رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 8 - 1 - الأحد 3/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثامن
1
تم النشر الأحد
3/12/2023
لم تستطع نهال النوم رغم أن المساء حل منذ وقت بعيد، حين غادر والدها وايڤا كانت تريد منه أن يظل وإيڤا أيضاً
وجودها مع هذا الشخص
يشعرها بالتوتر والقلق
رغم أنها تتحاشي النظر له انها لا تكاد تتعرف على ملامحه أو تتبين كيف يبدو وجهه؟ ولكنها تعلم جيداً أن وجه قاسي جداً ووجهه مخيف منذ أن ألقى تلك الكلمات على مسامعها أمس أنه ليس بكلب سعران يشتهي جسد
وهي تشعر بحاجتها إلى الهروب بعيد عن هذا
الشخص ولكن هذا أمر محال اختار الوالد من يوقع أمام المأذون وينقذهم من ورطة
وفضيحة كانت سوف تلطخ وجوهم إلى الأبد
وهي في كل الأحوال
يجب أن تجتاز تلك الأيام وهو في الجوار، جلست على الفراش ورفعت شعرها إلى أعلى وفكرت لحظات أن تخرج إلى الصالة ولكن صوت كلمات الأغنية اللاتيننة جعلها تفكر بها، أنها تعرف تلك المغنية جيداً أنها لاتيا سوزاك مغنية الحزن
كما أطلق عليها الغرب
فلقد كانت شابة جميلة
تمتلك صوت رخيم
قامت بإطلاق سبع أغاني
رثاء إلى حبيبها الذي مات ثم لحقت به من الحزن عليه، دندنت نهال كلمات الأغنية:
_أيها الراحل
إلى مكان بعيد
لا يستطيع أحد ايقافك
لماذا أخترت أن تبتعد؟
لماذا أخترت أن تبتعد؟
في صحبة النجوم
في قبضة السماء
لا تتحدث الى أحد
لا تنظر إلى أحد
على وحدي
أن أمسك زمام الصمت
الدمع في العين مؤلم
القلب أيضاً ليس بخير
السماء لم تعد تمطر
الورد لم يعد يزهر
وليس هناك فرح
بعد أن ذهبت
صوت الأغنية يعني أن سليم لا يزال متيقظ
لا ريب أنه في الغرفة
التي أخبرها بها
شعرت بالضيق
أنها غير حاجة إلى الخروج بعيد عن الغرفة
نهضت من مكانها وفتحت النافذة
كانت تطل على الفناء الخارجي للمنزل، شاهدت
نهال شجرة توت كبيرة
قريبة جداً من النافذة
بعد أن انتهت الأغنية استمعت نهال الى اغنية
أخرى لنفس المغنية
_أسافر إلى بلاد بعيدة
ولكن لا أجدك
وانظر إلى وجوه أشخاص
ولكنك لست معهم
لقد سافرت أنت
وأنتهت رحلتك على الأرض
وأنا أبحث عن طريق
أذهب به إليك
إن الأمر قاسي
قاسي جداً
أن ذهبت
خطواتك أصبحت بعيدة عني بعد أن كانت إلى جواري
هذا قاسي جداً أن ذهبت
الهواء حرك شعر نهال أشعرها بالحرية ولم تقاوم رغبتها في الجلوس على النافذة
والنظر إلى الفناء الخلفي
ثم نظرت إلى النجوم
كانت السماء مثل قطعة قماش سوداء كبيرة
تزينها قطع من اللؤلؤ
شعرت ببعض الكآبة
وهي تفكر في كلمات الأغنية كانت تصف حالها
كثيراً ولكن لماذا يستمع
سليم لها؟؟ غريب أن يكون ذوقه في الموسيقي مشابهه إلى ذوقها تلك الأغنية كانت تستمع لها دائماً فترة عودتها من أمريكا إلى القاهرة وحين جاء فريد
فجأة خلفها أوقفت الاستماع لها، لقد كانت تبكي قديماً حين تستمع لها ولكنها اليوم ترفض أن تبكي وهي تستمع لها
هو شخص لا يستحق البكاء عليه أعطته مساحة كبيرة من التضحية والالتزام ثم رحل فجأة دون أدني مسئولية، لقد كانت صفعة قوية لها، تأملت شجرة التوت وهمست إلى ذاتها:
_الشجر مش بينحني وقت الريح علشان كدا مش بينتني أو ينكسر
علشان كدا مش لازم انكسر صفحة وانقفلت
من عمري لاخر يوم في عمري مش هتتفتح تاني ابداً، حتى لو ذكرى جوايا
مش هفتكره اللي عمله كان صعب أوي وعلشان كدا مش هيكون له جوايا أي عذر مهما كان هو اختار الهروب، وأنا اختارت له الموت لازم يموت جوايا لازم اي لحظة حزن عليه هي خيانة لنفسي وأي لحظة شوق هي بردوا خيانة لنفسي الندم الحقيقي
ان مكنتش قادرة اشوفه كويس كان بابا عنده حق في نظرته له
أوقف سيل أفكارها صوت باب البوابة وهو يفتح كان سليم هو من فتح باب البوابة وشاهدته وهو يخرج ويغلق الباب، فكرت قليلاً
لماذا رحل في هذا الوقت؟ لماذا غادر فجأة؟
صوت الموسيقي والأغاني لا يزال موجود
هذا يدل أنه سوف يعود سريعاً، ولكن لماذا غادر في هذا الوقت؟ لماذا؟
ما هي الضرورة التي تجعله يترك منزلة في هذا التوقيت؟ أنها الثانية منتصف الليل، غريبة أن يرحل في هذا الوقت سيراً على الأقدام، تذكرت كلمات إيڤا
وكلمات والدها أيضاً
بالامس في رحلة العودة من القاعة والزفاف المزيف المكان شبة معزول عن العمران السكني، هو ممتاز للخلوة
والعزلة، هذا يعني أنه يحتاج إلى وسيلة مواصلات تساعده على بلوغ أقرب مكان حي يتفاعل فيه البشر
هزهزة أوراق شجرة التوت جعلها تشعر بالخوف الشديد نظرتإلى الشجرة كان هناك طائر ما يحاول أن يضع القش
على غصن الشجرة المتين وابتسمت وهي تشاهد الطائر الآخر يحط بقدمه على ذات الغصن
لا ريب أنهم زوجين
أنهم طيور اليمام قد اختاروا تلك الشجرة
رحل الطائرين في سرعة وعادا مرة ثانية يحملون القش ويضعونه على الغصن مرات ومرات ونهال نراقب في صمت وهي حذرة أن لا تحدث صوت او تتحرك من مكانها حتى لا تفزع
الزوجان ويفران من المكان كله، لا ريب أنهم وصلا إلى هذا المكان بعد رحلة عناء فلا يوجد في الجوار أشجار أو حدائق
تصلح لبناء العشش داخلها
أوشك الصباح على المجيء، خيوط النهار تحاول أن تزيح خيوط الليل، حتى تعطي فرصة لأشعة الشمس أن تتمدد في السماء وتطلق إلى حكمها السيطرة، لا تزال محاولاتها بكر لا تزال في محاولاتها الاولى كأنها إشارة بدء، حين توقف الزوجين الطائرين على دانييلجلب القش، وأكتفيا من رحلات الطيران الليلي، العش لم يكتمل بعد، يحتاج الأمر ليل آخر،
فكرت نهال أنها المرة الأولى التي تشاهد فيها تشييد منزل يتم في جنح الليل وستارة الخفاء لقد وثقا الطائرين
أوراق الملكية بالقش والعش حتى لا يطمع أي طائر ثاني في نظرة ما إلى الغصن فهو الأقوى من كل فروع الشجرة
وهو ملاذ الأمان والحضن القوي لبيضهما
ةتفي الفترة القادمة
في هذا الغصن من الشجرة،
فتح باب البوابة ودخل سليم
وانتبهت أنها لا تزال تجلس على النافذة تراقب الطيور كل هذا الوقت، ألقي نظرة في إتجاه شجرة التوت ثم دلف إلى داخل المنزل
واستمعت إلى صوت باب غرفته وهو يغلق فكرت أنه ربما لم يشاهدها لأنه لم يبد أي تأثير أو توقف لحظات حتى ينظر لها عن قرب، أنه أمر جيد
فلقد أعفى هذا الأمر إحراجها، فكرت لحظات
أن بعض التجاهل رحمة وشفقة وعون أيضاً
دست ذاتها في الفراش حين داهمت أشعة الشمس الغرفة، أغلقت النافذة جيداً واسدلت الستائر لم يكن هناك أي أصوات غنائية، لم يكن ةةهناك أي أصوات ثانية
زالسكون والصمت نن
الأخرس يشمل المنزل
أغمضت عيناها وغرقت في النوم وهي تفكر أن صاحب المنزل قد نام هو الآخر