رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 36 - 2 - الإثنين 11/12/2023
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السادس والثلاثون
2
تم النشر يوم الإثنين
11/12/2023
نظرت له سهام بصدمة وهي تقول:
_ بتقول ايه يا ابن أحمد ؟ وجبت فوزية دي منين
_ منك يا مامي مش فضلت تقولي ليه أنا فوزية يا وحش، المهم بتعملي ايه ما رحتش الشغل معاه ليه؟ مالية مركزك أمت يا سو وعارف انك مسيطرة
رغم الدهشة التي تشعر بها إلا أنها ردت
_ انت عارف يا أدم انت مشوفتش بربع جنية رباية
_ انا يا مامي دا انا ادي حبيبك الصغير اللي هيفلت من شغلتكم ويمسك الشركة ويبهركم المهم ما جاوبتش
_ بعمل اكل
_ اذا كان كده يبقى حلو انك ما رحيتش الشغل، ده احنا من يوم ما رجعنا من الأرض ما اكلناش من ايدك يا سو هانم، ما عرفناش نقعد معاكي شوية، الوحش مستحوذ عليك على الآخر.
الدهشة على وجهها جعلت ابنها الصغير يضحك بخفة، وهو يقول:
_ بهزر يا سو هانم ولا الهزار ممنوع ده فرصة ان هو مش موجود، الواحد يعرف يتكلم معاكي كلمتين.
فتحت ذراعيها له ليقترب منها ضمته بين يديها وهي تحرك يده في خصلاته شعره، وادركت انها فعلت المستحيل من اجل ان تنجب طفلا آخر، وها هي تاخذها الدنيا دون ان تهتم بأدق التفاصيل الخاصة به، تعلم ان ابنها في مدرسة خاصة له سائق يحضره ويذهب معه، بينما هي في غمرة شغلها سواء كان في القطاع او في الشركة، حتى قبل تلك المشكلة، اهتمامها بتلك المهمة التي راجع منها رحيم متغير، ثم تلك المهمة التي عاد منها وحدثت بعدها مشكلة بين الأب وابنه
وشغلت بأشياء كثيرة حدثت، منها ذلك الحادث الذي اقامته، وكان سبب في ان تنهار سهام وتساءلت
_ياه ده انا بعيدة أوي
_ مين قال كده؟ انت اقرب من القرب نفسه يا هانم بس انا جاي اقولك حاجة ونسيت
_ حاجة ايه
_ ان في حد عايزك على الباب
_ايه بتهزر صح
_ لا يا ماما طنط اخت عمو عادل اسمها ايه؟
_اوديل..
_ ايوه هي أم وديل
ضحكت سهام بصوت مرتفع وهي تقول:
_ بتقول ايه يا ولد؟ ايه اللي انت بتقوله ده؟
_ انت اي حد يزعلك يتقال عليه كده
_ هي مين دي اللي تزعلني؟
_ اسكتي مش انا عرفت انها كانت بتخطب بابا وقال ايه الشرع حلل أربعة وهي موافقة بيكي ومش هتقوله يسيبك بنت الل..
_من مين؟
_ ما تكسفنيش بقى يا سو..
الصدمة على وجهها كانت واضحة، هل هو مرتبط؟ ودون ان تعرف! ومعنى انه عرف بما حدث فإن ذلك يعني انه مرتبط بابنة عادل، اي لعنة هذه التي تجعل الضفيرة تستمر..
رغم انها لا تريد أن ترى اوديل إلا انها نهضت من جوار أمها، تهندم ملابسها التي تعد أكثر من راقية، تنظر لابنها الذي ابتسم، وهو يقول:
_ قمر انا مش عارف انت امى ازاي..
_ انت بكاش زي ابوك
_ لا بتهزري هو ابويا ده ليه زي؟!
ابتسمت بخفة وهي تدخل تتهادى في خطوتها، في الوقت الذي وجدت اوديل تقف بجوار الباب رغم وجود الخادمة معها، تطالبه بان تدخل إلى الصالون، إلا أنها ظلت متردّدة، حتى اقتربت منها سهام، وهي تقول:
_ اتفضلي يا اوديل
لكن نظرة الدهشة على وجه اوديل، كانت واضحة وهي تنظر لسهام، فهذا الصوت تعرفه جيدا، أما تلك المرأة الواثقة التي تتحرك برشاقة بثوب مثير، يختلف كثيرا عن ذلك الفضفاض الذي ترتديه في الخارج، شعرها المرتب حول وجهها بطريقة مغرية ينساب على ظهرها كشلال اسود، يجعلها لا تظن أنها أم لذلك الشاب التي فتح لها الباب منذ دقائق، فما بالك بأخوه الأكبر منه بسنوات نظرات عينيها لها تخبرها انها تشعر بالدهشة، ابتسمت سهام وهي تقول:
_ اتفضلي يا اوديل تقدري تقعدي ولا الكلام اللي عندك هتقوليه على الباب
_ انا جاي اعتذر
_ بجد لوحدك
_ طلبت كثير من عادل ان أأتي وهو قال انه لم يأخذ ميعاد حتى الآن
_ تشربي ايه
_ ولا حاجه بس بجد انا اسفة
_ انت شايفة كده.
_ مش فاهمة تقصدي ايه.
_ بقيتي تتكلمي مصري كويس
_ شوية من إلينا من أرو، والآن هل قبلتي اعتذاري
_ انت تعتذري لي انك معجبة بجوزي، انت جايه تعتذري لي انك تعرضي على جوزي الجواز، انت بتهزري
_هل يعني ذلك أنك لم تقبلي اعتذاري؟ هل علي ان اذهب؟
_ لا اعرف ما الذي اقوله لك اوديل، ربما لم تكوني الاولى التي تعجب به، ولكنك تطول بعض الشيء، هناك أشياء لا تغتفر اسلوبك وطريقة كلامك واستخفاف، لا تغتفر، لاحظي انني اتكلم معك باللغة العربية الفصحى، حتى تفهمني جيدا، وان اردت ان اتحدث معك بالايطالية لا بأس، ولكن عليك أن تفهمي ان علاقتنا بعادل وإلينا وباقي الأصدقاء منذ زمن فلا تحاولي ان تهدمها، فهناك اشياء اذا كسرت لا تعود، وبالنسبة لاعتذارك ما عليك إلا أن تبتعدي عن طريقي وطريق زوجي، وينتهي الأمر..
هزت رأسها بموافقة وهي تقول:
_ حسنا سوف اذهب
_ بمعنى؟
_لقد وضحت وجهة نظرك، وسوف افعلها لن اكون في الطريق الذي تكونون فيه.
_ مع الاسف تلك الطرق ستتقابل رغما عنا، انت اخت صديق العائلة، ابناء عادل بمثابة ابنائنا مثل ما ابنائنا بمثابة ابنائه نحن نعتبر نفسنا عائلة ليس أكثر، لا تنبشي في التراب وتفتحي في أشياء حدثت في الماضي، قد تكون سببها مشاكل لا تنتهي، والان ما الذي تشربينه؟
_ هل يعني أن شربت شيء انك سامحتني؟
_شيء من هذا القبيل! يعني انني قبلت اعتذارك وليس اكثر، السماح شيء كبير والمغفرة اكبر من ان يقوم بها إنسان..
جلست معها لبعض الوقت، بعد قليل كانت تنصرف، وهي إلى الآن تشعر بالدهشة..
المساء كان محملا بسعادة على قلب اسماء بين ابنتيها واحفادها، تجلس في سعادة أما سهام التي كانت متالقه في الصباح بذلك الثوب الاكثر من مثير، ترتدي الآن ثوبا فضفاضا كالعادة، تضع حجابها بطريقة مناسبة تبتسم وهي تضيف ادهم واختها وابنائهم، وبعد وقت كان احمد يجلس مع أدهم في المكتب، يتكلم معه في عدة أمور، ولكن احمد لاحظ أن أدهم شارد بعض الشيء
أحمد: مالك؟
وكان ادهم كان ينتظر أن يسأل حتى يستفيض في الكلام، يحتاج لمن يتكلم معه في هذا الأمر، يبدو تائها خائفا يخشى أن تأتي الضربة من الداخل، ان يصاب بما فعله في الماضي، كل تلك الصفحات سوداء تتناثر أمام عينه، كأنها بحر من الاتهامات وهمس بعد برهة:
_ كنت عامل شراكة في الباطن
_ اه عارف مع ذاخر مهران ماله مضايقك؟
_ مش عارف اقولك ايه بس حاسس انه بيقرب من دانا بطريقة مش عاجباني، حاسس ان في حاجة غلط.
_معجب بيها!
_هو اللي زي ده بيعرف يعجب
ابتسم احمد وهو يرجع في مقعده، ينظر له وهو يقول:
_ خايف من اللي فات يتعاد من تاني
_مش خايف على نفسي! خايف على بنتي، خايف كل اللي عملته زمان يترد لي فيها، واحد زي ذاخر ده، مش هو الواحد اللي لما يعجب بواحدة، يجي يخبط على الباب يخطبها او يتجوزها وبعدين حتى لو جاني الباب انا ممكن امن على بنتي مع واحد زي ده، سمعته اللي زي الزفت علاقته متعددة، حياته منحلة، انت عارف ده معناه ايه؟
رفع احمد حاجب واحد دون ان يرد
_ انا بكلم نفسي؟!
_لا ما بتكلمش نفسك، بس انت خايف عليها من واحد انت كنت زيه، بس لقيت اللي ادالك فرصة، مد ايده انتشالك من الوحل طب ليه متردد إنك تساعده و..
_انت هتستعبط يا احمد؟ هو ايه اللي متردد؟ هي بنت الجيران! دي بنتي، انا اديها فرصة انها تتعامل مع واحد زي ده!
_ انا مش عارف ليه البني ادم بينسى؟ ما انت كنت زي ده، وانا كنت زي ده، والفرصة هي اللي كانت سبب في ان احنا نتغير.
_ أنا اضمن منين انه يتغير؟ اضمن منين ان بنتي ما توجعش؟ انها ما ترجعش تبكي وتقول لي ليه ما وقفتنيش؟
_ اوعى تقول انك قلت لها.
_ طبعا قلت لها، لازم اخليها تفرمل قبل ما تسيب قلبها يقودها، وفي الآخر ترجع تبكي بدل الدموع دم..
ربما وجهة نظر ادهم تختلف، ربما ينظر من ان من يتكلم عنه عنها هي ابنته بينما احمد يتكلم بعقلانية، فهل لو كان الأمر معكوسا وكان هو من يملك طفلة، يخشى عليها من هواء الدنيا أن يجرحها، سيتركها لتخوض تجربة كتلك، اخذهم الحوار..
بينما هناك كانت أسماء تجلس مع سهر وسهام يتكلمون مع سما وسمر في الخارج مكالمة جماعية، ينظرون لبعض في تلك الشاشة العملاقة وكأن الايام رجعت بهم، رغم بعد المسافات الا انهم قربون..
وها هي أسماء تبتسم وتضحك من القلب على تلك الأخبار، وهي ترى احفادها يتكلمون معها عبر الشاشة
أما في الخارج أخذ ادم احمد ومحمد أولاد خالته الى غرفة اللعب الخاصة به، يلعبوا تلك الالعاب الإلكترونية، بينما هناك وجدت دانا وداليدا نفسهم يجلسون مع رحيم، الذي أشار لهم إلى الحديقة حتى يجلسوا على حمام السباحة، رغم ان داليدا تذوب خجلا يجعله يشعر بها وكأن نظراتها تغازل، إلا انها تحركت معه بينما دانا كانت شاردة
التفت لينظر لها، فهم ابناء خالته التي تربوا معه منذ كانوا اطفال، كان الى وقت قريب يعتبرهم اخوته، الى ان شعر بان هناك شرارة من العشق، تلتمع داخل قلبه الى تلك التي تنطوي بخجل، تحاول البعد عن مقعده قدر الامكان، نظر إلى دانا وهو يقول:
_ مالك سرحانة في ايه؟ في حاجة شغلاك؟
تكلمت دون أن تشعر بما تقوله
_آه في كنت عايزة اعرف هو لو في إعجاب متبادل بين اتنين، حد من الطرفين توأم، هيعرف يفرق بينهم هيعرف هو بيحب مين ولو معرفش وباح بمشاعره للشخص الغلط، يبقى بيحب بجد ولا الموضوع مسألة مظهر بس
كان يستمع لها وعقله يفكر في شئ آخر، هل تمزح أم هي تتكلم عن واقع حدث بالفعل؟
هل هناك من أعجب بها وباح بمشاعره لداليدا؟
ألتفت ينظر إلى داليدا، التي ارتبكت وهي تفرك يدها تشعر بالخجل يغزو وجهها، والخوف يتسرب إلى نفسها، خاصة من نظرة الحدة في عينه وكأنه يلوم عليها أن سمحت لأذنها بأن تسمع أعتراف كهذا من غيره! ولكن هل هو مجنون؟ وهل اعترف لها من الأساس؟
التفتت دانا لتنظر له، تنتظر إجابة سؤالها الذي قالته في غفلة من عقلها، كأنها تعترف بما تكنه بداخل قلبها، وفي نفس الوقت تنتظر الاجابة هل هو مجرد اعجاب؟ ام ان الامر لا يقتصر على مشاعر حقيقية من الأساس، مجرد. تسلية كما يقول والدها…
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية