-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 38 - 2 - الأربعاء 10/1/2024

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثامن والثلاثون

2

تم النشر يوم الأربعاء

10/1/2024



وضعت قبالته كوبا من الشاي ثم جلست بجواره تسأله باهتمام: مالك يا حاج رشيدي في حاجة شاغلاك ولا إيه؟


أومأ لها بهدوء ثم أجاب بتنهيدة: مش عارف والله يا أم يوسف يوسف حاله مش عاجبني يعني اتطمنا على فريدة والحمد لله فاضل كمان اطمن على يوسف اللي بقت تصرفاته غريبة من بعد ما خطب البنت دي.


مصمصت شفـ تيها بعدم رضا ثم غمغمت باستياء: آه والله يا حاج ده حتى بقا على طول صافن كده وما بيتكلمش كتير ولا بيهزر زي عادته وكل ما أساله ما لك يا ابني يقول مافيش حاجة يا أمي ضغط شغل إيه ده يعني هو الشغل جديد ولا الشغل جديد! شكل البت دي منغصة عليه عيشته يا حاج.


على الرغم من اقتناعه بحديثها إلا أنه أجابها بهدوء عكس ما بداخله: والله ده اختياره يا أم يوسف عشان كده أنا سألته قدامك مرة واتنين وتلاته وهو قال إن هو مقتنع عشان كده ما ينفعش ان حد فينا يتكلم معاه في الموضوع ده ويوسف مش صغير وعارف مصلحته كويس أنا بس.


قاطعته بابتسامة: أنا عرفة أنت قلقان عليه زي ما بتقلق علينا كلنا لو أي حد فينا شكه دبوس ربنا يخليك لينا وما يحرمنا منك أبدا يا حاج.


أمسكت يده ثم انحنت طابعة قبـ لة صغيرة على ظهرها مما جعله يرمقها بابتسامة ومن ثم هتف بمراوغة: لسة فيكي العادة دي يا زوزو كل ما تيجي تشكريني على حاجة تبـ وسي أيدي!


أجابته بحب لم يتغير على مر السنوات: هي مش البنت لما بتيجين تشكر أبوها أو تقدره بتبـ وس أيده وأنا مش بس بحس انك جوزي أنت كمان أبويا يا رشيدي ربنا يديمك فوق راسنا يا رب.


❈-❈-❈


هائما على وجهه في الطرقات وكل ما يتفوه به: شهد عيشة شهد ما متتش أنا مش هاروح البيت تاني أنا خايف أنا مرعوب.


ظل يهذي بتلك الكلمات وكلما مر أحدا من جواره يمصمص شفـ تيه بشفقة ويتركه ويذهب

وقفت سيدة بجوار صديقتها تهتف وهي تشير باتجاهه: هو مش ده محمود جوز شهد الله يرحمها؟


أومأت لها الأخرى

فتابعت: وماله عامل في نفسه كده ليه ده ماشي يكلم نفسه شبه المجانين!


هتفت الأخرى بتبرم: الظاهر أنه أتجن يا عيني عليه مخه فوت بعد ما مراته ماتت.



أما عنه فلم يبالي بأحد فقط يهذي بتلك الكلمات وأثناء سيره تجمد مكانه عندما أبصرها تقف قبالته ترمقه بتلك النظرات المرعبة.

فهز رأسه بعنف وراح يهتف بجزع: أنتي إيه اللي جابك ورايا عايزة مني إيه سيبيني في حالي بقا.


اتسعت ابتسامتها المخيفة مما جعلته يعود خطوتين للخلف فراحت تدنو منه ببطء شديد وكلما دنت منه يتراجع هو وهو يصرخ في وجهها.


دقائق قليلة وحوطوه أطفالا صغارا يهتفون بصوت مرتفع: المجنون أهو المجنون أهو.



أما عنه فلم يبالي بهم بل كان كل بصره مسلط على تلك التي تدنو منه فلم يجد سبيلا سوى أن يركض بعيدا عنها فخرج من بين الأطفال الذين كانوا ينعتونه بالمجنون وهي تركض خلفه

كلما ركض مسافة ينظر فيبصرها خلفه مباشرة مما جعله يصرخ بهستيريا فلم يشعر بالسيارة التي تقطع الشارع بسرعة جنونية فاصطدمت به وألقته بعيدا وقبل أن يغمض عينيه للأبد أبصر صورتها البغيضة تبتسم له بتشفي.

وقفت تتابع احتضاره وابتسامة رضا ترتسم فوق شفـ تيها رمقته مطولا ثم اختفت.



بينما اجتمع الناس يطمئنون على حال محمود الذي كان ينزف من اماكن متعددة في جسـ ده فهتف إحدى الرجال الذي تفقده: ما فيش نبض ولا نفس الظاهر انه مات يا جماعة.


غمغم الجميع: لا حول ولا قوة الا بالله اطلبوا الاسعاف.


❈-❈-❈


انهمرت الدموع فوق وجنتيها بغزارة حتى غطت وجهها بالكامل وهي تغمغم بنشيج: يعني هما صوروني وبيهددوك بالصور دي؟


أومأ لها وهو يمسح دموعها بأنامله ثم جذبها إلى صـ دره يحتـ ضنها بقوة وهو يهمس باعتذار: حقك عليا يا شمسي أنا السبب في كل اللي حصل لك بس أوعدك أنه مش هيتكرر تاني وحقك هجيبهولك لحد عندك أنا بس عايزك تثقي فيا وتخفي جنان عليا اليومين الجايين دول مفهوم؟


ابتعدت عن صـ دره وهي تنظر إليه بتمعن ثم أجابت: حاضر بس أنا كنت عايزة أسألك سؤال كده.


رمقها باهتمام

فتابعت: هو أنت بتحبني صح؟


ابتسم لها برقة ثم اومأ لها بالموافقة.

فهتفت بإصرار: طيب ما تقولها لي كده نفسي اسمعها منك.


تطلع إليها بعدم تصديق فتلك المجنونة كانت تبكي منذ ثواني والآن تبتسم ضرب كفا بالآخر ثم هب واقفا يهتف في عجالة: أنا متجوز مجنونة أقسم بالله عموما يعني خليني أروح المكتب عندي شوية حاجات كده عايز أخلصهم وفي نفس الوقت عايز أفكر هشوف نعمل إيه مع اللي اسمها ناريمان

وكل اللي بطلبه منك أن الكلام ده يفضل بيني وبينك أنا ما كنتش عايز احكي لك حاجة بس الصدفة هي اللي حكمت بكده ماشي يا شمس؟


أومأت له بالموافقة وقبل رحيله عجلته بسؤال: ما قلتليش أنت بتحبني ولا لا؟


اتسعت ابتسامته ثم غمز لها بمشاكسة: لما ارجع هبقى أقول لك باي باي يا قمر.


تابعته بعينيها حتى دلف مغلقا الباب من خلفه ثم ألقت بجـ سدها فوق الفـ راش وهي تدعو الله أن يمرر ذلك الأمر على خير.


❈-❈-❈


مساء وصلت برفقته إلى أحد المطاعم الفخمة ثم جلست بعد أن سحب لها الكرسي بكياسة ومن ثم استدار ليجلس قبالته.

ثواني وأتى لهما النادل يسأل باحترام: تحبه تاخدوا إيه؟


أجابت لارا بهدوء: برتقان.


أكد آدم على حديثها مخاطبا النادل: يبقى اتنين برتقان وشوية كده وهنطلب العشا.


أومأ له النادل ثم انصرف.


ران الصمت بينهما قليلا حتى قطعه آدم بهدوء: لارا أنا عايزك تسمعيني كويس عشان الكلام اللي هقوله لك ده مهم.


فرمقته بدهشة فلأول مرة يتحدث معها بكل هذه الجدية فشبكت يدها بالأخرى واستندت بذقنها عليهم ثم سألته باهتمام: خير يا دكتور مش واخدة على الجدية دي معاك.


تنحنح بهدوء ثم أجابها وهو ينظر إلى عينيها مباشرة: فكرة يا لارا لما كنتي صغيرة وبتيجي هنا أجازات كان لما مراد يضربك كنتي بتجيلي تستخبي ورايا ديما بحس بحنين  للذكريات الحلوة دي و.


أكملت عنه: ولما كان مراد يعاقبني وياخد مني لعبة كنت أنت بتجيب لي غيرها عشان تفرحني ولما كبرت شوية كانت أي مشكلة بتحصل معايا باجي احكيها لك أنت أول واحد.


تنهد بارتياح ثم هتف بلهفة: كويس أنك لسة فكرة عشان كده هيسهل عليا الكلام اللي عايز أقوله لك.


ازدرد ريقه ثم استطرد حديثه دفعة واحدة: لارا أنا بحبك وعايز اتجوزك.

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة