-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 17 - 2 - الأربعاء 6/3/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السابع عشر

2

تم النشر الأربعاء

6/3/2024


آسف ياجنى الحاجات دي مبتتقالش الحاجات دي بتتحس 


اعتدل منتصب عوده ثم جلس محاولا السيطرة على نفسه حتى لا ينهار بالبكاء ويضعف بحضرتها، يكفي ضعفه إلى الآن 


انسابت عبراتها بشهقات مرتفعة قائلة من بين دموعها:

-غصب عني، قولي اعمل ايه وأنا شايفة إنك بضييع ، أو يمكن محبتنيش ..توقف يرجع خصلاته للخلف بقوة حتى شعر بإقتلاعها، وحاورها بسخرية تخرج من عينيه:


-بضيع، أيوة بضيع صح ..اصلي عيل 


سعلت بقوة حتى شعرت بإنسحاب أنفاسها ، هرول إليها يساعدها بالجلوس عندما شحب وجهها، لحظات حتى سيطرت على سعالها ممسكة أحشائها بألمًا، ذهب ببصره ليديها التي تحتضن أحشائها وتسائل بنبرة متحشرجة:

-موجوعة أجبلك الدكتور، رفعت عيناها الباكية تتعمق برماديته

-متزعلش مني، أنا كنت خايفة متكنش بتحبني غصب عني والله


سحب كم من الأكسجين بداخله حتى لا يضعف أمامها ويحتويها بين ذراعيه، مبتعدا عنها بنظراته 


-مهما احكي عمري مااعرف أوصلك احساسي ايه دلوقتي، وجع على حزن على خذلان على خيانة، لدرجة مش قادر اتنفس ، اتجه بنظره إليها

-بحاول استوعب مش عارف، بحاول اديكي عذر على وجعي مش عارف، قوليلي إنتِ لو مكاني تعملي ايه، وانت حاسة انك مخذولة من أقرب حد حبتيه في حياتك 


طأطأت رأسها قائلة :

-كان من حقي اثق فيك أكتر من كدا، كان من حقي اعرف مدى تمسكك بيا 


رفعت بصرها وتحاورت بعيناها التي تلألأت بطبقة كرستالية قائلة:

-كنت مستني مني ايه بعد ماعرفت إنك خنتني وكذبت عليا، كنت مستني مني ايه وأنا شايفة الراجل الوحيد اللي بعتبره تنفسي علشان اقدر أعيش خاين وبيلعب بيا ، ومتقولش مفيش حاجة من دي

سحبت نفسا تزفره ببطئ حتى تستطع بلع غصتها:

-حبيبي في حضن واحدة، تخيل لما تشوف مشهد زي دا، حتى لو قبل  جوازنا بس المشهد موجع اوي ياجاسر،  مشهد مايعبرش غير اللي في حضنك دي حبيبتك، رتب على دا كله اللي عملته ، قولي كنت اعمل ايه ، اصدق عيوني ولا اصدق كلامك اللي كل فترة بكتشف فيك حاجات وكأنك شخص غريب عليا


صافحها بنظرة مطوله، وكأنها شطرت قلبه لنصفين، شعر بإنهيار حصونه التي يستميت بالدفاع عنها ، تراجع بجسده للخلف يطبق على جفنيه وهو يستمع إلى استأنفها بشرح آلامها وإخراج قيح نزيفها الداخلي 

-جاي تحاسبني علشان خبيت عليك، جاسر انت دبحتني كتير قبل كدا، الناس بتموت مرة واحدة وأنا كنت بموت كل مرة اشوفك فيها، كنت بموت وانت قصادي مش عارفة ألمسك 

كان نفسي اصرخ قدامك علشان أقولك ارحمني وبلاش تظهر قدامي علشان بموت يابن عمي، بموت وانا شايفة ضحكتك لغيري، بموت وانت ماسك ايديها ومحاوطها كأنك حصن منيع علشان محدش يقدر يخطفها منك، أو يقرب منها ،  موتني بأبشع طريقة لما كنت واقف جنبي وماسك ايدي وانت بتضحك وبتقول مراتي حامل، كأنك فزت بأعظم جايزة، وقتها بس أتمنيت اموت ومفوقش تاني ابد 


موت لما مراتك جات قدامي وتقولي متعمليش بريئة انا فاهمة نظراتك لجوزي، طلعتني رخيصة اوي وكان عندها حق، ماهي بتقول الحق ، علشان كنت كل مرة اشوفك فيها ببقى بتمنى بس ارمي نفسي في حضنك علشان تعرف أد ايه بتعذب وبتألم 

أزالت عبراتها المنسدلة على خديها 

شوفت موت اد ايه ياحضرة الظابط،

ورغم كدا ربنا ربط على قلبي وكافأني بعد سنتين عذاب ومرار، لا أنا عايشة ولا ميتة، ماهو هتعرف إزاي وانت بتلف العالم بمراتك اللي هي حبيبتك زي مااقنعت الكل، دي لو محبتهاش فعلا ..ابتسامة ساخرة لاحت على ملامحها من بين دموعها 

-لأ وجاي بتسألني جنى حبيبتي مالك، ليه بقيتي بتبعدي عني 


بأيدك دي ضميت وشي وسألتني جنى ليه بتبعدي عني ، ايدك دي وقتها كانت عبارة عن نار بتحرقني ياحضرة الظابط ، عرفت ليه وقتها عز كان بيتجنن عليك علشان بتقرب مني ،

أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها بغزارة وتلك الأيام تراود عقلها 

-علشان مكنتش عايزة غير اني اعيط في حضنك وبس وأقولك كفاية وجع فيا، انا مش قادرة اتنفس وانت بعيد عني 


رفعت بصرها وتعمقت بعيناه التي تطالعها بصمت :

-وبعد العذاب دا كله ربنا يكافني وتكون ملكي وتقنعني اني الهوا والمية وكل حاجة ، تطلعني سابع سما، وبعد كدا ترميني لسابع أرض وتدوس عليا وتقولي كنت بساعد، طيب مفكرتش بوجع قلبي ، مفكرتش فيا وانت بتساعدها وانت بتلبس هدومك قدامها وهي جنبك وبتقرب منك وبتلمسك ، مفكرتش أنك حق وجعي بعد دا كله، ولا انت كنت حانن لأيامك معاها ، وقبل ماتحاول تبرر ، انا شوفتها وهي واقفة جنبك وبتقفلك زراير قميصك بالبورنص ياحضرة الظابط، وانت واقف وكأن الموضوع عجبك 


بأناملها المرتعشة بسطت كفيها لتحتضن كفيه تمسد عليها 

-حطت أيدها هنا وبتقفلك زراير قميصك وانت واقف محاولتش تبعدها، وبتقولك الحمام جاهز 


انسابت عبراتها كزخات المطر مع شهقاتها ثم تركت كفيه تشير لنفسها تبكي بقوة

-وأنا اللي كنت مستنية ترجع علشان أفرحك وأقولك شوفت أجمل من كدا ربنا عوض كل حزني وكافأني بطفل من حبيبي ، لكن ليت الأماني بالتمني ياحضرة الظابط، في لحظة  انهارت كل احلامي وأصبحت كوابيس بتدبحني وبتخقني ورغم كدا بتقولي مش هتموتي ، لازم تتعذبي اكتر واكتر كأن حبك لعنة ربنا بيعاقبني عليها 


تراجعت بجسدها للخلف واغمضت عيناها:

-عايزة ارتاح ، ممكن تطلع برة ..نهض من مكانه واستدار متجهًا للخارج دون حديث كأنه ينتظر منها هذه الكلمات 


خرج من المشفى ، نهض جواد بعدما وجد تحرك ابنه كالمطارد ، فطن ما صار بينهما، اتجه ببصره لصهيب الذي وقف يتحدث بهاتفه، ثم اتجه للداخل 

وجدها تبكي بصمت 


تنهد بعمق ، ثم خطى وجلس أمامها

-عاملة إيه حبيبة عمك دلوقتي

وضعت رأسها على حافة الفراش 

-تعبانة اوي ياعمو، تعبانة لدرجة بتمنى أموت وأريح الكل مني 

أختلج صدره بالألم عليها، وبدا على وجهه الحزن، فسحب نفسًا وزفره ورسم ابتسامة على وجهه 

-يابت مالك مدلوقة كدا على الواد، ياعبيطة مش عارفة تتعاملي مع جوزك، ابتسمت عيناه عندما تذكر صغيرته فأردف لها:

-أقولك سر يفضل بينا، انا كنت اصعب من جاسر وكنت بتمرد على قلبي بس غزالتي خلتني زي الخاتم في صباعها 

قالها بضحكة ارتفعت صداها مما جعلها تنظر إليه مبتسمة 

-مش معقول حضرتك ياعمو، دا حضرتك مفيش منك 

جذب المقعد واقترب منها يمسد على خصلاتها

-وحياتك كنت اصعب من جاسر بمراحل، ورغم كدا عرفت توقعني طنطك غزل ومبقتش شايف غيرها ، ولو جابوا ستات الدنيا كلها متعوضنيش ضحكتها 


تراجع بجسده للخلف يعقد ذراعيه فوق صدره يطالعها بهدوء

-رغم كنت رافض جواز جاسر من فيروز بس سبته علشان يتعلم من قرارته، لكن عمري ماشكيت أنه بيحبك بجد، معرفتش دا غير بعد جوازه، مكنش ينفع اظلم فيروز يابنتي، مهما كان فيها لكن دي بنت واللي مرضوش على بناتي مرضوش على غيرهم 


دقق النظر بعينها واستأنف 

-ولا كنت هوافق على جوازكم طول ماهو متجوزها، انت تعرفي أنه جالي قبل مايطلق فيروز واعترفلي أنه بيحبك، بس أنا هددته أنه يقرب منك، علشان وقتها عرفت انك بتحبيه للأسف 


-للأسف ياعمو ..!! قالتها مذهولة، ابتسم وأومأ رأسه 

-أيوة ياجنى للأسف، لما ابني يكون متجوز ومراته حامل وجايلي يقولي عايز اتجوز بنت عمي اللي هي لسة بنوتة جميلة وكانت قدامه والكل فهمه أنها الأنسب لكن راح دور برة ياجنى، كان وقتها لازم احافظ على كرامتك علشان ميقولش انك خرابة بيوت وانك اتجوزتي واحد متجوز، اصلك مش معيوبة ياحبيبة عمك


الصفحة التالية