رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 6 - 1 - الثلاثاء 5/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السادس
1
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
5/12/2023
ظلت حبيسة غرفتها في ذلك القصر العتيق التي
لم تتخيل يومًا أن تمر من جواره لا أن تكون حبيسةً بداخله
ذلك القصر الذي سمعت عنه الكثير من الخدم في منزل والدها بأنه تسكنه الأرواح بعد أن قتـ.ـلوا ابنتهم التي عشقت غريب وهربت معه ليعثروا عليها ويقوموا بقتلها ودفنها في نفس القصر
كما قالوا أيضًا بأن لعنة سقطت عليهم منذ انتحار زوجة الابن، وقد اسقطت عليهم تلك اللعنة
لقى أولاده الاثنين حتفهم في حادث تصادم على الطريق اثناء عودتهم، وقال البعض بأنه كان مدبرًا من قبل تجار السـ.ـلاح الذين اختلفوا معهم
ومات الجد وحيدًا والحفيد المتبقي تركه وانعزل في المزرعة القريبة من منزلهم
الكثير من الأساطير عنه لا تعلم إن كانت حقيقة أم سراب
كل ما تعرفه الآن أنها أصبحت داخله وبين يدي ساكنه
لم يلتئم جرحها بعد، والهرب بات مستحيلاً
وبقاؤها هنا يعد موتًا إذا أخذها هي بذنب والدها
ولكن ما ذنبها هي وهي نفسها ضحية لبطش والدها
كما كانت والدته
تذكرت هروبها من المنزل والرعب الذي عاشت به وهي تزحف في ذلك المجرى
تذكرت تصادمها بذلك الحارس الذي عثر عليها اثناء هروبها، وعندما حاولت الفرار منه أطلق عليها النـ.ـار فأصابت كتفها
تحاملت على نفسها وواصلت الهرب بكل ما اوتيت من قوة وقد ساعدها في ذلك ظلام المكان
والأدهي انها حينما التفتت لم تجده خلفها
حتى انهارت قوتها وسقطت في ذلك الظلام الحالك واستيقظت لتجد نفسها بين أنياب ذلك الذئب
طرق الباب ودلفت سامية وهي تحمل الطعام بين يديها
وضعته على الطاولة بجوارها ثم تقدمت منها لتساعدها على الاعتدال وهي تقول بابتسامة
_ يلا ياست مهرة عشان تتعشي وتاخدي العلاج
لم تجيبها وقد قررت الامتناع عن الطعام حتى ييأس منها ويتركها ترحل فقالت بامتعاض
_ مليش نفس
_ لو كنتي فاكرة إن طريقتك دي هتخليني أسيبك تخرچي بره القصر تبقي غلطانة
كان هذا حديث مهران الذي دلف الغرفة بوجة مكفهر ارعبها، وخاصةً عندما أمر الخادمة بترك الطعام والخروج من الغرفة
حاولت الاعتدال لكنها لم تستطيع بسبب جرحها وقالت بثبات زائف
_ قلت مليش نفس، وسيبني امشي لحالي وكفاية لحد إكدة
ملامحها الهادئة التي تخفي خلفها خوفًا جاليًا جعله يندهش حقًا
إذا كانت بتلك الهشاشة كيف استطاعت الهرب من بينهم وكيف واصلت الهرب اثر تلك الطلقة التي أصابتها، فسألها بعبوس من ذلك الخبر الذي تلقاه الآن
_ ناوية على ايه إن شاء الله؟
بقوة واهمة نظرت إليه لتقول بحدة
_ ايه اللي يخصك فـ حاچة زي دي، انت عملت اللي عليك وزيادة سيني بقى اروح لحال سبيلي
رفع حاجبيه متسائلًا وهو يتقدم منها أكثر كي يربكها
_ ومين قالك إني عملت اللي عليا؟! اللي عليا وهعمله لسة فضله شوي
افترى فمه عن ابتسامة متهكمة ليردف
_ شوية بس لحد ما نخلصوا من فرحكم ده وهتكون بعدها صدمة العمر لكامل النعماني
ارتعدت أوصالها من ذلك التهديد الذي غلف نبرته وسألته بتوجس
_ تقصد أيه؟ وفرح ايه اللي بتتكلم عنه؟
ضرب بعصاه الأرض وتحدث بقوة
_ فرح بنت عمك على خليل النجايمي
انقبض قلبها وانتهى ثباتها وهي تهز رأسها برفض، كيف ذلك؟ فقد ظنت بأن حسين سيرفض ولن يقبل بأن تكون لغيره، وحتى إن وافق لكي ينجي بروحه فلن يقبل سليم ذلك
لن تهرب هي لتتركها تقع فريسةً لهم بدلًا منها
نظرت إليه لتسأله بريبة
_ انت متأكد أنه خليل؟
_ هنهز معاكي إياك! الخبر لسة وصلني دلوقت والفرح هيكون الخميس الچاي
تقدم منها لينظر إليها بعينيه الحادة وسألها باستهزاء
_ يعني عايزة تفهميني إنك متعرفيش موضوع النسب ده؟
ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بارتباك
_ لا عارفة بس كنت فاكرة إن خليل عايز ياخدها لابن أخوه.
_ وفكرتك طلعت غلط، المهم لازم تاكلي عشان تستردي صحتك لاجل ما تشوفي المفاجأة اللي محضرها بعد فرح بنت عمك.
اهتزت نظراتها برعب وحديثه لا يبشر بخير مطلقًا واخذت تنظر إليه وهو يوليها ظهره ويخرج من الغرفة صافقًا الباب خلفه بعنف.
❈-❈-❈
ظلت طوال الليل تفكر في حل لتلك المعضلة
وتعاتب ذلك القدر الذي لم يترك لها حلًا آخر
ولولا أخيها لكانت تلوذ بالفرار أيضًا كما فعلت مهرة
لكن ما ذنبه هو أن يعيش طريدًا طوال حياته
وخاصةً بإعاقته التي لن تستطيع معالجته ولا الاعتناء به بحالته تلك
فمنذ ذلك الحادث الذي أسفر عن موت والديها وفقدانه لبصره وهو يعيش في خوف دائم ويرفض الخروج خارج المنزل
علاجه يكلف الكثير ولن تستطيع تحمل نفقاته حتى لو عملت دون انقطاع
هروبها مع سليم لن تفعلها مهما كلفها الأمر، لن تترك سيرتها لألسنة الخلق تتداول فيها ولعنها بالخاطية
ويسخر الكل من تربية ابيها الذي رحل وتركها في أيد ليست أمينة
ستوافق على الزواج منه بعد أن تضع شروطها التي لن يستطيع عمها الرفض حينها وبعد ذلك تتبع خطتها مع ذلك الرجل حتى ييأس منها ويتركها، وحينها ستأخذ أخيها وترحل من تلك القرية دون ان يستطيع أحدًا المساس بها
بكل عزم خرجت من الغرفة وذهبت إلى غرفة عمها
طرقت حتى فتح لها بعد لحظات وهو يفتح عينيه بصعوبة من شدة النعاس، ولما لا يفعل وقد خفت تلك الاثقال من على كاهله، ابنته التي فُرضت عليه، وابنة أخيه كذلك
_ خير يامرح في حاچة؟
أومأت بثبوت
_ موضوع مهم ولازمن نتحدت فيه
نظر في ساعته ليجدها قد تعدت الواحدة صباحًا
_ يعني هو مهم اوي إكدة ومينفعش يتأجل للصبح ؟
اكدت بإصرار
_ لو فضل للصبح أني مش مسؤوله عن اللي هيحصل
القلق ابعد النوم عن عينيه وتحدث بوجل
_ طيب اسبقيني انتي على المكتب واني چايلك
أومأت له كما طلب منها ثم تركته ونزلت للاسفل وتنتظر في مكتبه
ويبدوا أنها استطاعت زرع الخوف بداخله إذا دلف خلفها بثواني معدودة
وبدأت هي في تنفيذ أولى خطتها
وبعد الانتهاء سألته بجدية
_ قلت ايه ياعمي، أهرب مع ابنك وأخد أخوي معاي ولا اتزوچ خليل النعماني وتكتبلي ورثي من أبوي باسمي والمبلغ اللي قلت عليه
ظهر الغضب جاليًا عليه وقال بانفعال
_ انتي بتساوميني يابنت راشد
أجابت بقوة
_ زي ما عملتها ياعمي وسومتني على أخوي، وده آخر كلام عندي
زم فمه بغضب شديد وأراد في تلك اللحظة دق عنقها ويتخلص منها، لكن سيتحمل لأجل ذلك الأحمق كي يضمن سلامته ويزوجها للنجايمي وحينها سيكون له تصرف آخر
_ موافق بس على شرط، الأرض تنكتب باسم أخوكي، معندناش ارض تنكتب باسم الحريم
اومأت له بطاعة
_ مش هتفرق بس اهم حاجة المبلغ اللي قلت عليه وأكون انا الوصية على أخويا
نظر إليها بشك وقال بوعيد
_ انت خابرة لو لعبتي بديلك هيكون عقابك ايه؟
ابتسمت بتهكم وهي تقول بقوة
_ مش اكتر من اللي هشوفه في بيت النجايمة يا.. ياعمي
تركته وغادرت وهي تشعر بالنصر لأولى جولاتها