رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 15 - 4 - الخميس 29/2/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس عشر
4
تم النشر الخميس
29/2/2024
❈-❈-❈
وصل بعد قليل لمنزل فيروز ..ظل يطرق على باب المنزل حتى خرجت إحدى جيرانها
-اهلا ياحضرة الظابط..المدام خرجت من ساعة
اومأ برأسه ثم استدار متحركا ..
في بيت المزرعة وصل إلى المنزل
قابلته ونيران جحيمية تريد إحراقه
توقفت أمامه تشير بسبباتها بسأم منه ومن قلبها الضعيف
-لو مروحتنيش دلوقتي هموت نفسي سمعت ولا لا
ابتعد يفسح لها الطريق، وأشار بيديه
-اتفضلي ياروبي..تجمدت بوقوفها عندما وجدت وجه المتورم ، ارتجف قلبها من حالته ورغم ذلك فتحركت كأنه لا يعني لها..تحركت بخطوات متعثرة تتمنى أن تستدير إليه وتلمس جروحه، ولكن كيف بعدما حطم قلبها وأفقدها ثقتها بنفسها
لحظات وكانت بجواره بالسيارة، نظرت للخارج تراقب الطريق حتى لا تضعف أمامه ..وصل بعد قليل بدلوف سيارة جواد الى حي الألفي ..ترجلت تهرول لوالديها
-بابا..ضمها والدها بأحضانه ونظرات نارية لذاك الذي توقف ينظر بأسى للأسفل ..اتجهت لوالدتها ، أشارت لها
-براحة حبيبتي ، ابنك ..أسرعت تلقي نفسها بأحضانها وتركت العنان بدموعها تغسل وجنتيها
-وحشتيني أوي، عايزة ابعد من هنا يامامي لو سمحتي..سحبتها وتحركت عندما وجدت تحرك جواد إلى عز
توقف أمام عمه قائلا بخزي:
آسف مكنش قدامي حل غير كدا..رفع نظره لعمه
-والله بحبها وماقدرش اعيش من غيرها، سامحني ياعمو، وحياة أغلى حاجة عندك اعتبرني عيل وغلط، المهم ماتحرمنيش من مراتي وابني،لو سمحت
ظل صامتا للحظات وعيناه تراقب ملامح وجهه ثم تحدث:
-القرار مش بأيدي، انا ليا اوافق على طلبهم وبس، وأقول رأيي وافقت وافقت رفضت براحتها
ابتسم لعمه واقترب يلقي نفسه بأحضانه
-ربنا يخليك ليا ياعمو..ابعد جواد ورسم برودا على ملامحه قائلا
-أنا لسة مسمحتكش على اللي عملته، وعمري ماهسامحك إلا لما اشوف ضحكة بنتي اللي ضاعت بسببك ..قالها وتحرك متجها للداخل
بالأعلى بغرفة جاسر
تمددت على فراشه، تحتضن وسادته تدفن رأسها بها تسحب رائحتها لرئتيها
-وحشتني لمجرد ساعات، ياربي اعمل ايه في قلبي الضعيف دا، وضعت كفيها على أحشائها
-فيه حتة منك هنا ياحبيبي ، كان نفسي تشاركني فرحتي، لكن للأسف كسرتها ياجاسر، مش عارفة اعمل ايه وانت كاسرني كدا
أغمضت عيناها لعدة دقائق تحاول السيطرة على ارتعاشة قلبها من غيابه ، كيف تتحمل غيابه لشهور وربما سنواتٍ وهي التي لم تتحمل غيابه لعدة ساعات ..ذهبت بنومها ..طرقت ربى عدة مرات على الغرفة، ثم ولجت للداخل تبحث عنها وجدتها تغفو بهدوء
ابتسمت على طفولية نومها، جذبت قميص أخيها من أحضانها ثم جذبت غطاء خفيف ودثرتها به بعدما اخفضت درجة التكييف
تحركت ولكنها توقفت عندما وجدت هاتف جنى الذي لم ينقطع رنينه بوضع الصامت
رفعته ولكنها ذهلت من اتصال فيروز بها..توقفت حائرة لا تعلم ماذا عليها فعله ، اخذت قرارها بالرد
-أيوة ..أجابت فيروز بالجانب الآخر
-كنت متوقعة مترديش عليا، المهم حبيت اطمن عليكي اصلك مشيتي من هنا تعبانة، ماهو انتي ضرتي برضو، صمتت فيروز ثم استأنفت
-متزعليش علشان جاسر سابك تعبانة وجالي، ماانا عرفتك قبل كدا أننا مينفعش نبعد عن بعض
-خلصتي كلامك..اردفت بها ربى
توقفت فيروز كالملسوعة
-فين جنى وازاي ماتعرفنيش انك اللي بتتكلم
-بقولك يافيروز انا مش هقل من نفسي وارد عليكي ..قالتها وأغلقت الهاتف تجز باسنانها على أناملها ..تحركت سريعا للخارج متجهة لغرفة والدها
-بابي فاضي !!
جلس على الفراش بإرهاق وأشار بكفيه
-تعالي حبيبتي ، تحركت إلى أن وصلت إليه
-فيروز ..استمع بإهتمام ، قصت له ماصار
مسد على خصلاتها
-روحي ارتاحي حبيبتي متنسيش انك حامل وانا هتصرف
اومأت له ثم انحنت تطبع قبلة على وجنتيه
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي..ابتسم لها رغم صدره الذي يغلي كالمرجل ،
-روبي غنى رجعت اسكندرية ليه؟!
-عمر اخو بيجاد عمل حادثة ومكنش ينفع تقعد اكتر من كدا، دا اللي فهمته من أوس
اومأ متفهما ثم تسائل :
-أوس مرحش مع مراته ليه
هزت كتفها بعدم معرفة:
-معرفش يابابي، ممكن علشان حادثة جاسر، وممكن علشان..صمتت فأكمل
علشان عملة عز مش كدا
-تصبح على خير حبيبي ..قالتها وتحركت للخارج
بعد قليل بغرفة جاسر، وصل وجدها تغط بنومٍ عميق، اتجه إلى مرحاضه وخرج بعد دقائق ، جلس بجوارها على الفراش يتابع بأعين عاشقة ملامحها القريبة لقلبه ألقى بالمنشفة على المقعد وتمدد بجوارها، يكفي إرهاق يومين ، وجفائها ومعاقبتها بالبعد عن أحضانه
جذبها لأحضنه لتتوسد ذراعه، دفنت نفسها بأحضانه تهمس بإسمه
كيف لقلب عاشق أن يصمت عن النبض بقرب محبوبيه
رفع رأسها يحرك أنامله على وجهها، اقترب يلمس كرزيتها يداعب أنفها
فتحت عيناها مبتسمة كأنه يرواد أحلامها همس بجوار أذنها :
-"وحشتيني مهلكتي" ابتسامة ممزوجة بالنوم ثم همست
-"بحبك أوي" كيف يبني دفاعه ويشدد حصونه بعد ذاك الأنهيار أمامه، ماكان عليه إلى أن يتذوق تلك الشفاة التي جعلته قديسًا لها
هبت من مكانها بعدما احتجز ثغرها بين خاصته يقبله بنهم حتى يروي ظمأه ..مرت دقائق وهي تحاول دفعه لم يتركها حتى فقدت التنفس
ابتعد عنها لاهثا وهو يجحزها بين ذراعيه ..لحظات تحاول أخذ أنفاسها
ثم هبت من مكانها
وتحركت دون حديث إلى غرفة آخرى بجناحه حتى لا تضعف أمامه ، فقررت أن تبني حصونا لها للدافع عن بقايا الأنثى بداخلها
نهض من مكانه متجها إليها وجدها تعد ترتيب الفراش
-بتعملي ايه ..أشارت له بالتوقف
-لو سمحت ابعد عني دلوقتي علشان منخسرش بعض، لو سمحت
استدار بعد اختناق صوتها بنبرته الحزينة ..جلس متنهدا ولم يعد لديه قدرة على التحمل من ابتعادها عنه
زفر متجها للشرفة، فالجو جو ربيعي ممزوج بجو الخريف، تهكم وجلس هامسًا
-حتى الجو متقلب، جذب سجائره وبدأ يدخن بشراسة حتى انتهى من علبته وهو جالسًا ..بالداخل
جلست تضع رأسها بالوسادة تمنع شهقاتها حتى لا يستمع إليها، كيف عاقبت نفسها بالبعد عنه وهو محرر رئتيها للتنفس والحياة، هو القلب للجسد وهو الروح للحياة ...ودت لو تحركت وألقت كل شيئا خلفها وانعمت نفسها باحضانه
حرب شعواء بين القلب والعقل، حتى غفت بنومها مرة أخرى، ظل بشرفته يحرق بتبغه حتى اختلطت نيران تبغه بنيران صدره، ساعات وأشرق نور الرحمن نهض متجها للمرحاض، خرج بعد دقائق معدودة واتجه لصلاة الفجر، استيقظت على إغلاقه باب جناحهم
نهضت لأداء فرض ربها، جلست فترة لتلاوة وردها وأذكرها حتى دلف من الخارج، ولج لداخل دون حديث
أخرج ثياب الرياضة وتحرك لغرفتها، كانت تراقبه بصمت وهي تنظر بكتابها
تنهدت بوجع بعد دلوفه للداخل، ثم نهضت متجهة للشرفة تستنشق الهواء النقي ..جلست تستمتع بشروق الشمس حتى خطر على ذهنها أنها تجلس بالشمس للأستفادة من أشعتها الصباحية، نظرت بساعة يديها ثم جلست منتظرة خروجه لعمله، مرت قرابة الساعة حتى استمعت على صوت الباب، تيقنت من خروجه، فنزعت مأزرها وجلست بمنامتها العارية ذو حمالات باللون الاسود ، وتنورة منزلية إلى مافوق الركبة باللون الأحمر، رفعت خصلاتها لأعلى مع تدلي بعضها بشكل عشوائي
فتحت هاتفها على موسيقى وامسكت كتابا عن الأدب تقراه،
ظلت جالسة قرابة الساعة وهي مازالت تقرأ بالكتاب حتى ازاداد شعاع الشمس، فرفعت الوشاح على أكتافها
فتح عيناه بتمهل حتى اعتدل ينظر بساعته، فقد حان الوقت التاسعة صباحا ارجع خصلاته المتمردة يفرك عيناه، التقطها تجلس بشرفة الغرفة تحتسي مشروبا وبيدها كتابا مندمجة به، لحظات واستمعت لرنين هاتفها
اعتدل يراقبها
ظل يراقبها بقلبه قبل عينيه ، لأول مرة يراها تجلس بالشرفة في الصباح الباكر ..حدثت أخيها وهي مغمضة العينين..، كأن حديثه لم يروقها، ابتسم على ملامحها، بريئة كالأطفال، نقية تشبه قطرات الندى
رجع بجسده يتكأ على الفراش، ورماديته تبحران فوق ملامحها بشغف ود لو ضمها لأحضانه، ولكن ليت الأماني بالتمني،، توسعت ابتسامته وهو يستمع إليها
-عز اعمل اللي انت عايزه، بس والله حلال اللي روبي بتعمله فيك، معرفش ايه الجنان دا
على الجانب الآخر
-وأنا بقولك اتصرفي ياجنى وخليها تكلمني، ياإما هقلب جاسر عليكي ..أطلقت ضحكة خافتة، ثم رفعت ساقيها العاريتين على السور الحديدي متراجعة بجسدها للخلف وأجابته :
-ولا تهمني ولا إنت ولا هو، ولا اقولك تعالى طلقني منه، هتبقى عز فعلا، والله انتوا الاتنين تستاهلوا الحرق، وياله بقى عايزة اتشمس قطعت خلوتي مع نفسي، وقبل ماتتكلم انا هساعد روبي تطلق منك وعقبالي انا كمان، رجالة رزلة وعايزة الحر..ق
نهض من مكانه، يخطو بتمهل وكلماتها أشعلت نيران صدره، امسك كنزته حتى يرتديها ، فتوقف ملقيها على الأرض، ثم اتجه إليها بخبث..حاوط مقعدها من الخلف، فارتفعت ساقيها للأعلى صارخة
نظر إليها من فوق رأسها
-مش براحة الصوت المسرسع دا ولا بتصوتي علشان اصحى وتغريني بشكلك دا ...، رفع المقعد أكثر وغمز بعينيه:
-حلوة الشمس في الوقت دا، ثم ازال وشاحها من فوق أكتافها
-بقول دول لازم يتشمسوا برضو، انحنى يهمس لها، الشمس فيها فيتامين دال ياحبي، علشان تبقي قوية وتعرفي تضربي كويس توسعت عيناها من وجوده بتلك الهيئة، نسيت أجازته اليوم ، فهمست بتقطع بعدما وجدته عاري الصدري، ولا يرتدي سوى ذاك السروال القصير..وضعت يديها على عيناها
-ايه اللي عامله في نفسك دا، روح استر نفسك ..ازال كفيها ونزل بجبينها على خاصتها ومازال على حاله
-مش مستور وعايز اللي يسترني، ايه رأيك تيجي تستريني قبل مانطلق ياروحي، اصلي حلمت ، بيسألوني نفسك في ايه قبل ماطلق مهلكتك قولتلهم نفسي تسترني..حاولت ابعاد رأسها
-جاسر ابعد كدا، عيب على فكرة احنا في حكم..صمتت صارخة تضع يديها على وجهها عندما وجدته يرفع شرواله
نظر إليها ساخرا :
-ايه برفع الشورت هيوقع، قالها غامزا
سحب نفسها بقربه المهلك ورائحته التي لا تود سوى استنشاقها فقط، ابتعدت بنظراتها المرتجفة عنه ورسمت الجمود
-ممكن تسبني عايزة اقعد مع نفسي ..جلس على السور أمامها وهتف دون جدال
-لأ ..لما تقعدي معايا الأول يبقى تقعدي مع نفسك
نهضت ورفعت سبباتها
-متنرفزنيش انت قولت هتسبني براحتي، بترجع في كلامك ليه