-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 15 - 3 - الخميس 29/2/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الخامس عشر

3

تم النشر الخميس

29/2/2024

قهقهات مرتفعة منه حتى أدمعت عيناه ثم صمت وتحدث بنبرة متحشرجة من الألم وأكمل: 

-كان مطلوب مني ايه ياحضرة الظابط وياريت توقف على كدا بس، لا دا جايين يسألوني بعد دا كله، بعد ماخلاص وعدت نفسي اني ادوس على قلبي وابني حياة بعيد عن الوجع دا كله ..ماما جاية تقولي حبيبي هو انت بتحب جنى، حاسة نظراتكم لبعض مش نظرات اخوية 


تنهيدة عميقة بأنفاسٍ محترقة ثم رفع بصره لأخيه: 

-مامتك مااخدتش بالها الا لما دمرت نفسي وخلاص تعايشت مع وجع قلبي واقنعته عيب احترم نفسك دي اختك، دي ثقة عمك وابن عمك، اتجننت عايز منها ايه عايز تسرق سعادتها 


أشار له بيديه: 

-امشي ياياسين الله لا يسيئك بدل متعرفش حاجة متجيش توقف قدامي وتسألني ..


- جاسر اسمعني 

-قولت امشي ياسين ، امشي..تحرك ياسين دون حديث

كان يقف يستمع إليه متأنبًا، هل تحمل صديقه كل هذا، وبعد ذاك الألم لم يرحمه وضغط بجبروته..ظل واقفًا لبعض الدقائق يراقبه ووجهه الذي تحول إلى لوحة من الألم والحزن بآن واحد 


تحرك إلى أن وصل إليه:

-قاعد كدا ليه يالا..أردف بها عز بعدما جذب مقعدا وجلس عليه 


رفع حاجبه ساخرا، ثم نفث سيجاره بوجهه 

-أنا سمحتلك تقعد، مش عندك بيت، قوم فز عليه، مش طايق نفسي، هتعملي فيها الظاهر بيبرس والله هموتك انا على آخري 


رفع عز جانب وجهه بإبتسامة متهكمة، فتحدث:

-ليه ياجوز الاتنين، مطرود من عش الزوجية..توقف جاسر عن ما يفعله فاقترب بجسده مضيقا عيناه 

-إنت ايه اللي عرفك بموضوع فيروز 

جذب عز سيجاره وبدأ يدخن ثم ابتعد بنظره عنه صامتًا 


نهض جاحظًا عيناه يحاول أن يستوعب ما فطنه يهز رأسه رافضا

-يعني انت كنت عارف اللي بيحصل ، انت كنت عارف أن فيروز بتعمل كدا علشان تبعدني عن جنى


❈-❈-❈

اقترب منه كالمجنون يجذبه من ثيابه 

-إنت تعمل فيا كدا..حاول عز الفكاك من قبضته، 

-جاسر أهدى وافهم هقولك ايه ..لكمه جاسر بقوة حتى شعر بتساقط أسنانه، ورغم ذاك تركه عز أن يفعل به مايريد

صاح بصوت كالرعد 

-تلعب بيا ياحيوان ..صاح كالذي مسه مسًا جنيًا 

خرج الجميع على صوته..توقف أوس يبعد أخيه عن عز ، ولكنه لم يقو فلقد تحول لمارد يريد أن يحرق الجميع 


جذبه صهيب بمساعدة أوس من فوق عز 

-ايه يالا محدش قادركم انتوا الاتنين 

قالها صهيب مزمجرا ينهرهما بغضب 


دفع جاسر أوس ووصل إليه يجذبه بقوة ثم دفعه بالجدار وهو مستسلم كليا، توسعت أعين الجميع مما يراهوا، انتفض صهيب ذعرا عندما وجد سكون ابنه بين يدي جاسر 


❈-❈-❈


وصل ياسين وجنى على صرخاتهما 

دفع ياسين عز بعيدا عن جاسر، وتوقف بجوار أوس حتى يوقفا هجوم جاسر الضاري


بدأ يركل كل ما يقابله كالمجنون

-حقيييييير ياعز، انت واحد حقييير صرخ بها ثم دفع ياسين وتحرك متجهًا إلى سيارته 

وقفت بقلبًا يدمي مما رأته من حالته، اتجهت بأنظارها لأخيها ثم اقتربت لجلوسه تضع أناملها على جرحه 

-ايه اللي حصل بينكم ، دفع كفيها وتوقف متجهًا لسيارته 


توقف صهيب والشك يرواد عقله بفعل مخزي لابنه..هوى على مقعده عندما فقد الحركة..وصل جاسر بعد قليل لمنزله المحترق ..ترجل من السيارة هرول المسؤل عنه إليه 

-حمدالله على سلامتك ياباشا..أشار بيديه بالتوقف 

-خليك زي ماانت، هدخل اجيب حاجة وراجع ..ولج للداخل وكأنها تقف تنتظره كعادتها على باب المنزل..أطبق على جفنيه متحركًا ورائحة الحريق تخترق رئتيه..صعد لغرفتهما المحترقة 


توقف ينظر لأثر الحريق بقلب منفطر لقد أحرقت كل ذكرياتهما التي وشمها بنبض قلبه..هوى على الأرضية يضع رأسه على ركبتيه ورماديته تبحر فوق الغرفة بأكملها ..وذكرياتهما گأنها شريط أمام عيناه 

هنا ابتسم وهنا حزن وهنا ضحك بقلبه وهنا وشم حبه بعلاماته إليها..كور قبضته عندما فهم اللعبة التي وقع بها 


تراجع بجسده مطبقًا على جفنيه، لقد سرقت سعادته من بين يديه بغبائه، استمع لرنين هاتفه رفعه مجيبًا عليه

-أيوة يابابا..على الجانب الآخر 

-أنا قدام بيتك انت فين..هب من مكانه متجها للأسفل 

-حضرتك رجعت..انا فوق..ترجل جواد من سيارته ، خرج سريعا لوالده 


هرولت غزل بقلبًا أم فقدت وليدها، تضمه ببكاء 

-حبيبي انت كويس، ايه اللي حصل

وضع رأسه بأحضان والدته كالضائع الذي فقد والديه للتو، انسابت عبرة رغمًا عنه ولم يقو على رفع رأسه من أحضان والدته 


تحرك جواد للداخل منه للأعلى ونظرات الثاقبة على المنزل حتى وصل لغرفة ابنه، توقف بمنتصفها، وعيناه ترسمها كالمخبر الذي يبحث عن دلائل الجريمة..تحرك إلى أن وصل النافذة المحترقة بالكامل 


وصلت غزل وجاسر بعده بدقائق، استدار إليه 

-مين اللي ولع في البيت ، رفع بصره لوالده ثم اتجه بنظره لوالدته واجابه 

-ماس كهربائي..اومأ جواد برأسه متفهما، ثم تحدث بإبتسامة لزوجته 

-اطمنتي على ابنك الحيلة، طب ينفع فنجان قهوة بقى، انا شايف الأوضة بس المحروقة، يعني اكيد المطبخ شغال 


سحب جاسر كف والدته :

-تعالي ياماما، نعمل قهوة لسيادة اللوا..تحرك خطوة ولكنه توقف على صوت والده 

-استني عندك، ثم ابتسم لغزل 

-روحي حبيبتي اعمليلي قهوة عايز جاسر في موضوع مهم 


ابتلع ريقه واشاح ببصره بعدما اومأت غزل برأسها وتحركت هابطة للأسفل 


تحرك جواد خلفها قائلا :

-احنا في الجنينة يازوزو، وياريت لو شوية قراميش ياحبيبتي ، عارف ابنك طفس واكيد جنجونة عاملة له ماهي عارفة أنه بيحبها 

قالها وهو يغرز عيناه بعين ابنه، وصلوا للأسفل ثم جذب مقعدًا وجلس عليه 

-سامعك !!قالها جواد وهي يبعد بنظراته عنه 


سحب جاسر كم من الهواء عندما شعر بعدم تنفسه ثم زفره ببطئ ثم اتجه لوالده 

-عارف مهما ابرر لحضرتك هفضل المذنب في نظرك..ابتعد عن نظرات والده وتحدث: 

-رجعت فيروز لعصمتي فترة ..قاطعه جواد 

-غيره لاني عارف..انا مسألتش عن فيروز، أنا سألت مين ولع في الاوضة 


استدار بجسده مذهولا: 

-كنت عارف وسكت..اقترب منه وغرز عيناه بأعين ابنه 

-جاسر ابوك مش غبي ولا عبيط، متلفش وتدور قولي مين فيكم ولع في الاوضة انت ولا جنى 


تراجع بجسده يبتلع ريقه بصعوبة ثم تحدث بخفوت: 

-جنى عرفت و..أشار بسبباته 

-جنى عرفت ازاي، متحكيش كتير، 


-بابا..اسمعني..توقف جواد يطالعه بغضب :

-ايه ياحضرة الظابط السؤال صعب ولا الإجابة اصعب 

توقف أمامه 

-ليه حضرتك مش مديني فرصة اتكلم

-تتكلم!! قالها جواد تهكمًا 

-هتقول ايه، هتقول أن حتة بنت عرفت تخرب بيتك، أشار بسبباته 

-انا سبتها مش ضعف ولا حاجة ، سبتها علشان مايقولش أن جواد الألفي استضعف بست، جذبه من ياقته واردف:

-اسمعني يالا..مش هتكلم في القديم، بس معاك اسبوع ياجاسر ، اسبوع والاقي البنت دي برة حياتك بلى رجعة 


وصلت غزل بالقهوة، وزعت نظراتها عليهما 

-عملتلكم قهوة وجبتلك حبيبي مقرمشات ..ارتدى نظارته وتحرك 


اديهم لابنك يمكن يعرف ياخد قرار صح في حياته مرة واحدة 


توقفت تنظر إلى جاسر، ثم ربتت على كتفه 

-متزعلش من باباك حبيبي ، هو مضايق على حالتك ..سحب كف والدته 

-ياله نرجع البيت، سايب جنى ومعرفش عملت ايه 


أشارت للقهوة مبتسمة 

-يعني تتعبوني وفي الاخر ماتشربهاش انت وباباك 


حمل فنجانه وتحرك بجوارها لسيارة والده المنتظر بها..

بسط يديه بالقهوة قائلا:

-ينفع تزعل غزالتك منك ياحضرة اللوا، دا حتى قهوتنا واحدة 

ضحكت غزل واكملت :

-والطبع واحد..أشار جواد على نفسه 

-أنا زي ابنك دا..دا عايز اغسله مخه يمكن ينضف، معرفش هفضل ألم من وراه لأمتى 


اركبي ياغزل ولا اسيبك لابنك النغة

انحنى يستند على نافذة السيارة ونظر لوالده؛

-مظلوم والله ياباشا..حك جواد ذقنه ثم دفعه بعيدا وتحدث:

-مش هتصاحبني ياروح امك لحد ما ترجع جاسر اللي ربيته، مش عيل كلمة توديه وكلمة تجيبه


قالها جواد وتحرك بسيارته دون حديثًا آخر 

توقف ينظر لأثر سيارة والده 

-ودا اقنعه ازاي، ربنا يسامحك يا فيروز 


❈-❈-❈


تحرك لسيارته، استمع رنين هاتفه، رفع ودقات قلبه تنبض بعنف كالمراهق، تمنى مهاتفتها منذ خروجه رفع الهاتف على أذنه واجاب بهمس

-أيوا..ابتلعت لعابها بصعوبة من صوته المزلزل لكيانها 

-إنت فين؟!

استقل السيارة، يجلس خلف المقود ثم أجابها 

-ياترى سؤال ولا شك ؟! 

جلست على فراشه تتلمسه ثم أطبقت على جفنيها ثم أجابته:


-لا دا ولا دا ياجاسر..ابتسم ساخرًا 

-جنى أنا راجع على البيت لازم نتكلم 

-إنت كويس..أجابها متلهفا 

-هتفرق معاكي ..صمتت تسيطر على دقاتها العنيفة 

-هو إنت مش ابن عمي قبل أي حاجة

قام بتشغيل السيارة بعدما فقد الأمل قائلا

-لا ياجنى، لا مش دي ولا دي ..أنتِ قلبي وحبيبته، دي اللي لازم تتقال 


انسابت عبراتها رغمًا عنها، ثم تنهدت وشهقة خرجت من جوف الآم قلبها 

-مستنياك يابن عمي ..أردف بها ثم أغلقت الهاتف 


ضرب على المقود حتى شعر بتخدر كفيه هاتفًا بنبرة غاضبة

-ليه بتعاقب على ذنب مش ذنبي، ليه صرخ بها مما جعل بواب منزله يتوجه إليه 

-فيه مشكلة ياباشا..

قاد السيارة بسرعة جنونية وكأنه لم يستمع إلى احدٍ، ضرب الرجل كفيه ببعضهما 

-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ربنا يهديك يابني

الصفحة التالية