-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 17 - 7 - الأربعاء 6/3/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السابع عشر

7

تم النشر الأربعاء

6/3/2024


عند جنى ولجت لغرفتها ، هوت على فراشها كزهرة تبعثرت وريقتها ، ولم تكن لديها مايحاوطها، لا تعلم كيف ستتخلص من ذاك الوخز الذي أصبح كالمسامير يدق بصدرها ليهشم روحها 

دلف يبحث عنها بعينيه..جلس بجوارها

-جنى مفيش حاجة من اللي في دماغك 

-طلقني، اردفت بها بضياع ..كلمة بسيطة نزلت على قلبه كضربة خنجر قاتلة ، نهض من مكانه 

-ممكن نتكلم بعدين، الكل مستنين دلوقتي

اشعل بداخلها نيران جحيمية فصرخت به 

-انت ايه يااخي، مش معقول برودك دا، بقولك طلقني يابن عمي ، متخلنيش اكرهك واستحقرك اكتر من كدا 

دنى يجذبها بقوة من خصرها 

-هقطعلك لسانك يابت، سمعتيني، بقولك مفيش حاجة ، اتصلت ورحت جبت حاجاتي وبس 

تحولت كالمجنونة تدفعه بعنف 

-بكهركم انتوا الاتنين، دمرتوني، الله ياخدك باجاسر، حطمتني، ضربت على قلبها بعنف 

-عايزة احرق دا، زي ماهو بيحرقني بالقرب منك 

ضربت بطنها بقوة 

-مش عايزة حاجة منك، ودا مش عايزاه 

حاوطها ضاغطا عليها، عندما ذعر من حالتها، دلفت غنى تبحث عنهما 

-جنى، جاسر ، انتو فين..استمعت لصرخاتها بالأعلى 

-بكرههههههك، صعدت للأعلى سريعا توقفت متسمرة بمكانها وهي تراها تضرب احشائها وتصرخ 

-مش عايزاه، واحد حقير ، خاين 

اقتربت غنى وجسدها يرتعش من الحالة التي توصلت إليها 

-جنى..دفعته بقوة متجهة إلى غنى تقف خلفها كأنها تتحامى بها 

-خليه يبعد عني ، انا مش عايزة اشوفه ياغنى، اخوكي خاين وكذاب 


أنهت حديثها ترمقه بنظرات احتقارية يتطاير منها الشرر

دفع غنى بعيدا، واقترب يحملها متجها لسيارته وهي تصرخ وتلكمه ولكنه كان المسيطر الأقوى، فتح باب السيارة الخلفى، ووضعها به وأغلقها 

هرولت غنى خلفه 

-جاسر لو سمحت متعملش كدا ..استقل سيارته بوسط صرخاتها الجنونية وهي تحاول الانقضاض عليه، حتى شعرت بالوهن وامالت على المقعد تبكي بصمت 


ظل يقود سيارته وهو يراقب صمتها بقلب يئن ألمًا على ماوصلوا إليه ، وصل لمنزل والدته ، ترجل يحملها متجها للداخل، وهي صامتة كأنها رضيت بواقعها 


بمنزل جواد وخاصة بمكتبه ، تحول كالثور الهائج، يضرب على مكتبه بعنف، اقترب أوس وياسين 

-بابا لو سمحت بلاش حد يحس بحاحة، احنا هنوصله، 

هوى على مقعده يمسد على صدره 

-الواد دا تجبوه من تحت الأرض، قبل ما يعمل حاجة في البنت، ياربي البت نفسيا مش متظبطة ممكن تأذي نفسها دلفت غنى بعصير ليمون 

-بابا ممكن تهدى، عمامي برة قلقانين 

ضرب على المكتب بقوة حتى تناثر كل مافوقه 

-الواد دا ناوي يموتني..قاطعهم دلوف بيجاد وهو يحمل كاسة من الكاستر 

-حمايا العزيز، فينك دي مقابلتك ليا، قالها وهو يجلس يرفع ساقيه على المقعد امامه ..وزع نظراته عليهما 

-مالكم ساكتين كدا ليه، طيب نزلت رجلي أصلها وجعاني، شكلها فيها عين سمكة ..قالها بابتسامة 

فركت غنى كفيها بيجاد

ضيق عيناه منتظر حديثها:

-جاسر ..قالتها غنى..وضع جواد رأسه بين راحتيه فقصت غنى ماصار 

-هتلاقوه فين يعني اكيد في حاجة من امالكم ، ماهو الموضوع جه بدون ترتيب، يبقى اكيد حد قريب أو بيت من عندكم 

هب جواد من مكانه متجها لسيارته دون حديث آخر 


عند يعقوب 

جلس أمام النيل بجوارها ..الصمت يعم المكان ..قاطعته كارمن 

-لسة فاكر ترجع بعد السنين دي كلها 

نفث تبغه ينظر أمامه بهدوء، ثم أجابها 

-لم أعلم إنكِ على قيد الحياة، علمت بالمصادفة 

ابتسمت ساخرة ثم توجهت إليه 

-وياترى عرفت ازاي ياباشمهندس، وانا باسم الألفي 

-صديق لي رآكي صدفة وارسل لي صورة لكِ، حينها علمت بوجودك ولأجل هذا نزلت القاهرة 

نهضت تنظر بساعة يديها 

-لازم امشي عندي عملية بعد ساعة يادوب اجهز

امسك كفيها ونظر لبحر عيناها 

-اريدك تعودين معي، لا أريد نومكي بهذا المكان ..انزلت كفيه وتحدثت :

-أنا اتعودت على كدا ، بعد إذنك ..تحركت تخطو بعض الخطوات ولكنها توقفت 

-غدا سأنتظرك أمام المشفى لأنكي ستعودين معي، لولا مشغولاتك اليوم لم اتنازل عن هذا 

استدارت تحدقه بنظرات حزينة فهمست بنبرة شجية

-ارجع مكان ماكنت يايعقوب، عايزة اعيش زي ماانا عايشة 


قالتها وخطت سريعا وكأنها تخطو فوق بلور يشحذ أقدامها وعيناها التي تفرش الأرض 


عند جاسر وجنى 

جلس بجوارها ونيران تأكل احشائه 

-عايزة تموتي ابننا ياجنى، لدرجة دي 


انا رحت اجيب حاجتي وبس،  مفيش حاجة تانية، أما ليه دخلت البيت مش انا اللي دخلتها، لقيتها مفهمة البواب أنها مهندسة ديكور وجاية شغل 

كانت تضع رأسها على المقعد بعينان ضائعة وقلب فتته الوجع 

-خنتني كام مرة ياجاسر، قولي ومش هزعل، دا إنت يادوب كنت معايا، لدرجة دي مش قادرة انسيك فيروز..استدارت بعيناها التي بهتت 

-طلعت بتضحك عليا، انا ليه ضعيفة اوي كدا معاك، ليه بحبك الحب دا كله 

نفسي اكرهك أوي يابن عمي


❈-❈-❈


آلمه سؤالها وكأنها غرست خنجرا لتتألم روحه فتوقف يشعل سيجاره وبدأ يحرقها كصدره الذي احترق كاملا 


-تمام ..مبقاش فيه كلام يتقال، هعملك اللي أنتِ عايزاه، بس تولدي في الاول ، غير كدا مالكيش عندي طلب، استدار وأشار بسبباته مهددا إياها 

-مش عايز جنان ، افهمي انك حامل ، ولو موتي اللي في بطنك يبقى هموتك بايدي، دلوقتي هو أهم منك 

شهقت ببكاء مرتفع 

-يعني اتجوزتتي علشان تخلف بس 


قاطعهم دلوف جواد ...هدا المكان بالكامل من الحديث، لم يكن به سوى النظرات والأنفاس التي تحرق صدروهم جميعا..خطى إلى ابنه بهدوء مميت..نهضت جنى سريعا عندما وجدت حالة عمها، لا تعلم ماذا عليها فعله، عمها وحبيبها الخائن، وصلت اليه واحتضنته 

-فهمت حبيبي ، وأنا موافقة..توقف جواد وصاعقة تصفعه بقوة على ما يراه أمامه ، رفع ذراعيه يحاوطها بقوة 


رمقه جواد بنظرات خرساء لبعض الوقت ، وهو يرى ذراعه الذي يحاوطها به ثم تحدث 

-بتعملوا ايه هنا، اتجه لجنى وعيناه تخترقها 

احتضنت كف جاسر وابتسمت 

-جاسر كان بيصالحني ياعمو، وفهمني سوء الفهم ..ظل يحدجها بثبات لبعض اللحظات ثم استدار مغادرا، توقف لدى الباب 

-خدي بالك من نفسك ياعمو، ثم رمق ابنه بنظرة مطولة وهتف 

-تعالى عايزك..قالها وتحرك للخارج..تنفست بهدوء تضع كفيها على بطنها تشعر بألمًا يفتك بها ..اتجهت للأريكة تجلس فوقها وعيناها كزخات المطر 

-وصلتني اقتل ابني ياجاسر ، وأكذب كمان هتفضل لحد كداربنا يسامحك يابن عمي ..احتضنت ركبتيها تضع رأسها فوقها 


دخل بعد قليل متجها للغرفة ثم اتجه إليها 

-قومي ارتاحي جوا، انا طلبت أكل، واياكي تغلطي اكيد فاهمة كلامي 


تمددت على الأريكة تحتضن أحشائها 

-شكرا مش هنام غير هنا 


كور قبضته بانفاسًا مرتفعة، فانحنى يحملها للداخل 

-السرير دا هتتنيلي جنبي عليه، واياكي تنامي برة، طول ما انتي مراتي تنامي في المكان اللي بنام فيه 

أغمضت عيناها بألمًا فهي تريد أن تريح أعصابها فلقد تألمت كثيرا اليوم 


دقائق وغفت بنومها تحتضن احشائها 

جثى أمامها يمسد على خصلاتها

ثم نهض متجها للخارج


الصفحة التالية