رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 22 - 2 - الأربعاء 9/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثاني والعشرون
2
تم النشر بتاريخ الأربعاء
9/1/2024
أغلق حاسوبه وقد أخذ الغضب منه مبلغه
وهو يرى ذلك الضابط يمسك يدها ويضع به الجهاز
زم فمه دلاله على مدى صعوبة تحكمه في غضبه
فقد اتفقت مع ابنة عمها على الهرب منه بعد ما فعله لأجلها
صعد إلى غرفته وهو يشعر بطعنة أخرى في قلبه
عقله ينهره ويدينه بأنه هو سبب شقاءهم
لكن قلبه يأبى الاعتراف بذلك وكله أمل بأن تأتي وتعترف له
يبدو أنه قد عشق وانتهى الأمر.
طرق الباب ليسمح له بالدخول لتدلف هي ويتراقص الأمل بداخله
كانت ملامحها حائرة مضطربة مما أشعره ببادرة أمل باعترافها
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن عندما وجدها تقول بتردد
_ ممكن اتكلم معاك شوية
_ في ايه؟
ضايقها فتوره لكنها تابعت
_ هتسيبني اتكلم على الباب كدة؟
زفر بضيق وتنحى قليلًا كي يسمح لها بالولوج ثم اغلق الباب
تطلع إليها ليجدها واقفة بارتباك وكأنها تريد الاعتراف لكنها تخشى ذلك فتركها حتى تحدثت هي
_ عايزة اعرف هتسيبني امشي أمتى؟
ضاع الأمل مرة أخرى واهتزت نظرات بعتاب أحكم إخفاءه
تقدم مهران من الخزانة واخرج ملابس له وهو يقول بفتور
_ معنديش وقت.
هم بدخول المرحاض لولا صوتها الذي اوقفه
_ بس انا عايزة اعرف دوري في حياتك.
فاجأته بقولها مما جعله يضغط بيده على مقبض الباب يحاول السيطرة على رغبته بالاعتراف بما يجول بداخله ربما حينها تشعر بالأمان معه وتتأكد من أنه لن يغدر بها كما تظن
لكن لن يتعرف الآن حتى يعرف ما توصلت إليه
ستبايع ذلك الضابط وتساعده وتلوذ بالفرار من حياته أم تأبى ذلك وترحب بالبقاء معه رغم وحشته
فقال بلهجة فاترة
_ لما ييجي الوقت المناسب هتعرفي.
تركها ودلف المرحاض فتنظر هي في أثره وعقلها وقلبها في صراع لا تعرف حتى الآن من الفائز
عادت إلى غرفتها وقد راوضها شعور غريب
هل لمحت في صوته عتاب؟
أم خيل لها بسبب احساس الخيانة الذي لا يرأف بها
لكن لما ذلك الشعور لأجل ذلك القاتل
استنكرت ظنها
من قال انه قاتل؟
الجميع يعلم بأنه قام بقتـ ـل ابنة عمه عندما احبت غيره.
وما الدليل على ذلك، حقًا يبد غامضًا وحادًا في التعامل، لكن من ينقذ فتاة لا يعرفها ويتحمل مسؤولياتها لن يفعلها مطلقًا
ذلك الحنان الذي يخفيه خلف حدته يؤكد لها أنه لم يفعلها
صورتها التي مازال يحتفظ بها وكل شئ حولها ينكر ذلك.
الحقيقة الوحيدة بأنه حقًا تاجرًا في السلا ح
اغمضت عينيها تريد الاستيقاظ من ذلك الكابوس
هل حقًا ما تعيشه معه كابوس
هزت رأسها بنفي بل ما تعيشه معه يعد جنة مقارنةً بعيشتها في منزل أبيها
هنا عاملها كسيدة قصره
هناك عملت كخادمة
هنا اعزها ورفع من شأنها
وهناك عاشت حد الاحتقار
والأدهى من كل ذلك أن قلبها حقًا أحبه بكل جنون
❈-❈-❈
في منزل خليل
اخذت شمس تنظر إلى ذلك الثوب بامتعاض بعد أن اخبرها ماجد بعدم رغبته في اقامة حفل كبير
واعدًا إياها بتعويضها عندما يعودوا من السفر
دلفت مرح الغرفة لتجدها على تلك الحالة
تقدمت منها لتجلس بجوارها وتقول بتعاطف
_ هتفضلي مبوزة كدة كتير؟
ردت شمس بامتعاض
_ عايزاني اعمل ايه وهو كاسر فرحتي بالشكل ده!
ربتت على يدها وتحدثت بتأثر
_ شمس انا عارفة إنك عايزة تفرحي بيوم زي ده بس برضه لازم تراعي مشاعره وتراعي إن صعب عليه ليلة زي دي يقضيها وهو على كرسي ومادام وعدك انه هيعوضك لما ترجعوا يبقى خلاص اصبري.
_ انا مش عارفة هو ليه مكبر الموضوع مع إن شيفاها عادي جدًا.
_ بالنسبة لكي انتي أنما هو صعب عليه، وبعدين خدي بالك كويس الوضع معاه هيكون حساس
أخفضت عينيها وتمتمت بحزن
_ عارفة وعارفة كويس إنه مش هيكون ماجد اللي حبيته بس انا قبلته على اي وضع وكل اللي يهمني سعادته هو حتى لو على حساب سعادتي
_ خلاص يبقى تسمعي كلامه وبلاش يشوفك مبوزة كدة وبكرة ترجعوا ويعملك أحلى فرح
_ وتفتكري سليم هيوافق اسافر معاه من غير فرح؟
زمت مرح فمها بحيرة، فهي تعرف سليم جيدًا لن يوافق على سفرها معه بعقد القران فقط
_ مش عارفة اقولك ايه بس خلي ولدتك تتكلم معاه ونشوف يمكن يقتنع.
نظرت إليها برجاء وهي تتمتم بخفوت
_ طيب مـ تكلميه، لو كلمتيه انتي ممكن يقتنع.
قطبت مرح جبينها وتحدثت برفض
_ لا ياشمس خرجيني انا برة الموضوع.
امسكت شمس يدها وقالت برجاء
_ أرجوكي يامرح توافقي انتي الوحيدة اللي مش بيقدر يقولك لأ
سحبت يدها ونهضت رافضة تمامًا أي حديث بينهم لترد بإصرار
_ لأ يعني لأ مينفعش اتكلم معاه لأي سبب
اخفضت عينيها في كمد ولاح الحزن بعينيها مما جعل مرح تتأثر بحزنها فعادت تجلس بجوارها قائلة
_ هحاول معاه بس هتكون آخر مرة.
تهللت اساريرها وقالت بسعادة
_ متشكرة اوي يا مرح مش عارفة ارد جمايلك دي ازاي
_ مفيش جمايل ولا حاجة انتي زي اختي.
❈-❈-❈
في الصباح
استيقظت سارة لتجد نفسها بين ذراعيه يحاوطها بحب وكأنه يخشى فراقها
رفعت بصرها إليه فوجدته مازال نائمًا
رفعت يده لتتحسس خده فيشعر بلمستها ويرفع جفنه هامسًا بنعاس
_ صباح الورد
ابتسمت بعشق وردت بخفوت
_ على عيونك.
_ لسة زعلانة؟
نظرت إلى عينيه التي تنظر إليها بعشق وتمتمت بحب
_ لأ، مش لانك صالحتني تؤ لأني عارفة كويس إنه كان من ورا قلبك.
غمغم بعتاب
_ طيب ليه بعدتي؟
اعتدلت كي تستطيع النظر إليه جيدًا وقالت
_ لإني حسيت نفسي منبوذة بعد عملت بابا
ملس على وجنتها وتمتم برزانة
_ سارة منصور مش ابوكي لوحده ده عمي وأخو جمال وابن عمران وجليلة يعني انتي مش واحدة غريبة وأبوكي غلط معانا هتتحرجي من اللي عمله
لو على الإحراج كلنا هنتحرج مش انتي لوحدك
المرة دي غير كل مرة اثرت فعلاً في جدي بس ادينا بندعيله يمكن البعد يغيره فعلاً.
تحولت نظراته إلى خبث وهو يجذب خصلاتها بمزاح
_ إلا قوليلي فكرتي فاللي قلتلك عليه.
عقدت حاجبيها بدهشة وسألته بعدم فهم
_ قولتلي ايه مش فاكرة
همس بجوار أذنها
_ اخ لسيلا ولا نسيتي
اتسعت عينيها بذهول من إصراره وقالت بغيظ
_ اللي يشوفك وانت بتقول مش هخليها تخلف تاني وانا بولد ميشفكش دلوقت
_ ملعش بقا قلبك كبير بس مينفعش سيلا تكون لوحدها لازم نخويها على رأي جدتي.
ربتت على يده وكانها تحدث طفل صغير
_ خلاص باحبيبي اللي تشوفه بس مش هيكون قبل سنة
تركته ودلفت المرحاض لتتركه يتوعد لها ثم يفتح احد الادراج وقام بأخذ الحبوب كي يخفيها بعيدًا عنها.
_ وريني بقا هتعملي ايه؟
❈-❈-❈
في غرفة ماجد
يجلس على مقعده وعلى نفس حالة الجمود التي اصابته منذ ما حدث
انطفئت فرحته بتلك الليلة التي حلم بها كثيرًا وها قد جاءت لكن بألم وانكسار
طرق الباب ودلفت آمال وهي تحمل القهوة بين يديها
_ ممكن تسمحلي اتطفل عليك واشرب معاك القهوة
اومأ لها بابتسامة فهو يقدر تلك المرأة ويحترمها
فقد قامت بدور الأم له منذ وفاة والدته
_ مفيش تطفل ولا حاجة اتفضلي.
جلست على المقعد قبالته وغمغمت بهدوء
_ شمس مشغولة وسليم انعزل عننا ولقيت نفسي قاعدة لوحدي قلت اجاي لأبني اللي من وقت ما رجع وهو رافض يقعد معايا
_ انتي عارفة كويس ان كلامك مش حقيقي وعارفة كويس معزتك عندي.
ابتسمت بامتنان
_ عارفة ياحبيبي وعشان كدة انا قلت أجي اتكلم معاك شوية
علم انها تود التحدث في أمر شمس لكنه سألها
_ في ايه؟
_ عايزة افتح معاك موضوع شمس
اخفض عينيه ظنًا منه أنها ترفض تلك الزيجة لكنها فاجأته بقولها
_ انت عارف كويس إن طول عمري بعتبرك زي سليم وعارف برضه إني بتمناك زوج لبنتي من وهي صغيرة، بس بصراحة محبتش أبدًا اشوفها بتفرض نفسها عليك وانت كاسر فرحتها بالشكل ده
هم بالاعتراض لكنها منعته
_ عارفة اللي هتقوله بس بلاش ياماجد البنت بتحبك وعايزة تكون جانبك في شدتك وانت بطريقتك دي هتضيعها من ايدك.
حسسها انك حقيقي محتجلها ومش محتاج غيرها في حياتك
عيش معها ازمتك وحزنك وفرحك بلاش تحسسها إنها غير جديرة بوجودها جانبك، للاسف انت وصلت لها الاحساس ده بجمودك معها، فرحها واعملها اللي نفسها فيه
نظر إلى ذلك المقعد الذي يحتويه وغمغم بألم
_ انا مش قاصد اضيقها ولا احسسها أنها غير جديرة بحالتي زي ما بتقولي بس انا عشت عمري كله احلم باليوم ده مش عايز اضيعه في عجزي عايزها جانبي في كل لحظة بس مش عايز اتعبها
_ واللي ميكنش جانبك في محنتك ميستهلش يكون جانبك لما تقف على رجلك.
_ وهي ايه ذنبها؟
_ طيب لو الأمور اتعكست وهي اللي في المحنة دي كنت هتسيبها
نفي بجدية
_ لا طبعًا
ابتسمت بامتنان
_ ليه بقى عايزها تتخلى عنك؟
اسمع كلامي وبلاش الوش الخشب ده زي ما بتقولوا بكرة كتب الكتاب وهتكون مراتك عايز تأجل الفرح براحتك مع إن سليم ممكن يعترض بس هنحاول معاه يمكن يقتنع
ربتت على يده ونهضت قائلة
_ القهوة بردت هطلع اعمل غيرها ونشربها مع بعض في الجنينة.
❈-❈-❈
رن هاتفه بتلك الرنة التي خصصها لها مما جعل قلبه ينقبض بقلق لوجود عمه بجواره
وشعور الخيانة جعله يشعر بمدى ضألته وعينيه تهتز بخزي
قام بأغلاق الهاتف واعاده في جيبه.
ظل طوال الوقت يفكر فيما يتعلق بأمرهم
وجوده في المنزل خطأ كبير لكن أيضًا لن يستطيع الرحيل لأجل والدته.
انتبه على صوت عمه الذي يسأله بمغزى
_ سرحان في ايه ياابن اخوي.
ازدرد جفاف حلقه وغمغم بارتباك
_ مفيش انا بس مصدع شوية.
نظرات خليل الثاقبة جعلته يرتبك أكثر ولهذا فضل الإنسحاب من المكان والعودة لغرفته
لكن ما إن اقترب من غرفته حتى تسمر مكانه عندما وجدها تنتظره أمامها
ازدادت وتيرة تنفسه وشعور الخيانة لا يرحمه
عليه الهرب من أمامها قبل ان تشعر به
استدار لينصرف لكن …..
يتبع..