-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 8 - 1 الإثنين 22/1/2024

  

  قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الثامن

1


تم النشر الإثنين

22/1/2024

  ورده مليئة بالسواد 




وكيف لقلبك الريان أن تجف حقوله ويتشعب الجفاف به....أين منبع الماء النضر حيث أسقيتني كلماتك المعسولة و وعودك بالبقاء....كيف يكون ما قدمته لي كذبة وأنا التي علقت بها كل الحياة والأماني....يالي من محاربة مهزومة في معارك عِشقك....فكيف اغدو محاربًا لما قدستهُ يومًا... كيف أدفعُ السكين بقلبٍ تمنيتُ دفئه بكل ليلة... ويالك من منتصرٍ..وسكينك يا حبيبي هنا .. تقبعُ بين الشريان الناطق بعشقك... تُغرقها دماءُ ما نبض كل ليله يدعوا لكَ بالسلامة والأمان. 


❈-❈-❈


كانت براءة تجلس بمقعدها علي الطاولة؛ وإلي جوارها راضية.


كانت تحاول كتم الألم بقلبها وهي ترى أبتسامة راضيه الواسعة؛ نهضت الأخيرة من مكانها تحمل طبق قاسم وتضع به الطعام 

 _ اتغذى يا حبيبي دا أنتَ عريس ومحتاج غذى، بقولك يا ابله براءة ما تقعديني جمب قاسم انهاردة! 


رمشت براءة بذهول وشعرت بالتوتر يصيبها؛ لا ترغب بالنهوض من جواره؛ ولكن رب…ربما يريدها هي لجواره.


أخفضت نظرها ناحيته؛ الألم بقلبها يزداد مع ترقبها لردة، التقت أعينهما .. كاد يقسوا عليها.. ان يتركها تنهض؛ لكن عينها التي نظرت له كطفل ضائع جعلت كل قراراتة وثورته تخمد

_ أقعدي مكانك يا راضية؛ براءة متقومش من مكانها واصل لا انهاردة ولا بعد أكده 


لم تفترق عينهما المحبه؛ رأى السكينة تعود لها ليبتسم بخفة؛ مكانها كان نعيم له ولها، بدلت راضية نظراتها النارية عليهم بحقد وضيق؛ ولم تختلف فتحية عنها غضبًا .



لم تظن براءة أن هناك ما قد يحدث باليوم ليسعدها؛ لكن وهي تقف الأن أمام روان كمن ضربه البرق كان محوًا لظنونها.


عينها تطالع هيئة روان؛ جيبة واسعه بيضاء اللون تعلوها ببلوزه سماويه وحجاب ابيض زاهي. 

خطت ناحيتها وهي تهمس بصدمه 

_ روان! 


كانت عبرات روان تنهمر علي وجهها بشهقات هادئة وخفيفة 

_ براءة.


تحركت الاثنتين لضم بعضهم؛ بكل الشوق المتراكم؛ بعتاب لين.. وبحب قلبين تقابلا في المعاناه . 


لم يتوقف الدمع عن الهبوط؛ ارتفعت شهقاتهما متحده وكل منهم تضم الأخرى بقوة أكبر 

_ وحشتيني اوي يا روان؛ وحشتيني اوي يا خيتي وسندي وضهري؛ لو تعرفي صار ايه فيا وانتِ مش أهنه؛ لو تعرفي الي وقفت قصادة لوحدي يا روان


أجابتها روان باكيه

_ سامحيني يا خيتي سامحيني؛ والله مجبوره كنت ابعد؛ لكن اهه أني رجعت يا براءة؛ رجعت يا خيتي ومش هسيبك تاني واصل 


وبعد دقائق كانت براءة تجذبها بعيدًا عن أعين فتحيه؛ عزيزه وراضية وتصعد لغرفتها 


جلست الاثنتان أمام بعضهم لثوان بصمت؛ شعرت روان بالخجل وهي تتحدث 

_ اني اسفه يا براءة؛ مكنش لازمن أمشي.. والله لو أعرف أن كل دا هيحصل كنت فضلت هنا جمبك! 


أجابتها براءة برقة وهي تمد يدها وتمسك بكفها

_ لا يعلم الغيب إلا الله يا روان؛ بس كان لازمن تقوليلي قبل ما تمشي يا خيتي؛ كان لازم تعرفيني بدل ما قلبي كان تايه مش عارف يحزن ولا يتوجع علي ايه؟ 


_ سامحيني يا براءة مقدرتش؛ مقدرتش 


أنفلتت من عينها عبرتان ومسحتهم سريعًا؛ رفعت عينها لبراءة التي همست بقلق

_ قابلتي سالم! 


حادت روان بعينها عنها وهي تتنفس الصعداء

_ مقابلة ولا في الخيال، سيبك مني ومن سالم.. حكايتنا لا ليها أول من أخر كأنك بتجري في دايره واحده؛ مش عارفه فين نقطة بدايتها وفين أخرها؛ هتفضلي تجري وترجعي لنفس المكان.. ومش هتلاقي مكان تقفي فيه، أنتَ كيفك يا خيتي.. احكيلي عملتي ايه مع قاسم؛ قولتيله الحقيقة.. فهمتيه الماضي ايه وعاملين ايه سوى! 



وقفت براءة كمن لدغها ثعبان؛ عقلها يسأل ذاته بتيه.. لما لم تخبريه يا برائة! لما لم تقولي بقوة عن الماضي الذي لا دنب لكي به.


هامت في سؤالها كما هام عقلها يشرد في كُل الاسباب ولم يفقها. سوى نبره روان المصدومه

_ مقولتيش الحقيقة! 


استدارت براءة ناحيتها تشعر بالاتهام كخنجر يجرح عنقها؛ تدافع عن ذاتها بأخر الانفاس المسموحه لها؛ وبلهفه النفس الاخير تتسارع الاحرف للهرب من حلقها 

_ مقدرتش… مقدرتش كنت مجبورة يا روان؛ مش هيصدق واني مش هقدر احكي؛ مكنتش عيزاه يشوفني بالچروح علي چسمي والدم مغرجني ! خوفت يشوف خوفي ويشوفني عيله مش لاقية الحضن الي يمسح خوفها؛ خوفت اقوله يفهم ليه بتفزع وكوابيس أيه الي بشوفها في ليلي، فرحت يا روان أنه حبني وهو ميعرفش حاچة؛ فرحت أن حب البنت السليم الجميلة براءة… وخايفة يشوفني وانا عيله مرعوبه تخرج من اوضتها



كانت العبرات تتسابق؛ الحزن يرتسم والعين تناجي الحبيب، أسرعت روان بأخذها في أحضانها؛ ذلك الدفئ يذكرها بالماضي؛ وهي طفلة بعمر السادسة عشر؛ طفلة ضمتها روان بحنان وعاطفه أمومه ولدت بهم ولم يؤثر فيهم صغر عمرها. 


تلك التربيتات المريحه جعلت عينا براءة تفيض بالدموع المتكدس بها؛ تغرقها بحزنها المتراكم؛ أنتظرت حضن روان كل ما مضي منذ لحظة هروبها

روان التي تأخذ ضعفها دون أن تضعف وتمدها بالقوة لتكمل


وهذا ما أحتاجته؛ أن تشكي دون خوف من أثقال الأخر بحملها وأن تبكي حتى يجف الدمع من عينها ويخاصمها؛ ولكن ما خصام الدمع إلا كـ خِصام الأحباء.. قصير الأمد.. يملئه الشوق؛ فلا يمر الكثير وتجده عاد مشتاقًا رافضًا للفرقة الابديه . 


أفاقت براءة تحدق للوحة السوداء أمامها؛ لا تعلم لما عاد عقلها لأسبوع ماضي؛ بينما هي اليوم قد أعتادت علي الكثير.


بالبداية كان عليها الاعتياد علي وجود راضيه؛ حومها حول قاسم وضحكاتها الموحيه بمنتصف الليل؛ واعتادت الفرقة الغريبه بينها وبين قاسم؛ بل بدأت تمل اللعبه.


نظرت للغرفة الواسعة التي سمحت لها زينب؛ بموافقة من قاسم أن تحتلها بلوحاتها؛ رغبه حمقاء أخرى منها؛ أن ترسم وهي لا تجيد حتى حمل الفرشاة؛ وكل ما حصلت عليه بعد ساعات من الشرود والتفكير لوحه قد طلتها بالأسود.


أغمضت عينها تطرد عنها شبح الحب المريض؛ تبعد حزنها علي الحبيب المجافي.


أستيقظت حواسها لخطوات ثقيله قافزة؛ قدمه لا تطيل الوقوف علي الارض وحينما تلتحم بها تزلزلها وكأنها بركان؛ تلك الخطوات جعلت تنهيده حارة تغادر صدرها وهي تشعر بالدفئ.


وقف خلفها ينظر للوحة السوداء وهو يهمس

_ الرسم.. بيعبر عن الي جواكِ؛ جواكِ سواد بس يا براءة! 


دارت الكلمات بعقلها؛ تفكر بصدقها فلم تجد قاسم كذب بشئ من قبل؛ لتصبح الكلمات بالنسبه لها صادقة مقدسة

_ غمضت عيني ولمقتش غيرة؛ لا في غيره جوايا ولا غيره ايدي عارفة ترسمه! 


فتحت عينها ورفعت عنقها تشرآب عليه؛ كانت تنظر له فوقها عينه عل لوحتها السوداء ويده تستند علي كتفها؛ حينما خفض عينها لها التحما سويًا بحديث طويل؛ ولم يقطعه سوى قاسم.


ابتعد عنها يحمل علب طلاء ملونه؛ أفرغ القليل من كل لون بالقطعه البلسيكيه في يده؛ اقترب وجلس جوارها قبل أن يترك ما بيده ويستدير لها. 


ذراعيه دارت علي خسرها ترفعها بخفه لتجلس علي قدمه

_ خلينا ندخل ورد للوحتك وقلبك يا براءة؛ بتحبي الورد!


رمشت تستوعب ما قاله قبل أن تومئ برأسها.

الصفحة التالية