رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 7 - 1 الاربعاء 17/1/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل السابع
1
تم النشر الأربعاء
17/1/2024
انا رجل حطمه الحب؛ وانتِ يا عزيزتي كنتِ المطرقه التي فعلت ذلك؛ رغم ذلك تلتئم روحي بنظرة عينك.
-سالم & روان
ارتفع قرص الشمس بالسماء؛ انتشرت الأشعه المضيئة تنير الشوارع وتطرق النوافذ للحياة.
كانت روان بغرفتها تجلس علي الفراش المرتب وقد ارتدت ملابسها بالكامل؛ كان الحماس والدفئ المنتشر في هواء بلدها يجعلها متحمسه.. كانت سعيدة بقلب يملئه الحزن.
نهضت عن الفراش وهي تستعد لأستغلال يوم عطلتها الذي سمحت به وداد كي تزور عائلتها.. والدها الحبيب.
خرجت من المنزل تنظر للشوارع الغير ممهده.. الابنيه الطوبيه القديمه.. كل ركن تعلم به ذكرى… ترى به طابع ماضيها وشخصيتها القديمة؛ لكن الأن تقف بفستان محتشم ذو وسع مناسب؛ رأسها مرفع بشموخ وثقة وعينها تمر علي الاشخاص الذي يرمقونها بفضول.
صعدت إلي سيارتها؛ قد خصصت وداد سيارة شخصيه ذات سائق لها وأخرى تحت تحكمها هي..
كان عليها قطع ذلك اللقاء؛ دون تردد او خوف لذا.. قمعت خوفها.. شوقها وارتجافه قلبها حينما أدارت السيارة وهي ترفض أي طريق للضعف مجددًا .
أوقفت السيارة بعد فترة أمام قصر.. ال شهاوي.
هبطت وهي ترى أعي الغفر التي تضيق عليها؛ ذلك الشك بنظراتهم أسعدها.. جعلها تدرك أنها نجحت.. في التقدم.. النجاة.. والقوة.
تحركت بثبات ناحيته ترسم ابتسامة خفيضة علي وجهها وهي تحدثهم برزانه بلهجتها الجديده
_ يا ترى نسيتوني ولا هقدر ادخل اشوف بابا؟
حاول الغفير تجميع أحرفه المبعثرة وبعد ثانية نطق بذهول
_ روان!
ضحكت بخفه قبل ان تجيبه بنبره تعلن شوقها لكل شبر من المكان
_ ايوه روان؛ الحمد لله منسيتونيش!
_ وحد يقدر ينساكي برضك يا بتي، اتغيرتي اوي دا ابوكي لما يشوفك مش هيعرفك!
_ مفيش اب بينسي عيله؛ مسموح ادخل ولا ايه مش عايزه اعملكم مشاكل
ابتسم الحارس علي ابتسامتها وأبتعد عن الطريق يشير لها بيده
_ اكيد يا بتي محدش يقدر يمنعك
القت له بسمه وسارت بثبات حتى تخطت البوابة وتوقفت قدمها؛ عينها دارت علي كل مكان… اماكن كان يمكنها السير بها مغمضه العين دون سقوط.
تحفظ أماكن الحجاره حيث كان يلقيها سالم علي شرفتها؛ أماكن انتظاره لها؛ البقع التي كان يلقي عليها البسمات منه ويضحك بصخب بها؛ كل ذكري كانت تتعلق بسالم هنا مما جعل الوقوف عليها مجددًا ليس بالسهولة التي توقعتها.
تنفست مستغفره بصوت خفيض
_ استغفر الله العظيم؛ عيني يا رب؛ عيني واديني القوة
حركت اقدامها للمنزل الصغير الذي كانت تقتنه؛ ستطلب من والدها الرحيل.. لم يعد يحتاج للعمل هنا وهي كفيلة بإعاله كلاهما
طرقت بهدوء علي الباب بينما تنظر لساعة يدها؛ بالتأكيد كان أستيقظ ويعد أفطارة ألان؛ تسرب لأذنها بعض الاصوات التي غمرت قلبها بالحنين؛ ثم فُتح الباب معلنًا عن ظهورة البديع.
أرتفع الشوق بحلقها وهي تمرر عينها عليه؛ تغير والدها النضر لأخرى.. دوائر سوداء أسفل عينة؛ جسده القوي أصبح نحيل كتفاه منخفضان وكأن الحمل أنهكهما.
لم تسيطر علي دموعها التي غلبتها تتسابق علي وجنتها؛ التقفها لصدره بتنهيدة عميقه وانفاس متتابعة.
لم يتحدث أي منهما وهو يضمها بقوة لداخله بينما تبلل صدره بدمعة؛ كالماضي تمامًا
لم تعرف ما الذي تبكيه! هل الشوق لوالدها أم محبوبها.. هل عزاب الايام الفارطة أم عزاب الوقوف علي أرضة مجددًا؛ أتبكي حرقة الفراق التي حبستها بداخلها لأشهر وأشهر أم تبكي كسرها لوالده؛ عالمة تمام العلم أنة لم يسلم من الألسنة والأحاديث عن فجور أبنته وعشقها الملوث لأبن معيليهم!
لكنه كما عهدته؛ يملك حنيه تعادل الام أطنانًا وثقة بها لو طبقت السماء علي الأرض لن تتشقق بمقدار ذره
_ وحشتني اوي اوي يابوي؛ الروح اترديتلي بحضنك ودفاك وكأن ايامي الي فاتت مكنش ليها وجود من عمري
تربيته خفيفه علي ظهرها سمعت بعدها صوته المحتقن بالدمع
_ وانتِ وحشتيني جوي يا بتي.. يا روح ابوكي وعيونه؛ اتيتمت في بعدك يا روان؛ خسرت امي واختي وبتي وحبيبتي في يوم واحد.. كنت كيف الشريد مش لاقي اهل ولا حضن يضمه بدفي؛ كنت بعد الليام والليالي وانا من غيرك وكانهم سنين؛ أشوف الناس فرحانه أفتكرك؛ انتِ فرحتي في الدنيا الي لما بتغيب شمسي متشرقش ابدًا
ضحكت بخفه وهي تستريح اكثر بأحضانه
_ والله يا ابوي حنيتك معشوفهاش علي حد؛ وبعدين كيف ما اخترت الشعر بشبابك! كان زمانك مشهور والدنيا كلها تعرفك؟
ضحك وهو يبتعد ناظرًا لوجهها
_ مرضتش اشارك حد معاكي في غزلي؛ زمان كانت امك بس الي تسمعه مني ومجولش الكلمه الحلوه لجنس مخلوق غيرها؛ ومن يوم ما انتِ انولدتي وانا بقولك وانساها.. كانت تقولي جت الي لحست عقلك وخطفت عيونك وكلامك مني يا ابراهيم! اقولها دي عشان حته منك، ادخلي يا بتي بيتك نوريه من تاني وخليني اشبع من وشك الي بعد عني بدري ..
ولجت روان رفقته للداخل غافلة عن سالم الذي يقف بشرفته؛ عينه مصوبه عليها بجمود يخفى ما يتصارع بداخله؛ كانت حربه التي أعلنتها هي؛ مدينته المحترقه بفتيل حبها.. ولن يطفئ النيران شئ .. وليس أمامة سوى إحراقها معة.
ولكن لا تدري السفن أين تحملها الرياح.
❈-❈-❈
رمشات هادئة من اهدابها كانت تحاول بها آفاقه نفسها؛ كانت جامده كجثة بلا روح وعينها مثبتة فوق ذراع قاسم الملتحم مع خصرها؛ كأنه خلق خصيصًا لها؛ عاشقًا ومعشوقًا.
أتسعد لاستيقاظها بأحضانه بصباح زواجة من أخرى؛ أم تقهر لأقتران غيرها به.. وأين تخفى الذنب واللوم المتدافعين بمعدتها.. شعور بالتقزز مما وصلا له!
حتى وإن لم تحب راضية؛ يبقى شعورها بالعار والضيق ينخر عظامها عليها.
قبل قاسم هامتها وهو يهمس بهيام
_ صباح الخير يا وردتي الجميلة
_ صباح الخير؛ انتَ صاحي من امتى؟
استدارت تواجهه ورفع يده يعبث بخصلاتها
_ من شويه.. بس قعدت أسرح فيكي كيف جميلة وبريئة وانتِ نايمة؛ كانت الصورة الي بتجسد أسمك
أبتسمت بخفة وهي تعتدل بجلستها
_كلامك جميل علي الصبح يا قاسم؛ الي يسمعة يقول عشاق
_ واحنا ايه يا براءة مش عشاق!
سألها بأستغراب وهو يعتدل واستدارت تنظر له؛ كانت عينها تخبرة بدلًا عن لسانها بالكلمات.." نحن عشاق هذا درب من الجنون؛ نحن ضحايا العشق.. روحان بأجساد يستحيل أن تجتمع وقلوب مزقها الألم"
فهم الكلمات بعينها وأختفى مزاجه الجميل؛ حينما استيقظ ونظر لها بين أحضانه لم يستطع سوى الشعور بالسعادة.. لكن كلماتها وعينها يذكرانه بالحقيقة.. أنها كاذبة.. أنها أضحية بدلًا من شقيقة.
مع الافكار البغضية التي تزايدت بعقلة؛ دفع بجسده عن فراشها مغادرًا الغرفة بأكملها.
تنهدت براءة بتعب وقبل أن تتحرك كان عاد مجددًا؛ محملًا بذات الغضب و وجهه يشع ضيقًا وكراهيه وهو ينبس بسم الغيرة والغضب
_ اتجننت وانا بعزف عن مرتي امبارحه؛ مرتي حرمه بكر ملمسهاش راجل قبلي غيرك انتِ البواقي الي اخدتها إني؛ أتجننت وعقلي انلحس لما نسيت التار بيني وبينك يا براءة.. تار كرامتي وأخوي، غبي قولت أعيش يومين سامع كلام قلب لكن قلبك انتِ! قلبك عاجف.. بور زي ارض مهما ترويها مهتطرحش أبدًا؛ لكن تسلمي يا بت الشهاوي فكرتيني بالأساس والحق.. والحق من النهاردة هيترد لصحابة ومهطاوعش قلبي.. وزي ما بتحرق كل يوم وانا بفتكر أن راجل غيري لمسك.. حط يده علي جسمك وشاف دلعك ودلالك.. لحرقة معايا يا براءة… وهتعيشي ناري وانتِ عارفة اني عايش مع مرتي طبيعي وكيف ما الشرع محللي؛ من انهاردة هتشوفيني تفتكري أن حرمة تانية لمسك جوزك ونامت في حضنة سمعت كلامة المعسول وغزلة ولا هتقدر تتكلمي ولا تبعدي؛ فاكرة إن نارك حامية وبتوجعك! جربي ناري الي مهما اتحرقتي فيها عمرك ما هتحسي بالي بحسة لما ابص لوشك وأفتكر إنك لاوعتيني وكدبتي عليا وأن كل حاجه كانت لعبة بالنسبة ليكي ومش بعيد تكوني محبتنيش من اساسه
كان قلبها يتمزق بكلماته؛ نظراتة تلقى البنزين علي قطعة وأهتزاز صوتة كان يشعل النيران.
تركها محترقة.. لا تقاوم عينها الباكية وقلبها المتقطع؛ كانت عاجزة أمام قول الحقيقة.. عاجزة عن البوح بماضي يجعلها تتلفت حولها بفزع.
جلست علي ركبتها وأنفاسها تزداد حشرجة؛ يدها تضغط علي صدرها بقوة في محاولة للتنفس وهي تغمض عينها؛ أنسي ما حدث… صفعة.. لا تتذكري يا براءة لا…. لطمات متوزعة…. أفتحي عينيك أنتِ بغرفة قاسم لم تعودي هناك… ضربات متتالية بحزام.. لم تعودي.. هناك… لطمه.
أختفى اللون من وجهها وأنتهت الحرب بسقوطها أرضًا دون حركة وأنفاس ضئيلة تبقيها حية.
❈-❈-❈
ولج عاصم للشرفة حيث تقف شمس؛ تنظر حولها كطير كان في قفصٍ يكاد يشعر بها جوارة.. وكأنها محلقة بعيدًا دون عودة.. وهذا ما يخشاة.
يشعر بها تفقد ذاتها يومًا بعد أخر.. تتوه طرقها وتنساة؛ تنسى من وجدها أول مرة.. تنسى قلبة؛ اللهي حتى كلمات الحب التي رددها علي أذنها كثيرًا لم يشعر بها تصل لروحها أبدًا.