-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 5 - 2 - السبت 2/12/2023

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الخامس

2

تم النشر بتاريخ السبت

2/12/2023



في غرفة مهرة

كانت مستلقية في الفراش لا تعرف ماذا تفعل الخوف بداخلها يفعم قلبها

عليها الهرب قبل أن يعلم من تكون، فإذا علم لن يرحمها ولن يرأف بضعفها.

فكرت قليلًا ثم في حل حتى تهاد إليها بتلك الفكرة

نظرت إلى الممرضة بتوجس وسألتها

_ هو انا هقدر امشي بعد اد ايه؟

تحدثت الممرضة بعملية وهي تكشف عن الجرح كي تغير لها الضمادة

_ لااا مفيش حركة دلوقت خالص، على الاقل يعدي اسبوع.

شعرت بخوف شديد وزاد عندما سمعت طرقه ودخوله الغرفة 

خوف لا بعده خوف وهي تراه يتقدم منها وعلى محياة ابتسامة تخفي الكثير والكثير مما جعل قلبها ينقبض خوفًا وخاصةً عندما وقف أمامها وتحدث بقوة

_ عاملة ايه دلوقت؟

حاولت الاعتدال لكن الألم الذي شعرت به اثر حركتها جعلها تأن 

ارتباكها وخوفها جعله يوقن بأنها تعلم كل شئ مما جعل شعوره بالانتقام يزداد أكثر

لكن ليس من تلك الضعيفة

بل ممن وراءها

لن يرحم ولن يغفر تمامًا كما فعوا من قبل 

جاء أخيرًا وقت الحساب 

_ اهدي أومال الحركة غلط عليكي، واني رايدك تبقي زينة 

حديثه المبطن جعلها ترتعد خوفًا ماذا ينتوي، نظراته حديثه كل شئٍ يؤكد لها حقًا بأنه علم من تكون

لكن كيف ذلك ولا أحد في البلدة يعرفها 

هي تلك الخطيئة التي اقترفها كامل النعماني مع خادمته (البندرية) كما كانوا يطلقوا عليها 

وقد أبقى الأمر سرًا حتى لا تكون إهانه لحرمه المصون

_ بتفكري في ايه شاغلك إكدة؟

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك

_ أني رايده أرچع لأهلي


عادت ابتسامته الساخرة تأخذ طريقها إلى فمه القاسي 

ثم أشار للممرضة بالانصراف لتخرج مسرعة وتحدث هو بقوة 

_ أهلك مين؟

هالكة لا محالة تحت نظراته التي تحمل غضب ووعيد ستكون هي قربانه

رمشت بعينيها التي أُسرت بعينيه وتخترق دواخلها حتى كاد أن يسحب روحها من شدة الخوف

فقالت بكذب

_ أنا مش من المنطقة دي، انا كنت مخطوفة وقدرت اهرب من الناس دي 

ولما شافوني ضربوا عليا نار ودخلت ارضك اتحامى فيها 

كانت نظراتها تهتز اثناء الحديث مما جعله ابتسامته الساخرة تعاد إلى فمه وقال متهكمًا

_ طيب ما تشوفي كدبة تانية لإن دي متدخلش دماغ عيل صغير عشان تدخل دماغ مهران الهواري 

جلس على المقعد وعاد بظهره للوراء متحدثًا بقوة

_ انتي مهرة كامل النعماني من مراته البندرية اللي اتچوزها في السر ولما مراته عرفت طلقها وماتت وهي بتولد، قرر انه يتخلص منيها وبعتها لوحدة في اسكندرية تربيها واللي هي بلد امك الله يرحمها.

شدد على كلمته الأخيرة ثم تابع 

_ولما ماتت رچعك تاني والكلام ده من سنتين بس، بعدها اخوكي اللي هو حسين اتشاكل مع ابن خليل النچايمي واتسبب في شلله وكان هيرچع التار القديم ولما كبارات البلد اتدخلوا عشان يهدوا الموضوع هدوه بالنسب، بس الغريب في الموضوع هربتي ليه؟

خوفتي مثلًا من غدر النچايمة؟ ولا هو سبب تاني محدش يعرفه؟

من هذا الرجل؟ وكيف علم كل ذلك 

اهتزت نظراتها وهي تقابل نظراته الواثقة بحدتها مما جعلها تسأله باقتضاب 

_ مين اللي عرفك؟

عادت ابتسامته الساخرة على فمه الحازم وتحدث بثبوت

_ دي حاچة متخصكيش.

صاحت به رغم المها 

_ لا؛ دي بالذات تخصني لإن محدش يعرف الموضوع ده برة البيت، يعني اللي خبرك من چواته ولازمن اعرف هو مين

اندهش مهران من الحدة التي تتحدث بها تلك القطة الذي ظنها (سيامي) ليتفاجئ بحدتها دون مخالب

إذًا هل لها مخالب تخفيها خلف هذا الوجه الملائكي، أم إن حدتها تلك تظاهرًا بقوة زائفة 

تنهد بتسلية ونهض ليقترب منها ويخطو تلك الخطوة الفاصلة بينه وبين فراشها ليميل عليها قليلًا جعلها تجفل وتمتم بخفوت بجوار أذنها

_ متشغليش حالك بحاچة لاجل ما تستردي صحتك، لإن الأيام الچاية دي محتاچة قوتك.

لم يضيف كلمة أخرى وهو ينسحب بهدوء خارجًا من الغرفة وابتسامة متوعدة ناقمة لثأ.ر لن يمحيه زمن مرتسمه على فمه الحازم.


أما هي فقد الجمتها الصدمة لثواني

وذلك التوعد الذي ظهر واضحًا في عينيه جعلها تجفل منه

هل سيخبر والدها؟

هل ستجبر على العودة إليهم؟

وإذا حدث ستجبر على الزواج من خليل كما سمعت زوجة ابيها؟

هزت رأسها برفض، لن تقبل مهما حدث، عليها الإسراع بالهروب كما أن يخبر أهلها 

لكن كيف وهي تعلم جيدًا بمدى صعوبته في هذا القصر الذي يحيط بالرجال من كل جانب


هل تذهب إليه وتطلب منه المساعدة

سخرت من نفسها

وهل سيفرط في تلك الفرصة التي قُدمت إليه على طبق من ذهب

عليها أن تجد حل بأسرع وقت مهما كلفها…..


❈-❈-❈


_ عنديكي حل تاني؟

بهتت آسيا وهي حقًا ليس لديها حل آخر، فهروب تلك الفتاة قلب الأمور رأسًا على عقب

كما انه لم يجيب على اتصالها رغم محاولاتها الكثيرة

هي تعلم جيدًا مدى تعلق ابنها بمرح، ستكسر قلبه وهي لن تقبل بذلك

هي طلبت منه فض الثأر لكي تحمي ابنها وأقنعته بمقابل مجزي وهي زواجه من تلك الفتاة 

لكن هروبها لم يكن بالحسبان 

_ بس انت خابر أن ابنك رايدها واني مستحيل اكسر بخاطره

نهض كامل من مقعده بضيق وتحدث بانفعال

_ والله بقى هو اللي چابه لروحه، وبعدين نكسر بخاطره احسن مـ النچايمة يكسروا بعمره 


لم تقتنع آسيا وتقدمت منه لتقول ببغض

_ كله من عملك الاسود اللي بلتنا بيها، لو مهربتش مكنش حصل اللي حصل ده وكنا چوزناها ليه وخلاص

ارتدى كامل عباءته واخذ عصاه وهو يقول بسئم

_ اني ماشي لإن الكلام معاكي ممنوش رجا

خرج من الغرفة ومازالت تغلي من شدة الغضب 

اسرعت لتغلق الباب خلفة بالمفتاح كي تحدثه بآمان 

لكنه كـ عادته لم يچيبها 

عاودت مرة أخرى لتنجح تلك المرة وأجابها بحدة

_ في ايه يا آسيا…..

لم تمهله فرصة للحديث وقالت بامتعاض

_ الغي الچوازة دي ياخليل 

عقد حاجبيه مندهشًا وسألها

_ كيف ده هو لعب عيال إياك، انتي قولتيلي اوافق على فض التار بالنسب زي الناس ما قالت واديني فضيته ووافقت على الچوازة 

ابتعدت آسيا عن الباب خوفًا من أن يسمعها أحد وتحدثت بحدة

_ البنت بنته هربت ومش لقينها وهو دلوقت بيقول انه هيخلي بنت أخوه مكانها

_ بس اني مش شايف مشكلة، بدل ما كنت هخلصك من واحدة خلصتك من اتنين

_ لا، دي بالذات لا

سألها بسخرية 

_ ليه ان شاء الله؟ مستكتراها عليا؟

نفت آسيا

_ مش إكدة واصل، البنت دي ابني رايدها ومش عايزة اكسر بخاطره.

اخطأت قولها أذ اتخذها خليل عقابًا قاسيًا لتطاوله على ولده فقال بمكر

_ بس خلاص الموضوع انتهى واني مستحيل أرچع في كلمتي، البنت دي من النهاردة بقيت تلزمني ولو حاولتي تلعبي بديلك انتي الخسرانه

أغلق هاتفه وتركها هي تتلوى بحقدها ويزداد سخطها على مهرة التي سقطت هي أيضًا بأيدي من لا يرحم


تابع قراءة الفصل