-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 16 - 1 - السبت 2/3/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السادس عشر

1

تم النشر السبت

2/3/2024

الحُزن جليد  .. 

كفيلة الأيام أن تذيبه  ..!! 

أما الخذلان  .. 

فـ فولاذ ..!! 

لا يذوب  .. 

لا يفنى  ..!! 

الخذلان باقٍ   .. 

لا يُنسى  .. 

لا يُغفر  ..  !! 

ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﻘﻮﺩ ....ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ يسرق قلوبنا 


❈-❈-❈ 



قبل يوم 


كانت تجلس بشرفتها تحتسي مشروبها المفضل ، استمعت لطرقات الباب 

-ادخل..قالتها جنى بصوتها الهادئ

ولج جواد وابتسامة تنير وجهه 

-سمعت إن حبيبة عمها منورة أوضة الحلوف ابني

نهضت من مكانها وهي تضحك بصوت مرتفع 

-عمو جواد..قالتها وألقت نفسها بأحضانه..ضمها يمسد على خصلاتها

-حبيبة عمو الجميلة ..أخرجها من حضنه يحتضن وجهها 

-بقول بيت عمو منور ليه قالولي الأميرة جنى عندنا 

رفعت نفسها، تطبع قبلة على وجنتيه 

-حبيبي إنت والله ..ضيق عيناه

- تقصدي أنا صح ، ولا الحلوف ابني 

نزلت ببصرها للأسفل بعدما توردت وجنتيها هامسة 

-طبعا حضرتك ..سحب كفيها واتجه للأريكة 

-تعالي ياعمو، احكيلي عملتي إيه الأيام اللي فاتت دي 


جلست بجوارها تفرك كفيها وصمتت لا تعلم ماذا ستقول إليه 

-سامعك ياعمو، الولد المتخلف دا عامل معاكي إيه ، وازاي البيت ولع ياعمو 

ابتلعت ريقها بصعوبة تهمهم بتقطع 

-كويسين الحمدلله، امسك كفيها التي تفركهما، ثم حاوطها بذراعيه يضمها لأحضانه

-احكي لأبوكي حبيبتي ، عرفيني قوليلي إيه اللي حصل مع بنتي،  ماليش دعوة بجاسر، لأني متأكد أنه مزعل جنجون أوي 

أطبقت على جفنيها حتى لا تضعف امامه وتسيل عبراتها 

-أنا اللي ولعت في البيت ياعمو..رسم الذهول والصدمة على ملامحه، فأخرجها من أحضانه 

-ليه حبيبتي هو إنت مجنونة علشان تعملي كدا، افرض لقدر الله النار مسكت فيكي تروحي لربنا كافرة ياجنى ..المجنون ميعملش كدا ، تخيلي بقى لما بنت كيوتي حلوة وبريئة وعاقلة زيك تعمل كدا 

-وبعدين ياحبيبة عمك كنتي ولعي في البيت تحت، أو ولعي في الحلوف ابني  اهو مكنتيش ضيعتي الأوضة اللي الولد دافع فيها دم قلبه، 


رفع حاجبه وتحدث ساخرًا

-إنما قوليلي ياجنى ، جالك قلب تطلعي فوق وتولعي طيب مولعتيش في جاسر ليه ايه، كنتي هتريحيني منه


انا مجروحة موجوعة اوي ياعمو، لا مش موجوعة أنا مدبوحة، وياريت من حد غريب أو مدبوحة من أكتر شخص حبيته

اعتدل جواد مستديرًا إليها بقلب اب

-لأ ياعمو ، إنتِ ضعيفة وهبلة، لما تبقى بنت صهيب الألفي تبقى بالحالة دي علشان قلبها اللي يتحكم فيها ويخليها تفقد إيمانها تبقى ضعيفة وهشة واي شوية ريح هيطوحوها هنا وهنا 


انسابت عبراتها واجابته 

-قلبي بيوجعني ياعمو، معنديش قلب يتحكم فيا اصلا، لاني حاسة أنه مكسور 

-جنننننى..أردف بها جواد من بين أسنانه..صمت مستغفرًا ربه يمسح على وجهه، زفرة قوية أخرجها من جوفه حتى يهدأ فلقد انتابه شعورًا حزينًا ممزوج بالأسى عليها 


حمحم ثم تحدث مشيحًا بنظره عنها 

-حبيبتي احكيلي اللي حصل 

تراجعت بجسدها متكأة على الأريكة

-جاسر رجع فيروز ياعمو

-ليه..؟!عرفتي ليه رجعها قبل ماتعملي كدا؟!

اتجهت بملامح واجمة وشل تفكيرها سؤال طرق بذهنها 

-حضرتك كنت عارف إنه رجع فيروز 


-أيوة ..توسعت بؤبؤتها تهز رأسها وانهمرت عبراتها بغزارة 

-ليه ياعمو، ليه توجعني اوي كدا، يعني ابنك رجعها واسكت، سبته يوجعني 


ضم كفيها بين راحتيه

-حبيبتي فيه حاجات بنبقى مضطرين نعملها غصب عننا، سحب نفسًا وزفره واستأنف بعقلانية وذهن حاضر 

-جاسر من وجهة تربيته مغلطش حبيبتي ، وانا بقولك من وجهة تربيتي له ، علشان اتحط تحت اختبار بين الزوج العاشق وبين تربيته لما حد يلجأله مينفعش يقوله لا 


تنهد بصوت عالٍ لدرجة أنها لا حظت إرتفاع صدره متخذًا نفسا طويلا ثم تحدث

-جنى ضعفك مش عجبني، أنا معرفش ايه اللي حصل خلاكي تبقي كدا، حتى لو جاسر نفسه اللي وصلك للمرحلة دي فأنا رافضه 

-تفتكر جاسر اتجوزني ليه ياعمو، زي مابيقول كدا ، ولا علشان فيروز مبقتش تجيب ولاد 

تطلع إليها مذهولا مما جعله يهز رأسه رافضا كلماتها

-لأ دا إنت اكيد اتجننتي، شايفة أن ابني يكون منحط علشان يلعب بمشاعرك ويتجوزك علشان الولاد 


بأنامل مرتعشة وأعين تقطر الأسى:

-للأسف ياعمو أنا مبقتش اصدقه، بيقول حاجة ويعمل عكسها 



❈-❈-❈ 


تناولت الهاتف وأخذت تفتش فيه حتى وصلت لصوره مع فيروز ، بقلبًا يقطن وجعًا وعينًا تتمزق من رؤية تلك الصور وضعتها أمام عمها 

-الصور دي فيروز بعتتهالي، وقبلها جاتلي وقالت اني خطفت جوزها، ومبقتش قادرة على بعده وهي وافقت علشان الولاد ، بس خلاص مبقتش قادرة 


أغمض جفونه محاولا استيعاب ماسردته ثم التفت بعينيه 

-صدقتي علشان كدا اتجننتي وعملتي كدا 

-مصدقتش والله، بس ..نهض من مكانه ..وتحرك لعدة خطوات 

-بس شيطانك لعب بعقلك علشان تموتي كافرة ..دا اللي قادر أقوله 


نهضت وتوقفت بجواره 

-كنت عايزني اعمل ايه؟!

-كنت عايزك جنى بنت صهيب ياجنى، مش حتة بنت تلعب عليكوا، مسالتيش نفسك لو جاسر معبرها كانت هتجيلك ليه ..


-عمو ابنك اتجوز عليا، حاسس بقوة الكلمة، مش بقول لحضرتك احساس الست ايه وقتها، ليه كذب عليا 

ليه مقليش، ليه دايما بكون آخر حاجة بيرجعلها، انا تعبانة ومبقتش متحملة الدنيا توجع فيا 

ضمها لأحضانه يمسد على خصلاتها بحنان أبوي 

-جنى انت أقوى من كدا، متخليش حبك لجاسر يضعفك أنا زعلان عليكي

الحب بيقوي حبيبتي مش بيضعف، وطول ماجوزك بين ايدك المفروض مفيش حاجة تهزمك 


رفعت رأسها وتسائلت :

-تفتكر هو بين ايديا ياعمو

لاحت ابتسامة بعيونا لامعة على وجه جواد ، ثم رفع أنامله يلمس وجنتيها يزيل عبراتها العالقة 

-هو أنا اللي هقولك ياجنى، أنا اللي هقولك ان كان في قلبك مش بايديكي، انت اكتر واحدة عارفة وحاسة حبيبتي..اللي أقدر اقوله أن دا جوزك إنت وحقك إنتِ، همس بصوت منخفض : وحبيبك إنت ياهبلة، دا كفيل انك تحاربي اي حد وانت قوية مش ضعيفة، أما لو هتفضلي ضعيفة كدا هتخسري، لازم تقوي عن كدا 


تفتكر هقدر بعد اللي حصلي ..تسائلت بها بأعين مشتتة 

ضغط على وجنتيها التي بين راحتيه يتعمق بعيناها ، مردفا بصوت لايقبل الجدال

-جنى ..إنت مصدقة نفسك، عايز أعرف حصلك ايه من الدنيا يابنتي، انت بين اهلك عندك أخ مستعد يدوس ويحرق الكل علشانك ، جوزك اللي عمل اللي يرفضه العقل علشان يتجوزك، ايه اللي اتعمل فيكي، لو قصدك عن جواز جاسر في الاول فانتِ محدش غيرك اللي وصلكم لكدا


رفعت عينها تطالعه بذهول 

-عمو بتقول ايه !!

-بقولك اللي انت مش عايزة تقنعي نفسك بيه، انت وهو اكتر اتنين اذيتوا نفسكم، وانا شايف ربنا بيحبكم علشان جمعكم تاني 


تراجع يحمل هاتفه وتحدث: 

-اقعدي مع جوزك واسأليه في اللي واجعك، صدقيني هترتاحي وقتها ومفيش احساس الوجع الضعف دا وعلشان تبقي عارفة أنا معاكي في أي قرار، بس قرار بالعقل ياجنى، مش قرار متهور..تحرك للباب ولكنه توقف مستديرًا 

-المفروض نرد الزيارة علشان محدش يبقى له عندنا جميلة، بس زيارة تعرفه حدوده، جاسر مش شايف غير واحدة وبس وهي جنى جاسر الألفي ياريت تحتفظي باللقب دا علشان لو نستيه ياجنى هتخسري كتير، قالها وتحرك

-عمو أنا حامل ..تسمر جواد بخطواته ثم استدار إليها 

-جاسر يعرف!! هزت رأسها بالنفي ، ثم اقتربت وزاغت عيناها بالارجاء

-لأ ..ضيق عيناه مرددا

-لأ ..يارب ميكنش فهمت غلط ياجنى 

تضجرت ملامحها بالحزن 

-خايفة ياعمو، خايفة يكون كلام فيروز صح 

اتسعت عيناه من هول ماتلفظت به وهبت زعابيب غضبه برفض لحديثها قائلا:

-مش هقولك غير حاجة واحدة، اجمل شعور عند الراجل لما يعرف مراته حامل، حتى لو هو رافض العيال ..تخيلي بقى لو نفسه يكون أب فعلا 

-ماهو دا اللي خايفة منه ياعمو، لازم اتأكد من كدا..زفرات نارية اردات إحراقها فاقترب منها 

-لازم تعرفي جوزك بحملك ياجنى، يعرف منك غير مايعرف من حد حبيبتي ، وأنا بضمنلك أن جاسر مستحيل يفكر فيكي بالطريقة دي 


تطرقت برأسها أرضًا بأسى وهمست 

-أنا قولتله إني مبخلفش ..هوت كلماتها على عقله شطرته لم يخطر بذهنه أنها تكون قاسية بتلك الدرجة ..خطى إلى أن وصل إليها 

-متخلنيش اشك في حبك لابني يابنت اخويا، انا بحبك أه بس أنتِ بتغلطي في حق نفسك قبل حق جوزك ، رفع ذقنها 

-حد يعرف تاني ؟!

هزت رأسها بالنفي..واجابته بصوت مختنق 

-حضرتك أول واحد تعرف، كنت ناوية أقوله لكن 

اومأ برأسه مرددا بتهكم :

-لكن فيروز لعبت بعقلك وعرفت تخليكي هبلة وعبيطة وتحرمي جوزك من فرحة أي راجل ، اتمنى تفوقي ياجنى ، دور الضعف دا مش عايزه منك يامرات ابني ..قالها وتحرك وهو ينفخ بغضب 



الصفحة التالية