-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 21 - 2 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الواحد والعشرون

2


تم النشر الجمعة

19/4/2024

بمنزل جاسر 


خرج من الغرفة وروحه تنازعه بالغضب من حديثه إليها..توقف عندما استمع لرنين هاتفه، رفع الهاتف ينظر مستغربًا ذاك الرقم الدولي ..قام بالرد 

-أيوة..أجابته فيروز 

جاسر...

-فيروز..قالها وهو يتحرك للخارج ،خرجت سريعًا خلفه، ولكنها توقفت عندما استمعت لحديثه، 

دلفت للداخل وأغلقت الباب خلفها، 


اتجه لسيارته، وهو يتحدث بهاتفه

-بتتصلي بيا ليه ..أجابته على الجانب الآخر 

-جاسر مش عارفة اتأقلم هنا لو سمحت بلاش تنفيني بالطريقة دي 

توقف يستند على باب سيارته 

-خليكي عندك احسن، كدا انت بتحمي نفسك مني يافيروز، صدقيني كدا أفضلك وامسحي رقمي وإياكي تتصلي تاني وبلاش شغل الرخص دا، ونصيحة مني لو حاولتي تقربي من روحي برخصك يافيروز هنسى انك كنتي مراتي في يوم من الأيام ..قالها. أغلق الهاتف يتنفس بصعوبة، ضرب فوق السيارة غاضبا ثم  استقلها وجلس بقلبًا يأن ألمًا كوتر آلة موسيقية مقطوع ، وضع رأسه على القيادة وأغمض عيناه لدقائق ثم رفع نظره ينظر لشرفة غرفتها، شعر بألمًا يسري بجسده بالكامل، تتصارع مشاعره بداخله، وانفاسه تتسارع كمتسابق يقطع العشرات من الكيلو مترات كلما تخيلها بين ذراعيه، رغبة جامحة اخترقت قلبه لإستنشاق عبيرها، والتمتع بجنة عشقها، يعلم أنه أهانها بأبشع الطرق ، تخيل حالتها بذاك الوقت فهز رأسه وترجل من سيارته سريعا ..يتنهد بحرارة ينصهر داخله لحزنها، ردد متحركا إليها:

-لأ..مش قادر ، لازم اقولها الحقيقة، قالها ثم اتجه مهرولًا إليها ..دفع الباب وهو يهتف:

-جنى.. ولكنه توقف ينظر بصدمة إليها هنا شعر بإرتجافة جسده بالكامل، وشحب وجهه ، وبأعين مزعورة حاوطها ،فتحرك بأقدام مرتعشة، حتى وصل إليها هاويًا بجوارها 

بسط كفيه يزيح خصلاتها من فوق وجهها، وانسابت عبراته رغمًا عنه 

-جنى حبيبتي..قالها وهو يرفع رأسها يضعها على ركبتيها، نيران سارت بجسده وهو يرى تورم وجهها من سقوطها، والدماء التي أسفلها ..هز رأسه بعنف رافضا ماسيصير ..، احس بألم العالم كله ينخر جسده، وشعر بغصة تمنع تنفسه، حاول ابتلاع ريقه الذي جف رهبة مما صار، جذبها بين ذراعيه يحملها و يضمها لصدره ويبكي كالطفل الذي أضاع والديه،


-جنى افتحي عيونك حبيبتي ، حاول قدر المستطاع السيطرة على نفسه 


هبط للأسفل سريعا متجهًا لسيارته، الحزن والألم حفر ثقوبا بقلبه خوفًا عليها ..تحرك سريعا للخارج، شعر بخفة وزنها رغم حملها، سبّ نفسه 

-غبي ومتخلف، ايه اللي عملته دا، قالها يؤنب نفسه ..وصل إلى جراج سيارته 


بدخول ياسين تجواره عاليا إلى منزله ..توقف ياسين فجأة حتى اصطدمت عاليا للأمام 

ترجل مهرولا لأخيه، توقف أمامه 

-جاسر مالها جنى، ابتعد عنه متجها لسيارته كالضائع الذي لايعلم بأي اتجاه يسير ، خطوات مبعثرة مثل خفقانه هشعر بزهق روحه 

اقترب ياسين بعدما وجد حالته 

-هاتها ياجاسر، وانت سوق، هقعدها جنب عاليا ..تراجع بجسده ينظر بكافة الاتجاهات كالذي ضل طريقه، وبدأ يتمتم بحروف كمن ضيع عقله ، 

-أنا السبب..هذا حال لسانه وهو يتجه لسيارته، هرولت عاليا خلفه، تجذب كف ياسين

-واقف كدا ليه مش شايف حالته، شكل مراته بتنزف، عرفت انها حامل وشوف هدومه عليها دم..هنا فاق ياسين من صدمته يهز  رأسه فهرول إليه ..وصل بتخبط لسيارته ..امسك كتفه ياسين محاولا السيطرة عليه

-جاسر هوصلك ممكن تهدى..

-جنى بتموت ياياسين، أنا قتلتها،أنا قتلتها، .قالها صارخا يضمها بقوة لأحضانه 

فتح ياسين الباب الخلفي، ليضعها بهدوء اولًا ثم يصعد بجوارها، قائلاً :

-سوق بسرعة على المستشفى 

اومأ متفهما يشير لعاليا التي ، تطالع جاسر بحزنًا على حالته التي ابكت قلبها، كان لا يشعر بأحدا، سوى التي بين ذراعيه..انحنى يطبع قبلة على جبينها ويضمها لصدره بقوة

-جنجون قدامنا شوية ونوصل المستشفى ياقلبي، رفع رأسها يضع جبينه فوق جبينها هامسا لها 

-جنى ..خرج اسمها من بين شفتيه محترقًا، بألم الفقدان، وعقله يصور له الكثير من السنيورهات ..وآه موجوعة بآلام روحه ..مردفا يئن بكلماته 

-اوعي تموتيني ..كفاية عذاب فيا بقى، لسة ناقص تعملي ايه اكتر من كدا ..آسف ياروحي 

قالها بشهقة بكاء مختنقة بدموع الوجع .

توقف ياسين أمام المشفى، ترجلت  عاليا سريعًا تفتح باب السيارة ..تطالعه بصمت..نظر إلى مدخل المشفى، ثم إلى التي بين ذراعه كالجثة ..ضمها يهز رأسه رافضا الدخول 

-جاسر لو خايف على مراتك لازم ندخلها هنا، ياله مراتك ممكن تموت..بسط كفوفه 

-هاتها اخدها..نظر إليه كالضائع الذي لا يفهم ماذا يقول ...انحنى ياسين يجذبها بقوة من ذراعيه 

-جاسر فوق ، جنى كدا هتموت، قالها وهو يحملها بين ذراعيه متجها للداخل يصرخ بالمسعفين 

-دكتورة نسا لو سمحتم ..قالها وهو يتحرك بها اتجاه غرفة الاستقبال. ..أما الآخر الذي مازال جالسًا بالسيارة ينظر لكفوفه الممتلئين بالدماء ودموعه تنساب بصمت، ينظر بزعر كالذي فقد عقله ..لا يستطيع التحرك وكأن جسده أصيب بشلل في خلايا جسده بالكامل من صدمته، وشحبت ملامحه

-استاذ جاسر..قالتها عاليا بهدوء، تبسط كفيها إليه 

-انزل ياله علشان نلحق ياسين..نظر إليها بصمت كأنه لايعلم الحروف ولا الكلام..اتجهت ببصرها للداخل تنتظر ياسين، لا تعلم ماذا عليها فعله، أصابتها حالة من الحزن عليه، كيف تتركه بذاك الشكل..وقع بصرها على هاتف ياسين الذي يوجد بالسيارة..هرولت إليه تدعو الله بسريرتها يكون  بلا باسورد 


أمسكت الهاتف بكف مرتعش، حمدت ربها عندما فتح الهاتف..ابتسمت كالغريق الذي وحد ضالته وهي تبحث بين الارقام حيث وقع عيناها على اسم والده..قامت بمهاتفته دون تفكير


بحي الألفي 

يجلس عز بجوار عمه 

-بابا تعبان ياعمو، سيبه يرتاح شوية، صدقني هو شوية وهيرجع، حضرتك تايه عن صهيب الألفي ولا ايه 

هز جواد رأسه مستنكرًا أفعال صهيب

-مزعلني اوي ياعز، متقعوتش منه كدا، داخلين على شهر وهو بعيد عن بيته، حاولت معاه معرفش ليه مُصر أنه يبعد..كلمه ياعز وبلغه زي ماهقولك كدا 

قوله عمو بيقولك لو مرجعتش نهاية الأسبوع يبقى ينسى أنه له اخ اسمه جواد، مش كفاية سيف، يعني نبقى موجودين على وش الدنيا ومنعرفش عن بعض حاجة..أنا كلمت سيف وقولتله يصفي شغل تركيا، كفاية غربة كدا، خليه يعمل زي حازم، انتو مش صغار علشان ألم فيكم 

بتر حديثهم رنين هاتفه..زفر مختنق يشير للهاتف 

-كفاية عليا المتهور دا، لا وجاي مفكر أبوه أهبل وهيصدق العبط اللي بيقوله 

ابتسم عز عندما تذكر ياسين..فغمز لعمه 

-مايمكن بيحبها فعلا ياابو الجود ، انت كنت دخلت قلبه

أغلق جواد الهاتف بوجهه

-بيتصل ليه المتخلف دا..قهقه عز يلطم كفوفه 


❈-❈-❈

-ماترد عليه مايمكن عنده مشكله، قالها وهو يغمز بطرف عينه..دلف بيجاد يدخل رأسه من الباب

-حمايا طالب ايدي وأنا مش موافق..رمقه جواد بنظرة مشمئزة يشير إليه

-تعالى هنا ياجوز غنى ..تسمر بيجاد. بوقوفه يهتف بنبرة غاضبة :

-ليه شامم ريحة تريقة، اه جوز غنى محدش له حاجة عندي ..جذب المقعد وجلس يضع ساقًا فوق الأخرى يضرب على ساقيه

-سامعك حمايا الغيور..قاطعهم رنين هاتف جواد مرة أخرى 

مسح على وجهه يشير للهاتف:

-كفاية عليا ياسين الأيام دي، خليك خفيف يابيجاد مش ناقص غباوة منك، انا محسبتكش على موضوع جنى، اوعى تفكرني هعديها كدا، الظروف بس مش مساعداني

زفر بعدما تكرر رنين هاتفه مرة أخرى..رفعه قائلا:

-والحلوف دا كمان عايز ايه، قالي واخد مراته مشوار

غمر بيجاد قائلا:


-يمكن هيبشرك ياجدو ويقولك مبروك جايلك حفيد...توسعت أعين جواد بذهول حتى ارتاب شكًا 

-بس ياحلوف ، مستحيل ياسين يعمل كدا..ربت بيجاد على كتف عز بقوة 

-زيزو هو عمك مكنش موجود معانا موجود وابنك بيقول مراتي ، لأ ومفتخر، بيحسسني أنه اتجوز الأميرة ديانا، مش كدا  ولا إيه، ولا يمكن فقدت الذاكرة..، أمسك جواد الهاتف للرد، دنى بيجاد بجسده يخطف الهاتف منه ويلقيه على المقعد بجواره

-اسكت يالا شوية، عرفنا مراتك حامل، بس تقول ايه ابوك مش مصدق، تعالى واقوله في وشه، يمكن المرادي نعمله قلب مفتوح

ركله عز بقدمه :

-بتقول ايه ماتتلم شايف وقت هزار ..رفع حاجبه الأيسر ساخرا

-ياسلام ..قالها ثم اتجه لجواد 

-هو شهر ٢ السنادي٢٩يوم ، قولي ليه ..هقولك علشان سنة كبيسة عليك ياعمو جواد، مفيش حد من ولادك إلا ماشاء الله ، الله اكبر عليهم مفيش مصيبة الا وعملوها، حتى القط الصغير كمان دا ضرب صاروخ يهز أفغانستان كلها، دا الراجل دا بكل بجاحة وبيقول مراتي، والتاني جاي واقف قدام الكل وبكل وقاحة ..هرجع مراتي، والله لولا احترامك كنت طيرته، ولا الأهبل اللي جنبك طلق مراته قال ايه كسرت كلمته، ياخي والله مالاقي كلام اعبر بيه عن انجازتكم العظيمة، ابتسم بسخرية متجهًا لعز 

-احمد ربنا أنه لسة قاعد قدامكم وفيه عقل...

كان يطالعه بصمت، ثم تحدث:

-طيب ياعاقل، قولي ورا الدخلة دي كلها ايه يابن المنشاوي 

ارتفعت ضحكاته وهو يضرب كفيه ببعضهما 

-ياربي عليك ياعمو جواد، يعني عملت حوار طويل عريض وبتسألني برضو 

جذبه جواد من ياقته وامال بجسده، يمسكه من عنقه 

-ولا..قولي اخرك ايه، ولو جاي بتلف وتدور علشان تسافر بغنى انسى، مش موافق 

نهض يضع كفيه بجيب بنطاله وتحرك للنافذة ينظر للخارج 

-أنا مبخدش رأيك على فكرة ياعمو، دي حياتي وأنا حر فيها، بس من حقك عليا، علشان العشرة اللي بينا، وعلشان كمان بعتبرك زي والدي، هو الصراحة مش زي والدي كمان، لأ ..انت فعلا ابويا، وحضرتك عارف حبي ليك اد ايه، بس عند حياتي الخاصة مبحبش حد يدخل فيها، حتى لو ريان المنشاوي نفسه

نهض جواد من مكانه متجهًا إلى وقوفه ، ووقف بمقابله 

-يعني افهم انك واخد قرار مش كدا، ومهما أقول رأيي مش مهم 

اتجه بنظراته للخارج مرة أخرى، يهرب من نظرات جواد وأومأ برأسه

-مراتي لازم تبعد شوية، وانا مش هفضل أضغط عليها ..متنساش غنى كانت مريضة، وانا مش عايزها تتنكس وتتعب تاني، وحقي احافظ عليها ..عارف حضرتك هتزعل مني، بس اعذرني مراتي وابني اهم عندي من أي حد، يعني لو تعبت محدش هينفعني لا حضرتك ولا جاسر، اتمنى تكون متفهم ياعمو

الصفحة التالية