رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 11 - 1 - الأربعاء 6/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر الأحد
6/3/2024
أنـتهت "غالية" من تحـضير طعام الغداء،مُنتظـره عودة "عُمر" كي يتناولون الغداء سويـا،حيث أن "عُمر "مُنذ يومين وهو يـتناول وجبه الغداء في المنزل معاها، جـففـت يديها بالمنـشفة الصغيره الموضوعه أعلي طاوله المطبخ، مُتـجهة إلي المِرحاض كي تسـتحم ،وتُزيل عنها رائحه الطعام هذهِ ،لكن شعرت بحركةٍ ما في صاله الشقه ،للحـظة ظنت أنهُ "عُمر"قد عاد ،نظـرت إلـي الساعه الصغيره المُعلقه في المطبخ، وجدتُها تُشـير إلي الواحده ظُهرًا و "عُمر "لا يأتـي إلا الثانية ظُهرًا .
خرجـت متوجه إلى صاله الشقه قائله بإبـتسامة ،ظنًا أن "عُمر "جاء قبل موعده،او أنه قد جاء ليأخذ شيئًا ما قد نساه :
_ عُمر أنـتَ جيت!! جاي بدري النهاردة ....
لكن أجـفلت الصدمة عينيها ،توقـفت عن تكمله جُملتها ،تنظرُ ناحيه الماثل أمامها بذعـر ،جسدها بالكامل دب فيهِ الرُعب ،تود الصراخ لكن لسانها قد خُرس ،حيث وجدت شخص ملثم لا تعلم هويتـه ،يحمل بين يديه سكينة صغيرة ،بينما كان يبحث عن شئ بين الإدراج في الصالة غير مُنتبه لوجودها
صرخت بأعلى صوتها طالبه النجدة ،بينما قدميها قد ألتـصقت بالأرض من تحتها :
_ألـحقونـي .....حرامي ...ألـحقونيـي ..
فور أن سمع صوتـها ،أنتـفض واقفًـا بذعـر وخوف ،توجه ناحيتها،محاولاً الإمساك بها وكتم صوتها ،الذي سيتسبب في فضحهِ ،لم يكن يعلم أنه يوجد أحد في الشقه ،فور أن رأتهُ "غالية "يتقدم نحوها ،أجـبرت قدميها علي السير ،راكضـة إلي داخل غرفه نومها مُغلقه الباب خلفها بقوة ،جسدها بأكمله يرتـعش من الخوف ،من هذا وكيف دلف إلي هنا؟ وعـلي ماذا كان يبحث؟ أخذ يضرب الباب بقوة،حينمـا دلفـت هي مسرعه إلي شرفة غرفه نومها ،صارخـة بأعلـي صوتها لعل أحدٍ يسمعها .
_ ألـحقونـي يا ناس ...حرامي حرامي هيمـوتنـي .....حد يلحـقني يا عَالم ....ألحـقونـي ....
أنهـمرت الدموع من عينيها بخوف ،قلبها ينبـض بشدة كاد يكسر ضلوعها من شدة الزعـر ،بينما هو يضرب الباب بقوة حتي أنفـتح .....فور أن رأته يدلـف رافعًـا السكيـنه أمام وجهها ،شعرت بالدماء تتجمد داخلها،أقـترب منها ببطئ قائلاً بصوت كـفحـيح الأفاعي،ولا يظهرُ منهُ سوى عينيهِ الحادة:
_ أخـرسي خالص مسمعـش صوتك ....وإلا وديـني أصفـي دمـك ...
صوبت عينيها برُعب إلي السكينة الذي يمسكُ بها ويُصوبها ناحيتها يُهددها بها، شعرت للحظة أن حلقها قد جف، تحدثت بخوف واضح علي إرتعاش يديها:
_ أن....أنـتَ مين ؟! وعايز أي ؟!
لكنه لم يرد عليها ،وكـأنـها لم تتحدث من الأساس،أخذ يتقدم منها ببطئ،ناظرًا إليها بنظراتهِ والتي جعلت الرعب يتملك منها كُليًا ،بلعـت ما في جوفها بتوتر بالغ قائلاً ،بينما تمد يديها رافعه اياهم امامها :
_ أنـتَ هتعمل أي؟! أبـوس أيدك متـقتـلنيش ...بص لو ....لو عايز فلوس ...الدرج الا هناك ده فيه فلوس كتير خُد... خُد الا أنـتَ عايزه بس سيبني .....
زفـرت براحه عندما وجدته يبتعد عنها ناظـرًا ناحيه الدرج الذي أشارت عليهِ،والطمع يظهر من عينيه ،التفـت نحوها مره أخري قائلاً بصوت خشن :
_ عارفه لو كنتِ بتجـدبـي عليا أنا هعمل فيكِ أي؟؟.
رفعت يديها تُشيـر بمعني "لا" قائله والدموع قد غرقـت وجنتـيها :
_ والله العظيم مش بجـدب عليك ...هو...هو فعلاً فـي فلوس في الدرج ده ...خد الا أنـتَ عايزه ....بس أبوس أيدك متـعمليش حاجة....
أبتعد عنها مقتـربًا من الكمـود الذي أشارت عليه ....ينحـني يفتحه ،لمعت عينيه بالطمع والجشع فورَ أنّ رأي أموال في الدرج كما قالت ...أنـحنـي يمسكهم بين يديهِ ينظرُ إليهم بسعادة ،بينـما أستـغلت هي إنشغالـه بوضع المال في جيب بنطاله ،و أخذت تسيرُ ببطئ شديد حتي لا يشعر بها ،تجها مزهريـة صغيره كانت موضوعة أعلي طاولة الزينة ،أمـسكت بها بين يديها ،تـنوي أن تضربه بها ،لكن أرتعاش يديها جعلها تُسقط المزهريـة قبل أن تضربه بها،التفـت هو نحوها بغضب عندما شاهد المزهريـة وعلم ما كانت تود فعله ....أمسك بمـعصمها بقوة جاذبًـا إياها من شعرها ،حتـي كاد يقتـلعهُ صارخًـا فيها بغضب شديد:
_ بقي عايزه تضربـيني ....وديـني ما أنا سايـبك ....
طراقـات عالية أعلي باب الشقه جعلته ينظرُ حولهُ بِرُعب ،قابضًـا علي معصمهـا أكثر، الطرقات تعلو أكثر ،كادت تكسرُ الباب،يبدو أن الجيران قد صعدوا لإنقاذهـا بعد سماع صُراخها أو ربما جاء "عُمر" .....
حاولت إفـلات نفسها من قبضتـهِ ،ضاربة إياه أسفل بطنه بقوة لا تعلم من أين أتت لها ،وضع يديهِ أسفل بطنه يتلـوي بألم شديد،يسبها بأفظـع الشتائم،حاولت هي أن تركض إلي الخارج تفتح الباب مسرعة ،لكن يديهِ سبقت يديها ضاربًـا إياها أعلي كتفـها ....
شهقـت بقوة فور أن شعرت بضربه السكينه بجانبها الأيمن،أرتـمت علي الأرض الصلبة ،بينما الدماء تسيل منها بغزارة،أغمضـت عينيها بتعب ،شاعره أن غمامه سوداء ستـبتلعـها ،تمـنت أن تري"عُمر" ولو للحظـة واحده قبل أن تموت ....في النهايه أستـسلمت لتلك الغمامه،وأغمضت عينيها ،لا تدري شئ من حولها
أنكـسر الباب الخارجي، أخذ الجيران يهرولون الي الداخل ،بينمـا سمع هو أصواتهم من الخارج ،ركض مسرعًـا ، يقفز من بلكونه الغرفه، شهقـت "سميـحة " جارتهم بصوت عالي فور أن راتهـا مُرتمـيه علي الارضيه،لا حول لها ولا قوة،والدماء تسيل منها بغزارة،واضغـه كلتا يديها أعلي صدرها ....مهرولـة إليها ترفع رأسها أعلي قدميها :
_ يا لهـوي يا لهـوي ....يا نهار اسود البت سايحـه في دمها ....ألحقونـي حد يطلب إسعاف....
ثم أكمـلت وهي تضرب أعلي وجه "غالية" :
_ حد يجيب قماشه ولا حاجه أكتـم الجرح ....حد يكلم جوزها ولا الحاج حلمي....
هرولـت "سلمي" التي تقطن في الدور الثالث من العماره ،إلي خزانه الملابس تُخرج منها شئ كي يكـتمون بهِ الجرح، أخذت أول شئ قابلته يدها قائلة بقلق:
_ خدي العباية دي أكـتمي بيها .....
ثم أكمـلت موجه الحديث لزوجها "حسن" تصرخِ فيه بعصبية:
_ أنـتَ واقف عندك بتعمل أي روح بسرعه كلم الإسعاف...بسرعه .
أنتـفض زوجها من مكانه ، لضعيف شخصيهُ أمام شخصية زوجتهُ "سلمي " مهـرولا الي الخارج كي يتحدث مع الإسعاف، بيـنما تحدث الحاج "منعم"تاجر الفاكهه موجها كلامه إلي إبنه "عليّ" :
_ بسرعه يا عليّ روح للحـاج حلمي المخزن....وشوف فين الحجة سُعاد ...بسرعه يا عليّ.
أومـا له علي راكضًـا بسرعه،إلي الخارج كي يُخبر الحاج "حلمي"، بينما قالت" سلمي"تندبُ حظها:
_يا ربـي ده أنا لسه عروسه ....بدل ما أعمل شهر عسل...أشوف المناظر دي .
ثم تابعت تقول:
_ هي ماتت ولا أي يا أبله سميحه ؟!
صرخت بها "سميحه "بغيـظ،من تشاؤمها:
_ فال الله ولا فالـك ...حرام عليـكِ يا شيخه عايزه تمـوتـي البت !؟
أنـتفضت من مكانها قائله:
_ والله ما أقصـد ....وأنا هعـوز أموتـها لـي أصلاً؟!.
_ أسكـتِ أسكـتِ ....نقطنـا بسكاتـك... خلينا نشوف هنعمل أي في المُصيبة دي؟!
❈-❈-❈
وضع "عُمر "الاوراق التي كانت بين يديه بعد أن قام بمراجعتهم جيداً،قائلاً موجهًـا حديثه للـحاج "حلمي"الجالس أمامه:
_ وبـكده يا حاج يكون أقساط الحاج خليل تبع القماش الشتوي كلها وصلت .....
ثم أخـرج ورقه أخري واضعًـا إياها أمامه،وايضًـا بعض النقود، مُكملاً حديثه بجدية :
_ وده أول قسط أتـدفع في الطلبيه بتاع القماش الصيفي...ودول خمسه وخمسين ألف جنيه بالتـمام والكمـال من تحصيل فلوسنـا إلا في السوق.....
إبتسم الحاج "حلمي " بفخر ،وإنبـهار ،من "عُمر" الذي يُدير كل شئ بذكاء:
_ خلـي الفلوس دي معاك حطهـا في خزنة بيتك ....وتأخد منهم خمس تلاف جنيه للضرائب بتاع المحل الا علي آخر الشارع!
أومـا له بطاعة بينما أخذ يضع النقود في جيب سرواله :
_ايوا صحيح يا حاج نسيت .... الاستاذ عرفه جه وسأل عليك إمبارح لما كنت في المحل التاني ...
رفع حاجبيها قائلاً:
_ عرفه المحامي....طيب ومجاليـش لي المحل هناك ...
_ مش عارف والله يا حاج، ده......
كاد أن يُكمل حديثه ،لولاً دخول "عليّ"أبن المعلم "منعم" الذي فور أن دخل أخذ يلتقط أنفاسه يتعب ،يبدو أنه قد جاء راكضًـا متحدثًـا بسرعه :
_ الحـق يا حاج في حرامي نزل شقة الست غاليه وضربها بالسكينه.....والاسعاف جات تاخدهـا...
أنتفـض كلاً من "عُمر "والحاج"حلمي" من مكانهم ...بينما هرول "عُمر" إلي الخارج مسرعًـا ،وقلبه قد وقع بين قدميه .....أخذ يركض بسرعه حتي وصل إلي أسفل البنايه، وجد تجمع هائل من الناس يقفون أمام العمارة ...بينما صوت صرخات حماتـه تملئ المكان ،و عربه الإسعاف تقف في الأسفل....هرول مسرعًـا يُبعد الواقفين حتي يدلـف إلي زوجتهِ،صعد إلي الاعلي مُسرعًـا وقلبـه يتمزق ألمًـا .
فور أن وصل إلي حيث شقتهِ وجد أيضاً الناس يجتمعون أمام الشقه وداخلها ...هرول مُسرعًا بقلب سقط بين قدميه ،جفـت الدماء داخل عروقه ،وأثلـج جسدهِ فور أن رائهـا مُلقاه أعلي الارض لا حول لها ولا قوة، وبُقعة كبيرة من الدماء حولها مُلطخة الأرضية بيضاء اللون ،كانت "سُعاد" تحتضـنها وتبكي بقهره ،فور أن رأته تحدثت بصوت ممزق مستنجده به :
_ ألحـقني يا عُمر ...شوف الا حصل لمـراتك ،ألحـقني يا إبني ،غاليه بتروح منِّـي يا ناس ....
إنـحني بفـزع مُقتربًـا منها بصدمة ، أنخلع قلبه فزعًا، ثم وبدون تفكير أقترب منها سريعًا يحملها بين يديه مهرولاً إلي الخارج و"سُعاد"لحقته باكية بقلب مُنفطر علي إبنتها........