رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 17 - 1 - الإثنين 1/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السابع عشر
1
تم النشر بتاريخ الإثنين
1/1/2024
تسمر مكانه عندما وجدها ترتدي ذلك الثوب الذي احتفظ به منذ رحيلها لتأتي تلك العنيدة وتتعدى عليه فقط كي تثير غضبه
اشتعل الغضب بداخله يدفعه لتحطيم رأسها الذي لا يفعل شئ سوى العناد
تقدم منها وعينيه تنذرها بغضب شديد لكنها عميت عن الخطر لحظة لتجرح كبرياءه
وقف قبالتها وهتف معنفًا بغضب هادر
_ انتي ازاي تسمحي لنفسك إنك تلبسي الفستان ده؟
صوته الحاد ارهبها لكن لم تبدي ذلك فهذا ما تسعى إليه فتجيب بهدوء يتنافى تمامًا عن الخوف الذي بداخلها
_ ايه المشكلة، عجبني وقررت البسه بدل التاني.
هدوءها جعل غضبه يصل لذروته فهو يعلم جيدًا بأنها تفعل ذلك كي يمل منها ويتركها، واهمه إذ ظنت لوهلة بأنها سيتركها ترحل بهذه السهولة
نعم اتم انتقامه على أكمل وجه لكن تلك البغيضة لا تعرف بأن من يدخل حياته لا يتركه إلا بالموت
تقدم منها أكثر بخطوات دبت الرعب في أوصالها
مما جعلها تزدرد لعابها بصعوبة وعينيه الغاضبه لا تبشر بخير مما جعلها تلوذ بالفرار لكن يده حالت دون ذلك ليجذبها من ذراعها ليقربها إليه ويغمغم من بين أسنانه بغضب هادر
_ لو كنتي فاكره إن عمايلك دي هتخليني أمل منك واسيبك تمشي تبقى بتحلمي، اللي يدخل القصر ده ميخرجش منه إلا على أخرته
قال كلمته الأخيرة بحدة أجفلتها، لكنها ارادت سكب الوقود على النار كي تؤلمه أكثر
_ كل اللي دخل بيتكم مخرجش منه على رجله، زي ما يكون القصر ده ملعون واللعنة متبته فيه
مجرد إنك تعدي من قدامه تحس بالنفور والخوف وكأنه كهف مليان أشباح
وأنت أولهم، مجرد ما وقعت في طريقك استغليت ضعفي وكسرتي وفضحتني في البلد لمجرد إنك بترد اللي عمله أبويا مع أمك
إنصدم مهران من معرفتها بهذا الأمر وضيق عينيه يسألها بشك
_ هو ايه اللي ابوكي عمله مع أمي؟
ابتسمت بمرارة وأجابت بألم
_ انا عارفة كل حاجة من البداية، من وقت ما امك وخالك جوم يتحاموا في ابويا وخان ثقتهم فيه
لاحت الدموع في عينيها وهي تتابع
_ بس احب أقولك أنها مكنتش لوحدها لأن في اليوم ده كانت امي مدفونة بالحياة في البدروم عشان محدش يعرف عنها حاجة غير أبويا ومراته اللي خايفة من الفضيحة.
تبادرت العبرات داخل عينيها فيشعر بآلامها عندما تابعت بألم
_ يمكن ربنا عمل كدة عشان أمك تنقذني من الموت لأني اتولدت في اليوم ده على أيديها وكانت اول أيد تشلني
نظرت إليه بحزن وتابعت
_ حتى أنها سمتني مهرة على اسمك
كان يستمع إليها بضياع لتتابع هي نحره
_ لما خالتها راحت عشان تعرف أبويا كان الخبر وصل لآسيا ونزلت عندها وطلبت من ولدتك انها تخرج عشان تتكلم معاها، بس امك مسبتنيش وخرجت بيا وفضلت في حضنها لحد ما أبويا وصل بس كانت آسيا خلصت مهمتها وقتلت أمي
دموعها كانت تنهمر بغزارة وحاله لم يكن بأفضل منها وهو يسمع ما عانته تلك الفتاة فتتابع وهي تنزع قلادة من عنقها باسم مهران وتشير به إليها
_ السلسلة دي بتاعت امك الله يرحمها وهي اللي لبستهالي بنفسها وطلبت من جدتي انها تحافظ عليها عشاني.
بيد مهتزة رفع مهران انامله ليتناول القلادة منها، دقق النظر بها ليتأكد منها
نعم هي، كانت لوالدته تضعها في عنقها وتخبره بأن اسمه يحتل قلبها وعنقها ولن تفارقها حتى بعد موتها.
وكم بحث عنها بعد وفتها ولم يجدها
نعم هي بكل تأكيد، فرت دمعة من عينيه رغماً عنه وهو يغمض عينيه بألم شديد لا يحتمل، وتتابع مهرة جلدها بعتابٍ قاسٍ
_ مكنتش تعرف إني هكون فريسة ضعيفة في ايد ابنها وينتقم لها من واحدة عايشة حياتها كلها تدفع تمن غلطة ملهاش ذنب فيها.
دنت منه أكثر لتواصل تعذيبها
_ قولي انت أنا ذنبي أيه عشان اتحمل منك كل ده؟
شهرت بيا وفضحتني والناس كلها بتتكلم بنت كامل اللي خلفها من الخدامة هربت مع ابن الهواري وكررت عملت أمها.
مفكرتش لحظة واحدة في مصيري بعد ما توصل لغردك وترميني؟ مفكرتش هروح فين؟ ومين هيقبلني بالماضي ده؟
هزت رأسها بنفي واردفت بصرخة شقت صدره نصفين
_ طبعاً متعرفش وميهمكش لأن اهم حاجة عندك توصل لغردك وتشبع انتقامك غير كدة ميهمكش.
كور قبضته على القلادة وقلبه ينبض بعنف وكأنه يقسى عليه انتقاماً لها
_ عارفة قصة بنت عمك اللي مرحمتهاش وقتلتها بأديك عشان فكرت تهرب من جحيمك وعشان كدة لبست فستانها قلت عشان اواجه انا كمان نفس مصيرها وارتاح من العذاب اللي ملاذمني من يوم ما اتولدت
صرخت به وكأنها أصابها بضرب من الجنون وتمتمت بحدة
_ حقيقي براڤو عرفت ترسم وتخطط وتظلم الظلم بظلم تاني، بس ارجوك كفاية لحد كدة وسيبني بقى.
لملم بصعوبة شتاته وخرج من الغرفة وقد استطاعت هي الثأر منه لتجعله يشعر بالانهزام بعد النصر الذي حققه وردت له الصاع بصاعين
عاد إلى غرفته لا يعرف كيف كل ما يدركه الآن هي تلك القلادة التي بين انامله.
تذكر وهو طفل صغير كيف كان يتهجى اسمه عليها وهي ترمقه بسعادة وابتسامتها التي خصته بها وحده تنير وجهها
كانت تخبره بأنها لن تنتشلها من عنقها إلا لأجل زوجته وستضعها بيدها في جيدها
وقد كان لها ما أرادت ووضعتها في جيد زوجته دون أن يدري كلاهما شيئًا عنه
وكأن القدر نصفها تلك المرة بأن حقق لها امنيتها في يومها الأخير
تساقطت دموعه بألم وبكى كما لم يبكي من قبل
وأراد أن يصرخ ويخرج تلك الآلام التي تعتمل بقلبه بغير شفقة ولا رحمة
عاد ذلك الصغير وعاد ذلك اليوم الذي تلقى فيه خبر موت أمه التي كان يتعلق بها حد الجنون
كل شئ يعاد أمامه، وكلما تذكر كلما أغمض عينيه أكثر ويضغط على قلادتها وكأنه يستمد منها القوة
ولكن أين القوة والضعف غرز انيابه في قلبه
ليقضى على ما تبقى منها.
أرادها بشدة تلك المرة
أراد من حرم من طعم الحنان والأمان منذ رحيلها
يشتاقها حد الجنون
طلبت منه ألا يكون ضعيفًا لكنه لم يعد يستطيع الصمود اكثر من ذلك
ترك الطفل الذي بداخله يتحرر من اسره فيسقط على الأرض بركبتيه ويترك لدموعه العنان
اما هي فقد عادتها آلام الماضي بكل اوجاعه
يوم أن خرجت طفلة صغيرة منبوذة من منزلهم لا تعي شئ مما يحدث حولها سوى كلمة واحدة ابنة حرام
وعندما عادت فتاة لقنت بابنة الخادمة لتعيش في منزل والدها مجرد خادمة لا يحق لها شئ
لولا تلك المرأة التي اتخذتها ابنة لها لربما لجأت إلى الانتحار للتخلص من تلك الحياة
كلاهما جالسًا على الأرضية مستندًا بظهره للوراء
هي تتحسس جيدها الفارغ، وهو يتحسس الذكرى الوحيدة لوالدته.
قلوبهم تنزف دماً وعينيهم تذرف دموعًا تحاكي الموت
كلاهما يتخبطان في طريق لا يعرف الرحمة
يحتاج كل منهم للآخر أشد احتياج
وظلوا على ذلك الحال حتى اشرق الصباح بنوره بعد ظلام طويل أرهق كلاهما
❈-❈-❈
دلف غرفة ابنه ليجده جالسًا على كرسيه ينظر من النافذة بشرود افعم قلب خليل، لا يصدق أن ذلك القعيد هو ابنه الذي لا يكف عن المرح طيلة الوقت
أصبح الآن جليس ذلك المقعد
تقدم منه وهو ينظر إليه بتأثر
_ عامل ايه ياولدي دلوقت؟
اجاب ماجد دون أن يحيد عينيه عن النافذة
_ زي ما انت شايف.
دنى منه أكثر ليجلس قبالته ويغمغم بألم
_ شايفك زين الشباب كلهم ….
قاطعه ماجد بسخرية
_ زينة الشباب؟! أنا!!
_ أيوة انت ايه الغريب فيها، انت ماجد ابن خليل النچايمي اللي اي بنت في النجع تتمناه
ازداد سخريته اكثر ليعود بكرسيه للوراء وكأنه يهرب من الشمس التي تهل عليه من النافذة
_ كنت إنما دلوقت انا منفعش اي واحدة.
لم يقبل خليل استسلامه ليجذب المقعد ويقربه منه هاتفًا بانفعال
_ ليه؟ ايه اللي ناقصك عشان تقول إكدة
رفع ماجد حاجبيه مندهشًا وسأله بضياع
_ ايه اللي ناقصني؟ ناقصني كل حاجة، رجلي اللي مش حاسس بيها، نفسي اللي انكسرت قدام الناس كلها، هبتي اللي راحت في حادثة عربية كان سبب فيها ابن عم مراتك اللي جيبهالي البيت عشان تتاكد من عجزي
قاطعه خليل برفض
_ لا ياولدي متقولش أكدة، انا جبتها لأنها حبيبته اللي كان عينه منها وروحه فيها، قلت دي اللي اقدر اكسره بيها وانا بخدها منه ومش قادر يعمل حاجة، جبتها عشان اكسره واكسرها واخليها خدامة في بيتنا
جيبتها عشان لما تشوفها مذلولة تحس بكسرته هو كمان
نظر له باستهزاء
_ وانت فاكر إن اللي بتعمله ده هيرجع حاجة؟
هز رأسه بنفي وتابع
_ ولا اي شئ لإن اللي انكسر مش بيتصلح.
نفى خايل بثقة
_ لا هيتصلح الدكتور اكدلي كدة دلوقت وإن الدكتور اللي في امريكا وافق يعملك العملية وقال إن نسبة نجاحها…
قاطعه بألم
_ الدكتور اللي في مصر قال نفس الكلام وللاسف مفيش اي تحسن
_ المرة دي فيه، والدكتور ده عمل قبل كدة كتير ونجحت، انا من بكرة هخلص الاوراق وتسافر على طول
_ بالبساطة دي.
_ ايه اللي يمنع؟
لم يجيبه والتزم الصمت ليتابع خليل
_ ارجوك ياابني ارحمني وبلاش الانكسار اللي انت فيه ده لأنك بتكسرني به
انت مش كنت بتحب بنت عمك؟ أنا دلوقت …
قاطعه ماجد بحدة
_ لأ معدتش بحب حد
_ كيف ده وانت طلبتها مني قبل الحادثة
ابتعد بكرسية عن ابيه كي لا يلمح مدى تأثره وتمتم بعناد
_ كنت إنما دلوقت خلاص معدتش بفكر فيها
نهض خليل ليجلس قبالته ويجبره على النظر إليه وتحدث بقوة
_ انت تأمر وبس واللي انت عايزة يتنفس، عايز شمس اجبها تحت رجليك.
هز رأسه برفض وهتف بإصرار
_ لأ شمس بنت عمي تتشال على الراس مش تتحط تحت الرجلين، أيوة بعشقها بس عايز اطلبها وانا وافق على رجلي عايز يوم فرحنا ابقى وافق جانبها مش هي وافقة وانا قاعد على الكرسي مستني حد يحركه
عايز لما ندخل اوضتنا ادخل وانا شايلها بين ايديا مش هي اللي بتزقني بالكرسي
عايز لما تتعب انا اللي اشيلها واجري بيها متستناش أخوها ولا انت اللي تعمل كدة
تجمعت الدموع في عين خليل حزنًا على ابنه وقال بتأكيد
_ هيحصل كل ده بس لما تساعد نفسك الاول وتوافق تسافر، اتجوزها وخليها تكون جنبك اكيد وجودها هيفرق معاك.
تناول يده ليربت عليها واردف بتحفز
_ دي بنت عمك وبتحبك وانت بتحبها، هي محتاجة ليك وانت محتجلها، وانا عارف شمس كويس لإني اللي مربيها بنفسي عمرها ما هتجرحك.
يعلم ذلك جيدًا لكنه لا يريد أن يظلمها معه فأراد.أن ينهي النقاش معهم فقال بثبوت
_ سيبني الاول اتكلم مع الدكتور وبعدين اشوف موضوع شمس.
اومأ له خليل وتركه وغادر الغرفة كي لا يتعبه بالحديث اكثر من ذلك.
❈-❈-❈
انتهت أخيرًا من توضيب المنزل الذي أتعبها حقًا، فقد ظل طوال اليوم في المنزل كي يتأكد من دورها كـ خادمة في منزله ويكسر شوكتها اكثر.
همت بدخول غرفتها أو جحيميخا كما تطلق عليها لكنها توقفت عندما سمعت صوت شمس تناديها بخفوت، التفتت إليها فاندهشت من عينيها التي ذبلت من شدة البكاء
تقدمت منها تسالها بلهفة
_ شمس مالك في ايه؟
جذبتها شمس للداخل واغلقت الباب خلفها وارتمت في أحضانها تبكي بحرقة مما اقلق مرح عليها
_ في ايه ياشمس قلقتيني، انتي كويسة؟
ابتعدت عنها قليلًا وقالت من بين شهقاتها
_ سليم عرف اللي بيني وبين ماجد وناوي يتخانق معاه.
عقدت جبينها بدهشة
_ عرف ازاي؟
قصت عليها كل شئ مما جعل مرح تشعر بالحزن عليها فتربت على كتفها بتعاطف
_ معلش ياشمس شوية كدة وهيهدى
هزت رأسها بنفي
_ انا خايفة يتكلم معاه ويجرحه بالكلام، ارجوكي يامرح تتكلمي معاه انتي واقنعيه انه يوافق، انا لازم اكون جانبه الفترة دي.
عقدت جبينها بعدم استيعاب وغمغمت برفض
_ انا؟ لا طبعاً صعب.
امسكت شمس يدها برجاء
_ ارجوكي اتكلمي معاه المرة دي بس هو بيحبك وهيقتنع بكلامك.
التزمت الصمت لأنها لن تستطيع فعلها لكن دموع شمس جعلتها تفكر في الأمر
_ مقدرش اوعدك بس هحاول.
اومأت لها بامتنان ثم تركتها مرح وذهبت إلى غرفتها
تنفست بعمق عندما لم تجده في الغرفة فمنذ خروجه لم يعد حتى الآن
ظلت تفكر في أمر شمس وماجد واندهشت من رفضه
لما؟ هل لإعاقته أم لأنها فعلت ذلك من وراءه؟
احتارت في امره وقررت التحدث معه قبل عودة خليل
أخرجت هاتفها من الخزانة ثم هاتفته لتجد الرد منه بعد عدة محاولات وكأنه يخشى من الرد
_ ايوة.
تحدثت بجمود
_ انت فين؟
اندهش من سؤالها لكنه أجاب
_ في الاوضة اللي في الجنينة
اغلقت الهاتف دون أن تخبره بمجيئها..