رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 13 - 3 - السبت 23/3/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثالث عشر
3
تم النشر يوم السبت
23/3/2024
اليوم التالي
صباحً بالإستطبل
فتح سراج عينيه بعد أن داعبت آشعة الشمس عينيه وهو نائم تحت تلك المِظله،شعر بتيبُس فى عُنق،تمطئ لا يعلم متي غفي هنا، نهض واقفًا يُمارس بعد التمرينات فكت ذاك التيبُس،نظر نحو تلك الإستراحة، شعر بضيق، بالتأكيد ثريا مازالت نائمه تنعم بفراش مُريح وهو غفى هنا بالأطلال...فكر ليذهب إليها يُلقي بعض الأوامر،لكن فكر تركها قليلًا حتى يتريض بإحد الخيول،يُنشط جسده.
بينما قبل دقائق،إستيقظت ثريا تشعر براحة فى جسدها رغم ذلك تشعر بخمول تود المزيد من النوم،لكن نفضت ذلك تمطئت،شعرت بليونة الفراش أسفلها كذالك تلك الوسائد الناعمة،لا تفرق عن ذاك الفراش التى تنام عليه بغرفة سراج بالدار،لكن هنا شعرت براحة أكثر،فكرت فى العودة للنوم،لكن تذكرت أن لديها ميعاد مع أحد زبائن مكتب المحاماة بالمحكمه من أجل رفع إحد القضايا،مُرغمة تحملت ونهضت جالسه على الفراش تتمطئ قائله:
لو فضلت عالسرير هرجع أنام تاني.
تجولت عيناها للحظه وإكتشفت انها ليست بغرفة سراج تسائلت:
بس أنا هنا فين،هو إحنا مرجعناش الدار ولا إيه، اكيد جه عليا نومه، بس أنا فين وإزاي وصلت لهنا من غير ما أحس، أكيد بسبب التعب الكتير نمت ومحستش، وسراج رماني من العربية ولاقنى ناس طيبين وقالوا يكسبوا فيا ثواب.
بنفس الوقت سمعت صوت صهيل خيل، نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو تلك الشُرفة أزاحت الستائر ونظرت الى الخارج، رأت أحدهم يمتطي إحد الخيول يهرول بها بمضمار قريب من تلك الغرفه، ربما خمنت مكان وجودها، بالتأكيد أنه إستطبل الخيل، سبق وإحتجزها به سابقًا، لكن المره السابقه كان بغرفة رديئة، وهذه المره غرفة تبدوا مُريحة، لم تُفكر كثيرًا، ونظرت الى ثيابها التى ترتديها منذ أمس حتى أنها ليست نظيفة بسبب رمال الصحراء، رأت باب آخر بالغرفة خمنت أن يكون مرحاضً توجهت نحوه، وصدق تخمينها دخلت إليه تبسمت حين رات غسالة صغيرة بالمرحاض،كذالك مِعطف قُطني رجالي مُعلق، تفوهت :
كويس فى غساله أكيد بتنشف الهدوم، اهو أخد دوش وألبس الروب اللى هناك ده على ما هدومي تنضف وتنشف فى الغسالة مش هتاخد وقت طويل.
بالفعل نزعت ثيابها وضعتها بتلك الغسالة،ثم أخذت حمامً بمياة فاترة وإرتدت ذاك المِعطف كان شبه مناسب لها رغم وسعه بعض الشئ لكن ربطته بإحكام على جسدها...ذهبت نحو الغساله،نظر الى المؤقت الخاص بها،رأت أنه مازالت الثياب تحتاج لوقت كي تُصبح جاهزة للإرتداء مره أخري،نظرت لذاك المِعطف بتقييم كان مناسبًا للخروج من الحمام به،بالفعل توجهت نحو باب الحمام وكادت تضع يدها فوق المقبض كى تفتحه،لكن شهقت بخضة حين فُتح الباب بتلقائية لم تنتبه وعادت خطوة للخلف وكادت تنزلق قدميها بسبب المياة الموجودة بالأرضية الناعمة لكن بسرعه طوق سراج خصرها، أصبحت محنية بيده، قبل أن تعتدل واقفه قصدًا منه تذكر صلافة لسانها بالغد وتعمد أن يسحب يده عن خصرها لعدم إعتدالها سقطت أرضًا، شعرت بآلم فى ظهرها وهي تسبه، وهو يضحك على منظرها وهي واقعه هكذا لكن هنالك شئ لفت نظره، حين إنزاح المعطف عن جسدها وعري ساقيها بالكامل تقريبًا لمح تلك العلامة الكبيرة بأحد فخذيها، لكن هي سُرعان ما سحبت طرف المعطف عليها وأخفتها ثم نهضت واقفه تزجره بغضب تشعر بضيق من نظرة عيناه نحو ساقيها اللتان تعرت،ربما لم يفرق معها تعريهما،لكن تلك العلامة الواضحة تشعر بالغضب حين يلمحها أحدًا،بينما سراج حين وقعت ضحك فى البداية لكن سُرعان ما خفتت تلك الضحكه وتحولت الى رغبة لرؤية تلك العلامة المشوهة،لا فضول لمعرفة سبب تلك العلامة واضح أن سبببها حرقًا...لكن ثريا بغضب سارت من جواره وخرجت من الحمام بلا حديث،بينما الفضول جعل عقل سراج ينسي أنه قبل لحظات حين دخل الى الغرفة ولم يجد ثريا سمع صوت هدير مياة من حمام الغرفة توجه نحوه عن عمد كي يُثير إزعاجها فقط، وحدث ذلك حين إنخضت من دخوله دون إستئذان، كذالك إنزعجت حين تركها تسقُط، لكن سُرعان ما توغل شعور آخر، توقف للحظات وفكر منذ زواجهم لم تقوم ثريا بإرتداء أي زي قصير أو شفاف حتى أنها لا
تحاول حتى إثارته بل طريقتها معه دائمًا مازالت تصادم، لكن تغاضي عن كل ذلك وتوغل فضول لديه لرؤية تلك العلامة بفخذها ومعرفة سببها، كاد يخرج خلفها، لكن شعر بشفقة غريبة فى قلبه، زفر نفسه على تلك المشاعر التى تختلط بين قلبه وعقله يحتاج الى إستقرار مشاعرهُ،لم يهتم ونزع ثيابه ودلف لحظات فقط أسفل المياة،يحاول نفض كل تلك المشاعر
أولها الغضب وآخرها الشفقة.
بينما ثريا خرجت من الحمام جلست على أحد المقاعد تشعر بغضب، ليس فقط من سراج الذي خضها وتعمد تركها تسقط حتى تتآلم أمامه، بل الغضب الاكبر من تعرية ساقيها امامه ونظرة عيناه الى تلك العلامة القبيحة، دمعه سالت من عينيها سُرعان ما جففتها بيديها حين شعرت بخروج سراج من الحمام، نظرت نحوه سُرعان ما أخفصت بصرها حين راته يرتدي منشفة فقط حول خصره، راقبها سراج ورأي إحادتها النظر له، يعلم أنها وقحه فليست المره الأولى الذي يقف أمامها هكذا، لكن هذه المره الاولى التى تُحايد النظر له وتدعي إنشغالها بتصفيف خصلات شعرها، منظر وجهها الأحمر القاني، لو بموقف آخر كانت أصبحت بالنسبه له مُثيرة للشغف كإمرأة... لكن ذاك الفضول يتحكم بعقله وهي تجلس تحكم ذاك الرداء عليها... ذهب نحو دولاب صغير بالغرفه وجذب زيًا خاص بالفروسية ونظر نحوها، نهضت واقفه وذهبت نحو الحمام مره أخري دون حديث معه،
تركت الفضول بعقله وعادت للمرحاض ترا ملابسها هل إنتهي تجفيفها بالمُجفف لكن كآن الوقت لم يمُر، مازالت تحتاج الى وقت آخر، خرجت من الحمام، تفاجئت مره أخري حين خرجت أنه كاد يصتطدم بها، لكن إنتبهت وحايدت الإبتعاد عنه، لكن تلاقت عيناهم للحظات صامته قبل أن يتنحنح سراج قائلًا:
مش جعانة.
رغم شعورها بالجوع فهي منذ أمس لم تتناول الطعام،لكن تعودت على ذاك الشعور، هزت رأسها قائلة بنفي:
مش جعانه أوي.
على يقين أنها كاذبه فهما منذ الأمس لم يتناولا الطعام، جذبها على غفله وضمها لصدره ونظر الى وجهها المشدوه حين رفعت وجهها ونظرت له، سُرعان ما حاولت الخلاص من ذلك ودفعته بيديها لكن هو ضحك وتعمد قائلًا :
إيه اللى لبسك الروب بتاعي.
دفعته بضيق قائله:
ملقتش غيره ألبسه، وكلها ربع ساعة بالكتير وهدومي تنشف وألبسها تاني.. و...
قاطعها عيناه تلمع بشغب وضمها أكثر قائلًا:
طب كويس نستغل الوقت ده فى...
توترت وإرتجف جسدها لحظات ونظرت الى وجهه سائله ببلاهه:
قصدك إيه؟.
ضحك على ملامحها، كذالك شعر برجفتها، تعمد الإقتراب بوجهه من وجهها يلفح وجنتيها أنفاسه، وهي تشعر بضيق من ذلك تحاول الخلاص من بين يديه ، لوهله توغل لقلبه رغبة فى تقبيل شفتيها ونزع ذاك المِعطف عنها ليس لتعريتها بل لسبب الفضول، لكن رنين هاتف فصل هدوئها كذالك أفاقه من تلك المشاعر، بتلك اللحظة تراخت يديه عنها سرعان ما إبتعدت عنه وهو ذهب نحو ذاك الهاتف نظر له وقام بفصل الرنين،عاود الإقتراب منها ينظر الى إرتباكها بتسلية قائلًا:
كنت بقول إيه قبل ما الموبايل يرن...
آه...نستغل الوقت فى....
قاطعته بحِده تتهرب من أمامه:
هروح أشوف هدومي زمانها نشـ....
قاطعها بجذب يديها سريعًا إصتطدمت بصدره سرعان ما عادت الخلف ضحك قائلّا:
إنتِ فكرك راح لفين،انا قصدي نستغل الوقت إننا نفطر الاستراحة هنا فيها مطبخ وأنا جعان ومتعود حد يحضرلي الفطور.
إزدردت ريقها قائله بتهكم:
والإستراحة مفيهاش خدامين.
هز رأسه بنفي، قائلًا:
للآسف كل اللى بيشتغل فى الإستراحة رجاله،
تنهدت بسخرية قائله:
تمام قولي فين المطبخ اللى هنا.
أشار لها بيده لتخرج من الغرفة وهو خلفها أشار لها نحو مكان المطبخ، دخلت،تبسمت فهو مطبخ مجهز بحثت بين الأدراج عن بعض الأطعمه، التى تستطيع طهيها سريعًا، تنقلت بين الاماكن تحضر الفطور، بينما جلس سراج على أحد المقاعد يُراقبها بفضول عيناه تنظر نحو ساقها، الفضول يتلاعب به وكاد يسألها عن سبب تلك العلامة، لكن هي وضعت أمامه بعض الأطباق المملؤة بالطعام، قائله:
الفطور.
نظر نحو الطعام قائلًا بهدوء:
تسلم إيدك.
نظرت نحوه بإندهاش، لاحظ إندهاشها، جذبها من يدها إختل توازنها وجلست على أحد المقاعد، تحدث بمزح قائلًا:
إقعدي نفطر سوا.
نظرت لقبضة يده ونفضتها عن يدها قائله:
على رأي المثل طباخ السم بيدقوه.
ضحك دون حديث وبدأ فى تناول الفطور وهي كذالك، لكن بين الحين والآخر يختلس النظر نحو ساقها، لا يعلم سببًا لما لم يسألها... تناولا الطعام وسط صمت غريب عليهما كل منهم بعقله سؤال
هو ما سبب تلك العلامة
هي ما سبب هذا الهدوء بينهم على غير العادة.
إنتهيا من تناول الفطور
نهضت ثريا وضبت ما تبقى، تهربت قائله:
عندي ميعاد مع زبون فى المحكمة، يادوب ألحق الطريق.
أومأ لها وهو يحتسي من كوب الشاي الذي بيده، ذهبت سريعًا... بعد دقائق تقابلت معه فى الردهه كانت أبدلت ذاك المعطف بثيابها، نظرت نحوه ثم سارت أمامه، خرجا من الإستراحة، أثناء سيرها تقابلت مع ذاك القذر التي سبق وضربته على رأسه نظرت له بإشمئزاز، بينما هو أخفض وجهه بكسوف وخوف، تضايق سراج من رؤيته أيضًا ذكره بخطأ إفتعله... لم تهتم ثريا وأكملت سير نحو باب الإستطبل، لكن جذب سراج يدها سائلًا:
رايحه فين؟.
أجابته ببساطة:
هخرج من الإستطبل، موقف الميكروباص مش بعيد، ربع ساعه مشي.
نظر لها مُتهكمًا بغيظ:
ربع ساعه مشي
هتمشي فى الصحرا إحنا فى الإستطبل مش فى الدار، والإستطبل بعيد.
لم تهتم أليس بالأمس هو من أراد تركها بالصحراء،قمة التناقُض فى شخصية سراج،عقلها لا يفهمه عكس غيث،كان واضحًا أسلوبه الفج معها....لكن تهكمت ساخره بضحكه مُصطنعه:
صحرا
ليلة إمبارح كنت هتسيبني فى الصحرا للديابة عادي،مفيش فرق عالاقل دلوك إحنا بالنهار.
تنرفز وجذبها من يدها نحو سياره قائلًا:
أنا كمان عندي مشوار فى البندر.
وافقت وذهبت معه ليست مرغمه بل لسبب ميعادها مع الزبون بالمحكمه.
بعد قليل جلسا بالسيارة دون حديث،لكن لعدم إنتباة سراج اثناء السير لم يلاحظ أحد المطبات بالطريق حاول تبطئ السرعة،بلا قصد يده لمست فخذ ثريا الموصوم بتلك العلامة،إهتز جسد ثريا،وضمت ساقها للآخري بعيدًا،بينما لم ينتبه سراج لذلك.