رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 22 - 1 الإثنين 18/12/2023
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني والعشرون
1
تاريخ النشر الإثنين
18/12/2023
- اكرهها دا ايه؟ هي مين دي عشان احطها في بالي من الاساس؟ انت اتجننت ولا ايه يا عزيز؟
هتفت بها منار، بدفاعية شرسة كرد فعل طبيعي، بعدم تقبل لاتهام ابنها والذي قابل قولها بتهكم:
- امال اللي انا شايفة قدامي ده اساميه ايه؟
تدخل سامح بقوله هو الاَخر، امام صدمة خالته التي امتقع وجهها، بغضب متعاظم:
- لا دا انت باينك فعلا اتجننت يا عزيز، بقى بتساوي مامتك ببنت قليلة الأدب زي دي.
- إخرص يا سامح.
صرخ بها عزيز، عله يسكت هذا الأحمق، عن التمادي بغبائه، دون تقدير لحالة الغضب التي تدفعه للفتك به، فتدخلت شقيقته بدعم له:
- انت فعلا انسان معندكش احساس، دا بدل ما تلطف الجو او تنقطنا بسكاتك، بتشعلل ما بينهم.
- انا بشعلل يا ليلى؟ شايفة يا طنت ولادك بيقولوا ايه؟
هتف بها سامح نحو خالته، والتي عقبت بمقت نحوهما:
- معلش يا حبيبي، ما هو دا المتوقع ، واحد السكينة سارقاه، بعد ما كان مدوب قلوب البنات في غارمياته، حتة عيلة لفته زي الخاتم في صباعها، والتانية بدافع عن صاحبتها ، اللي ضحكت عليها قبله ..
عقب عزيز ردًا لها:
- تمام أوي يا ماما، هي حتة عيلة وضحكت عليا وانا قابل، انتي بقى مش طايقاها ليه؟ بتعملي الخطط وبترفضي اخوها اللي تقريبا، فيه كل الصفات اللي تتمناه اي ام لبنتها ، ولسبب واحد بس انه اخوها، وعشان تبعديها عني ليه؟
حشرها في الزاوية التي لا يوجد منها مهرب، يريد اجابه واضحة عن أسئلته، كزت على أسنانها بحنق شديد، لتخبره بمراوغة:
- عشان خرابة بيوت ، بدليل انها قلبتك على والدتك من قبل حتى ما يبقى فيه اي ارتباط رسمي ما بينكم ، دي لو اتجوزتها هتعمل فيا ايه يا عزيز؟
- ماما بذمتك انتي مصدقة نفسك؟ ما تحترمي عقلي بقى شوية، انا انسان ناضج وبكامل قوايا العقلية قدامك، بلاش يخونك زكاتك وتفتكريني اهبل وهبلعها، انتي بتكرهي بسمة عشان انا حبيتها، عايزة واحدة بشخصية ضعيفة تتحكمي بيها براحتك، مش عايزة حد يبقالوا سيطرة على عقل ابنك غيرك.
صرخ بها يفحمها، حتى غلبها منطقه، لتتجه نحو سلاحها الاَخير، والذي دائمًا ما يسعفها في هذه الاوقات، وهو الضغط بالعاطفة:
- أنا يا عزيز ؟ انا وحشة للدرجادي يا عزيز، وجالك قلب ، تبجح في مامتك وتتهمها بكل التهم البشعة ، دا انا ست وحشة اوي على كدة، وحشة اوي يا عزيز....
قطعت تسقط بثقلها على الاَريكة من خلفها، لتدخل في نوبة من البكاء العالي، من ناحية تستدرجهم بعاطفتها ، ومن ناحية أخرى تمتص جنونهم ونوبة الهياج التي تلبستهم في الهجوم عليها، حتى تأخذ وقتًا مستقطعًا من أجل التفكير بروية لإعادة الأمور نحو الجهة التي تريدها،
اتخذ سامح وضعه جوارها على الاريكة، يؤازرها بصب اللوم عليهما:
- عاجبكم كدة؟ مامتكم لو جرالها حاجة دلوقتي بسبب زعلها منكم، تفتكروا هتعيشوا متهنين؟ اخص عليكم اخص.
تبادلت مع شقيقها نظرات الاستنكار بصمت ابلغ من الرد قبل ان يقطع عزيز، ، فيخرج تاركًا لهم المنزل بأكمله، تبعته ليلى نحو غرفتها، تغلق بابها عليها،
لترفع منار رأسها اخيرًا متمتمة نحو ابن شقيقتها بغيظ:
- شوفت يا سامح، الجزم الاتنين سابوني اعيط في حضنك من غير ما حد فيهم يعبرني ولا يعمل قيمة لدموعي، دا انا لو مربية حيوانات مكانوش هيسبوني اتفلق من العياط كدة .
- بس ولادك مش حيوانات يا ماما .
جاء الرد من ابنتها الأخرى ريهام، والتي غاب عنها معظم ما حدث اثناء نومها بغرفتها منذ ساعات، لتستقيظ على صوت الشجار، وتخرج من غرفتها قبل لحظات، لتشهد الهجوم، والهجوم المضاد من الجهتين، عزيز وليلى، ضد سامح ووالدتها، والتي عقبت ردًا لها:
- نعم يا ست ريهام، اتحفيني برأيك انتي كمان، ما هو النهاردة يوم الهجوم العالمي ضد الام اللي بتعمل المستحيل عشان مصلحة ولادها، وهما عُمي لا بيشوفوا ولا بيقدروا.
ردت بلهجة هادئة ، وكأنها كبرت في العمر عشر سنوات قادمة:
- بس ولادك مش عمي يا ماما، ولا ناكرين الجميل زي ما انت بتصوريهم دلوقتي عشان تبرري لتفسك،
- انتي كمان بتقولي عليا ببرر، جرا ايه يا ريهام، دا انا كنت بضرب بيكي المثل في العقل والرزانة، هو انا اتنشيت عين فيكم ولا ايه؟
صاحت بها منار كرد لها، ليضيف على قولها سامح:
- دي بابنها شوطة وكلهم اتفقوا مع بعض يا خالتو، انا من رأيي تبخري البيت.
تجاهلت ريهام الرد عليه، لتعود موجهه خطابها لوالدتها، بما يشبه النصح، رغم علمها بصلابة رأسها العنيد والغير قابل لأي رأي يخالفها:
- حاولي يا ماما تتفاهمي معاهم، عزيز المرة دي مش هيعديها، دا اخويا وانا عارفاه، وليلى وبرغم ضعفها المعروف، لكن الواضح انها مصرة على رأيها ، متفتكريش ان انا المثل الكويس ما بينهم، عشان كنت مطيعة ليكي.
- قصدك ايه يا بنت؟ انا شايفة انك اليومين دول، بقيتي تلمحي كتير لحاجات مش مفهومة، ولا انتي كمان قاصدة تشتتيني، هلاقيها منك ولا منهم.
تغاضت ريهام عن حدتها في الحديث، لتتناول حقيبتها، تستأذنها قبل الذهاب:
- والله انا قولتلك اللي في ضميري يا ماما، وانتي حرة، تسمعي او تمشي على نفس المنوال، اشوفك بخير بقى .
هتفت توقفها:
- استني عندك، هتمشي في الليل لوحدك،؟ ما تنتظري على ما يجي جوزك وتروحي معاه، اتصلي عليه يجي، ولا اتصلك انا؟
بشبه ابتسامة خالية من أي مرح، عقبت بالرد عليها:
- مالوش لزوم تتصلي يا ماما، لانه في الاخر برضوا مش هيجي، أكيد مشغول في أعماله اللي ما بتتنهيش، وانا معايا عربيتي يعني مش محتاجة حد .
تدخل سامح يدعي المروءة:
- خلاص يا ريهام، اجي معاكي انا اوصلك.
رفضت تكتم حنقها:.
- لا كتر خيرك، متشكرين على خدماتك ، انا قولت ان معايا عربيتي، عن اذنكم بقى.
❈-❈-❈
- ها يا بابا، رأيك ايه في منار دلوقتي بعد ما شوفتها، وعرفت شخصيتها؟
خرج السؤال من بسمة، بعدما اخبراها الاثنان بنبذة مختصرة عن فحوى اللقاء الذي تم منذ ساعة في منزل ليلى، وأجاب شاكر:
- اقول ايه بس ولا ايه؟ الست دي عايزالها مجلد يوصفها، عشان نفند الصفات الشكلية لوحدها، والقنعرة والمناخير المرفوعة لمترين قدام، دي كمان لوحدها، دي كانت بتعاملنا النهاردة ولا لكننا رايحين نشحت منها، مش ناس محترمين، ولينا وضعنا في طلب ايد بنتها .
- كله من اللي اسمه سامح دا يا بابا، هو اوس المصايب .
ردد بها ممدوح معبرًا عن حنقه، ليعقب والده باستهزاء:
- وايه قيمته دا كمان يا حبيبي عشان نعمله حساب؟ سيبك منه ومتفكرش فيه خالص، اهم حاجة دلوقتي البنت واخوها، اما منار دي فليها ترتيب تاني لوحدها.
ضحكا الاثنان يسألاه بشقاوة:
- ترتيب ايه تاني يا بابا؟
- شكل والدك عجبته اللعبة يا عم ممدوح ؟
- لعبة ايه يا بنت انتي؟ انا عجبتني الست نفسها.