رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 26 - 5 السبت 2/12/2023
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الخامس
تم النشر يوم السبت
2/12/2023
سقطت نظراته على محادثته الأخيرة مع داوود وتقرير إثبات النسب فتجهم وجهه وهو يشعر بتفاقم حالة رفيق دربه ليظن انه أصبح مريضا يشك بكل من حوله فسأله فورا دون وعي منه:
-أنت حالتك وصلت لدرجة أنك تشك في نسبك؟ ايه تحليل ال DNA ده يا فارس؟
هو الآن ليس بحالة تسمح له بالنقاش حقا فرد مستسلما يقص له كل ما فعلته والدته المزعومة فاتسعت حدقتي مازن وچنى المستمعة للحديث منذ بدايته فعلق مازن بحدة:
-دي مش بني آدمه، وصلت بيها تشكك في نسبك كمان، بجد مستحيل تكون أم والله.
نظر لزوجته ممتعضا من والدتها وأكمل:
-دي قاعدة تحت ماسكه في خناق داده حنان و...
قاطعه فارس محتدا:
-هي هنا؟ أنا مبلغ الحرس أنها متدخلش البيت.
صرخ به آمرا:
-أنزل حالا مشيها.
بكت چنى وهي تتوسله:
-بلاش يا فارس عشان خاطري، أنا عارفه إنها غلطانه بس مامي تصرفاتها غريبه وأنا شاكه أنها محتاجه دكتور نفسي...
قاطعها فارس وهو يهدر بها:
-بت انتي اسكتي خالص انتي متعرفيش حاجه، فريدة هانم لا هي مريضه نفسيه ولا مجنونه وتصرفاتها معايا كده من وأنا عندي 5 سنين فارحموني انتو شويه وكفايه بقى.
صرخ بنهاية حديثه وسحب نفسا عميقا وطرده خارجه وهو يحدث مازن:
-أنزل يا مازن وانا معاك ع الخط وسيبلي أنا الطالعة دي عشان الهانم مراتك متنكدش عليك.
لم يجادله ولا حتى يوبخ زوجته فالإثنين بحاجة إلى التريث والهدوء فتركها ونزل الدرج ووقف أمام فريدة وناولها الهاتف:
-فارس عايزك.
وضعت الهاتف على أذنها فتفاجئت بصوته الذي خرج من مكبر الصوت وهو يصيح بها:
-3 دقايق بالظبط وتكوني بره بيتي فاهمه ولا أفهمك بطريقتي.
انتبهت للجمع الذي سمع حديثه وظنت أن مازن من هاتفه ليخبره بتواجدها أو حتى شجارها مع مربيته وما زاد من حنقها هو عدم تمكنها من الرد عليه بعد أن أغلق المكالمة فعضت على شفتها السفلى تنظر لمازن بحنق وغضب وقبل أن تغادر وقفت أمام مربيته وهي تتوعد لها:
-معلش، هانت وكل حاجه هترجع ﻷصلها ووقت ما أتصالح أنا وابني هتكوني انتي بره.
لم تستطع حنان الصمت عما بدر منها فسألتها بحدة وحزن:
-انتي بتكرهيني ليه كده؟ أنا كنت عملت لك ايه عشان كل ده؟
اقتربت منها بخطوات بطيئة ووقفت قبالتها فاقترب مازن تحسبا لخروج الشجار عن مجرد رمي بالكلمات الحادة ليصبح تطاول بالأيدي:
-لما ابني يحطك انتي في بيته ويخرجني أنا منه يبقى لازم أكرهك.
سخرت حنان منها وهي تعلق:
-انتي بتكرهيني من زمان يا فريدة يا هانم، من ساعة ما جيت اشتغلت هنا أول مره والسبب في ده ايه؟ اني اهتميت بابنك اللي كنتي رمياه ومش بتسألي عنه؟
صرت فريدة على أسنانها وهي تؤكد:
-بكرهك فعلا بس عشان ابني بيحبك وأنا اللي تعبت وقبلت عيشتي مع أبوه غصب عني عشانه وفي الأخر كان بيحبك انتي أكتر مني...
قاطعتها حنان ترد بفخر:
-كان ومازال بيحبني يا فريدة هانم، ياريت تسبيه في حاله بقى هو مش ناقص والسبب الوحيد اللي كان مخليني ساكته عن إهانتك ليا هو فارس، فارس وبس لاني محبتش أخليه يتعصب ويزعل بسببي، بس انتي اللي بيجري في عروقك ده مش دم ابدا ولا فيكي ريحة الأمومة.
صفعتها صفعة كبيره جعلت تلك السمنة تسقط أرضا متألمة فأمسكها مازن بقوة وهو يصيح بها:
-متوصلش لمد الأيد يا فريدة هانم.
صرخت فريدة وهاجت وهي تحاول التخلص من يده الممسكة بها:
-وقفالي عامله راسها براسي وبتدافع عنها كمان، ابعد عني ومتلمسنيش.
بكاء الصغار جعل المكان بحالة من الهرج والضوضاء التي افقدت الجميع تركيزهم، فلم يع أحد لفريدة التي تحركت تحمل تمثال من النحاس الخالص وموضع كزينة على المنطدة واقتربت من حنان التي يسندها كل من مازن وساجد ليساعداها على الوقوف وهوت بتلك القطعة الثقيلة على رأسها وهي تصرخ عاليا:
-أنا مسمحليكش تشوفي نفسك عليا يا ***
❈-❈-❈
لمح طاقم من الأطباء يقترب منه فشعر بغصة مخيفة تحتل صدره وذلك الجمع يقف أمامه مطرقين رؤوسهم وكأنهم سيخبروه بخبر لا يود الاستماع له.
ابتعدوا قليلا حتى ظهر مراد من خلفهم ووقف أمامه يخبره بحالة كل عزيز له يرقد مريضا نتيجة لفعلة ذلك الأرعن الذي ربما قد دمر حياته توا:
-الدكتور بتاع چاسمين نزل حرارتها بس عايزها تحت الملاحظة 24 ساعه عشان واضح إن الجرح اللي في رقبتها مسبب لها تعب وهو السبب في السخونية.
التفت فارس للطبيب والآخر يؤكد بتعابيره على حديث مراد واستأذن ليباشر عمله:
-أنا مش همشي وهفضل معاها يا باشا لحد ما اتأكد انها خفت وبقت زي الفل.
غادر فالتفت فارس لعمه وهو يخبره بحالة زوجته:
-الدكتور اللي بيتابع حالة ياسمين أكدلي إن الخبير الأجنبي مش هيعمل حاجه زيادة عننا والمسأله مسألة وقت مش أكتر وكل اللي علينا نصلي وندعيلها إن ربنا يعجل بشفائها وتفوق من الغيبوبه بسرعة.
تزامن حديثه مع صدوح آذان الظهر فأغلق فارس عينه وتلك هي المرة الأولى منذ أن انتظم بصلاته أن تضيع منه صلاة الفجر بهذا الشكل.
غادر الطبيب المباشر لياسمين ولم يتبق سوى طبيب واحد برفقة مراد وربما تواجد عمه يتحدث بلسان الاطباء ليس فقط خوفا من غضبه الذي شاهده الجميع ولكن لما يود هذا الطبيب تحديدا أن يقوله فترك الأمر بيد عمه مراد الذي قال:
-حالة زين خطر جدا ومحتاج تبرع في أسرع وقت يعني الساعة هتفرق ومش سهل نلاقي متبرع أنسجة جسمه وسنه وفصيلة دمه تنفع للتبرع أصلا.
تحدث أخيرا وهو ينظر لعمه بعيون غادرتها الحياة:
-ما تقولي إن فرصته في الحياه معدومه وخلاص، ايه لازمة كل الدباجه دي؟
ابتلع الطبيب ريقه وهو يعلق عليه:
-الحمد لله فرصه مش معدومه طالما في متبرع.
أفرج عن ضحكة ساخرة وهو يعقب:
-أنتو مش لسه قايلين صعب نلاقي تطابق؟
أومأ وهو مرتبك:
-ما احنا لقينا والموافقه على حضرتك.
لم يكن ذكائه يحتاج لفتيل حتى يعمل بكامل طاقته فكل تلك البداية ما هي إلا تلميح لرفضه الأكيد للمتبرع والتي لا يمكن أن تكون صدفة تواجدها بتلك الطريقة إلا لحظة العثر والملازم له منذ أن ولد؛ فقوس فمه ممتعضا وهو يشيح بوجهه ناظرا لمراد:
-متطابقه مع الزفته أخت ال*** مش كده؟
سبته التي أطلقها للمرة الثالثة لم تعتادها أذن ذلك الطبيب ولا حتى عمه ذو الأصل الراقي ولكنه ابتلعها وأومأ مؤكدا على حديثه فأغلق عينه وهو يعلق:
-لو هي مستعدة تتبرع له وتعرض حياتها للخطر عشانه فأنا معنديش مانع، بس تفهمه إن ده مش معناه أني هوافق على وجودها في حياته بعد كده، تتبرع له وتنتهي مهمتها على كده.
وافقه مراد دون تعقيب فجاءه إتصال مازن الذي أغلق معه منذ بضع لحظات:
-ايه يا مازن، داده حنان وفريدة هانم قتلوا بعض ولا لسه؟
ضحك ساخرا فاستمع لصوته المهتز والمعقب على حديثه بالإيجاب:
-للأسف حصل.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية