-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 33 - 4 - الأحد 17/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والثلاثون

4

تم النشر يوم الأحد

17/12/2023



سألتها بصوت حزين متعجبة من كم الكراهية والعداء نحو علاقتهما


= انا كنت جايه هنا وحاجه واحده بس بتتردد في دماغي بعد اللي سمعته من رسلان، انك هتقولي لي مستحيل ااذيكي وان هو كذاب لكن لقيتك ما انكرتيش ودلوقتي بتعترفي ان انتٍ عملتي كده فعلا .


هدرت مهرة محاولة جاهدأ عدم البكاء أمام

الجميع وهي تضيف بحرقة


= انا كمان كنت فقدت الأمل ان الاقي عيله و حد اقول لي يا ماما ويحس بيا ويحتويني زيك، عشان كده كانت اي حاجه مهما تحصل حتى لو انتٍ ذات نفسك طلبت مني حاجه ضدي سعادتي كنت هعملها، عشان انتٍ بالنسبه لي ما كنتيش ام وبس انتٍ كنتي حاجه كبيره


أخفضت وفاء رأسها بخزي، و الأخري أكملت بصوت مرير وقد قست نظراتها


= بس برده ده ما يديكيش الحق انك تتحكمي في قرارات مصريه في حياتي وتمشيها على مزاجك من غير ما تاخدي رأيي حتي، انتٍ كنتي شايفاني بتعذب قدامك من ساعه ما مشي وسابني وانا واخده عنده فكره غلط او الفكره اللي انتٍ كنتي مصممه تخليني اخدها عنه، انه ما كانش بيحبني وسابني عشان كان بيلعب بيا وما حبنيش. ازاي توصليني للحاله دي، عارفه إيه اللي خلاني ارجع اتعامل عادي زي زمان؟ عشان شفتك قد ايه صعبان عليكي حالتي او مش عارفه كنتي بتمثلي و كنتي فرحانه فيا ولا في ايه بالظبط.. انتٍ وصلتيني لحاله أن خلاص اقتنعت ان انا هفضل عايشه تعيسه وما حدش هيحبني 


هزت رأسها برفض بسرعه وانحنت وفاء على جبينها لتقبلها بنعومة قبل أن تزيح بحذر ما علق من دمعات موجوعة بأناملها، قائلة من بين دموعها الحزينه


= لا والله العظيم ما كنت بمثل انا فعلا بحبك وانتٍ تستاهلي كل حاجه حلوه، انتٍ كنتي صعبانه عليا فعلا وكنت بحس كتير أوي بالندم على اللي عملته بس الحمد لله لقيتك مع الوقت ابتديتي تنسي .


أولتها مهرة ظهرها هاتفة بنواح


= انساه! انا كنت بحاول أمثل ان انا كويسه قدامك لكن لما كان بتقفل عليا الباب ما كنتش عارفه ايه اللي بيحصل لي، وانا بقيت خلاص مقتنعه ان العيب مني انا وكل ما حد يقرب مني يحصل حاجه وما تكملش.. ليه بجد عملتي كده.. لـيــه .


وضعت وفاء يدها فوق فمها وهي تبكي بشدة عليها، و رحلت الأخري للخارج بسرعه وهي باكية بحرقة، تحرك رسلان خلفها رافض تركها بمفردها فهي بحاجة إلى دعم قوي ومستمر ممن حولها خاصة في تلك المرحلة الحرجة لتتجاوز الأزمة.


جمد أنظاره سراج المشتعلة عليها، وقال بسخط متعمدة تحميلها اللوم لتسرعها معها


= يعني ما جبتليش سيره عن الجواب ده قبل كده وأن مهره بتحبه هي كمان؟؟ قلت لك من الاول بلاش كنت عارف ومتاكد ان ده اللي هيحصل؟ وحذرتك كتير تخليها تيجي منك وقوليلها، حاولي بقى تحلي وتصلحي اللي انتٍ عملتيه .


❈-❈-❈


كانت تسنيم جالسه بغرفة المعيشة الواسعه بالمنزل الجديد الخاص بهم والذي قام سالم بشراءه بعد ولادة اطفالهم لبني و سليم وقام بمفاجأتها به وانتقلوا اليه مباشرة فور مغادرة تسنيم للمشفي تاركين المنزل القديم لينتقل الى منزل بمساحه اوسع حتي يستطيعوا ان يحصلوا علي أكبر قدر من الخصوصيه لكلاهما...


حتى أن تسنيم توقفت بعد ولادتها عن العمل حتى تهتم باطفالها فتربيه توأم مع العمل كانت مسؤوليه كبيره عليها لذلك تركت العمل لكي تتفرغ الي حياتها والى سالم زوجها أيضا، لكن اتفقت هي مع سالم بانها ستعود في اي لحظه 

عندما تطمئن بان مسؤوليتها بدأت تخف وهو لم يعترض على ذلك.


تنهدت بتعب بينما تحمل بين ذراعيها صغيرتها لبني التي كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات بينما سلطت أعينها علي دخول ليلى من المنزل بعد عودتها من جامعتها التي التحقت بها بعد الثانويه بصعوبة فبالطبع ما حدث من قبل أثر على حياتها الدراسيه أيضا، لكنها حاولت التخطي بدعم الجميع حولها .


ركضت ليلي كعادتها ترحب بلبنى أولا وهي فتحت يديها بسعادة فوراً أن وجدت اختها الكبيره أمامها تقترب منها، فهم مقتربين من بعضهم البعض بشدة! وبعدها تقدمت من سليم وقبلت وجنته بحب، بينما ابتسمت تسنيم

بحنان من تقارب الاخوه الى بعضها بذلك الشكل.


كانوا جالسين جميعاً علي الطاوله ذاتها حيث كانت تسنيم تطعم الصغار من صحن الطعام الخاص بالاطفال الذي امامها... لاحظت نظرات ليلى لها المتوتره وكل حين وآخر تنظر إليها بصمت كأنها تريد ان تقول لها شيء لكنها مترددة بعض الشيء، تنهدت تسنيم مطولاً وهي تقول بإبتسامة عابثة


= عاوزه إيه يا ليلى قولي على طول مش لازم كل ما تعوزي حاجه تلفي وتدوري، وانتٍ في النهايه ما لكيش غير قولي لي عاوزه ايه على طول .


ابتسمت ليلي بإحراج شديدة وهي تقول بنبرة متوترة


= دايما كده فهماني انا فعلا عايزه اقول لك حاجه بس عشان خاطري اسمعيني للاخر وما تفهمنيش غلط ممكن 


عقدت الأخري حاجبيها بتعجب وقلق لكنها هزت رأسها بالايجاب، إبتلعت ليلي ريقها متوجسة وهي ترد قائله بنبرة مرتبكة


= انا من ست شهور كده اتعرفت على شاب أكبر مني بثلاث سنين هو مهندس في شركه وكان كل فتره بشوفه وهو بيجي يجيب اخته من الدرس اللي هي صاحبتي، وساعات كان بيحاول كتير أنه يتكلم معايا بس انا كنت برفض طبعاً والله .


انزلت طفلتها بعيد عنها ونظرت إليها بقلق وظنت انها قد أوقعت نفسها في مصيبه أخرى لتقول بتوجس


= كملي بسرعه وبعدين؟؟ يا رب في الآخر

ما تصدمنيش بمفاجاه تانيه.


هزت رأسها برفض بسرعه قائلة بخفوت


= لا ما تخافيش انا فضلت مصممه على رايي انا ما اتكلمتش معاه ولا مره، رغم أنه كان بيطلب مني ان احنا نقعد في مكان عام عشان  اطمن، بس انا برده كنت برفض لحد ما النهارده فاجاني وطلب مني رقم بابا عشان يجي يتقدم لي وانا مشيت وسبته وما عرفتش اعمل ايه.. بس لو هربت منه النهارده اكيد هيقابلني تاني في الدرس وهو بيجيب اخته وهيفاتحني في الموضوع تاني.  


تنهدت تسنيم براحه وسرعان ما أبتسمت بعدم تصديق فهل السنوات مرت هكذا بسرعه و كبرت تلك الصغيره المشاغبه التي كانت تخطط كيف تزيحها من حياه والدها وغيرتها المجنونة عليه، ثم تساءلت باهتمام


= طب انتٍ ايه رايك؟ عاوزه تهربي منه تاني ولا عاوزه تديله رقم باباكي وتشوفي فعلا عاوز يكمل الموضوع جد ولا مجرد تسليه .


نفخت الأخري بضيق وهي تردف باندفاع دون وعي


= ما هو لو بيتسلى هيطلب رقم بابا ليه يا ابله تسنيم اكيد واحد غيره هيفضل يحاول معايا لحد ما اقابله بره وبعد كده يزهق مني ويدور على غيري، لكن هو جاب الموضوع من الآخر وطلب رقم بابا على طول يعني لو..


صمتت للحظات عندما انتبهت الى حديثها التلقائي الذي اوضح اعجابها بذلك الشاب، و أخفضت رأسها وهي تضغط على شفتيها بخجل شديد وصمتت، ضحكت تسنيم عليها وقالت بنبرة عميقة


= كبرتي يا ليلى بسرعه وبقينا نحب، وشكلنا عاوزين نتخطب بدري كمان .


احمرت وجنتيها من الخجل الشديد وأردفت قائلة بتوتر


= انا يعني بقول اللي تشوفوه .


هزت راسها بإبتسامة هادئة، وأجابت قائله بجدية


= حاضر هتكلم مع باباكي بس لازم تكوني حاطه في دماغك حاجه واحده لو الولد مش كويس ولا هو ولا اهله سالم هيرفض الموضوع وانتٍ لازم تحترمي رغبته.. غير موضوع دراستك الافضل كمان تتجوزوا بعد الدراسه عشان مش هتعرفي تشيلي مسؤوليه  الاثنين او على حسب بقى اتفاقكم، بس اهم حاجه نشوف راي باباكي .


أبتسمت ليلي بسعادة داخلها لم تستطيع اخفائها، ثم تذكرت شئ، وهتفت بحذر 


= تمام! بقول لك ايه يا ابله تسنيم هو انا لو الموضوع كمل لازم احكيله عن إللي حصل زمان وحكايه الصور اللي بعتها للشاب ده وخدعني هو مش من حقه يعرف حاجه زي كده عن ماضيه .


وضعت قطعه التوست بداخل فم سليم الصغير، ونظرت إليها بتعجب متسائلة بتوضيح جاد


= مين قال إنه من حقه يعرف حاجه زي كده؟ 

حتى لو جربتي تسالي شيخ هيقول لك طبعاً  لا، أول حاجه دي حياتك الخاصه والموضوع حصل زمن وهو مش موجود في حياتك ولا كنتي عرفتي لسه، و حتى لو موجود طالما ربنا سترك الحمد لله يبقى انتٍ ليه تروحي تفضحي نفسك.. 


أكملت بجدية بينما تحاول التحكم في لبني التي كانت تحاول جذب شريطه شعرها 


= موضوع وعدي يا حبيبتي يبقى انتٍ كمان تنسي و ما تفكريش تفتحي مع اي حد وبعدين تفتكري يعني هو اللي ما شاء الله حياته بيضاء وما فيهاش ولا غلطه ومش مخبي عنك حاجات ما فيش شخص ما عندوش اخطاء.. وبلاش تحسبيها كده ولا تفكري في الموضوع ده أصلا .


هزت ليلي رأسها بالإيجاب بهدوء دون حديث وقد بدأت تقتنع بالحديث، فدائماً عندما تتذكر تلك المرحله من حياتها تشعر بالخزي من نفسها! لكن فكره ارتباطها الآن بشخص جعلها تشعر بأنها ربما ستظلمه معها بسبب ماضيها، لكن حديث زوجه أبيها أريحها قليلاً .


الصفحة التالية