-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 23 - 2 - الجمعة 26/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر الجمعة

26/4/2024

❈-❈-❈


ايه اللي حصل؟!

اجابه الرجل 

-اتصلت بحضرتك كتير يافندم

استمع لحديثه بأعين يتطاير منها الشرر، ثم أغلق هاتفه وصدره عبارة عن كتلة نارية، يريد أن يدخل يحطم ابنه..ظل بمكانه يطبق على هاتفه حتى كاد أن يكسره، ناهيك عن عروق رقبته النافرة، لأول مرة يكون بتلك الهيئة المرعبة..دقائق من الصمت المميت لديه، ثم تحرك بهدوء، محاولا السيطرة على نفسه 

بالداخل ..هرولت للأسفل بعدما وجدته بتلك الحالة، خصلاته المبعثرة وثيابه الغير مهندمة ..تحركت سريعا فتقابلت بدخول جواد للمنزل، استمعا الى تحطيم شيئا بالداخل 

أمسكت ذراعه وبقلب كاد أن يتوقف ذعرا على ابنها تسائلت :

-جواد جاسر ماله ، ايه اللي حصل!!


ربت على كتفها واتجه للداخل..توقف يطالعه بصدمة حينما وجده جالسًا على الأرضية يحتوي رأسه بين راحتيه، وتنهمر عبراته 


دفعت غزل الباب ودلفت 

-جاسر ماله ياجواد..شعر جواد بما صار، فأمسك كفيها

-غزل سيبنا لوحدنا

تحركت متجهة لأبنها قائلة: 

-جاسر حبيبي ايه اللي حصل ، جنى كويسة، اتخنقت مع مراتك، أطبق على جفنيه وآه حارقة من جوف حسرته ومياه عبراته الحارقة تكوي قلبه قبل خده


اشتعل صدر جواد عندما وجده بتلك الحالة، فقام بدفع غزل بهدوء للخارج مغلقًا الباب خلفه، ثم تحرك إليه بخطوات هزيلة ضعيفة يتمنى أن يكذب حدسه ..جلس بجواره بهدوء رغم بركانه القابع بصدره فتحدث بثقل 

-سامعك..أغمض عيناه بقوة كاد أن يمزق بها شعيراته الدموية،ثم انحنى برأسه على ركبته يعضا ندما على ما فعله 

لحظات صمت مميتة حتى قطعها جواد 

-ايه اللي حصل عند فيروز، وليه كنت منزلها بالشكل دا


تراجع بجسده يستند على الجدار 

-لما كنت عارف اني هناك مجتش خدني ليه ، ليه دايما بتتأخر عليا ، ليه متبنقذنيش قبل ماأغرق 


هز جواد رأسه غير راضيًا عما يقوله ثم أردف قائلًا:

-كنت عايزني اروح اجيب شاب عنده ٢٨سنة من شقة طليقته، والشاب دا ظابط ياحضرة الظابط..ياترى كنت مستني مني اعمل ايه، ادخل اضربك قلمين زي العيال الصغيرة واقولك ايه اللي جابك هنا، انا مش نبهت عليك الصبح، ليه ركبت البت دي عربيتك، ليه ادتلها فرصة تتحكم فيك 


لا يعلم كيف يخرج مكنونه الذي يحرق داخله فرفع بصره لوالده

-مكنتش حاسس بحاجة، معرفش ايه اللي حصلي..خرجت من عند عمو باسم اخر حاجة افتكرتها ركبت معايا العربية

بعدها محستش بحاجة


اشتعلت أعين جواد ورمقه بإذراء

-ركبتها ليه العربية، كنت دوس عليها دا لو انت فعلا عايز تتخلص منها 


-بابا لو سمحت..


لكمه بكتفه يهدر به: 

-إنت بتحب البت دي يالا، ولا بتحب بنت عمك، ولا انت عجبك الموضوع كل شوية في حضن واحدة، وجاي على مزاجك وفرحان بنفسك أن الولا أمور والبنات بتدوب فيه 


-بابا أنا قومت لقيت نفسي في سريرها من غير هدوم ومش فاكر حاجة


هل شعر أحدكم بطائر يذبح عنقه بسكينًا بارد وهو لا حول له قوة، قبضة مؤلمة من بين ثنايا قلبه الذي بدأ يثور بنيران الغضب عندما هاله مقدار الضعف والحزن على ابنه، كم هو مؤلم أن ترى وليدك بتلك الحالة الهزيلة لقد سحبت روحه ولم يعد لديه القوة على الحديث، بل شعر بالعجز..هذا ماأحس به جواد ....

ردد جاسر جاسر قائلا

-بابا أنا ممكن اكون عملت حاجة مع فيروز

بعينين متسعة كاتساع بين السموات والأرض..طالعه مصدوما، تمنى حينها أن تزهق روحه لبارئها


لا يعلم أي جرم ارتكبه حتى يحدث معه ذلك..ابنه حبيبه ربيبه ..فلذة كبده هو من اطعمه بخنجر بارد، هو من أسقط قيمه وأخلاقه ..ماذا يقول ذاك المعتوه ، هل جن بالفعل، ام هناك كوابيس تدار بعقله

هز رأسه رافضا حديثه وأردف بصوت ثقيل مشحون بالألم

-لا لا لا... مستحيل ، لا أنا أكيد بحلم بكابوس ..حاول النهوض ولكن اقدامه 

لم تقو على حمله، كأن جسده انشق لنصفين، اغروقت عيناه بدموع الخذلان ..يتخبط ويترنح بوقوفه مرددا

-لا ..اكيد أنا ابني ميعملش كدا، لا ابني حبيبي..سندي، كبيري، هو من كسرني 


نهض جاسر من مكانه عندما وجد شحوب وجهه، اقترب منه 

-بابا والله ماكنت حاسس بحاجة، والله مااعرف ايه اللي حصل..دنى يمسك كفيه يقبلها بدموع الوجع 

-سامحني والله غصب عني..مش فاكر عملت ايه 

هوى على المقعد يفتح زارير قميصه عندما أحس بعدم قدرته على التنفس، كأن لم يوجد اكسجين بالغرفة 

اقترب جاسر وأعطاه سلاحه 

-موتني لو دا يريحك، موتني وريحني من العذاب دا كله


دفعه جواد بقوة لم يعلم كيف اكتسبها


ثم نهض  من مكانه وارتفعت صيحاته حتى زلزلت المكان يعنفه غاضبًا

-اسمعني علشان انت خلاص مبقاش نافع معاك حاجة ، تعبت وقرفت من عمايلك، كل مرة بتحملني تهورك وغلطك، لو سمعت مني من الأول مكناش وصلنا للمرحلة دي، بس شكل الموضوع جه على هواك 

انحنى يمسكه من اگتافه يهزه بعنف وزمجر قائلاً:

-بنت عمك هطلقها يابن جواد وروح كمل حياتك مع الاشكال اللي زي فيروز، لأن فرصك عندي انتهت، عمك بين الحياة والموت وانا هنا بلم في مصايبك مع زفت الطين فيروز، ليه علشان حضرة الظابط الفاشل مش قادر على حتة بنت جاية من الكباريهات ..انا جواد الألفي على اخر الزمن اسمي يبقى جنب حتة زبالة بسبب ابني، دفع المقعد بقدمه حتى سقط وصرخ به 

-الغلط مش عندك، الغلط عندي اني قبلت واحدة زي دي تتحكم في عيلتي


امسكه يوقفه يهزه بعنف 

-كام مرة نبهتك وقولتلك ابعد عنها ، كام مرة قولتلك سبني عليها، وحضرتك عملتلي دكر ..وتقولي انا هتصرف 

دفعه بقوة بالجدار

-بنت عمك دخلت المستشفى بسببك، عمك بين الحياة والموت بسببك، اختك سابت بيت ابوها بسببك، العيلة اتفركشت بسبب ، روبي حياتها ادمرت بسببك، ايه كنت عايز تسمع من ابوك دا، اه حتة عيل معرفتش اربيه، والنهاردة رجعلي وتقولي مش فاكر ايه اللي حصل معرفش حصل بينا ايه 

امسك المقعد ودفعه بقوة على النافذة حتى سقط زجاجها بالكامل ، وقام بتحطيم كل ما يقابله، وهو يزأر كالأسد الذي منع عنه طعامه، ويريد الانقضاض على فريسته قائلا بصوت كالرعد 

-ابني على اخر الزمن يطلع زاني...آه صرخ بها صرخة اهتزت لها جدارن المنزل 

استمع لطرقات غزل على باب الغرفة

-جواد افتح الباب

-غزل..صاح بها بغضب حتى تحركت من أمام الباب 

رفع نظره لابنه 

دار حول نفسه كالمجنون، يجذب خصلاته بعنف

-ليه يابني ، ليه تعمل فينا كدا..دي اخرتها ياجاسر، تطلع زاني في الآخر


انتهكت صحته حتى هوى على الأرضية ولسان حاله 

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" 

"اللهم اجرني في مصيبتي"..قالها بشهقة بكاء وانسابت دموعه، مرددا

"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "

زحف لوالده يرفع ذراعيه يبكي بشهقات مرتفعة 

-سامحني يابابا والله ماكنت اعرف هوصل لكدا، عمري مافكرت أنها تكون بالحقارة دي 

عيناه تحجرت بالعبرات واهتز داخله بنيران مستعيرة من حالة والده التي يراه بها لأول مرة 

-بابا..همس بها جاسر، عندما زاغت نظرات جواد بأنحاء الغرفة، ولم يرى منه سوى عبراته التي تنساب بصمت

لا يعلم أن والده داخله يغلي كالمرجل الذي جف مائه 

وضع رأسه على ساقه  وأردف بنبرة خافتة تكاد تسمع: 

-لما فوقت مفكرتش غير فيك، عارف انك هتتصدم وممكن تروح فيها، بس وحياة ربنا انا معرفش ايه اللي حصل ولا فاكر غير. اني ركبت العربية وبس 


سكت هنيهة ثم تنهد تنهيدة مرتعشة 

وآهة طويلة كانت أبلغ رد في تلك اللحظة التي تحرق بها روحه 


-هموت يابابا..ابنك هيموت من اللي بيحصل معاه، حاسس بصخرة بتهدني، 


رفع جواد كفيه يمسد على خصلاته 

وهمس بتقطع 

-جاسر..اعتدل ينظر لوالده برجاء أن يرحم ضعفه، ثم اومأ برأسه منتظر عقابه: 

-إنت عايز ايه يابني، عايز ترجع فيروز، ولا عايز جنى، علشان افهم هعمل ايه ..أنا مبقتش فاهمك، ماهو لو بتحب جنى كنت مستحيل تخلي فيروز تكسرك كدا، ولا كنت قربت منها مفيش راجل بيحب واحدة ويقدر يكون مع واحدة تانية ، صعب ياجاسر، 


-بابا أنا عايز حياة مستقرة مع مراتي وبس، فيروز متهمنيش ، مش عايز غير البنت اللي اول ماقلبي عرف يحب دقلها 

لاحت ابتسامة حزينة على وجهه جواد فخلل أنامله بخصلات ابنه مردفًا

-يبقى لازم تتعب شوية، ومتكنش بالضعف دا، عيب الراجل يبقى ضعيف، الراجل بقوته، فكر وشوف إنت عايز ايه بالظبط.. وبالنسبة للي حصل النهاردة مش عايز أي مخلوق يعرفه، لحد ماارجع من السفر، لازم نقعد مع جنى الأول وتحكلها، ولو هي متمسكة بيك هترضى، أما لو كان الموضوع تقيل عليها فاعذرها مفيش ست تتحمل اللي اتحملته جنى..جنى بتحبك من زمان، وكانت بتشوف مراتك في حضنك، كفاية عليها وجع، ولو ليكم نصيب في بعض صدقني لو أنا بنفسي حاولت اطلقكم مش هقدر

الصفحة التالية