-->

رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 8 - 2 - الثلاثاء 12/3/2024

 

رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي





رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)


تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الثامن

2

تم النشر الثلاثاء

12/3/2024

❈-❈-❈

زهران نظر إلى أبناءه في عمق  ثم قال في حسرة كبيرة :

_لو كان حد فيكم حنين عليها, كان على الأقل خادها في حضنه، ولا سألها عن حالها، أو شكرها على تخفيف الحمل عنكم و قعدتها بيا، كفاية انكم مش شايلين هم تعبي ومرضى وهي هنا٠ 

جاسر نظر إلى والده ثم إلى جلال الذي  قال:

_احنا انشغلنا بالتحاليل يا بوي، عمرنا ما اتخيلنا  

 انك تمرض أو تعي يا بوي أنا طول عمري شايفك فارس شديد 

وعمري ما شفتك مريض نظرتنا ليك مش نظرة اب عادي دا انت السند اللي حاطين قوتنا عليه٠

 

هز  زهران يده ورأسه وكأنه يوقف كلمات جلال، يريد أن يوقف سرد الكلمات المنمقة التي لا تؤثر به فهو يعلم أنها زيف وتمثيل وقال:

_انت جاي ليه يا جلال انت واخوك؟ جايين علشان تقولوا أن علاج مصر احسن؟ تاخدوني بعيد عن هنا ولا جايين 

تعرفوا لسه عقلي معاي 

ولا جايين تشوفوا الأملاك اللي هنا 


جلال نظر إلى والده في حدة وقال:

_جايين نطمن وبس يا بوي، جايين نشوف ابونا 

جايين ناخد بركته ورضاه٠

نظر زهران إلى جاسر ثم قال:

_تعرف يا جاسر احسن حاجة في اخوك جلال أنه بيكون حاطط في دماغه كل خطوة قبل ما يخطيها راحة فين وجاية منين؟ وعارف كمان الخطوة اللي بعديها هتكون فين٠ 

صمت زهران حين دخلت ميرال التي قالت وهي تنظر إلى والدها:

_نص ساعة والغدا يكون جاهز، بعد اذنك يا بابا هاطلع  اغير هدومي٠ 


أشار زهران لها علامة الموافقة في حين قال جلال:

_بقالي زمن  مقعدتش في الجنينه، اي رايك يا بوي نخرج نقعد شوية برا؟ 

نظر زهران إلى جاسر وقال:

_رافق اخوك برا واقعدوا براحتكم 

اعترض جاسر في صوت منخفض:

_لا يا بوي، انا طالع اطيب خاطر خيتي  ميرال٠ 


نظر جلال إلى جاسر الذي صعد الطابق العلوي في حين قال وهو يبتسم:

_هوا الجنينة  برا مليان صحة عن هوا الحيطان هنا٠ 

وافق زهران على الخروج مع جلال إلى الحديقة في الخارج بعد أن ألقي نظرة إلى أعلى وسمع صوت طرق باب غرفة ميرال وصوت ميرال وهي تتساءل عن هوية الطارق قبل أن تعطي الاذن إلى شقيقها جاسر بالدخول


نظر جاسر إلى الغرفة في لامبالاة ثم قال:

_عايزك في موضوع يا ميرال، هاعطلك عن تغيير هدومك شوية 

تنهدت ميرال في عمق كانت حزينة من جفاء اشقائها وطريقة تعاملهم معها، تمنت لو أن شقيقها أخبرها أنه اشتاق لها أو أنه أسف على ما بدر منه أسفل هو وشقيقه جلال، 

تمنت كثيراً  أن تشعر بعاطفة الإخوة والحنان من الرجلين، ولكن أنها أحلام اليقظة التي لا تتحقق، أنها تواجه حقيقة راسخة في حياتها 

أشقائها أشد صلابة من الجبال وأشد قسوة من 

الصخر ولكنها رغم هذا قالت في صوت به الكثير من الثبات:

_اتفضل يا جاسر اتكلم الوقت الكافي معاك  ٠ 

نظر جاسر لها لحظة في إهتمام ثم تابع:

_انت عارفة أن حالة ابوك  اي؟ عارفة تشخيص الدكاترة اي؟ فاهمة وضع ابوك ولا لا؟ 

هزت ميرال رأسها علامة النفي:

_لا 

جاسر قال في إهتمام:

_حالة ابوك ورم خبيث  هو حجمه مش كبير، و

ممكن نلحقه  دلوقت

نعمله ازاله وكدا نكون 

انقذنا  ابونا بدل ما الورم 

يكبر ومنعرفش نتصرف، لازم نسابق الوقت 

وضعت ميرال يدها على فمها في فزع ثم قالت:

_انت بتقول اي يا جاسر؟ 


جاسر وهو يضع يد على كتفها:

_اسمعي يا ميرال، افهمي كلامي كويس اوي, ابوك  هيموت لو احنا عملنا نفسنا مش واخدين بالنا من الورم دا، ابوك لازم يسافر برا لازم يعمل عملية برا علشان يقدر يعيش٠ 

نظرت له ميرال في لهفة وقالت:

_أنا هسافر معاه ٠

نظر لها جاسر في حدة وتابع:

_لأ جلال بس هو اللي  هيسافر معاه، انت مهمتك انك تقنعيه أنه يسافر، أنا عارف وفاهم ابوي هيرفض يخرج برا البلد وبرا مصر كلها، مافيش حد هيقنعه غيرك أنت بكدا، عايزك دلوقت تلغي عاطفتك، اللي في مصلحة ابوك لازم يتعمل ، احنا كلنا ولاده، كلنا هنشيل همه كلنا عايزنه يعيش، علشان كدا احنا رتبنا امورنا خلاص، جلال هو اللي هيسافر وياه، وأنا هشوف الشغل في مصر واسكندرية، وأنت هتفضل هنا  لحد ما ابوك يعاود فهمتي ولا لا؟ 

اعترضت ميرال في لهجة توسل: 

_طيب ممكن اروح أنا مع جلال 

زفر جاسر في ضيق وتابع:

_بقولك اي عاد، دا مش شغل عيال، جلال عايز يركز هناك بين الدكاترة، وأنت هناك هتكوني هم على قلبه، هيكون شايل همك اكتر من ابوك نفسه، 

فهمتي ولا اي؟

ميرال في لهجة اعتراض حاد:

_انا حياتي كانت برا، عشت برا فترة كبيرة، وأعرف كويس اوي التعامل يكون ازاي٠

جاسر في لهجة سخرية:

_والله عال والناس تقول 

البنية شالت أبوها علشان اخواتها الرجالة متكسحين، انت فاكرة نفسك فين؟ دا الصعيد اللي الكلمة فيه يا اما نصيحة أو فضيحة يا بنت أبوي، اسمعي يا ميرال أنا كلامي وواضح  اوي كمان دورك هو انك تقنعي ابوك يسافر مع جلال، وأنت اقعدي هنا ولو ابويا خاف عليك من القعدة لوحدك  أنا هقول لابوي اني هاخدك ويا مصر اي قولك؟ عايزن نسبق الوقت قلت، مش نقعد نقف لبعض هنا ع الوحدة، قلت اي يا بنت ابوي؟ لو خايفة على ابوك خليه يسافر، خلي الخطر يبعد عنه،  ويشوف علاجه مع اخويا جلال، جلال يعرف يمشي العفريت برا وهنا كمان،  ولو سافر مع ابوك 

يعرف يتصرف ويرجع لنا ابونا بالسلامة٠ 


جلست ميرال على حافة الفراش، لم تستطع أن تمنع دموعها من الهطول، شعرت بالحزن يجثم على فؤادها، والدها الذي يملأ حياتها يغزو جسده المرض ويهدد حياته،  والدها الذي يعوض حرمانها من الأم  ومن جفاء الأشقاء عليها ومن الفراغ القاتل الذي يمتلأ به اركان حياتها، والدها الذي يمثل لها كل الحياة، عليها   أن توافق على إبعاده عنها من أجل مصلحته هو ومن أجل منحه الحياة، بل عليها أيضاً أن تخبره  أنها سوف تترك مهمة رعايته إلى شقيقها الأكبر جلال عليها أن تقنعه بهذا الأمر. كذلك٠

هتف جاسر في نفاذ صبر:

_مش وقت عايط دا, بقولك اي انا مش بحب عايط النسوان، فرط ميه العين ماله نفع ولا بيسد مشكل، قلتي اي؟ 

مسحت ميرال دموع عينيها بيدها وقالت:

_خلاص يا جاسر اللي فيه مصلحة بابا هو اللي هيمشي٠


رفع جاسر رأسه في ثقة وغرور وتابع:

_خلاص بعد العشا هنفتح الموضوع، أنا وجلال، وزي ما فهمتك 

يا ميرال، الموضوع لازم يكون هين على قلب ابوك وهين كمان على قلبه، لازم تظهري ليه انك 

هنا في حمايتي أنا وان مافيش خوف، وانك هتنتظري  رجوعه وهو سليم  خلاص٠ 

هزت ميرال رأسها علامة الموافقة قبل أن تقول في انكسار وقلبها يعتصره الألم :

_خلاص يا جاسر، هنفذ كل كلامك وكلام جلال٠

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حرب نواعم لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة