-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 21 - 3 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الواحد والعشرون

3


تم النشر الجمعة

19/4/2024

اسمعني يابيجاد كويس مش هكرر كلامي..توقف عندما استمع لرنين هاتفه مرة أخرى، فتحرك 

-لأ ..كدا اكيد فيه حاجة مهمة لازم اشوف فيه

-ماقولتلك ياحمايا، هيقولك مبروك

جلس على مقعده وأجابه 

-أيوة ياياسين..قالها جواد ، على الجانب الآخر ابتعدت بعض الخطوات عن السيارة 

-الاستاذ جاسر ..لا مراته..هب جواد من مكانه، ودقات قلبه تكاد تخرج من صدره، فتسائل بشفتين مرتجفتين بعدما ابتلع لعابه الذي جف

-ماله جاسر، وفين ياسين..أرجعت خصلاتها للخلف تنظر إلى خروجه من السيارة، يتخبط كالذي يتعلم المشي..فأجابته بتقطع :

-إحنا في المستشفى..اتجه للخارج سريعًا دون الحديث مع أحد

-انهي مستشفى يابنتي، انتي ليه بتنقطيني  بالكلام 

هرول عز وبيجاد خلفه، 

-عمو جواد ايه اللي..وضع اصبعه على شفتيه وهو ينظر حوله، حتى لا يسمعهم أحدًا..نظرت عاليا على يافتة المشفى واجابته :

-مستشفى جاسر الخيري..

تمام..قالها وأغلق الهاتف، متجهًا لسيارته سريعا..توقف عز أمامه

-جاسر ماله ياعمو، ومستشفى ليه، جاسر حصله حاجة

بحث بجيبه عن مفتاح سيارته ، نظر لعز 

-نسيت المفتاح ، شغل عربيتك ياله، معرفش ،...

أمسك عز كفه:

-مين كلمك ياعمو، 

اتجه جواد جهة السيارة قائلا:

- دي مرات ياسين مفهمتش حاجة، تخبط بالحديث 

-لأ اكيد مفيش حاجة ..تغضن جبينه بعبوس متسائلا :

-مرات ياسين بتعمل ايه عند جاسر، وليه ياسين متصلش، فيه حاجة مش تمام

دفعه بيجاد للسيارة: 

-عز  اركب دلوقتي..ولما نوصل هنعرف، قالها بيجاد متجها لسيارته، بينما عز اسرع خلف عمه 


وصلوا بعد دقائق..ولج جواد للداخل ..توقف الجميع احتراما وتقديرا له لمعرفتهم السابقة به 


اتجه للداخل يبحث عن ابنه، بينما عز الذي هرول إلى الرسبيشن 

-الظابط جاسر الألفي فين 

أشارت له المسؤولة 

-الدور التاني يافندم ، عند دكتورة النساء..هزة عنيفة أصابت جسده فاستدار لعمه الذي تحرك بجوار بيجاد دون حديث ..وصل للمكان المنشود

كان ياسين يجلس بجوار عاليا بالخارج، توقف حينما وجد والده 

-بابا..مين قالك

طأطأت عاليا رأسها مجيبة 

-أنا اللي كلمت حضرته، الاستاذ جاسر كان حالته سيئة فكان لازم يعرف

استدار يرمقها بصدمة ، ثم اتجه لوالده ببصره عندما تسائل

-ايه اللي حصل ، مالها جنى ..


تسائل بها بخروج جاسر من غرفة الطبيبة خلف فراش جنى المتحرك ..هرول عز جاحظا عيناه حينما وجد أخته لا حول لها ولاقوة 


أما جواد الذي راقب حالة ابنه بألم شق صدره، كان يقف كالغائب عما يدور حوله، توقف أمام غرفة العمليات، يضع رأسه على الجدار مغمض العينين، يعقد ذراعيه على صدره.أشار بعينيه لياسين وبيجاد اللذان اتجها إليه 


-جاسر مالها جنى؟!


هوى على المقعد يضع رأسه بين راحتيه..دون حديث

جلس عز بجواره يجذبه من ذراعه ، وبغضب محموم يندلع من حدقتاه

-اختي مالها ، وليه دخلت عمليات ، اوعي يكون حملها 

أطبق على جفنيه متألمًا يهز رأسه بحزن يخرج من مقلتيه:

-مالناش نصيب..قالها بقلبًا مفطور 

هنا شعر عز بوجع يغزو أضلعه وكأن أحدهم اصابه برمحًا مشتعل، فنهض من مكانه يتحرك بخطى متعثرة واشتعل جسده بنيران جحيمية 

-أكيد من الزعل، رددها وهو يتحرك يقف أمام الغرفة ينتظر خروجها 


❈-❈-❈



بعد فترة خرجت الطبية من غرفة العمليات، توقف جواد متجهًا إليها فيما أسرع عز يتوقف أمامها

-ايه يادكتورة، جنى عاملة إيه 

رفعت نظرها بعملية وهتفت: 

-للأسف زي ماخبرت حضرة الظابط، فيه طفل كان نبضه متوقف من فترة، وربنا رحيم أنه نزل طبيعي، ودا من خلال النزيف، أما الطفل التاني كان لازم ينزل ، حياة الأم كانت في خطر، كان لازم ننقذ حد فيهم ، وحضرة الظابط اختار مراته 


شحبت ملامح جواد فتسائل

-بتقولي طفل كان ميت من فترة، اومأت له الطبيبة 

-للأسف يافندم، الطفل مكنش لازم يعيش لأنه مشوه، والتاني نبضه ضعيفه 


-الأم حالتها إيه ؟! تسائل بها عز بقلبًا ينتفض خوفًا 

-الأم كويسة، هتتنقل اوضتها بعد شوية، بس لازم ترتاح معانا فترة 

اومأ برأسه متفهمًا ثم تحركت ..اتجه عز خلف أخته الذي خرجت متجهة لغرفة أخرى..دلف خلفها، انحنى يطبع قبلة حنونة فوق جبينها هامسًا لها

-حمد الله على السلامة حبيبة اخوكي..مسد على خصلاتها ينظر للممرضة 

-فين حجابها ..اعدلت الممرضة من وضع فراشها حتى ترتاح بنومها مردفة 

-جاتلنا من غير حجاب يافندم ..دلفت عاليا إليها ، وصلت أمام الفراش وتسائلت

-هي هتفوق إمتى لو سمحتي 

-نص ساعة بالكتير..ولو احتجتم حاجة دوسو على الجرس دا 


اقتربت منها تطالعها بهدوء بدخول جواد، تطلع جواد إلى عز قائلا:


-سبوها ترتاح ياعز، ووقت ماتفوق لازم تكون جنبها، علشان تتجاوز الفترة دي ،رفع نظره لعمه وتحجرت دموعه 

-تفتكر هتسامحني ياعمو..ربت على كتفه 

-بلاش كلام دلوقتي في الموضوع دا، تعالى نسيبها ترتاح، ثم اتجه لعاليا 

-خليكي جنبها لو فاقت عرفينا ..أومأت برأسها بالموافقة

تحرك عز بجوار جواد متجهين للخارج 

ذهب ببصره لجاسر الذي مازال جالسًا بمكانه، كأنه لم يشعر بهم حوله..

تنهيدة عميقة غادرت ضلوعه، متجهًا إليه:

-مش هلومك ولا أقولك ايه اللي حصل ، بس هقولك اللي حصل من عمايل ايدك يابن عمي ..قالها وتحرك متجها للخارج 


..هرول خلفه بيجاد 

-عز !! استنى رايح فين 

تحجرت دموعه تحت اهدابه قائلا

-رايح اجيب امي لبنتها، كفاية عليها كدا، جنى ممكن تموت فيها، لازم ماما تكون موجودة

امسكه بيجاد من أكتافه 

-طيب أهدى دلوقتي واستنى نشوف الدكتورة هتقول ايه، بص حواليك كدا..شوفت جاسر عامل ازاي


انزل عز كفيه قائلاً دول جدال:

-وياترى مين السبب من رأيك، ماهو جاسر السبب ، قالها عز وهو يرمق جاسر 

-لأ دا إنت مجنون، الدكتورة قالت إن الطفل كان مشوه، وكدا كدا كان ميت

بيجاد لو سمحت مش عايز اتكلم مع حد 


قالها وتحرك للخارج أوقفه جواد

-عز...توقف بمكانه يكور قبضته حتى ابيضت ونفرت عروقه ، تحرك جواد إليه 

-اطمن على اختك الأول وبعد كدا روح لباباك..

استدار برأسه :

-لازم قبل ماتفوق ماما تكون جنبها، ..قالها وتحرك 


أشار لياسين 

-روح ورا ابن عمك، اومأ له وتحرك خلفه..


جلس جواد بجوار جاسر ..صمت للبعض الدقائق ثم تسائل:

-ايه اللي حصل خلاها تفقد الحمل 

كان متكأ على الجدار، مغمض العينين ، ودقات قلبه تتقارع بعنف خوفًا عليها

رفع والده كفه يربت فوق كتفه 

فتح عيناه التي تحولت شعيراتها للون القاني من يراه يشعر بما عاني من آلامه ..طالع والده بنظرات متألمة ، ينتحب بأنين صامت وكأن أنفاسه تسحب منه ود لو عاد طفلا، و ألقى نفسه بأحضانه، يبكي حتى يشفى من جراحه..ابتلع لعابه الذي جف، وحرك شفتيه للحديث ولكن لم يقو كأن الحروف هربت ولم يعد لديه قدرة 

فأغمض عيناه مرة أخرى وانسابت عبراته رغمًا عنه 

جذبه جواد لأحضانه يربت على ظهره، بكى بصوت مرتفع وهتف من بين بكائه

-ربنا عاقبني للمرة التالتة يابابا، بس المرة دي موجوع أوي اوي، مش قادر اتحمل الوجع 

أخرجه جواد من أحضانه يهزه معنفًا إياه 

-اتجننت ياجاسر، انت راجل فيه راجل يبكي ويكون ضعيف كدا، وبعدين من إمتى بنعترض على ربنا ..

هزه مرة أخرى وأردف بحكمة:

الطفل كان مشوه ياحبيبي وكويس أنه نزل والتاني عوض ربنا فيه،  

-كنت تعرف ايه اللي ورا ه دا لو كمل، مايمكن كان هيجيلك بالعذاب يابني، هو انا اللي هقولك 


-أنا السبب يابابا، انا اللي فضلت أضغط عليها، لو مضغتطش مكنش حصل دا 


تنهد جواد متألمًا وشعوره بالذنب يحرق احشائه فتحدث 

-حبيبي مفيش حد سبب في حاجة، ربنا مسبب الأسباب، اجمد كدا وبكرة ربنا هيعوضك إن شاءالله، وبعدين الدكتورة قالت كويس أنه نزل، وكمان كان لازم تعملوا احتياطات ، معرفش ازاي الموضوع دا عداني، متعرفش ساعات جواز القرايب بيكون فيه نسبة تشوة للأجنة، ربنا يستر كمان على ربى

بس برجع واقولك كله مقدر ومكتوب، ولازم تحمد ربنا أنه نزل، والتاني عوض ربنا ياحبيبي 


هز رأسه رافضا حديثه 

-جنى مش هتسامحني يابابا، مش هتسامحني ابدا 


-إنت عملت ايه؟!..قالها جواد مستفهمًا

استدار بجسده يتعمق بنظراته

-إنت عملت ايه، اوعى تكون نفذت الهبل اللي كنت بتقوله، 

تراجع بجسده ومازالت نظراته التفحصية 

-لأ .. مستحيل ، وقتها اقسم بالله ، وقف جاسر ونظر لوالده:


-من غير ماتحلف يابابا، كنت بقول كلام وخلاص..قالها واتجه بالداخل إليها ..ولج وجدها مازالت تحت المخدر، نهضت عاليا من مكانها عندما اتجه يخطو بخطوات هزيلة متجهًا إليها ..تحركت إليه متسائلة 

-حضرتك كويس، رفع نظره إليها 

-إنتِ مين؟!

حمحمت متراجعة خطوة للخلف قائلة

-أنا عاليا..صمتت ثم تحدثت

-مرات ياسين..ضيق عيناه 

-ياسين مين؟! ابتلعت ريقها وتوقفت لا تعلم بما تخبره فهمست:

-اخوك..كأن حديثها لم يعريه إهتمام او ربما تخبط ولم يستوعب كلامها، فاتجه بصمت لفراش زوجته، تحركت للخارج وتركته 

جذب المقعد وجلس بجوارها ، رفع كفيها المغروز بالأبر، ثم لثمه وعبرة نارية كوت وجنتيه فانحنى يضع جبينه فوق جبينها 

-جوايا نار ياجنى، جوايا نار وخايف تولع فينا، معرفش مين فينا الغلط، أنا واللي إنتِ، بس اللي متأكد منه اني مقدرش اتنفس وانتِ بعيدة عن حضني 


ارتسم الألم داخل مقلتيه، ثم رفع كفيه يمسد على خصلاتها ، وتحدث بقلبًا ينزف داخليًا

-للأسف بنتعاقب على غضبنا من بعض

دنى منها يهمس لها

أي عقاب بينا أنا قابله ياجنجون إلا إنك تبعدي عني، ولسة حسابنا مخلصش ياحبيبة جاسر ، استمع لطرقات على باب الغرفة، ولجت الطبيبة 

-حمد الله على سلامتها، نهض من مكانه ..وأشار بعينيه

-هي ليه مفقتش؟!

-دقايق وهتفوق، قامت بمعاينتها الطبية 

-هي كويسة بس لازم بعد ماتخف نعمل شوية تحاليل، وفيه علاج هتمشي عليه شوية قبل اي حمل جديد 

-ليه!! هو فيه حاجة؟!

وضعت كفوفها بجيب بالطوها الطبي 

-حضرتك النهاردة اخترت الأم، انا متكلمتش مع والد حضرتك، بس حالة المدام كانت خطرة، ولولا التدخل السريع كنا ممكن نفقدها، ومتنساش انت اخترت الأم ..مش عايزين نوصل للأختيار دا مرة تانية، الام لازم تعمل فحوصات كاملة، قبل أي خطوة جديدة، نسبة السكر عندها عالية جدا، ضربات القلب مش منتظمة للأسف، ومش هخبي عليك، العناية الألهية كانت في صالحكم 

اتجه ببصره إليها وتسائل بتلعثم 

-لسة فيه خطورة على حياتها؟!

هزت رأسها وأجابته:

-لأ..بس لازم تكون تحت الرعاية علشان السكر والضغط، ولازم فصحوات زي ماقولت، علشان مايحصلش مضاعفات بعد النزيف وكمان نطمن عليها

دلفت الممرضة 

-دكتورة حالة ولادة ..اومأت لها ثم تحدثت بخروجها:

-متخرجش غير لما اشوفها تاني لو سمحت، لازم كشف نهائي قبل الخروج٠

الصفحة التالية