رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 15 - 2 - الخميس 29/2/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر الخميس
29/2/2024
❈-❈-❈
رجع بجسده على المقعد
-ماليش نفس، كنت عايز تتكلم معايا في اللي حصل مش كدا!!
-الأول قولي الكلام صح ولا لأ..أنت فعلا رجعت فيروز
زفرة حارقة خرجت من أعماق جوفه ثم سحب بصره بكل الاتجاهات بعيدا عن عمه
-الأول حضرتك مصدق إني ممكن أذي جنى أو اخونها
-لأ..قالها صهيب بهدوء، ثم استند بذراعيه على المائدة
-بس عارف قرارتك الغلط، ساعات بتدي قرارات من غير ما تفكر نتائج القرارات دي ايه
دقق النظر بعيناه ثم تسائل:
-رجعت فيروز علشان هددتك أنها تعمل حاجة في جنى مثلا
هز رأسه بالنفي ثم تحدث:
-فيروز كلمتني واحنا مسافرين وقالت لي عايزة خدمة ومحدش يقدر يساعدني غيرك..تنهد ثم سحب نفسا وأخرجه بهدوء
-كانت مقدمة على وظيفة في الخارجية لإحدى الدول العربية والوظيفة دي ليها بعض الشروط
كان يستمع إليه بإهتمام ، فاستطرد حديثه:
-كلمت راكان البنداري وطلبت منه يتدخل ويمشيلها الدنيا، بس طبعا الوظيفة دي مش بالوسطة بالشهادات والتاريخ العائلي، وفوق دا كله لازم يكون حد ضامنها
اتجه بنظره لعمه واستأنف
-رفضوا ورقها بحجة أنها مطلقة، والشرط يكون أنها متزوجة ..مسح على وجهه بعنف يفرك جبينه
-والله ياعمو أنا حاولت أساعدها، حاولت أخرجها من تحكم امها فيها، وخاصة لما عرفت الحفلات والقرف بتاع كل ليلة
سحب كم من الهواء ثم لفظه بقوة واستأنف :
-فيروز كويسة ياعمو، ظروفها وحشة وامها دي...بتر حديثه صهيب
-لما هي كويسة يابن اخويا طلقتها ليه؟!..باغته صهيب بنظرة مطولة حتى يكتشف دواخله
أشاح جاسر بعينيه بعيدًا عنه
-دا سؤال ولا شك ياعمو..نهض صهيب يضع كفيه بجيب بنطاله
-بنتي حاولت تنتحر وحضرتك جاي تبررلي بحجة متدخلش طفل عيل، مالي ومال فيروز، حدقه صهيب غاضبا
-متبصليش كدا، انت ظابط يابني، ولازم يكون عندك الحس البوليسي
أشار بإبهامه إليه
-اخدت ايه غير مراتك كانت هتموت، قولي وقتها فيروز كانت هتفدني بأيه ياجاسر، إنت وعدتني وللاسف طلعت عيل..أردف بها صهيب متحركا لمنزله
توقف ينظر لأثر عمه ثم تذكر ما فعلته فيروز..جلس يضع رأسه بين راحتيه
-ازاي قدرتي تلعبي بيا كدا، دا جزاتي
استمع الى صوت خلفه
-عامل إيه؟!..استدار برأسه ثم أومأ له
-كويس..إنت اخبارك ايه ومرحتش الكلية ليه
جلس أمامه يطالعه بترقب ثم تسائل؟!
انا عارف إنك أكبر مني وليك احترامك انت وأوس، بس متزعلش مني قراراتك كلها غلط
تراجع جاسر بظهره للخلف
-لو مكاني هتعمل ايه؟!تسائل بها جاسر
كتف ياسين ذراعيه على صدره واجابه
-هواجه نفسي قبل مااواجه الكل، اشوف عايز ايه
لاحت على وجه جاسر ابتسامة ساخرة فهز رأسه
-متبقاش واثق اوي من نفسك ..اقترب منه ياسين بالمقعد ثم انحنى بجسده ينظر بعمق لعيناه
-جاسر إنت فعلا بتحب جنى ولا اتجوزتها علشان موضوع الاغتصاب دا
-ياااه دا حضرة الظابط كبر وجاي يحاسب اخوه الكبير..لكزه بكتفه
-مبقتش صغير ياحبيبي ..بقالي سنة وأكون ظابط حربية اد الدنيا
داعب خصلاته ثم ذهب ببصره ينظر أمامه
-محبتش غيرها..اعتدل ياسين يستمع إليه بإهتمام بقلبًا يحترق على حزن أخيه الذي تجلى بنبرة صوته
ابتسم جاسر لذكرى فرح عز واخته ثم اتجه إليه مردفًا:
-أقولك حاجة ..يوم فرح عز كنت بهزر معاها واقولها تعالي نتجوز وسيبك من موضوع اخويا واختي دا، أفلت ضحكة بعبرة تكورت تحت جفنيه
-والله كنت بقولها من جوا قلبي وقتها، رغم عارف انها هزار، أشاح بصره مرة أخرى وذكريات ذاك اليوم ..فأطلق تنهيدة مرتعشة من نبضات قلبه المؤلم واستأنف:
-اليوم دا كانت بتعيط وزعلانة من ابن عمتك علشان لعب بمشاعرها..أطبق على جفنيه وصورتها بأحضان جواد تحرق أوردته
نهض فزعا عندما تذكر ذاك وتحرك للداخل ..أوقفه ياسين
-جاسر!! توقف يواليه ظهره وانفاسه المرتفعة تحرق من يقترب منه
-مش همشي لما تحكيلي مش يمكن عايز اخد منك درس يفوقني
استدار جاسر بجسده ينظر إليه مستفهما..اقترب بخطواته وجذب ذراعيه
-بتكلم جد ياجاسر، عايز اعرف ليه اتجوزت جنى، ومتقنعنيش انك بتحبها
رمقه جاسر بنظرة صارمة ثم أردف :
-اومال بتسأل ليه بدل مش مقتنع، انت اهبل يلا
جلس ثم وضع خديه فوق راحتيه وطالعه بصمت ..نفخ جاسر ثم دفعه حتى سقط على المنضدة يضحك بصوت مرتفع
-خلاص..عايز اعرف ياله متبقاش تقيل في نفسك ..ضرب جاسر كفيه ببعضهما
-إنت أهبل يابني، احكيلك ايه ، هي حكاية
-لأ ..درس يابن امي وابويا
مسح جاسر على وجهه بعنف حتى كاد أن يقتلع جلده ثم نظر إليه قائلا:
-جنى روحي ياياسين ، سواء اقتنعت ولا لا، ومستحيل اخلي حد يدخل بينا ويبعدنا عن بعض
ابتسامة تهكمية ظهرت على ملامح ياسين ثم تسائل:
-اه..علشان كدا روحت اتجوزت واحدة تانية، هو اللي بيحب بيوجع حبيبه، ليه دايما بتوجعوا اللي بيحب بصدق
ذهل جاسر من حديثه فاقترب يجز على أسنانه مردفًا:
-لو كنت شكيت في حبها صدقني مكنش قوة على الأرض تبعدني عنها، لكن ياحضرة الظابط تقيلة اوي على راجل يفرض نفسه على ست ولما تكون الست دي كل حياته، وخايف عليها لمجرد دمعة تنزل من عينها
ضغط بقبضته على الكوب الذي بيديه وأكمل بنيران قلبه
-تتحمل تقرب من واحدة وقلبها مع واحد تاتي، تقدر تنام جنب واحدة ودموعها على مخدتها لمجرد أنها رضيت بنصيبها معاك، هتكون خسيس ياحضرة الظابط
قالها وتوقف ولكن فجأه ياسين بسؤاله الذي جعله متسمر عندما أردف:
-طيب ليه أديت الحق دا لنفسك ياحضرة الظابط..استدار وقد أخرج شيطانيه فاقترب وضرب بكفيه على الطاولة
-بدل ماعشتش الاحساس دا مش من حقك تقولي كدا، متجيش تقارني بواحد اختار أنه يكون كدا
نهض ياسين بمحاذته يضع كفيه بجيب بنطاله
-بس ظلمت ياجاسر بغض النظر عن احساسك انت ظلمت نفسك وفيروز وجنى
ركل المقعد وجن جنونه، واقترب من ياسين يمسكه من تلابيبه
-أنا اللي اتظلمت ياحضرة الظابط ، اتظلمت لما ضغطت على نفسي واتجوزت واحدة وانا بقنع نفسي أنها كل حياتي وفي الاخر افوق على كابوس يحرق كل راجل..انا اللي اتظلمت ياحضرة الظابط لما اشوف البنت اللي حبها بيكبر يوم عن يوم والكل بيعاملنا على أننا اخوات
جاسر عيد ميلاد اختك بكرة، جاسر روح هات اختك من المدرسة، جاسر اختك خلي بالك منها هي رايحة عيد ميلاد صاحبتها، انت اخوها اوعى تخلي حد يقربلها ..لا وحبيبتي تمشي معايا ومفيش غير على لسانها بحبك انت وعز زي بعض..اخويا حبيبي اللي بيغير عليا
أشار على صدره وتحدث بقهر:
-عايز من دا يعمل ايه والكل شايف جنى اخت جاسر ، وجاين بعد مااشوفها في حضن اخويا ، دنى من ياسين يجذب عنقه ويهمس له
-لما تشوف حبيبتك في حضن اخوك وهو بيبوسها كنت منتظر ايه تروح تحارب مين ضد مين ياحضرة الظابط
تراجع وعيناه على ياسين وأكمل وهو يلوح بيديه
-وبعد دا كله عمك جاي يوقف قدامي ويطلب مني أمثل بحبها اللي هي اصلا حبيبتي ، ضرب كفيه ببعضهما
-شوفت قهر اكتر من كدا، وياريت توقف على كدا ، جلس ورفع ساقيه على المنضدة وكأنه تحول لشخص فقد عقله وبدأت ضحكاته بالأرتفاع
-طلبوا مني أمثل اني بحبها هههه، لا ومش بس كدا الأستاذة العظيمة جاية تقولي كلم بابا ياجاسر خليه يوافق على خطوبتي من جواد اصل اموت نفسي