رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 11 - 1 - الثلاثاء 6/2/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر الثلاثاء
6/2/2024
ماقيمةُ الحُبّ إلّا في مُسامَحةٍ
تشفي القلوبَ وتُحيي كلّ مافيها..
في بريد القلب رسالة لم تفتح
لغائب ربما لن يعود ..!
لشخص غادر المكان لكنه
لم يغادر القلب ....
سيأتي النور .. ليعتذر عما فعله بنا الظلام ....
❈-❈-❈
أغمضت عيناها بقهر وانسابت عبراتها، كفف دموعها بأنامله، وجذبها حتى جلست بأحضانه
- عارف إنك مضايقة وغيرانة ودا حقك، بس إنتِ اللي وصلتني لكدا
تنهد بوجع فاحتضن وجهها
، انتي مراتي وحبيبتي
خللت أناملها بأنامله وهمست بعدما طبعت قبلة بجانب شفتيه
-وانت عشق الروح، لو بعدت أموت، وضعت كفيه على صدرها
-دا بيغلي من الغيرة ممكن تطفيه، تعرف تبرد ناره ياجاسر، تعرف تطمني وتقولي أن دا كله كان كابوس وانتهى
انحنى ولمس ثغرها بخاصته قائلًا :
-أعرف اعيشك في جنة عشق الجاسر ياروح جاسر
دفنت رأسها بصدره وحاوطت خصره
-غصب عني يابن عمي، قلبي مولع نار، ومش قادرة اتحمل فكرة قربها منك
ملأ صدره بأكسجين عطرها يمسد على خصلاتها مبتسمًا
-كدا أفرح أنا أوي علشان جنجونة قلبي بتغير عليا
رفعت رأسها وبدأت ترسمه بعينها حتى رست على رماديته اللامعة
-يعني فرحان بوجع قلبي..أطلق ضحكة رجولية جذابة حتى جعلت قلبها يدق بعنف بصدرها بقوة، ثم انحنى واضعا جبينه فوق جبينها
-غريتك نار ياجنجون وأنا بعشق الخدود الحمرة دي لما بتتعصب، ثم مرر إبهامه على شفتيها وهمس بجوارها
-وبعد كدا اعرف ارضى حبيبي بمعرفتي، قالها وهو يحتضن ثغرها بخاصته، لحظات ثم تمدد يجذبها لأحضانه قائلا:
-فيروز راحت حي الألفي، تشتكيني لبابا، وطبعا طلعتني حقير وندل، تجمعت العبرات بعينيه واختنق صوته فتحدث بصوت متحشرج:
-عمك زعلان مني أوي ياجنى، واخد على خاطره، ودا وجعلي قلبي، عارف صدمته فيا كبيرة، بس هو ماسبليش حل
اعتدلت تستند على صدره متسائلة :
-ليه معرفتهمش إنك طلقتها، رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه
-جاسر إنت فعلا كنت بتنادي فيروز باسمي
أطبق على جفنيه يعصرها متألمًا ..لمست وجنتيه بأناملها الناعمة
-أنا مبحبش الظلم يابن عمي، بس انت هنا كنت قاسي اوي، حتى لو مراتك فيها عيوب الدنيا كلها، دي لوحدها قهرة، وليها حق تموتني مش تبعتلي ناس بس
رفع بصره وظل يطالعها بصمت للحظات ثم تحدث بصوتًا حزين:
-أنا مش حقير ياجنى، اه فعلا غلطت مرة بس غصب عني، هي كل مشكلة بينا كانت بتحطك، ودايما بتحسسني إني ظلمتها
-وانت شايف نفسك مظلمتهاش ياحضرة الظابط، لما رحت اتجوزتها وانت بتحبني زي ما حضرتك بتقول دا مش ظلم
سحب نفسا عندما شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه هو يعلم أنه اخطأ ولكن ليس للقدر حكما
-عارف إني ظلمتها، لكن اقسم بالله ياجنى انا اتجوزتها وقولت هبني حياة جديدة وهتعايش مع قدري، وفعلا عيشنا كام شهر والأمور طبيعية لحد مافي يوم حياتنا اتقلبت واتحولت لجحيم، ليه معرفش، خروجات وفصح غير طريقة لبسها، صدمتني وفوقت على كابوس حياتي في حقيقة معرفتهاش إلا بعد جوازنا، يعني كذبت عليا،
مسح على وجهه بعنف
-اه غلطت اني اتجوزتها مع اختلاف حياتنا، بس هي وعدتني هتتغير وقالت باباك هعتبره باباي، معرفش ايه اللي حصلها بعد كدا وبدأت تبجح وتقنعني أن ابويا شيطان وبيظلم الناس
اعتدل وأمسك كفيها يهز رأسه وانسابت عبرة عبر وجنتيه
-أنا جيت في مرة رفعت صوتي على ابويا وقولتله انت ظالم
كور قبضته بعنف، وتحولت عيناه لنيران جحيمية كلما تذكر تلك الليلة
رفع نظره إليها واستأنف
-كنا الليلة دي مبيتين عندنا في البيت، ذهب بذاكرته
فلاش
ولج غرفته وابدل ثيابه
-فيروز قومي حبيبتي العشا جهز والعيلة كلها تحت
ألقت الغطاء متأففة
-هو لازم الأكل اللي بمواعيد دا، هو احنا في جيش افرض انا مش جعانة
تنهد بوجع فتحدث:
-حبيبتي استحملي اليومين اللي بنجيهم هنا، علشان بابا ميزعلش هو وماما، يالة حبيبتي غيري هدومك وبلاش الفساتين الضيقة دي، عز موجود وبيجاد غيراوس مش هيسكت
نهضت وهتفت غاضبة
-حياتي وانا حرة فيها محدش ليه يدخل، دا لبسي واللي مش عجبه يشرب من البحر
جذبها من رسغها وأشار إليها بتحذير
-غلط مش هسكت، من قبل جوازنا وغيرتي نظام لبسك، ليه رجعتي تاني للبس دا معرفش ، بس انا راجل ومبحبش مراتي تمشي تتمخطر بجسمها
دفعته موبخه اياه وهتفت مزمجرة :
-دا جسمي انا ومحدش له حكم عليا
استدار للباب وتحدث:
-لو نزلتي بغلطة يبقى تروحي عندك والدتك وورقة طلاقك هتلحقك، قالها وتحرك للخارج
ضربت أقدامها بالأرض واطاحت كل ماعلى المرآة صارخة ..هبط جاسر للأسفل قابله عز وأوس وهما يحملون بعض الأشياء للحديقة
-صح النوم ياحضرة الظابط، ايه يابني بتيجي هنا علشان تنام
تحرك بعدما حمل مقعدين بيديه، واتجه للخارج
-شغل الشرطة دا مقرف أوي ياحبيبي
وصلوا بعدما رتبوا المكان.. وصلت ربى وطبعت قبلة على خديه
❈-❈-❈
-جاسورة حبيبي وحشتني، حاوطها وطبع قبلة على رأسها، وأنتِ كمان ياحبيبة قلبي..نظرت حولها متسائلة
-فين فيروز منزلتش ليه!!
أجابها جواد الذي يقف خلفها
-روحي شوفيها وأكدي عليها تنزل حبيبتي، عمو ريان ومراته جايين في الطريق مينفعش متنزلش
تحركت ربى بعض الخطوات ولكنها توقفت على صوت جاسر
-سبيها براحتها ياروبي، هي تعبانة شوية، ولو لقيت نفسها مرتاحة هتنزل
اقترب جواد عندما أشار لأبنته
-ادخلي ساعدي مامي حبيبتي..اومأت برأسها وتحركت للداخل دون حديث..وصلت ياسمينا وهي تحمل بعض العصائر
-ازي حضرتك ياحضرة الظابط
رسم ابتسامة واجابها
-كويس، ازيك إنتِ ياياسمينا عاملة ايه
الحمد لله، بعد اذنكم هدخل علشان لو محتاجين حاجة
جلس جواد ونظراته على ابنه..هز رأسه وتحدث:
-بتبصلي كدا ليه ياحضرة اللوا، مط شفتيه ورسم شبه ابتسامة
-هتفضل لحد امتى كدا، عديم المسؤلية، ومراتك هي اللي ممشياك
هب من مكانه وتحدث بغضب:
-بابا لو سمحت بلاش كلامك اللي بيضايق دا، ايه يعني لو منزلتش، قولتلك تعبانة
أومأ برأسه وأخرج صوت من فمه
-اممم.. تعبانة، وياترى التعب دا مابيجيش غير هنا، ماسهراتها وصلتني..اقترب من ابنه
-إنت ظابط حافظ على مركزك، علشان تكون قدوة وتكون في عيون صحابك بقيمة، مش مراته اللي كل شوية من حفلة لحفلة
مسح على وجهه بعنف وهتف:
-هو ليه حضرتك ظالم يابابا، ليه دايما بتحسسني إني مش ابنك وتربيتك
-قوم من قدامي ياجاسر، علشان منساش انك ابني
وصلت جنى
-مساءالخير ياعمو، مساء الخير ياحضرة الظابط
-اهلا قالها وتحرك دون حديث..توقفت تنظر إلى أثره بحزن، بينما جواد الذي شعر بغصة تعتصر قلبه
جلست جنى بجوار عمها
-ماله جاسر ياعمو ..ابتلع غصته وحافظ على هدوئه
-مشغول حبيبتي ، عاملة ايه دلوقتي..ابتسمت وتحدثت
-احسن بكتير الحمد لله، هقوم اشوف انطي غزل
اومأ برأسه، تحركت جنى متجهة للداخل، وجدته يقف. امام المسبح يضع كفيه بجيب بنطاله وشاردا في ملكوته ..اتجهت إليه، توقفت خلفه وتحدثت بخفوت
-اتغيرت أوي يابن عمي، حتى مش هاين عليك تبص في وشي ..استدار ينظر إليها للحظات ثم اتجه ينظر للأمام مرة أخرى وكأنها لم تكن موجودة..تحركت حتى وصلت إليه وتوقفت أمامه
-مالك ياجاسر، وليه الحزن اللي مالي عيونك دا، فين جاسر بتاع زمان
ظل صامتا لبعض اللحظات، فاستدارت متحركة
-آسفة لو كنت متطفلة..توقفت بعدما استمعت إليه
-جواد فين مش باين!!
-معرفش ومش عايزة اعرف..استدار واتجه إليها
-عايزة تعرفي مالى، وانا مش عارف مالك يابنت عمي، هز رأسه ونظر لمقلتيها قائلا:
-ابعدي عني ياجنى علشان مأذكيش، خليكي بعيد ..قالها وتحرك، وقفت مصدومة من كلماته، أطبقت على جفنيها قائلة:
-وانت لسة مأذتنيش يابن عمي ..
عودة للحاضر
خرج من شروده عندما شعر بأناملها تتحرك على وجهه
-وبعدين ماكملتش، ايه السر اللي فيروز خبته عنك قبل جوازكوا
طبع قبلة على جبينها
-حبيبي ياله ننام، بكرة لازم نروح حي الألفي، لازم نحط النقط على الحروف
اعتدلت جالسة
-نروح هناك ليه، بابا قالي بلاش دلوقتي ، لازم ..وضع إبهامه على شفتيها
-جنى لو سمحتي لازم نروح، مش هتحمل بابا يفضل كدا، لازم اتكلم مع بابا، وعارف ومتأكد أنه هيطلب يقعد معاكي، ويخيرك بيني وبين حريتك، وخصوصا بعد ما عملوا اللي هما عايزينه
نظرت إليه غير مستوعبة حديثه
-جاسر هو اللي بيحصل
احتضن كفيها ثم طبع قبلة عليهما ونظر لعيناها
-جنى باباكي طلب مني اكتب عليكي بس لمدة معينة، هو مقاليش كدا، بس سمعته بيتفق مع بابا، ماهو عندهم التقرير، فلازم يثبت انك اتجوزتي، حب يلعب عليا، كان ناوي يخليني اطلقك، وياخدها من ناحية بنت عمك ولازم توقف قدامها ولازم تثبت انك راجل .. والكلام دا
هزت رأسها غير مستوعبة حديثه
-ازاي، لا مستحيل بابا يعمل كدا، لا ..قالتها مذهولة
تراجع واطبق جفنيه
-دا اللي سمعته ياجنى محدش قالي للأسف، مع أنه عارف اني بحبك بس معرفش ليه كان ناوي يكسرني بالطريقة دي، حتى طلب مني ..صمت للحظات ونظر لعيناها هامسا
-مقربش منك، كان شاكك في كل حاجة، مستني يفوق من تعبه ويكشف عليكي في مكان تاني، قال لباباي كدا
ماهو معدش بيثق في أي حاجة وخصوصا بعد ماسحر راحت المستشفى
-يعني بابا كان عايزك تطلقني، نهضت من مكانها
تدور حول نفسها
-هو اللي بيحصلي دا، كله بيضرب فيا شوية ليه، انت تزور وتطلعني مغتصبة، وبابا يجوزني حتى من غير ما ياخد رأيي، لا وعايز يطلقني، وعز يتصل بيا ويقولي لو مرجعتيش انسي يكون ليكي اخ
أشارت على نفسها
- طب أنا حياتي فين، هو ماليش رأي اخد خطوة في حياتي، وازاي عمو جواد ساكت على كل دا
نهض متحركا إليها
-جنى ممكن تهدي علشان نعرف نقرر هنعمل ايه
ضربت كفيها في بعضهما واطلقت ضحكات من بين دموعها، ثم رفعت كتفها
-نقرر، ابتسمت بسخرية
ماهو انتوا قررتوا وخلاص، العروسة الماريوت بتتحرك بمنتهى الحرفية اللي انتو رسمتوها ..دنت تطالعه
-قولي ياحضرة الظابط
ناوي على إيه لو بابا أصر انك تطلقني، أشارت بكفيها وتحدثت:
-ومتنساش أن صهيب الألفي لما بيحط حاجة في دماغه والله لو عملت ايه مستحيل يتنازل، واكيد جربته في موضوع جواد
سحب كفيها وأجلسها، وجلس على عقبيه أمامها محتضنًا كفيها بين راحتيه
-حبيبتي طول ماانتِ عايزاني صدقيني محدش في الدنيا ياخدك مني، إنما لو انت ..وضعت كفيها على فمه وانسابت عبراتها رغما عنها
-للأسف يابن عمي أنا بقيت مسيرة مش مخيرة، انت في الاول خططت لكل حاجة، وكأني ماليش لأزمة
جذب رأسها يضمها لأحضانه
-علشان اخد حقي من الدنيا اللي ضيعتوا بإيدي، كان لازم اعمل أي حاجة علشان تبقي ملكي، بابا وعمي بيعاقبوني على جوازي من فيروز
اعتصرها بأحضانه مغمض العينين وأستأنف حديثه
-جنى قلبي وجعني من فكرة اني اخسرك، كفاية خسرتك أول مرة بغبائنا احنا الأتنين، لو سمحتي بلاش نضيع حبنا تحت أي ظروف
رفع وجهها واحتضنه
-شوفتي عملت ايه ومستعد أعمل اكتر من كدا كمان، المهم تفضلي في حضني
لمست وجهه وهتفت من بين بكائها
-بحبك أوي ياجاسر، ومش هقدر أعيش بعيد عنك، مش هقدر .قالتها بشهقة مرتفعة
حملها وهو يضمها كطفل رضيع يقربه إلى صدره
-جاسر بيموت فيكي ياروح جاسر .وضعها على الفراش بهدوء كأنها قطعة أثرية غالية الثمن وتمدد بجوارها يجذبها لأحضانه
-كفاية عليا دي بس ياجنى،اخدك في حضني واشم ريحتك، تمسحت بصدره واغمضت عيناها تملأ رئتيها من رائحته
مسد على خصلاتها وأغمض عيناه مستسلما لنوم مريح بعدما أخبرها بكل شيئا