-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 3 - 2 الثلاثاء 26/12/2023

 

 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الثالث

2


تم النشر الثلاثاء

26/12/2023



أبتلع لعابه بهدوء قبل أن ترك ما بيده وأعتدل بجسده للأمام في حاله تأهب بينما ينطق ببطئ 

_ انهارده هتروحوا تشتروا للعروسه هدومها 


كانت تشعر بالوقت بطئ وكأن كل جمله تأخذ حيز أكبر منها؛ تحركت معدتها بتوتر وشعرت بالغثيان وقد أرتفع حتى صدرها وكاد يغرق قلبها بداخله؛ تلك المشاعر لا تضربها هوانً بالتأكيد هناك سبب لشعور جسدها بالتحفز 


_ برائة 


أغمضت عينها بخفوت وتنفست بعمق قبل أن تفتحهما وتقابل عينه؛ نطقه لأسمها ليس عبثًا جسدها الذي يزداد أضطرابًا أدرك ذلك قبلها 

_ هتروحي معاهم 


شعرت بأنسحاق قلبها؛ ضاق صدرها حتى شعرت بالهواء ثقيل لا يمر مروره الصحيح؛ مما أضطرها لفتح فمها بخفه تستنشق منه قدر أكبر للهواء بينما تحرك رأسها بقبول 


أنطلقت رفيده بحماس وهي تنطق بينما تنظر لقاسم 

_ وانا كمان يا عموا قاسم عايزه اروح ينفع؟ 


نكزتها والدتها تجبرها علي الصمت حينما حطت عين قاسم فوقهم؛ حرك رأسه وهو ينهض بهدوء و وقار 

_ مفيش مشكله يا روفيده، العربيات هتجهز عشان توديكم تاخدوا العروسه وعمتها


غادر بثانيه كما سلب روحها بثانيه؛ كانت تجلس متيبسة عينها لم تغادر محل وقوفه السابق حتى أنتشلتها ضحكات عزيزه الساخره وكلمات فتحيه 

_ يا عيني علي الناس الي فاكره نفسها مميزه وهي أرخص من التراب 



رمشت تستوعب ما يحدث قبل أن تنهض بهدوء مغادره غرفة الطعام؛ تحدثت زينب بغضب 

_ خلي بالك من لسانك بعد كدا يا فتحيه عشان مش كل مره هنستحملك


نهضت تستند علي عكازها وروفيده لتغادر


❈-❈-❈


صعدت برائة غرفتها تغلق الباب بحده وهي تشعر بالغضب يشتعل بها.. بجسدها وكل شبر منها يطالب بشئ واحد... الانتقام منه!


لكن كيف.. تسقط مجددًا امام سؤالها الاجوف؛ كيف تنتقم منه وهي قليلة الحيلة أمامه! 


أغمضت عينها وتحركت حتى تجهز ثيابها حينما طرق الباب؛ ثوان و ولجت روفيدة بابتسامتها المشرقة، إبتسامه غير محمله بالهموم 

_ فاضيه يا برائه! 


أبتسمت لها تشير كي تقترب منها 

_ ايوه أدخلي 


ولجت روفيده بينما تحمل بين يدها بعض الكتب الورقيه 

_ انا جبتلك الروايات الي قولتلك عليها عشان تقرأيها وقولت اجيبهم 


_ تسلم ايدك يا روفيده؛ شكلهم حلو اوي 


_ وقصصهم كمان جميلة اوي


ربتت علي خصلاتها بهدوء وهي تخبرها بجديه

_ هقراهم يا حبيبتي


نهضت روفيده بإبتسامه كبيره

_ هروح اجهز انا كمان عقبال ما تخلصي 


_ ماشي 


غادرت روفيده وبقيت هي علي الفراش تمسك بين الكتب بكفيها تقلبهم بهدوء؛ لفتها أسم أحدي الروايات "براثن العشق" شعرت بالانجذاب له وانكمش حاجبيها بأستغراب

_ يعني ايه براثن! 


تنهدت وقررت التفكير بالأمر لاحقًا لتنهض من جلستها وتبداء بالتجهز.


❈-❈-❈


كانت تجلس برأس شامخ بجوار زينب حينما أخفضت زينب نافذه بابها وهي تبتسم في وجه راضيه وعمتها 

_ اعذوريني مش هقدر أنزل؛ أركبوا العربيه الي ورانا دي 


_ ولا يهمك يا ست زينب 

تحركت عمه راضيه تدفعها بخفوت كي تبتسم و تلحق بها، تنهدت زينب وهي تهمس لبرائة بعدما أعادت أغلاق النافذة

_ مش مستريحه للبنت دي وعمتها


نظرت لها برائة قبل أن تتنهد بخفوت 

_ معرفش يا حجه انا برضو قلبي بيتقبض لما بشوفهم بس مش حابه اظلمهم


_ ربنا ما يجعلنا من الظالمين يا بنتي 


كانت تشعُر بتحرك لسيارة؛ الأهتزازات الخفيفه منها وصوت دهسها للارضية؛ تشعر برغبة في أغماض عينها والأختفاء من هنا..من وجودها وأحضانة.


كانت ترى وجهًا جديدًا لقاسم غير الذي اعتادته، لم يكن نفس الرجل الذي كانت تراقبه؛ لم يعد ذلك الذي يقف ينتظرها بالشمس الحارقه حتى يراها لمده ثوان فقط .


هو الان رجل صلب قاسي؛ لا يشفق علي حالها أبدًا، كانت تشعر وكأن خيوط من الظلام الاسواد ينتشر بين عروقه؛ يشعل بها نيرانه...يلقي فوقها البنزين والنيران ثم يركض هلعًا جالبًا الماء لاطفاء نيرانها.


أنتفضت علي يد زينب التي تحركها بهدوء؛ كانت تسطتيع لماح الشفقه من بين نسيج عينها لتهرب بنظراتها عنها 

_ يلا يا بنتي ننزل العربيه واقفه من حبه 


_ يلا يا حجه 


كانت ترغب بقول" لا" حرفان بسيطان قد منعهم قاسم عنها.



سارت رفقة زينب متقدمه علي الجميع ويمكنها الشعور بنظراتهم المسلطه علي ظهرها؛ لكنها فقط لم تهتم! 


كانوا تسوقوا العديد من المشتريات والملابس حتى ولجوا لمحل يبيع الثياب المنزليه، شعرت بالدماء تجف داخل عروقها بينما تقوم راضيه بشراء ملابس... لا يمكن وصفها كملابس أبدًا ؛ كانت تتبجح بفجر وهي تعرض القطع عليها متصنعه أخذ رأيها.



كانت خجله وجنتها تشتعل من الخجل؛ الضيق والغضب، ابتلعت لعابها حينما وضعت راضيه بين يدها ثوب مكشوف بشكل سافر وهي تخبرها بنبره خجوله شديده الاصطناع 

_ ايه رأيك في ده! عارفة اني خنقتك بس أنتِ مرته الأولي وأكيد عارفة ذوقه؛ ولا هتبقي زي ما بيقولي ان الست الاولي ملهاش لا في الدلع ولا اللبس المكشوف؟ 



كانت عينها تنغز كسكاكين ساخره بجسد برائة؛ ابتلعت لعابها بأبتسامة هادئة بينما تعيد الثوب لراضيه وتخبرها بهدوء

_ زوق الهدوم كله زي قلته؛ الراجل لو مش رايد الست لو لبستله توب من الدهب هيبعد وشه عنها ويفتكرها تراب، عشان كدا متقلقيش طلامه رايدك مش هيشغلة اللبس


أنخفضت أبتسامه راضية وأنقلبت ملامحها لأخرى غاضبه وحاقدة، تابعت فتحيه ما يحدث و ودت لو كانت شقيقتها معها حتى ترى تلك الأفاعي المتلونه! بينما هي.. هي من تظن انها أسوائهم كانت كالملائكة .


أقتربت برائة من زينب تتحدث معها بأبتسامه بسيطة

_ بقولك يا عمتي انا هخرج ألف حابه في المحلات التانيه 


بادلتها زينب وهي تربت علي كتفها قبل أن تخرج مجموعه نقدية وتقدمها لها 

_ روحي ماشي ولو عجبتك حاجه أشتريها 


هزت رأسها بلين، أسرعت روفيده بالتعلق في ذراع برائة وهي تخبرها بأبتسامه 

_ وانا هاجي معاكي 


ضحكت الاخرى بخفه وهي تتحرك رفقتها للخارج

_ ماشي يا ستي بس بشرط! 


_ ايه شرطك أومريني! 

انحنت بطريقه ملكيه عابثه جعلت ابتسامه برائة تزداد وهي تخبرها برغبتها التي دقت في عقلها دون إنذار 

_ هتعلميني الرسم! 


أجتمع حاجبي روفيده وهي تقترب منها بأستغراب 

_ اشمعنا الرسم أنتِ هوياه! 


نظرت برائة لكفيها بينما عقلها يضحك بسخريه؛ فلم تهتوي الا محبوب قرر الفراق بين الاحضان.


أجابتها بهدوء بينما تكمل سيرها 

_ لاء مش هوياه؛ بس مش عارفة حاسه اني عايزه ادور علي الي بحبه 


ابتسمت روفيده وهي تتحرك لتسير بظهرها للطريق و وجهها لبرائة 

_ خلي بالك امشي حلو! 


_ متقلقيش عليا، المهم دلوقتي ان للاسف مش أنا الي هقدر أنفعك في حكايه الرسم دي! أنا كبيري أرسم قلب؛ بس اي ينفعك بجد عمو قاسم ماما بتحكيلي أنه جاتله فتره كان بيرسم وأن دي هوايته من أيام ما كان صغير قدي كدا؟ 


_ لاء مش عايزه اشغله 


لمحت روفيدة الأنطفاء بعينها وأختفاء لمعتها البسيطه لتخبرها بجديه 

_ طب بصي أحنا هنجيب حاجه الرسم دلوقتي ونقعد نجيب فيديوهات ونحاول نتعلم! وأنا هحاول اقنع ماما أخد كورسات للرسم ولو رفضت تقنعيها أنتِ أو تخلي عمو قاسم يقنعها وساعتها هعرفك أعلمك حلو آوي



أبتسمت برائة بسعادة؛ ليس لتعلمها الرسم بل لتلك الكلمات والرغبه التي لمعت بعين روفيده، الرغبة في مساعدتها دون الواجب او الاجبار علي ذلك! 


عقلها أنجرف لروان فهي الوحيدة من كانت تفعل ذلك؛ كانت الملجئ الذي يعكس لها العالم، لم تستطيع الغضب منها دائمًا فلقد كانت مدركه أنها تحملت الكثير..بل انها تشفق عليها فهي تدرك مدي حبها لسالم.


أختطفتها روفيدة بينماتدفع بين يدها عده اشياء لم تركز بهم حينما التقطت كلمات الأخرى المتوتره 

_ برائة انا عايزه أسالك علي حاجه بس يعني مش عيزاكي تزعلي مني


_ قولي يا حبيبتي

الصفحة التالية