-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 8 - 3 - الأحد 28/1/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الثامن

3

تم النشر الأحد

28/1/2024

جذبه متجها إلى حديقته الشاسعة 

-اقعد وبطل كلام وجعتلي دماغي، ايه اللي جابك 

مط شفتيه للأمام ثم اتجه بنظره لباسم 

-بكرة هكمل 25سنة..ضيق باسم عيناه 

-انت جايلي علشان تقولي هتكمل 25 سنة ..طيب يا سيدي كل سنة وانت طيب 

زفر جاسر من أسلوبه المستفز فتحدث:

-بسوم ركز، انا قصدي اني كبرت وعايز اتجوز ، عز طلع بيحب ربى 

وضع باسم خديه على كفيه مستندا على الطاولة 

-يافرحتي ياخويا ومطلوب مني اعملهم اوضة النوم 

نظر إليه بغضب: 

-بقولك بيجاد هيتجوز غنى وعز هيتجوز ربى 

جذبه باسم من تلابيبه:

-ولآ انت جاي عايز تجنني انا مالي مبروك يا سيدي اروح اتحزم وارقص في فرحم يعني ولا ايه 

-بسوم انا معجب ببنت ومش عارف اصرحلها ازاي 

نظر إلى مقلتيه وأكمل:

-مش معجب انا بحبها فعلا، بس خايف من ردها 

استمع إليه بتركيز ثم تسائل

-ليه خايف من ردها ياجاسر، صارحها لو وافقت خد خطوة ولو رفضت 

نهض جاسر يهز رأسه رافضا باقي حديثه مستأنفا 

-لو رفضت يبقى دبحتني، لاني وقتها مش هعرف اعيش عادي في حي الألفي 

نهض باسم مضيقا عيناه 

-ليه يابني لا إنت أول واحد ولا اخر واحد يحب واحدة ومتحبوش 

استدار إليه وصاح متألما 

-مش هقدر اواجه، قلبي هيوجعني وهيتسبب في شرخ كبير، مقدرش ياعمو وخصوصا لو هشوفها قدامي طول الوقت 

-بتتكلم عن مين ياجاسر، اوعى تقولي عن جنى بنت صهيب 

اغمض عيناه يعصرهما متألما ثم أشار على قلبه 

-غصب عني، دا بدأ يدقلها معرفتش امسك نفسي، تعرف النهاردة بعد ماروحت من المستشفى لقيتها في حضن عز، اضيقت أوي اتمنيت اخدها في حضني والوقت يوقف بينا 

مسح باسم على وجهه، راجعا خصلاته للخلف بعنف 

-جنى ..جنى ياجاسر اللي بتقول عليها اختك..نكس رأسه أسفا وهمس بألما 

-غصب عني ياعمو، صدقني غصب عني، لما انضربت بالرصاص وجاتلي المستشفى وقتها خوفت على حياتي لتفرقني عنها 

هوى باسم على مقعده،وزفره حارقة من جوفه أشعلت المكان 

-طيب كلمها وعرفها، علشان دا مش اعجاب يابن جواد ..لا دا انت واقع 

جلس بجواره كالغريق واحتضن كفيه 

-ازاي اعرف منها أنها بتكنلي مشاعر، خايف اتصدم ياعمو، صدقني وقتها هكره نفسي 

ربت على كتفه مردفا 

-انا هتصرف، بس اوعدني لو البنت مش بتحبك كحبيب متغيرش معاملتك معاها، واعرف ان دا نصيب مالناش يد فيه 

تفتكر تكون بتحب حد تاني 

ابتعد ببصره قائلًا 

-اوعدني ياجاسر الأول، علشان لو حاولت تعمل حاجة غلط هتقلب موازين العيلة اللي جواد بيحافظ عليها بقاله سنين

اومأ برأسه 

-اوعدك ياعمو..رسم ابتسامة قائلا:

-بكرة هروح واشوف الدنيا فيها ايه، وانت كمان حاول تلمحلها وأكيد هتفهم،

تنهيدة عميقة غادرت ضلوعه فاستأنف بأسى

-جالي بعد يومين منهار، وكأن دا مش جاسر، واحد فاقد طعم الحياة، لو تفتكر الاسبوع اللي فاضل بعيد عن البيت بحجة أنه بيساعدني في تجديد البيت،

كانت عيناه تبحر فوق ملامح جواد الموجوعة فتنهد وأكمل 

-وقتها عرف بعلاقة جواد وجنى، وطبعا انت اكيد عارف اد ايه بيكون صعب على واحد حب واحدة ودفنها جواه ويوم مايروح يقولها يتصدم،

سحب نفسا وزفره بنيران وجع تلك الأيام 

-كنت مستني مني ايه، أقوله روح اعترفلها وخليها ترضى بيك، ولا اروح اقول لصهيب اللي هو اصلا كان بيتمنى جاسر، ويغصب بنته ويحصل تفتت في العيلة

نهض واتجه يجلس بجواره ثم ربت على ظهره ونظر لعيناه 

-مكنش قدامي غير حل أنه يتجوز وينساها، على أد رفضي على فيروز بس هو اللي اتحداني وقالي هتجوزها انا بحبها، تعرف ابنك قالي ايه لما قولتله انت كداب 

-قالي خد اللي يحبك ومتخدش اللي انت بتحبه عشان متتوجعش، عشان لما تبعد عنه فراقه مش يبقى مؤلم

-جواد انا كنت رافض فيروز ووقفت ضده واكيد انت عارف، بس ابنك اللي أصر واقنعني أنه بيحبها وقت مارحلها شرم الشيخ، كنت مستني مني ايه وهو واقف قدامك وقالك هتجوزها، عمري مافكرت أنه بيضغط على نفسه علشان يهرب من جنى..لانه جه وقالي انا اكتشفت أن جنى حب اخوي والدليل على كلامي اني حبيت فيروز بجد ومش مصدق اتجوزها 

تراجع بجسده للخلف وبعيون متألمة أكمل ما قسم ظهر جواد 

-ابنك اللي طلب أنه يعيش برة حي الألفي مش فيروز، بعد مارجع من شهر العسل وحس بندمه وتسرعه خاف من القرب، خاف ليغلط، علشان كدا ساندته ووقفت معاه ضدك، وكنت مستعد اعمل اي حاجة علشان مشوفش الوجع في عيونه، على أد ماكان مبهر في التمثيل بس جواه كان مكسور ياجواد، ابنك كان مكسور وانت كل شوية تضغط عليه بأخطاء فيروز اللي كلنا اندهشنا من أفعالها وليه بتعمل كدا، أشار بكفيه 

-الموضوع مش موضوع جنى خالص، لأن جاسر مكنش بيبن حبه لجنى قدام حد اقنع الكل أنها اخته، ذهب ببصره للبعيد وشعر بآلم حاد يخترق صدره عندما تذكر انهياره 

-ابنك جالي هنا يوم خطوبة جنى وقالي هيخطفها ويتجوزها ويحطكوا قدام الأمر الواقع، بعد مااتأكد أن جواد وجنى مفيش بينهم علاقة ..كان مفكر أنهم زعلانين فترة وهيرجعوا، بس خطوبتها لواحد تاني جننته، وانت عارف ليس على العاشق حرج ياصاحبي 

❈-❈-❈

شعور قاسي اخترق روح جواد عندما شعر بآلام ابنه فتسائل بتألم 

-ازاي قال بيحب فيروز واقنعنا كلنا بكدا وهو بيحب جنى، ابني مش خاين ياباسم 

ذهل باسم من حديثه فأردف 

-ماهو علشان كدا بقولك هو اللي خلاني اضغط عليك علشان اقنعك أنه يمشي من حي الالفي، ابنك عمره ماكان خاين ياحضرة اللوا، وصدقني لو شكيت أنه محبش فيروز عمري ماكنت اوافق على جوازه، دا كان بيقول اشعار

ثبت نظراته على جواد وأكمل 

-هو فعلا كان مشدود ليها في الاول علشان كدا مشي ورا إحساسه دا، بس بعد كدا الانبهار اللي كان بيقنع نفسه بيه انتهى ومفضلش في قلبه غير حبه الحقيقي لبنت عمه

❈-❈-❈

 

خرج جواد من شروده على صوت مليكة 

-جواد احنا هنسافر بعد عملية صهيب، وعايزاك متزعلش مني حبيبي غصب عني

دنى ثم طبع قبلة على جبينها 

-حبيبتي ياملوكة عمري ماازعل منك، قطع حديثهم همهمات جنى بمنامها

-جاسر خبيني منهم، قالتها وهي تحتضن نفسها كالجنين 

أطبق على جفنيه متألما، وغصة منعت تنفسه عندما استمع إلى همساتها باسم ابنه..دلف الطبيب للأشراف على حالتها..نهضت مليكة 

-هروح ياجواد علشان تقى، اومأ برأسه دون حديث

مرت الساعات سريعا حتى حانت الثانية عشر منتصف الليل، دلف جاسر بجوار أحد الأشخاص غرفة صهيب، وجد نهى تقرأ بمصحفها 

-طنط نهى..رفعت بصرها إليه مبتسمة 

-تعالى ياحبيبي..أشار للرجل بالدخول، ثم اتجه ببصره لنهى 

-هشوف جنى وراجع 

-ربى اختك هناك، توقف مضيقا عيناه

-ربى لوحدها ولا عز معاها

-لا هي وشوية وهتمشي..تحرك متجها إلى صهيب الذي اعتدل بجلوسه 

-تعالى ياجاسر، ثم أشار لنهى

-هاتي حاجات جنى اللي طلبتها منك، وشوفيلي الدكتور مجدي خليه يجي علشان يشهد على عقد الجواز ويشوف حد معاه

اومأت وتحركت دون حديث

-بعد فترة انتهى عقد القران

-عايزين إمضاء العروسة ياباشمهندس 

-الدكتور مجدي هو اللي هيخليها تمضي ..تحرك مجدي متجها إلى جنى حسب اتفاقه مع صهيب 

دلف لغرفتها وجدها تجلس مبتعدة بركنا من فراشها، وعيناها شاردة بنقطة ما 

-جنى..قالها الدكتور بهدوء، دلفت بعده نهى وجاسر..توقفت ربى عندما وجدته

-جنى..رفعت جنى نظرها إليه  ..تحرك إلى أن وصل إليها جلس بجوارها على الفراش 

-جنى بابا عايزك تمضي هنا حبيبتي علشان نسافر للدكتور

تراجعت تنظر للطبيب بخوف..هزت رأسها

-انا عايزة بابا، مش عايزة أسافر..دنت نهى منها وأمسكت كفيها الباردتين 

-حبيبتي هنروح لبابا بس امضي يلا ياحبيبتي

وضعت أمامها بعض الأوراق، وعيناها زائغة على الطبيب وجاسر، فأردفت 

-فين عز، انا عايزة عز

مسدت والدتها على رأسها 

-عز شوية ويجي، ياله امضي الدكتور وراه شغل حبيبتي..أمسكت القلم بيد مرتعشة وانزلقت عبراتها وكأن الرؤية شوشت لديها رفعت نظرها إليه بعدما لمحت اسمه على الورقة، ظنت أنها مشوشة الرؤية..قدمت إليها علبة حتى تبصم بها 

هنا علمت ربى أن هذا ماهو الا زواج أخيها من جنى 

شعرت جنى ببرودة بجسدها فوضعت رأسها على حافة الفراش، أمسكت والدتها اصبعها وأكملت معاملة الزواج 

خرجت والدتها والطبيب وظل جاسر بجوار ربى، يطالعها بصمت، شحوب وجهها وتبدل ملامحها، عيناها الزائغة، ودموعها التي اعتصرت فؤاده ..كانت تنظر بنقطة وهمية، جلس بجوارها ثم جذبها حتى أصبحت بأحضانه.. 

-وآه حارقة خرجت من نياط قلبه وهو يعتصرها بأحضانه، تشبست به وبكت بنشيج تحاوط خصره قائلة 

-خدني من هنا ياجاسر، انا تعبت من المستشفى انا كويسة مش مجنونة 

أخرجها يحتضن وجهها ويرسمها بقلبه قبل عينيه 

-هاخدك حبيبتي ونروح مكان بعيد محدش يقدر يقرب منك

انسابت عبراتها هامسة من بين دموعها 

-مش عايزة اشوف حد، عايزة ابعد عن الكل لو سمحت، كلم عز وبابا خليهم يجوا يخدوني بعيد، عايزة ابعد حتى لو هيدفنوني تحت الارض بس عايزة ارتاح 

ممكن تكلمهم يريحوني، ياريتني اموت واريحكم 

ازال عبراتها وانسابت عبراته ببكاء واه حررها بأنفاسه المحروقة، يضمها بقوة 

-بعد الشر عليك ياقلب جاسر..أحس بضلوعه تنكسر تشبست بقميصه ودموعها تسبق كلماتها بقهر كطفلة يتيمة فقدت والديها

كانت تتابعهم بمقلتين دامعتين وهي تخرج من الغرفة واهة بقلبا ينتفض من الألم على اختها واخيها الذي ابعدهم القدر، أغلقت الباب ثم أمسكت هاتفها 

-انت فين!!

اجابها وهو يخرج من منزله 

-جايلك في الطريق..اتجهت بنظرها للغرفة ثم تحدثت سريعا 

-لا خليك انا ركبت العربية واتحركت 

توقف ثم هتف 

-اومال ليه قولتي تعالى خدني، هنلعب ياربى

داعبت الأرض بأقدامها تجز على أسنانها من طريقته المستفزة، واتجهت إلى سيارتها


الصفحة التالية