-->

رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 16 - 1 - الأربعاء 10/4/2024

 

رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي





رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)


تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السادس عشر

1

تم النشر الاربعاء

10/4/2024

❈-❈-❈


(داخل المول التجاري ) 

أغلقت ميرال باب متجرها قبل أن تنظر إلى حقيبتها وتذكرت أمر ما فأخرجت الهاتف وما كادت تضغط على زر الاتصال،  حين  لمحت بعينيها في المتجر المواجهه لها قاسم وهو يختار إحدى البدل في إهتمام شديد، فاعادت وضع الهاتف مرة ثانية في الحقيبة واتجهت إلى حيث يقف قاسم،  الذي رفع بصره لها بعد أن شاهدها تقف في مواجهته

ميرال:

_كنت لسه هتصل عليك٠

قاسم وهو ينظر في إهتمام:

_خير في حاجة حصلت؟ انت بخير؟! 

ميرال في خجل:

_اي الحمد لله، أنا دوشتك بمشاكل بعد ما بابا مات علشان كدا قلت لازم اشكرك٠

قاسم في هدوء وثقة :

_مافيش شكر بين الأهل واحنا كلنا هنا اهل٠

ميرال:

_بردوا لازم يكون فيه شكر، في مواقف مينفعش تعدي من غير ما تشكر الناس اللي وقفت جنبنا٠

قاسم في إبتسامة خفيفة:

_طيب الشكر وصل وفي اي وقت تحتاجي اي حاجة انا موجود٠

ميرال ابتسمت ثم نظرت في أرجاء المتجر كان خالي من اي زبائن آخرين فقط هما، وفي زوايا بعيدة  العاملين في المكان، أخرجت ميرال من حقيبتها ميدالية مصنوعة من الذهب تحمل اسم قاسم مدت يدها له بها ثم قالت:

_يا رب تعجبك، انا اللي صممتها بنفسى٠

قاسم نظر إلى الميدالية الذهبية ثم قال وهو يشير بيده علامة الرفض:

_لا معلش مبدأ مرفوض٠ 

رفعت ميرال رأسها علامة التعجب والدهشة:

_مبدأ اي اللي مرفوض؟ 

قاسم وهو ينظر لها في عمق:

_انك تدفعي علشان حد وقف جنبك، أنا قلت لك أن أنا هنا بتصرف مع الكل كأنهم أهل، مينفعش اخد اي حاجة علشان حليت مشكلة، أو  حليت  سوء تفاهم، فهمتي؟! 

ميرال وهي تعترض:

_ايوا بس انت عطلت وقتك علشاني، وبعدين دي مش مشكلة عادية دا بزنس مصنع  كان واقف٠ 

قاسم وهو ينظر لها في عتاب:

_احنا هنا مش بتتعامل كدا، لازم تاخدى طبع الناس هنا وتفهمية علشان تتعايشي٠

ميرال شعرت بالانزعاج وبررت:

_كدا أنا مش هعرف اطلب منك أي حاجة، وكمان لو حسيت اني محتاجة مساعدتك مش هكون مرتاحة وأنا بكلمك ٠ 

قاسم:

_طيب أنا لو طلبت منك خدمة تعمليها ليا؟

ميرال:

_اكيد طبعاً٠

قاسم:

_ عايزك تنقي معايا بدلة ل عريس من دول علشان أنا توهت٠

ميرال صمتت دقيقة ثم قالت:

_بدلة!!؟ 

قاسم وهو يضحك:

_ايوا  ابن عمي وصحبي الوحيد منذر هنروح نخطب له النهاردة وأنا عايز اجيب له بدلة من هنا ومحتار٠

شردت ميرال لحظة بتفكير ها ثم قالت:

_منذر يليق عليه اوي اللون السماوي والازرق٠

ثم تفحصت بعض البدل وقامت باخراج واحدة وقالت:

_درجة الازرق دي مناسبة اوي ل منذر٠ 

هز قاسم رأسه علامة الموافقة وتابع:

_انا بشكرك٠

لم تشعر ميرال بارتياح ل رفض قاسم تقبل الميدالية الذهبية لهذا تابع هو:

_حاجة زي كدا أنت خدمتيني مينفعش ادفع لك مقابل كدا  صح ولا اي؟ 

هزت ميرال رأسها علامة استسلام ثم تابعت:

_ممكن٠

قاسم نظر لها في هدوء ثم تابع:

_والمصنع ماشي تمام والورشة؟؟ 

 ترددت ميرال ثم قالت:

_ في  صنايعية قرروا يسيبوا الورشة فجأة كدا، صنايعية اساسين في المكان، ودا عمل حالة من  البطء في حاجات كتير، والضغط بقا كبير على ماتيلدا وابوها،   وتقريبا كدا مافيش غير هم هما  الاتنين بس اللي  هناك٠

قاسم نظر لها في عمق  ثم قال:

_ طيب بكرة هشوف الموضوع دا٠

ميرال نظرت له في يأس طفولي ثم قالت:

_انا بس حاسة اني بتقل عليك٠ 

قاسم نظر لها في هدوء ثم تابع وهو يحمل البدلة ويتجه إلى قسم الحسابات:

_ارمي همومك وحمولك على ربنا وعليا، الله يرحمه ابوكي وصاني عليك انت أمانة عندي وأنا أد الأمانة، وعايزك تعرفي أن دا صميم عملي هنا، وظيفة العمدة كدا، لازم يكون موجود في كل مكان هنا واي مكان، وربنا بس اللي بيقدرني اني احل المشكل٠ 

ميرال تابعت:

_المشكلة أنهم فعلاً زي ما يكونوا بيتهربوا من ابو ماتيلدا، مش عايزن يتكلموا معاه أو يردوا على مكالماته ليهم، ودي حاجة هو مستغربها قبل مني، بس هو مش قافل باب الورشة ولا موقفح شغل بايده هو وبنته٠


 سارت ميرال خلفه في استسلام، إلى أن خرجا من المتجر وهو يحمل البدلة في يده قالت ميرال:

_يكون احسن لو منذر حط دبوس ذهبي على الكرافت٠ 

أبتسم قاسم وقال:

_ عندي دبوس ذهبي هبقي احطه أنا  على البدلة أول ما اروح  تمام الشياكة كدا،  عربيتك تحت ولا اوصلك؟ 

ميرال قالت في لهجة حزن  وأجبرت  دموعها أن  لا تستجيب لها :

_ عربية بابا فيها تلفيات علشان كدا ودتها التوكيل قالوا اسبوع  قبل ما يخلصوا شغل فيها مش اقل من كدا، مش بستخدم غيرها من بعد ما سبني، أنا بتعامل مع سواق مخصوص وهو منتظر مني تليفون هيجي أول ما اتصل عليه٠

قاسم قال في إصرار:

_لا أنا هوصلك المرة دي لاي مكان انت عايزاه، وبكرة هشوف معاك الصنايعية بتوع الورشة طلباتهم اي؟ ممكن يكون وسيلة ضغط على علشان اليومية تزيد، هنشوف اي الاشكال ونحله، متقلقيش أنا فاهم نوعيات مشاكل الصنايعية في كل الورش، هي اجرة الصنعة  مش ورشتك بس، وساعات كتير بيكون اختلافهم على الاسطى اللي ممشي المكان، بالعموم هنشوف٠ 

 ميرال في لهجة تأكيد:

_لا لا، أنا متأكدة أنهم بيحبوا ابو ماتيلدا٠ 

قاسم نظر لها في تفكير وقال:

_ساعات بيكون السبب تافهة يعني دا زعق لي قدام حد جديد، أو بيطلب مني حاجات اكتر من زميلي، بالعموم هنشوف بكرة اي الموضوع، أنا عارف كويس اوي صنايعية ورشتك وليا كلام معاهم٠




بعد مناقشات بين الطرفين اذعنت ميرال في النهاية أن تستجيب إلى رغبة قاسم وتصعد معه سيارته، أوقف قاسم سيارته أمام المصنع ثم قال:

_النهاردة عندي مناسبة ويدوب نجهز لها، والليل مشغول عندي، بس بكرة أن شاء الرحمن كل شيء يكون تمام٠

ميرال وضعت يدها على الباب ثم تراجعت لحظة وقالت:

_انتم بتقولوا هنا  النبي قبل الهدية صح كدا؟ 

رفع قاسم رأسه لها ثم قال:

_ايوا دا مثل معروف في مصر كلها مش الصعيد بس٠

أخرجت ميرال الميدالية الذهبية التي تحمل اسمه، من حقيبتها في سرعة  بحروف متشا بكة  يظهر بها واضحاً حرف ق  اكبر حجم من باقي الاحرف ثم قالت وهي تضعها على تابلوه سيارة قاسم:

_اقبل مني الهدية دي٠


قاسم صمت قليل ثم قال:

_ميرال :::: ٠

فتحت ميرال باب السيارة في سرعة  ثم لوحت بيدها في رقة بعد أن اغلقته في هدوء وقالت:

_الهدية مينفعش تترد، وعلشان أكون مرتاحة لازم تقبل هديتي٠ 

هز قاسم رأسه في استسلام  ، قبل أن ينظر إلى الميدالية التي تلمع في ضوء النهار داخل سيارته مثل شمس مضيئة ثم انطلق بالسيارة في سرعة كبيرة


 في حين انطلقت ميرال إلى حيث بوابة المصنع وفور أن شاهدها أفراد الأمن قاموا على فتح البوابة، قالت ميرال وهي تلوح لهم:

_اخباركم اي؟ في مشاكل من أي نوع؟

أفراد الأمن أشاروا لها في بهجة وسرور:

_لا لا، كله تمام يا ست هانم٠

ابتسمت ميرال ودخلت إلى المصنع في نشاط وارتياح كبير  وعلى وجهها إبتسامة طفولية كبيرة٠

الصفحة التالية