-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 6 - 2 - الثلاثاء 5/12/2023

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل السادس

2

تم النشر بتاريخ الثلاثاء

5/12/2023





غيرة وحقد هما الذان سيطرا على منصور وهو يستمع لمدح ابنه في عمه الذي لم يتركه للغربة وظل يدعمه قولًا وفعلًا حتى مر ذلك العام

ازداد حنقه من أخيه الذي امتلك كل شئ 

أرضه وداره وأمواهم والأدهى من كل ذلك حتى اولاده.

فأوقفه عن مدحه قائلًا بحدة

_ بس الفلوس اللي كان بيبعتها دي هي فلوسي أنا، عمك اللي فرحان بيه ده أخد شركتي زي ما أخد أرضي من قبلها وخلى جدك يكتب كل حاجة باسمه

ولما وقعت بدل ما يوقف جانبي راح اشترى شركتي اللي تعبت فيها وكتبها باسمه وخلاني اشتغل فيها بمقابل نسبة من الأرباح

اندهش منصور عندما لم يجد رد فعل من ولده وخاصةً سمر الذي نهرته

_ منصور مينفعش كدة

قاطعها مصطفى بثبوت

_ سيبيه ياأمي خاليه يخرج اللي جواه واللي انا عارفه كويس

وياريت نقفل عليه عشان منفتحش دفاتر قديمة، أنا جاي اشتغل معاك في الشركة سواء بقى بتاعتك او بتاعت عمي مش هتفرق 

نظر إلى زوجته وتحدث 

_ يلا نطلع نرتاح من السفر 

أومأت له بصمت ثم نهضت معه ليصعدا معًا ونظرات منصور الغاضبه تتابعهم حتى اختفوا عن ناظره

التفتت إليه سمر وهزت رأسها بيأس منه مما جعله يسألها بحدة

_ مالك بتبصيلي كدة ليه؟

اجابت بحدة

_ عشان مفيش فايدة فيك ومش هتتغير ولو استمرت على كدة هتخسر ولادك اللي متعلقين بيهم

بنتك اللي عايشة وسطيهم وشافت منهم حب واهتمام افتقدته معانا واحنا مشغولين عنهم

وابنك اللي لقى منهم ضهر وسند وجو اسري اتمناه طول عمره

لو وقفت ادام أخوك ونفذت اللي في دماغك هتخسر كتير يامنصور، فكر في كلامي وراجع نفسك 

المرة دي مش هتلاقي اللي يقف جانبك وهتخسر كتير أوي

نهضت بهدوء وقالت بجدية

_ فكر فـ كلامي كويس وحط نفسك مكان أبوك واتخيل نفسك مكانه.

تركته وذهبت إلى غرفتها وجلس هو شاردًا يفكر فيما ينتوي فعله ويساعده شيطانه على ذلك

لا لن يصمت وهو يراهم يتمتعوا بخيره وهو يعمل أجيرًا لديهم

نهض مسرعًا وخرج من المنزل كي يقابل المحامي لينهي إجراءاته بأسرع وقت 

ولم يبالي بمدى صعوبة قراره على قلوب أرهقتها قسوته 

ليواصل قسوته بأشد وأقوى

غدر ليس بعده غدر..


❈-❈-❈


زاد انشغالها عنه واصبح شديد التعصب معها

تزداد تمسكًا بعملها وازداد هو إصرارًا بتركه

وها هي تقف أمامه ترفض عنصوريته

_ مستحيل اسيب شغلي مهما حصل، وبعدين في عملية نقل قلب دلوقت ولازم أحضرها

عقد حاجبيه مندهشًا من حديثها، فهو يعلم جيدًا بأن تلك العمليات مرفوضة تمامًا في الدولة إلا إذا كانت من خلف الستار فسألها بجدية

_ ازاي ده؟ العملية دي مرفوضة تمامًا في مصر

رمشت بعينيها تحاول التحدث بثبات

_ لا العملية دي لحد مهم في الدولة وهتتعمل بعلم من مدير المستشفى 

ضيق عينيه متسائلًا 

_ والمتبرع؟

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك

_ ميت اكلنياكيًا، بس أهله موافقين.

هز رأسه بصدمة وهو لا يصدق بأنها وافقت على حضور تلك المهزلة، فقال بلهجة لا تقبل نقاش

_ لأ مش هتحضريها.

اتسعت عينيها ذهولًا من تحكمه وسألته باستياء

_ يعني ايه الكلام ده؟

اشاح بوجهه بعيدًا عنها وقال بحنق

_ يعني لأ، مش هبقى نايم في البيت ومراتي بتحضر عملية من تحت الترابيزة زي دي.


وقفت امامه لتسأله بحدة 

_ يعني ايه هتقف قصاد مستقبلي؟

نظر إليها بامتعاض وقد اخذ الغضب منه مبلغه وتحدث بانفعال 

_ فين مستقبلك اللي بتدمريه بحضورك عملية زي دي

تحدثت بانفعال مماثل 

_ حضوري لعملية بالحجم ده ومع دكتور زي ده هيرفع من شأني، وانا مستحيل اتراجع عن قراري


إزاد غضبه  ليتقدم منها يجذبها من ذراعها ويهزها بعنف

_ يعني ايه؟ عايزة تكسري كلمتي وتروحي غصب عني؟ 

تألمت ليلى من حدته وحاولت جذب ذراعها من يده وتحدثت بحدة

_ انا مش بعمل حاجة غلط عشان يكون غصب عنك أو برضاك ده شغلي ومستحيل اتاخر عنه

اومأ لها بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخله من سخط 

_ يعني تعمليها برضايا أحسن مـ تعمليها من ورايا زي مـ عملتهيا قبل كدة من ورا أهلك


اتسعت عينيها ذهولًا من كلماته التي وصل صداها لأعماقها حتى شعرت بالأرض تهتز بها من هول الصدمة، هزت راسها بعدم استيعاب لما سمعته، لا لن تصدق اذناها مستحيل أن تصدر تلك الكلمة منه هو

من ظلت أيام وليالي تبكي ألمًا وحزنًا عليه

من كانت على استعداد للتضحية بكل شيء ٍ فداءًا له

لم تتخيل يومًا أن يكون بتلك القسوة.

أما هو فقد عسر عينيه بضيق من نفسه ولترك غضبه يتحكم فيه بتلك الطريقة تقدم منها ليتعتذر 

_ ليلى أنا…

قاطعته بأشارة من يده وقالت برفض وهي ترتد للخلف

_ متتكلمش، كفاية اللي قلته

كادت ان تسقط وهي تعود للخلف لكن يده سبقتها قبل وقوعها لكنها أبعدته بأنفعال

_ ابعد متلمسنيش 

تراجع للخلف وهو يضغط على قبضته بحنق من نفسه فلم يستطيع النظر داخل عينيها

مما جعله يتركها ويأخذ مفاتيح سيارته ويخرج من الغرفة والمنزل بأكمله.


أما هي فقد ظلت لحظات تلملم شتات أمرها ثم امسكت هاتفها تحجز على أول طائرة للصعيد 

لن تبقى دقيقة واحدة معه بعد ما حدث.

قامت بوضع ملابسها داخل الحقيبة وخرجت من المنزل


❈-❈-❈


التزم غرفته بعد ما حدث يحاول إخماد نيران قلبه التي لا ترحمه

وقد تحطمت أحلامه الوردية على صخرة الواقع ليصيب قلبه وينزف مسطرًا ابجادية العذاب على صدره.

لقد عشقها حد الجنون فكيف يستطيع تحمل ذلك العذاب.


دلفت والدته الغرفة لتجده قابعًا في ظلام حالك 

هزت راسها بحزن عليه ثم تقدمت من النافذة لتفتحها مما جعله يستاء من فعلتها ويغمض عينيه من الضوء الذي ملئ الغرفة 

_ في أيه بس ياأمي، اقفلي الله يرضى عليكي

تقدمت منه آمال لتقول بتعاطف

_ لحد امتي ياحبيبي هتفضل حابس نفسك كدة؟


نهض ليجلس على فراشه ويمسح على وجهه بتعب ثم زم فمه باستياء

_ عيزاني اعمل ايه بس؟

تعاطفت اكثر مع نبرة اليأس التي غلفت صوته وجلست بجواره تربت على ساقه قائلة

_ يعني انت اللي بتعمله ده هيرجع حاجة ياابني، خلاص اللي حصل حصل وانتهى وربنا يعوضك ببنت الحلال اللي تنسيك عشقك اللي انكتب عليه الموت

ابتسم بمرارة وهو يقول بصوت واهنٍ

_ تعوضني؟!

أخذ نفسًا عميقًا كي يهدئ نيرانه المشتعلة وأردف بتهكم

_انتي فكرك إن في حاچة في الدنيا تقدر تعوضني عنيها؟ واللي أمر من كل ده انها هتتزوچ عمي وفي نفس البيت ونفس الأوضة اللي حلمت تكون معايا فيها.

نظر إليها بعذاب مردفًا

_ مين يقدر يتحمل كل ده، عايزني اعمل أيه وكلها يومين هتكون في حضن غيري.


انتابها الخوف على وحيدها وتحدثت بتعاطف

_ ياابني لا انت أول ولا أخر واحد مـ يطولش اللي قلبه رايدها حاول ترضى بنصيبك.

نهض سليم وهو يقول بعذاب

_ مش بتتزوچ عمه وتعيش معاه في نفس المكان

نهضت لتقف أمامه لتقول بتعاطف

_ ده قدركم ولازمن ترضوا بيه، محدش منكم بإيده حاچة يعملها، هي كمان مغلوبة على أمرها زيك واكتر كمان، ومحدش عالم بكرة چاي بأيه

لازم تكون أقوى من كدة اللي جاي هيكون أصعب وعمك لو عرف حاجة زي كدة مش هيرحمك

ربتت على كتفه وقالت بحزن

_ حاول تنسى وكمل حياتك مع واحدة غيرها يمكن تنسيك

تنهد بتعب ونظر إليها متمتمًا

_ ان شاء الله ياأمي سيبيني بقا لوحدي


تابع قراءة الفصل