-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 22 - 2 الإثنين 18/12/2023

 

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الثاني والعشرون

2

تاريخ النشر الإثنين

18/12/2023



قالها شاكر وانطلقت الضحكات من الثلاثة، مع تبادل التعليقات والمزاح المتبادل، حتى انتبهت بسمة على ورود الرسالة الغريبة بهاتفها:


-  قدامك حل من تلاتة، يا تخرجي تقابليني دلوقتي حالا، يا تردي ع الفون واتصالي، أو اطلع انا ولا هيهمني والدك ولا خطوبة اخوكي لأختي، انا على أخري ، وعلى حافة الجنون لعمل اي فعل متهور. 


- اي الجنان ده؟

غمغمت بها داخلها قبل ان تزعن لمطلبه، تاركة جلستها الجميلة مع والدها وشقيقها.


- الوو يا استاذ عزيز ، ممكن افهم ايه غرضك ورا الرسالة والتهديد الغريب ده؟

وصله صوتها عبر الهاتف بتنهيدة مثقلة، تحمل داخلها الإغتمام:

- مفيش اي غرض ولا اي تهديد،  انا عايزك تسمعيني وبس يا بسمة، مخنوق ومفيش وتعبان يا بسمة .


قبضة قاسية اعتصرت قلبها، يكتنفها شعور سيء، تأثرًا بهذه النبرة التي يتحدث بها.


- عزيز ايه اللي حصل؟ بابا حكالي ان اللقاء ما بينكم مر على خير، ايه اللي جد؟ 


اجابها يخرج زفرات متتالية:

-  اللي جد اني اتخانقت مع ماما يا بسمة، وبعدها خرجت وسيبتلها البيت ومشيت. 


- يا نهار اسود، معقول يكون السبب زيارة والدي واخويا ليكم؟ هي لدرجادي رافضة الموضوع 


قالتها بتخمين سريع وصل إليه ذهنها الحاضر دائمًا، ولأنه لا يشك في ذكائها، فضل ان يرواغ دون ان يكذب عليها :


- مكنش ع الموضوع بالظبط ، بس تقدري تقولي انها تراكمات مع الوقت ، وكأنها عبت بلونة كبيرة وانفجرت على شكة دبوس، المهم اننا واجهنا بعض بصراحة جارحة، وانا على اثرها اضطريت اخرج،


- طب انت فين؟

سألته تتغاضى عن الضغط عليه لمعرفة المزيد،  الاهم الاَن، هو الاطمئنان عليه، ورد يجيبها:


- انا في العربية يا بسمة لفيت بيها كالعادة ولما تعبت،  ملقتش غير المكان القريب منك، انا واقف بعربيتي بالقرب من بيتكم .


- قدام بيتنا، طب فين بالظبط؟

هتفت بها لتنتفض عن تختها تركض نحو الشرفة، تزيج ستائرها، قبل ان تفتح نافذتها وتخرج اليه، تتطع نحو الجهة التي وصفها اليها، ليترجل من السيارة على الفور ، كي يقف امامها، يبصرها باشتياق بحت به احباله الصوتية:


- وحشتيني اوي يا بسمة، وحشني الرغي مع بعض ع التليفون، وحشتني شقاوتك وضحكتك، هقدر اسمعها منك من تاني يا بسمة؟


كان يحدثها بلهفة العاشق ، كان يحدثها بألم احرق احشائها، ولكنها ليست بالمغيبة عن حقيقة وضعه الاَن:


- الضحكة اللي عايز تسمعها كانت بتطلع من القلب ، يمكن دي اول مرة تسمعها مني، بس انت كنت وما زالت حلم عمري يا عزيز، حلم عمري اللي سعيت له بنفسي عشان اقرب منه، حتى لو كان الحلم دا سراب هتوه فيه ، لكني حاولت، قبل الحلم ما يتبخر ويبقى لا شيء عشان انت مبقتش من حقي، بقيت حق واحدة غيري، يبقى عايزني اضحلك من قلبي ازي؟


توقفت الكلمات وتاهت بين نظراته الضائعة لها، لقد اعترفت له بعشقها،  في وقت يصح لها الا تتحدث معه من الاساس بعد خذلانه لها، لقد كانت اشجع منه، وهو لم يكن الا عابث منعه شيطانه ان يشعر بلذة العشق الحقيقي،  للركض خلف ملذاته، حتى استكبر عن الاعتراف لنفسه ظنا منه انه وهم، ولكنه استفاق الان!.


- قريب اوي هسمعها يا بسمة،  ومش بطلب مني، لا دي هتبقى من القلب زي ما قولتي،  انا بحبك يا بسمة .


❈-❈-❈


- ايوة يا ممدوح انا معاك اهو. 

- معايا فين يا ليلى؟ انا بقالي ساعة بكلمك وانتي ساكته، مش بعوايدك، مع ان النهارده بالذات لازم نتكلم ونرغي ، هو انتي معندكيش الحماسة اللي عندي ولا ايه؟


- لا طبعا عندي، انت بتتكلم فيه ايه بس؟

قالتها بنبرة خالية من أي صدق قد يشعر به، مما أدخل بقلبه بالريبة ، ليواصل بالحاحه:


- بس انا مش حاسس خالص بكدة ليه؟ والدتك رافضاني صح؟

زفرت تنهيدة مطولة اخترقت أذنيه عبر الاثير محملة بقنوط يكتنفها، فقد كانت مجهدة، بطاقة مستنزفة بعدما شهدت وشاركت في هذا الشجار الكبير مع والدتها، والتي لم تخرج اليها حتى الآن من غرفتها، وقد التزمت محلها ، في تجنب واضح لها.

فقالت مخاطبة له برجاء:


- ممدوح، ممكن ما نتكلمش في أي حاجة دلوقتي، انا اصلا تعبانة والله وعايزة انام، لو ينفع نقفل دلوقتي ونكمل بكرة .


- تمام يا ليلى هقفل معاكي، ومش هضغط عليكي اكتر من كدة، مع ان كان نفسي ارغي معاكي، لحد اما يغلبني النوم على صوتك.


- معلش يا حبيبي، تتعوض كتير الايام اللي جاية ان شاء الله. 

انهت المكالمة لتسقط اسفل الغطاء، وتسقط مع همومها، متكتفة الذراعين بشرود فيما حدث من ساعات، وسؤال ملح:


- من ستكون له الغلبة في الايام القادمة، جبهتها هي وأخيها أم الجبهة الشرسة، جبهة والدتها ، والتي تتخذ الامر وكأنه تحدي بينها وبين واحدة في عمر أصغر ابناءها؟ 


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي


وعلى مائدة الطعام،  كان الحديث الدائر بين الثلاثة اثناء تناولهم وجبة الإفطار، قبل ذهاب شاكر لعمله:


- يعني ايه يا بسمة؟ قصدك كدة ان منار ممكن توقف الجوازة براسها الناشفة؟

سألها بقلق بعدما اخبرته عما شعرت به، بعد اتصالها بليلى وحديثها المقتضب معها على الهاتف، على عكس حالتها الأولى، قبل زيارتهم، فتدخل ممدوح يدلي بدلوه هو الاخر:


- انا قلبي كان حاسس يا بابا، من ساعة ما شوفت الزفت اللي اسمه سامح على باب الشقة ببوزه الفقر، وانا اتوغوشت من وقتها.


رد شاكر بحمائية:

- وقيمته ايه الزفت ده كمان؟ العيب كله من منار هي اللي بتديلو الفرصة، بغباءها عشان يتفرعن ويسعى للخراب ما بينكم، خصوصا كمان بعد ما عرفت انه عايز يتجوز ليلى، فشيء طبيعي ومتوقع ان يشعلل بين الأم وولادها.


عقبت بسمة بغيظ:

- بني ادم مقرف، انا عمري ما طيقته، من اول مرة شوفته،، دبيت معاه خناقة لرب السما .


سألها شاكر:

- امتى دا حصل؟

- من زمان اوي يا بابا، من ساعة ما كنت بزور ليلى عشان اذاكر معاها ايام ثانوي، شوفته وهو بيرخم على ليلى و اتخانقت معاه واديتوا على دماغوا ، لحد ما شاف منار، وراح اشتاكلها بغتاته، اتدخل عزيز ساعتها ، وسحبه من جنبنا، وكان هيتخانق معاه عشانا.


قالت الأخيرة تمنع ابتسامة لاحت على ملامحها قبل ثغرها، مع تذكرها لأول شرارة لعشق عميق نبت مع دفاعه الشرس عنها، بحمية رجل شرقي، رغم عبثه وعلمها بسمعته مع النساء.


اادعى شاكر هو الاخر عدم الانتباه لحالها الذي تبدل مع ذكر الاخر، وعقب بلهجة عادية:

- يخرب بيته، دا باينه مولود بالتناحة، وكأنه طمع فيها لوحده عن باقي الخلق.


اعرب ممدوح عن قلقه:

- طب وبعدين يا بابا، انا كمان حسيت ليلى امبارح مخنوقة وهي بتكلمني في التليفون،  لدرجة انها مقدرتش تكمل دقيقتين وطلبت مني اقفل عشان تعبانة وعايزة تنام......  الواد ده ممكن اروح فيه في داهية على فكرة، دا انا ما صدقت لمست حلم عمري، واطمنت ان البنت اللي بحبها بتبادلني نفس الشعور، بعد  ما كنت فاقد الأمل من الاساس ، ارجع تاني لنقطة الصفر، صعب والله.


- ومين قالك ان هسمح ان دا يحصل؟

هتف بها شاكر حازمًا،  ليردف مطمئنا له بجدية:

- خليك واثق ان موضوعك دا هيبقى شغلي الشاغل اليومين الجاين دول، ليلى لا يمكن تبقى من نصيب حد غيرك .


❈-❈-❈


وفي مكان آخر 


حيث كان جالسًا على طاولته بجانب الجدار الزجاجي، يتابع ترجلها من سيارة الأجرة، ثم سيرها نحو مدخل المقهي الذي ينتظرها به، الا ان وصلت لتصافحه بلهفة وعدم تصديق:


- انت قاعد مستنني كل ده، انا خوفت لتكون زهقت بعد ما اتأخرت عليك


اومأ يجيبها بثقة،  بعدما تبادل معها المصافحة وأشار لتجلس على الكرسي المقابل له:


- لا طبعا مزهقتش، ولو قعدتي بالساعتين تاني كمان، كنت هستناكي انا عايزك في موضوع مهم، ومصمم النهاردة ان اتكلم معاكي يا رانيا .


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة