-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 12 - 1 الأحد 4/2/2024

  

 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الثاني عشر

1


تم النشر الأحد

4/2/2024



وقفت روان أمام منزل الباغيات والغوازي؛ كانت متوشحه تخفي حتى وجهها وهي تنظر حولها هامسه بضيق

_ مني لله اني وافكاري الغبره؛ ربنا ياخدك يا چابر عشان نستريحوا منيك ومن همك.


طرقت الباب بخفه؛ وأستمعت لضحكة رفيعه قبل أن يفتح وتطل عليها أمرأة؛ كانت تمرر عينها علي روان بإستغراب وتحدثت الاخيرة قاطعة نظراتها 

_ انا جاية عايزه مهره.. هي موجوده؟ 


رمشت الفتاة للهجة المختلفة وسرعان ما إتسعت بسمتها 

_ اباااه دا الست جالتلنا انها كلها سنتين وأسمنا يلمع في البندر مش بعد كام شهر بس؛ أكيد انتِ الابله الي چايه تتفج معانا؛ أدخلي أدخلي وانا هنادملك ست مهره. 


كادت روان تصحح لها لكن كتمت الحقيقة وهي تلج للداخل لاحقة بالفتاة؛ يمكنه معرفة وجوه الكثير من الغفر والجالسين الأن بأحضانهم نساء؛ أستغفرت بسرها وخفضت عينها عنهم بتقزز.


كيف ينسى الأنسان ربه بتلك الدرجة؛ المتاجرة بالفجور كانت ذنب لا يمكنها رؤيتة.. كل البشر خطائين؛ لكن الاستمرار بمعصية كالزنا كان أمر كبير يحتاج للتطهير والتوبه الحقيقية.


حمدت ربها أن الفتاة أدخلتها حجره مغلقة؛ لا ترغب برؤية تلك القذاره بالخارج.


مررت عينها علي الغرفة دون انتباه حقيقي؛ بينما عقلها يفكر بما مر.


اسبوعان لم تكُن فترة هينه أبدًا؛ فقد بدأت هي و وداد بحماس في بناء المصنع والشركة وأنجز منهم الكثير؛ وعلاقتها بسالم حصلت علي فترة ركود غريبة.


لم يكن التعامل بشع أم مهمل؛ لكن كلاهما كان يملك ما يتكدس فوق رأسه مما خفض لقائهم؛ لكن اللحظات التي تلتحم بها الأعين كان يتدافع قلبيهما بدقات غير متوازنه أبدًا.


_ أنتِ 

أفاقت من شرودها ترفع عينها لمصدر الصوت؛ رأت مهره تقف علي الباب وتنظر لها بشمول.


ولجت مغلقة الباب خلفها وهي تتحدث بسخرية

_ اكيد مش أنتِ الي چايه تاخد البنات للبلد عشان يشتغلوا فيها يا كدا يا اما سي سالم مضحوك علية؟



أرتفع حاجب روان بتهديد؛ أزالت الوشاح عن وجهها وهي تخبرها بجمود

_ أولًا انا موسخش يدي في حاچه أكده؛ ثانيًا متچبيش سيرة سيدك سالم تاني.. انتِ متعرفنيش ولا تعرفي أجدر أعمل فيكي إيه 


_ أنتِ چاية تهدديني!! 


تحدثت مهره بضيق وهي تنهض وتحلت روان بالصبر وتجلدت بقناع الثبات وهي تخبره بهدوء

_ لاه مش چاية اهددك؛ اني بلفت نظرك؛ ودلوك أجولك چاية ليه؛ بس اجعدي


جلست الأخرى بفضول؛ كانت ترغب بمعرفة ماذا تفعل حبيبته هنا؛ تنهدت روان صامته لثوان قبل أن تخبرها بنبرة شبه هامسه 

_ في راچل عيزاكي تعرفيلي منه شوية حاچات؛ أسمه چابر رياض؛ جالكم؟ 


رمشت مهره بصدمة؛ لما ترغب بمعرفة أمور ذلك الرجل؛ ولما تطلب منها ذلك؛ قبل أن تعبر عن شكوكها تحدثت روان مخرجة رزمه مالية 

_ دول خمس تلاف چنية؛ وهتاخدي زيهم وأكتر كمان لما تعرفي عنيه؛ أعتبريه شغل؟ 



نظرت لها مهره مريحة ظهرها علي المقعد وهي تبتسم بشر

_ بجا الست الي سي سالم راهب نفسه عشانها ومبتفارجش خياله؛ مشغولة براچل تاني؟ 


رمشت روان بريبة نبرتها أثارت الخشية في نفسها؛ حافظت علي وجهها الثابت وهي تخبرها بجدية بينما تسحب المال مجددًا ناحيتها

_ اسمعي يا مهره؛ أنتِ عارفة نفسك يعني مش محتاچه آني أعرفك أنتِ عبارة عن ايه! 



نظرت لها الاخرى بحدة

_ تجصدي ايه؟ 


نهضت روان متحركة ناحيتها؛ بخطوات هادئة؛ دارت حول المقعد واضعه يديها علي كتفي مهره

_ اجصد إنك سايبه؛ لمؤخذه يعني يا مهره؛ بياعة مزاچ لاي راچل يدفع؛ عشان أكده متحاوليش تعلي عن مكانك؛ عمر البيه ما هيبص لحرمة كل الرچاله طالوها؛ شوفتي بعدتيني عن موضوعنا كيف؛ أنتِ هتعملي الشغلانه ولا لاه؟ 


تنفست مهره كابتة غيظها وحقدها؛ الصبر دائمًا ما ينفعها؛ وكونها حرباء تغير جلدها ينجح دائمًا؛ أبتسمت بخفه وهي تتحدث بهدوء

_ هعمله طبعًا في حد يجول للفلوس لاه؟ 


_ حلو جوي؛ عيزاكي تعرفي عنيه كل حاچه وأية رچعة البلد اهنه؛ ولو سالم شم خبر بس بالكلام دِه هتزعلي مني جوي؛ يلا اني ماشية عشان مكانك هواه رخيص ونجس محبش اجف فيه كتير 


استدارت روان مغادرة وظلت مهره علي جلستها؛ ظهرها للباب الذي أغلق بحده وعينها تطالع المال علي الطاولة. 


ضحكت بقوة وهي تتلاعب بخصلاتها 

_ واضح انك معاملتيش مع غوازي جبل سابج؛ لكن احسن خليني اني اربيكي.


❈-❈-❈


حملت شمس العلبة الصغيرة تُسلمها للطفل وهي تخبره بهدوء

_ اكده حسابك خمسين أچنيه


أخرج الطفل المال يسلمة لها ويرحل؛ عادت للوقوف وراء ثلاجة الجُبن جوار سليمة.


مر أسبوعان وهي في كنف تلك العائلة الصغيرة؛ عملت معهم بالبقالة الصغيرة التي يمتلكونها؛ صادقت افنان وشعرت بالالفة في احضان سليمة التي اكرمتها. 


طوال تلك الفترة كان عقلها لا يتوقف عن التفكير بعاصم؛ تخيله.. رؤيتة والحلم به؛ كان يشغل عقلها ما قد يكون حدث له؛ لكنها كانت بداءت تستعيد شئ بذاتها.


ربما بعدها عنه جعلها تُدرك حقيقة انها تنتمي له؛ ان لها مجلئ للعوده له؛ ورؤية سليمة وأفنان جعلها تُدرك حقيقة أنها يجب أن تلتقي مع سعاد.. والدتها البيولوجية والحقيقة التي أختفت فجأة.


رفعت عينها تنظر لأفنان و وليد خطيبها وحبيبها؛ سبق وقصت عليها افنان قصتها؛ كيف عانا وليد مع عائلته الانانية كي يأتي ويخطبها؛ وكيف تخلوا عنه وعن زيجته ولم يهتم الاثنان وقررا بناء ذاتهم سويًا .


تنهدت برقة واقتربت سليمة ناحيتها تهمس 

_ الحب حلو اوي صح! 


تبسمت شمس وهي تهمس 

_ جوي جوي. 


_ أنتِ مش بتحبي جوزك يا شمس؟ 

كانت سليمة تنظر لها بتركيز؛ دارت الكلمه بعقلها لثوان قليلة قبل أن تجيبها بتلهف 

_ بحبه طبعًا عاصم دا سندي وضهري؟ 


ابتسمت سليمة تربت علي كتفها وهي تخبرها بجدية

_ اسمعي يا بنتي أنتِ عارفه انا متاقلتش من وجودك ولو حابه اقعدي العمر كله معانا؛ لكن انا صعبان عليا توهتك دي يا شمس! يا بنتي البني ادم من غير أهل وماضي وذكريات ميسواش حاجة؛ حتى لو كل حاجة وحشه وسودا.. هتلاقي وسطها نفسك؛ لازم تبدائ من جديد؛ تروحي لامك الحقيقة وتبني معاها ومع جوزك حياتك؛ وابوكي قولتي انه ميعرفش انك مش بنته! خليكي وسط اهلك يا شمس ساعتها هتلاقي الراحة الي عيزاها. 



حركت شمس رأسها بإبتسامه وهي تفكر؛ كانت البارحة تعزم قرارها علي العودة لعاصم؛ وبعد حديث سليمة.. تشعر بذلك القرار يتوغل بها أكثر.


❈-❈-❈



ولج قاسم للمطبخ حيث تقف براءة تساعد بأعداد الطعام؛ تحرك ناحيتها مبتسمًا 

_ الدكتوره لو تعرف الي حصلك كانت هتشك ان دِه كان انهيار عصبي؟ 


استدارت براءة ناحيتة وابتسمت؛ تحركت له تسأله 

_ وانتَ مش عاچبك اني كويسه؟ 


_ دا اني ميعچبنيش الا آنك كويسة


ضحكت براءة وهس تسير مبتعده عنه وتغادر المطبخ؛ لحق بها قاسم سعيدًا بتحسنها الغريب بعد ذلك الاغماء؛ وفقد تدريجيًا شكه بقريب راضية. 


وقفت براءة أمام الشرفة في غرفة المعيشة وجلس قاسم علي مقعده 

_ وحش البيت من غير زحمته؛ واتوحشت روفايده 


_ طب ما في راضيه وعزيزه صاحبي واحده منيهم 


كان يتحدث مبتسمًا بخبث وسخرية؛ قلبت براءة عينها وتحركت تجلس جوارة

_ اختارلي انتَ؛ اصاحب بت عمك الي ريداك و ودها تجتلني ولا اصاحب ضرتي الي كل شوية تجولي يا ابله! انتَ عارف ان راضيه اكبر مني صُح؟ 


همست الاخيرة وهي تقترب برأسها منه؛ ضحك قاسم وجذبها من خصرها لاحضانه؛ انتفضت تهمس بصدمة

_ ان..انتَ بتعمل ايه يا قاسم! هملني حد ياچي ويشوفنا؟ 


_ الي ياچي ياچي أنتِ مرتي واني حر وياكي؛ وبعدين اتوحشت حضنك 


همس كلمته الاخيره بأذنها؛ قبل وجنتها برقة وحرك أنفه علي نافسًا انفاسه الحارة علي وجهها. 


شعرت براءة بالارتباك والتأثر فلم تستطع أن تبتعد عنه؛ انفاسها تزداد سرعة خائفة وقلبها يدق بجنون. 


رفع قاسم وجهها ناحيته؛ ابهامه يتحرك بخفه علي ذقنها وعينه تلتحم مع عينها؛ أقترب من شفاهها هامسًا برقة

_ بحبك جوي يا براءة 


مال ناحيتها وقبل أن تتلامس شفاههم صدح صوت راضيه

_ عيب اكده يا قاسم عندكم اوضه اطلعوا فيها؛ وبعدين المفروض كنتَ أنتِ عجلتيه يا أبله براءة.

الصفحة التالية