت حصونه،  لترتخي قبضته عنها ويتركها تدلك على الجزء الذي تتوجع منه، فخرج ردها ببعض العتب:


- برضوا مُصرة تحمليني فوق طاقتي بكلامي ده، وانتي عارفة اني اتحطيت في وضع لا يمكن كنت هقدر ع الرفض فيه، بعد والدتي ما اعلنت وشهدت الناس مكنش ينفع انفذ ارداتي تقديرا حتى لسمعة البنت  


ابتلعت غصتها لتردف بلهجة امتزجت بها عزة النفس مع انكسار الهزيمة:

- انت حر طبعا، وانا ما بلومش عليك، ولا بقولك خالف والدتك، او افسخ خطوبتك بالبنت بعد ما قريت فاتحتك عليها.... 


توجهت له تخاطبه بأمر:

- ومدام انا مطلبتش منك ، يبقى انت كمان لا تطلب ولا تفرض عليا ارادتك في اي شيء، انا حرة، يعني من حقي انا كمان اشوف مستقبلي مع الانسان اللي يحبني. 


- والانسان دا بقى، يبقى الاستاذ لؤي، صح ولا في غيره ينفع تستغليه في نقل المحاضرات


استفزها بتهكمه حتى استشاطت غضبًا لتهدر به:

- لم نفسك يا عزيز، وملكش دعوة ان كنت استغل لؤي او حتى اصاحب....

قطعت مجبرة لترتد للخلف برعب منه، بعدما تقدم نحوها ملوحًا بقبضة يده يهددها:


- قولتلك بلاش تستفزيني يا بسمة انا على اخري..


تمالكت بقوة زائقة تواصل في معاندته:

- تمام مش هاستفزك،، بس انت برضوا ملكش دعوة بيا، 

قالتها ونهضت فجأة ، لتواصل؛

- وعن اذنك بقى عشان ميصحش اقعد معاك من الاساس، عشان ان جيت للحق بقى ، انا اخاف ليوصل لقاءنا دا لخطيبتك ، لازم برضوا تقدرها ، ومتجرحش احساسها. 


بصقت كلماتها وذهبت من امامه، لتتركه يضرب  بقبضته بقوة على ذراع الكرسي الجالس عليه، يمنع نفسه عن اللحاق بها وايقافها بقوة لتعود اليه، ليجبرها على الاستماع، حتى يقنعها بوجهة نظره، لكن بأي حق؟


انها بالفعل اصابت الحقيقة في كل ما اردفت به، لكنه ايضًا لن يتركها،  هذه المجنونة المفعمة بالحياة لن يجعلها تذهب لغيره، ان كان لؤي او أي كان .


تابع قراءة الفصل