-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 6 - 1 الأحد 14/1/2024

  

 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل السادس

1


تم النشر الأحد 

14/1/2024



ولجت للغرفة بخطوات هادئة؛ عينها تمر علي جدرانها ببطئ؛ هي من أعدت تلك الغرفة لكن.. لكن رؤيتها جاهزة وقاسم يقف بمنتصفها كان قاتل. 



أغمضت عينها تحكم القبض علي عبراتها.. تسيطر علي الغصة المرتفعة بحلقها.. الصبر يا براءة.. فقط الصبر.


كان يقف يراقبها بينما تتحرك ناحيته؛ يشعر بكل شئ بطئ وكأنها سراب يحوم حوله.

_ بتعملي ايه هنا يا براءة؟ 


أبتسمت بالم وهي ترفع كفها تمرره علي وجنته 

_ جاية اشوفك عريس.. كان نفسي أشوفك هتبقا عامل ازاي لما تبقى مبسوط يوم فرحك؛ انتَ مبسوط يا قاسم؟ 


مال برأسه ناحية كفها وأبتسم بألم 

_ لاء.. انا مش مبسوط يا براءة 


ضحكت.. ضحكت برقة ونعومه جعلته يتشقق لمليون قطعة؛ يمكنه الاحتفاظ بذلك المشهد داخلة؛ غرفتة.. براءة.. يدها علي وجنته... وضحكاتها تتكرر بنعومه.. يمكنها أن تصبح قطعه من النعيم.


_ خلينا نجهزك يا عريس


همست بينما تقف علي أطراف أصابعها؛ يدها أستندت علي كتفه تجذب جسدها للاعلى لتقبيل وجنته. 


شرد بعينها بتيه..يده أحاطت خصرها تساعدها علي البقاء كما هي.. 

أخفض رأسه يستند علي كتفها بتنهيده يأس

_ عايزه تجهزيني لفرحي علي واحده تانية يا براءة؟ 


_ ايوه؛ وانتَ لازم تكون مبسوط يا قاسم.. النهاردة فرحك! مش انتَ عامل كل دا عشان توجعني.. اني فعلًا موجوعه اوي.. المفروض تفرح أن الي انتَ عايزة حصل 


_ بس انا موجوع معاكي.. انا موجوع معاكي اوي يا براءة


أبتسمت بخفه ورفعت وجهه بكفيها؛ عينها التحمت بخاصته.. كانت نظراتهم تحمل شرارة مختلفة.. شرارة العشق.. 

_ لازم هتتوجع معايا.. انا برضو بتوجع معاك عشان؛ عشان انا وانتَ بقينا واحد يا قاسم.. ومحدش فينا يقدر يحس بحاجه لوحده ابدًا 


أبتسم بخفه وهو يزيل أحدى دموعها التي تمردت عليها؛ كانت محقه.. هي وهو أصبحا واحد؛ منذ النظرة الاولى.. الهمسة الاولى لقلبيهما.


❈-❈-❈


جلست فتحية بين النسوة وهي تشعر بالنيران تحرقها؛ إجتمعت نساء العائلة سويًا حتى يذهب قاسم ويعود بعروسة.


مالت عزيزه ناحيتها وعينها تنظر للبقية بخيلاء وهمست بتأنيب

_ ما تفردي وشك يا بت ابويا


_ افرد وشي ليه يا عزيزه؟ شايفاني فرحانه بالي بيحصل ولا جي علي كيفي حتى.. هيتجوز التانيه يا عزيزه


رمقتها عزيزه بتحذير وهي تجز من بين أسنانها 

_ اسمعي يا فتحيه لو معدتيش ليلتك انهاردة وفردتي وشك دا هخلي عيشتك سوده.. اتعدلي يا بت 


قابلتها الاخري بضيق ورسم ابتسامه مصطنعه عملاقة علي وجهها بين تدور بنظراتها علي الجميع. 

بالتأكيد يتشمتون بها الان.. الوحيدة التي لم تتزوج بعد كانت هي؛ أبنه العم المتروكة كانت هي .


❈-❈-❈


وقفت راضيه بغرفتها تنظر لفستانها الابيض بعين لامعه؛ زفرت بأنتصار لم تفكر به يوم.. مناسبه من قاسم كان كانتفاضة لمكانتهم في البلدة.. عائلة عمها وعمتها من المناصب العالية بالبلدة.. لكن عائلتها هي لاء؛ لكن الان أصبحت راضية أعلى من الجميع.


ولجت عمتها تحية وهي تسحب جابر خلفها؛ استدارت تنظر لهم بأستغراب 

_ في ايه يا عمتي داخله كدا ليه وساحبه  جابر وراكي؟


كانت أعين تحية لامعة.. لامعة بقدر جعل راضية تتوجس للخبر

_ قولتلك يا راضيه عمتك دماغها متخيبش أبدًا.. وأننا دلوك في يدنا مرت قاسم نلعبوا بيها لعب


أتسعت عين راضيه وهي تتحرك ناحيتة؛ تبدل نظراتها من جابر لتحية بصدمة

_ كلامك دا معناه ايه يا عمه! 


_ كلامي معناة أن جابر ولد عمك كان جوز المحروسة قبل قاسم 


تيبست راضية.. لم ترمش.. لم تتحدث.. فقط ثابتة؛ زوج.. قاسم.. جابر.. كانت الكلمات عاجزة.. عاجزة تمامًا أن تعبر عما بداخلها. 


ارتعش جسدها بأستيعاب تهمس مذهوله

__ مستحيل 


ابتسم جابر بسخرية وهو يعيد عينه لعمته 

_ بس قولتلك يا عمتي.. لو هساعدتكم يبقا تساعدوني أن قاسم يطلق مرتي.. براءة 


نطق أسمها ببطئ متلذذ بكل حرف من أسمها؛ كانت تجعل نشوة غريبة تمر بجسده؛ نشوة خاصة بها هي فقط.. بعينها الخائفة.. أحمرار بكائها... ارتعاشتها وشهقاتها.. خلقت بداخله حب سادي لخوفها منه.. براءة الجميلة.


ابتسامته الذئبيه جعلت راضية تتوجس منه قليلًا وهي تنظر لتحية وتخبرها بجدية

_ مينفعش يظهر النهاردة يا عمتي.. ولا عمي


أجابتها تحية بتفهم

_ متقلقيش عمك مجاش وهو مش هيظهر قدامهم واصل 


رمش جابر بأستغراب وأردف بعنفوان ضيق 

_ ليه هتخبي اياك! اني هظهر وهوريها وشي اول واحده 


رمقته راضيه بضحكة ساخرة أرتفعت لتجلجل 

_ ايوه.. اطلع في وشها؛ قولها ازيك يا مرتي.. وساعتها قاسم يدفنك في مكانك حي.


تدخلت تحية موضحة

_ مينفعش تظهر قدامهم دلوقتي.. انتَ عارف قاسم ونفوذة؛ ومنعرفش البت هتعمل ايه لما تشوفك.. مش عايزينها تصرخ ولا يحصلها حاجه ونتبهدل؛ انتَ الكرت الي هنلاعبها بيه ولازم نلعب صح عشان تخرج بيها ولا انتَ مش عايزها ؟ 


اكملت  بجدية لأقناعه؛ نظر لها جابر بتفكير قليلًا ثم تنهد موافقًا بضيق

_ بس انهاردة وبس هستخبي غير كدا هقف في وشها واقولها انا اهو.


أبتسمت تحيه وراضية لبعضهم بسعادة؛ عمتها كانت جوارها دائمًا تحاول صيد زيجة مرتبة لها.. والأن لن تتركها حتى تتربع علي كرسي قاسم. 


❈-❈-❈


تحركت سيارت العُرس مخلفه أصوات مرتفعة وزغارد النساء تشاركهم من داخل المنزل. 


كانت براءة ترتعش جسدها بأكمله ينتفض ونفسها يزداد ضيقًا؛ كل شئ يضغط عليها؛ الفرح.. زغارد.. سيارات.. قاسم.. هي.. 


كل شئ يزداد سواد؛ يزداد ضيقًا.


شهقت بعنف وهي تشعر بيد علي كتفها؛ التفت ناحية قاسم وهي ترتعش؛ تنفسها سريع وعينها زائغة

_ براءة أنتِ كويسة! 


كان يدرك أنها ليست بخير؛ مظهرها يجعله يرغب بقتل ذاته.. عينها زائغه حولها بأحمرار.. صدرها ينتفض بحركات سريعة وأنفاس ضيقة؛ ويدها.. يدها ترتعش وكانها تكاد تفقد الوعي؛ هو من سبب ذلك.. كان ينظر لها مراقبًا أقل أنتفاضة؛ ليتألم مثلها.. ليروي قلبه المجروح.. ولكنه يتجرع النيران منها.. الحرقة والألم .


 _ انا كويسه.. متقلقش


أخبرته بهدوء؛ بداخلها حمدته لاخراجها من أفكارها التي كادت تخنقها؛ لا تعلم لما يزداد الضغط ضد صدرها بكل ثانية؛ هل لزواج قاسم ذلك التأثير المميت عليها أم ذكرى زواجها المشؤم! 


إبتسامه ساخرة علي شفتيها أجابت؛ هو حبيبها.. الأول والاخير.. من وثق به قلبها بعد سنوات من الرهبه والخوف؛ وثقت به دون أن تعرفه... دون ان تحدثه.. كان قلبها الذي ينزف.


فقدت هويتها.. مديتنها.. مرساها وبليله وضحها.. أصبح هو المدينه.. الهوية والمرساة.



توقفت السيارة أمام منزل العروس؛ أبتسمت وهي تنظر من النافذة محاولة دفن ألمها بعيدًا.


رمشت بذهول وهي ترى قاسم أمامها بعدما فتح الباب لها؛ كان يمكنها توقع ما سيقال عنها وهي بسيارة العريس وتهبط منها؛ لكن حينما يفتح قاسم لها السيارة.. يمسك يدها وينزلها بذاته!  لا تحتاج للتفكير بما سيقال.. لا ينقصها ضغط أكثر.


لم تطل من صدمتها وهي تمسك يده وتهبط؛ كان يمسكها برقة وكأنها أميرة؛ حاولت سحب يدها لكنه أصر علي أبقائها بكفه وجذبها معه.. يتقدمان الجميع. 


وقف والد راضيه ينظر لقاسم بضيق؛ عينه تحيد ليديهما المتشابكة كل ثانية وكأنه يطلب منه تركها؛ ولكن قاسم.. فقط ظل ثابتًا ينظر له بتحدي. 


كان يتحجج منتظرًا أن ينفعل والد العروس ويلغي الزيجه؛ ولكن الأخر تنهد وأبتسم بضيق وهو يتنحى لهم ليلجوا.


كانت توجة نظراتها للأمام؛ بصلابه وجمود عكس يدها التي تتشبث بقاسم؛ تقبض علي كفه بقوة تكاد تلحمهما سويًا؛ بيأس وترجي صامت؛ وبادلها هو القوة.. الترجي.. اليأس.


كلمات صامته وأحرف لم تنطق تبادلها كفيهما.. قبل أن يتفرقا بخيبة.


وقفت براءة تشعر بالانهزام.. بالضعف؛ بالنسبة الجميع كانت امرأة قوية أتت لفرح زوجها وهو يمسك يدها بحب وتمسك لكنهم جاهلين عما يدور بداخلها.


ربتت زينب علي كتفها تعيدها للواقع وهي تهمس بإبتسامه 

_ اتمسكي يا براءة.. مش دلوك يا بتي

أبتلعت الغصه.. رمشت تزيح عبراتها ثم أبتسمت؛ أبتسمت زينب وهي تربت علي ظهرها وتتحركا خلف تحيه. 


كان جابر بغرفة الرجال عينه تكاد تطلق نيران؛ نيران حيه علي قاسم.. قطع يده التي امسكت بخاصة براءة؛ والصوت المريض بعقلة الذي يخبرة ان قاسم استطاع فعل ما عجز هو عنه؛ هل استطاع لمسها.


أغمض عينه بغضب محاولًا قمع انفجاره بعيدًا؛ نظر حوله ليتأكد أن لا أحد يراه؛ تحرك متسللًا من بين الجميع يغادر الغرفة. 


صعد الدرجات ركضًا خوفًا أن يراه أحد؛ تسلل بسهولة لزاوية يمكنة مراقبة غرفة النساء عبرها؛ وربما لعب حظة معة اليوم حيث كانت براءة من تواجهة.


لقد نضجت؛ كل شبر منها ينطق بنضج وجمال؛ كانت ابسط حركاتها تدل علي الرقة حتى رمشه عينها الناعمة كانت تصرخ رقة؛ تُرى كيف ستكون ألان حينما تبكي.. تصرخ! 


مرر لسانه علي شفتيه بجوع ظاهر وعينه التمعت بسعادة.



الصفحة التالية