-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 5 - 2 السبت 6/1/2024

  

 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الخامس

2


تم النشر السبت

6/1/2024


أنتشلته بكفها الرقيق تربت به علي صدره؛ ابتسم بهدوء وهو يجيبها بسؤال أخر 

_ أيه رأيك نسافر انهاردة؟ 


حركت رأسها برفض قاطع

_ لاء هستني بكرا هروح لبراءة أبقي معاها في اليوم المشؤم دا وبعدها نسافر


"براءة"؛ كم يشعر بالأحمال تزداد فوقة؛ شمس وسالم و"براءة" حتى حاتم أبن عمه أنقطعت أخبارة من رحيلة لعمله مجددًا .


تحرك يلج للمرحاض وبعدها بفترة كان يتسطح علي الفراش وشمس بأحضانه تهمس له برقة 

_ متشيلش همها يا عاصم؛ "براءة "بتحب قاسم وهو بيحبها؛ هما الاتنين تايهين بس ولازم يدخلوا كذا طريق لحد ما يلاقوا بعض من تاني 


قبل هامتها بهدوء دون حديث؛ تُرى هذا ما تفعلة شمس تسلك كل الطرق حتى تجد طريقها الخاص!


أغمض عينه يضغط جفنيه سويًا والماضي ينبش بعقلة دون رحمة؛ زواجه الكارثي والاحداث المتتالية علي عائلته وعائلتها.


لم يكن في توقعاته يومًا أنه قد يحبها؛ حينما هربت نيرة من زفافهم لتخفي أنه سبق لها الدخول في علاقة مع أبن عمه مقابل المال كانت شمس هي الحل الوحيد لأنقاذ سمعته وسمعتها؛ كان يفكر كل ليلة أن يعزبها ويجد ذاته عاجزًا عن إيذاء أمرأة وبالأخص امرأته هو؛ و وجد ذاته يغرق في تفاصيلها عنادها وقوتها؛ حتى هشاشتها كانت تغرية.


ضمها لجسده بقوة أكبر بينما كانت تبتسم هي بسعادة؛ يدها التفت علي خصره ورأسها يستريح علي صدرة.


ملاذها.


كان هذا هو عاصم؛ ذلك الغريب الذي أجبرت علية؛ من تحدته كثيرًا وخشيته أكثر؛ زوجها الذي كانت تجلس بحجابها أمامه أصبح ملاذها وبطاقة تعريفها الوحيدة.


كان غريب أن تصفه ببطاقة تعريف لكنه كان نسبها الوحيد؛ محدد هويتها، حينما علمت أنها لا تنتمي لعائلتها بل للخادمه الخاصة بهم شعرت وكأن عالمها تم تمزيقة؛ فلم يعد لأسمها الكامل معني ولم تعُد هي تدرك لمن تنتمي.


وبرغم بغضها لنيرة وصدمتها أنها كانت تتلاعب بها لسنوات بينما هي تصدقها؛ حتى حينما هربت وتركتها هي تتعذب بنيران خطأها كانت تعلم أنها تنتمي لنيرة. 


كانت علاقتهم فوق الممتازة شقيقتان تعشقان بعضهم؛ وصدمه نيرة حينما علمت أن شمس ليست شقيقتها بالدماء أثبتت لها أن ترابطهم يفوق ذلك.


أغمضت عينها بقوة تدفع ذكري وفاتها بعيدًا؛ مازلت تسمع صوت الطلقه النارية؛ ترى الدماء وتستشعر لزجتها .


كانت بلا نسب ولا شخصيه؛ مهما حاولت الاكتفاء بعاصم كانت أرضها تهتز؛ فكان عليها أن تبحث عن ذاتها وتعيد بناية نفسها.


❈-❈-❈


جهزت روان حقائبها؛ تنظر حولها للغرفة التي أحتلتها لشهور طويلة؛ رغم سعادتها ودفئها لم تنتمي لهنا أبدًا.


جلست علي الفراش بهدوء تغمض عينها وهي تتذكر هيئته؛ تُري هل تغير! هل أزداد وسامة؛ أتصلب جسده أكثر وراكم فوقة عضلات أم كان كما هو سالم ذو الهيئة التي تسلب أنفاسها.


فتحت عينها بتنهيدة حارة؛ أشتاقت لكل شئ هناك؛ والدها وسالم؛ شمس وعاصم وبراءة؛ حتى مي أشتاقت لها.


طرقات خافتة علي الباب أنتشلتها من شرودها؛ استقامت تتحرك ناحيته وتفتحة بهدوء لتقابلها وداد المبتسمة

_ انا كنت طالعة اوضتي قولت اجي اطمن عليكي واشوفك جهزتي نفسك لبكرا ولا ايه؟ 


حرك رأسها أيجابًا 

_ اه يا مدام كل حاجه جهزة


أبتسمت وداد بحنيه وهي تخبرها 

_ تمام؛ عيزاكي تبقي قوية يا روان وتثبتي أنك اتغيرتي خالص؛ أفتكري أنك اه بتحبيه لكنه مدافعش عنك وسمح أن كرامتك تتهان أكتر من مرة؛ الحب حلو وزي ما بيقولوا مرايته عامية لكن الست الي تتنازل عن كرامتها تستاهل أي حاجه تانية هتحصلها؛ أحنا هنسافر بكرا بليل عشان يبقا أحتمال مقابلتك ليه أضعف، يا دوبك تروحي تزوري باباكي وتحاولي تقنعيه يجي معاكي 



كانت ترسخ كلمات وداد بعقلها؛ تكتبها بقلمًا من الذهب حتى تلتمع في كل مره تحاول التنازل بها؛ كانت ممتنه أن أمرأة بقوة وداد وصلابتها هي من تنصحها، وبقوة مكتسبة أعترضت 

_ لاء مفيش داعي؛ انا مبقتش ضعيفة خلينا نسافر الصبح 


أبتسمت وداد بلين وقلبها يرهف علي العاشقين؛ حروب العشق دائمًا تسبب خراب كبير ولكن حينما تنطفئ نيرانها تزهر الأرض بورود نادرة.


_ لاء يا روان بليل؛ أنتِ محتاجه تتأقلمي الاول أنك رجعتي بشخصيه تانية؛ أكيد كل حاجه هناك وحشاكي ومشاعرك هتبقا متحكمه فيكي؛ ومتقلقيش انا ديمًا جمبك.



رحلت وداد بهدوء وأرتسمت أبتسامة علي ثغر روان، رغم أشتياقها لسالم ومقابلتة لكنها لم ولن تغفر له ما كان يحدث معها أبدًا؛ حينما أبتعدت أستطاعت رؤية الصورة بزاوية مختلفة حيث كانت هي الخادمه التي تتعرض للأهانات والتشويه لسمعتها نتيجه لحبها له؛ أستطاعت أدراك أن سالم كان ضعيف! يتركها تهان أمامه ويطبق فمه بصمت لكنها تغيرت .


❈-❈-❈


كان الليل قد حل مُسدلًا ستارة الاسود علي السماء؛ النسمات البادره للهواء كانت تتسلل من الشرفة حتى جسد "براءة"؛ كانت هي أكثر من مرحبه بينما تجلس بأعتدال علي الفراش؛ تواجه السماء بعينها اللمعه.


رمشه أهدابها جعلت دمعه تتهرب راكضه علي وجنتها؛ غدًا.. غدًا ستكون هناك امرأة بين يديه؛ أنثى أخرى تتنعم فيما يخصها هي؛ في رجلها هي.



كانت تشغل ذاتها طوال اليوم بالعمل والترتيب؛ لم تكُن تهتم بما الذي ترتب له؛ ولم تكُن تشعر بالعروس وعائلتها ولا تهامز الجميع عنها؛ هي فقط كانت تهتم أن يسرح عقلها عن تلك الحقيقة. 


أرتعش جسدها وهي تخفض وجهها للأرض؛ كانت تبكي بشهقات منخفضه وجسد يرتعش بينما خصلاتها تخفي وجهها. 


سمعت أنفتاح الباب الخفيض وصوت الخطوات التي توقفت أمامها؛ رفعت عينها ببطئ تمر علي الجسد الواقف؛ كانت تعلم أنه هو؛ صوت خطواته تميزه وتحفظه في قلبها حتى أصبحت تميزه لو في عمق بئر.


التقت عينها الحمراء بعينه الفاترة؛ كانت أعينهم تتشارك العذاب الحي؛ لدقائق طويله كانت تبكي وهي تنظر له سامحه له برؤيه كل أنهيارها.


رفع كفه ممسكًا ذقنها و أبهامه يزيل سيل العبرات عن وجنتها؛ بيده الأخرى دفعها قليلًا للخلف؛ ابتلعت لعابها وهي تنصاع له متراجعه علي الفراش دون أن يتوقف بكائها.


صعد علي الفراش يحتل مكان بجوارها؛ كانت تستدير ناحيته بكامل جسدها وهي تهمس بخفوت 

_ بتعمل أيه اهنه 


أبتلع لعابه وهو يشعر بالهواء يضيق؛ صدره منقبض وقلبه هائج كانه يركض بمراثون.


اختنقت الكلمات بحلقه لكنه دفعها للخارج؛ لتهرب منه مجروحه هامسه 

_ أنتِ الست الوحيدة الي دخلت جلبي؛ أول واحده أشوفها ومجدرش اشيل عيني من عليها؛ كإنك فيكي سحر! بتشديني زي ما بتعمل عروسه البحر، اتفتنت بيكي يا "براءة"، عارفة اني عمري ما هحب ولا هشوف واحده غيرك في حياتي كلها 


_ بتعمل ايه اهنه يا قاسم


همست مجددًا وكانت شهقاتها قد ازدادت من كلماته ؛ أبتلع لعابه يخبرها بأبتسامه 

_ زي ما كنتي اول ست في كل حاجه؛ هتبجي اول واحده أبيت في فرشتها. 


أرتعش قلبها وتصاعد الدمع لعينها أكثف؛ حاولت التماسك وهي تهمس بجرح

_ أنتَ عارف أن بياتك في فرشتي الليله غير بياتك في فرشتها بكره


همس بينما يجذبها من خصرها لأحضانه؛ لثوان ظلت متيبسة حتى أسندت رأسها لصدره و رفعت كفها تضعه ناحيه قلبه حيث شعرت بسرعه ضرباته

_ مش جادره يا قاسم! أنتَ وانا عرفين ان منجدرش منفكرش؛ بتحبني يا قاسم؟


الصفحة التالية