رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 1 - 4 - الجمعة 22/3/2024
قراءة أسيرة مخاوفي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أسيرة مخاوفي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الأول
4
تم النشر الجمعة
22/3/2024
رمقة "فريد" بثقة وثبات مُرددًا بتأكيد وإصرار:
- جوازاك أنت، وفرحك بعد عشر أيام.
صاح "يوسف" مُتفوها بهذا اللفظ البذئ مُعترضًا على حديث والده مُعقبًا بحدة وغضب:
- *** هو أنا أشرب وأنتوا تسكروا ولا إيه؟
قابله "فريد" بصفعة قوية تهاوي بها على وجه أبنه مانعًا إياه من تماديه فى وقاحته أكثر من ذلك صارخًا بغضب وانفعال:
- أخرس يا كلب يا حقير، أنت إيه خلاص محدش بقى همك ولا ليك كبير؟
شعر "يوسف" بالغضب والحسرة تتأجج داخله مُتذكرا كل تلك السنوات المريرة التي عانها بسبب كلًا من والديه ليصيح بغضب وعصبية صارخًا بقهر:
- أنا مش هتجوز، أنا حر، دي حياتي أنا وأنا اللي أقرر تمشي إزاي، عايزنى أتجوز ليه؟ عشان أجيب عيل أظلمه زي ما أنت واللى كانت مراتك ما ظلمتوني وبهدلتوني بينكوا؟ عايزني أكرر المأساة دي مرة تانية، أنت عايز مني إيه؟ أنا تعبان سيبني فى حالي بقى.
شعر "فريد" بكثير من الأسئ على أبنه، نعم هو السبب فى كل ما حدث لهو، نعم هو من أخبره بتلك الأشياء وربى بداخله تلك العقدة التي أصبح من الصعب علاجها، هو بالفعل من أوصله إلى تلك الحالة وهذا الخوف من فكره الوثوق في أية إمرأة فى حياته.
ولكن هذا الزواج هو الحل الوحيد ليتغلب على عقدته ويستقر ويكون حياته الخاصه بيه، لعله يجد أمانه مع زوجة صالحة، أصطنع "فريد" القوة والحدة مُضيفًا بحزم وإصرار:
- أنا قولت قراري النهائي ومش هرجع فيه، متنساش فرحك بعد عشر أيام ولو ده محصلش شوفلك أب تاني وعيلة تانية، عشان ساعتها هتبقى عصيت أوامري، وأنا اللي يعصى أوامري ملوش مكان عندي.
تركه "فريد" وصعد إلى غرفته ليترك "يوسف" يفكر فيما قاله له، بينما هو شعر بكثير من الغضب وخرج مُسرعًا من المنزل متُوجها إلى أحد الملاهي الليلية لينسى ما قاله له والده، ولكن أيهرب أحد من مصيره!!..
❈-❈-❈
كانت تُعد الافطار مع والدتها ليُقاطعها صوت جرس الباب مُعلنًا عن زيارة أحدًا لهم، كادت "زينات" أن تذهب لفتح الباب لتوقفها "سيلا" مُردفة بعجل:
- خليكى أنتي يا ماما أنا هروح أفتح.
ذهبت "سيلا" كي تفتح الباب وبمجرد أن فعلت وجدته "حسين" شقيق والدها رحمه الله، لتبتسم له بسعادة وهتفت مُرحبة به باحترام:
- أهلا يا أنكل حسين أتفضل.
دلف "حسين" المنزل وتوجه إلى أقرب أريكة وجلس عليها، وررفع نظره إليها مُردفًا بابتسامة لابقة:
- أزيك يا سيلا..
بأدلته "سيلا" الابتسامة مُعقبة باحترام وتقدير:
- الحمدلله يا أنكل، لحظه واحدة أدي ماما خبر.
أومأ لها "حسين" بالموافقة لتتوجه "سيلا" نحو حجرة الطعام لكي تُخبر والدتها بوجوده مُردفة بهدوء:
- تعالي يا ماما أنكل حسين برا.
شعرت "زينات" بالدهشة مُردفةبتعجب:
- حسين!!
أجل تعجبت ولكنها خرجت لكي تُرحب بيه ولتعلم ما هو سبب مجيئه المفاجئ دون سابق علم أو مكالمة هاتفية حتى، مع العلم إنه لم يأتئ إليهم منذ فترة طويلة، جلست "زينات" برفقة "حسين" و"سيلا" مُردفة بترحيب:
- أزيك يا حسين وأزي هدى..
وضع "حسين" قدم فوق الأخرى وعاد بظهره إلى الخلف مُجيبًا بتطرسة:
- بخير يا زينات، أزيك أنتي وأزي الأولاد؟
رمقته بشك وريبة من أمره، ولكنها أجابته بهدوء:
- الحمدلله كلهم كويسين، خير يا حسين فى أيه!
أبتسم "حسين" ببرود مُعقبًا بتهكم:
- مش هضايفيني الاول يا زينات! دا أنا فى بيتك!
أبتسمت "زينات" بحرج مُعتذرة منه مُردفة بارتباك:
- معلش يا حسين أصلي اتفاجئت بيك وخوفت يكون فى حاجة
وجهت حديثها نحو ابنتها مُضيفة بتنبيه:
- قومي يا سيلا أعملي عصير بسرعة.
أومأت لها "سيلا" بالموافقة مُردفة بإذعان:
- حاضر يا ماما.
نهضت "سيلا" وتوجهت نحو المطبخ تحت أنظار "حسين" الذي ظل يتفحصها جيدًا ويُقنع نفسه إنه لن يظلمها فى هذا الأمر، فهى يبدو عليها أنها أصبحت كباقي الفتيات، ظل ينظر نحوها إلى أن أختفت من أمامه، بينما لاحظت "زينات" تفحصه لأبنتها لينتابها بعض القلق لتهتف باستفسار:
- خير يا حسين فى إيه!!
تنهد وهو يُحول نظره ناحية "زينات" مُصطنعًا إبتسامة ود مُعقبا بكلمات ذات مغذى قائلا:
- البنت كبرت يا زينات وبقت عروسة مشاء الله.
بأدلته الابتسامة ظننًا منها أن نيته خير وإنه جاء كي يبارك لإبنتها على نجاحها، لتردف بفخر:
- الحمدلله دي لسه هتقدم فى الملية ما شاء الله عليها كان نفسها تطلع دكتورة وأهو ربنا أستجابلها وجابت مجموع حلو أوي فى الثانوية العامة و...
قاطعها نهيها عما تقول مُردفا بشيء من الحدة:
- لا لا دكتورة إيه وهبل إيه! البنت ملهاش إلا بيتها، الشهادات والحاجات دي كلام فاضي.
زجرته بانفعال وقليل من الغضب مردفة بإنزعاج:
- لا يا حسين عمر الشهادات مكانت كلام فاضي، ده سلاح فى أيد البنت لو مال عليها الزمن.
ابتسم باستهزاء من حديثها مُعلقًا بسخرية:
- ده لو مال بقى، لكن لو متجوزة جوازة عدله مش هتحتاج العلام فى حاجة.
شعرت بالقلق من حديثه لتُصر على أن أبنتها لاتزال صغيرة وأن هذا ليس الوقت المناسب للحديث فى هذا الأمر مُضيفة باصرار وتأكيد:
- المهم إن البنت لسه صغيرة و...
قاطعها بانفعال وعصبية غير طبيعية مُصيحًا بحدة:
- صغيرة فين يا زينات! دي بقت عروسة أهي، دي اللي يشوفها يديها ٢٥ سنة مش ١٨ بس.
أزداد قلقها بسبب إنفعاله الغير مُبرر والغير طبيعي هذا وهتفت بإنفعال مُماثل ونفاذ صبر مُستفسرة:
- أنت عايز إيه دلوقتي يا حسين؟
أجابها بحدة وبنبرة غير قابلة لنقاش مُعقبًا بحزم:
- جايب للبنت عريس يا زينات وعايز أجوزها.
أتسعت عينها بصدمة مما تفوه به ورددت بعدم استعاب:
- عايز أيه!
زجرها بحدة مُصرا على حديثه مُردفًا بتأكيد:
- زي ما سمعتي، عايز أجوز سيلا.
قاطعهما صوت أكواب العصير المنكسرة التي سقطت من يدي "سيلا" على الأرض فور سماعها ما تفوه به عمها.
يتبع