رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 19 - 4 - الثلاثاء 9/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع عشر
4
تم النشر الثلاثاء
9/4/2024
كلماتها نزلت فوق مسامعه كسقوط نيزك حتى جعله غير متزن بوقوفه فهوى على المقعد خلفه هامسًا بضياع
-انتِ ايه شيطانة!!
انحنت بجسدها ووضعت كفيها على أكتافه قائلة بنبرة لا تقبل الجدال
-لأنك غلط معايا ياجاسر وظلمتني، ظلمتني لما خلتني أحبك أوي أوي وفي الاخر تسبني وترميني كأني واحدة قضيت معاها كام ليلة حلوة، بس وحياة كل دقة قلب ليا ماهتنازل على قلبي اللي حطمته، وهخلي جنى دي تكره نفسها من مجرد أنها قربت من حاجة ملكي ..ومش بعيد ترميها هي كمان زي مارمتني
.طحن ضروسه ضاغطا عليها بقوة
-عارفة جنى ايه عند جاسر يافيروز
طالعته بغضب تنتظر حديثه
-جنى دي روحي يافيروز، هتقربي منها مش هقولك هعمل ايه، اللي متعرفهوش عني مبحبش الكلام ، اللي يعرف جاسر تلاتة بس جواد الألفي ، جنى و غزل الألفي..دول اللي يعرفوا جاسر ، يعني ميغركيش إني هادي وابن ناس، لكن لا لما بقلب بكون نمرود، وقولتلك قبل كدا ..انا مكنتش عايز ادخل شرطة علشان افضل محافظ على أدبي ، اقترب يجذب عنقها يقربه إليه ثم همس بجوار أذنها
بس هي كانت عايزة اكون ظابط، تخيلي حاجة كنت بكرهها، بس حبيتها علشانها هي ممكن أسمح لحد يقرب منها أو يأذيها، قربي بس يافيروز، عايزك تقربي بس ورني جرس الباب بالغلط
ابتلعت غصة مسننة حتى شعرت بتمزق جوفها
-لدرجة دي ..ياااااه ياحضرة الظابط
جلس بمكانه ومازالت نظراته المتوعدة في عمق عينيه قائلاً:
-أنا مكنتش عايز الأمور توصل بينا لكدا، انا اتعاملت معاكي من اول مرة قابلتك فيه كراجل،
-من يوم مارميتي نفسك قدام ياسين وعملتي مسرحية سخيفة ورغم كدا وقفت جنبك، قررت اتجوزك بعد ماحسيت فيه مشاعر بينا وكملت فيها رغم انك استهزئتي بالمشاعر، بس هبلة اوي يافيروز، مثلتي الحب عليا وفي حين أن قلبي اصلا مكنش ملكي ، اقترب بجسده منها ينظر لفيروزتها
-اه الجمال حلو منكرش، بس هي كانت مسيطرة أوي..عديت كتير اوي يا فيروز
وكنت بديلك اعذار رغم الكل قاطعني بسببك، وعملت مش واخد بالي في بلاويكي، لكن إن عقلك الغبي دا يخليكي تتمادي وتدخلي في حياتي وتعملي مسرحية زبالة يافيروز، فهنا بقولك دا انا ادفنك في قبر
نهض من مكانه وانحنى بجسده
-لعبتك الواطية كشفتها ورغم كدا سبتك قولت اهي غيرة هبلة إنما يوصل بيكي تستخفي برجولتي هنا اعرفك حجمك، انا كنت بعدي وساكت علشان ظلمتك في الأول ، لكن الحنية والطبطبة متنفعش مع اللي زيك يا فيروز
لأول مرة تضعف أمامه ولم تعد ماذا تفعل وبماذا تجيبه ، لمست ذراعيه وانسابت عبراتها
-ايه اللي بتقوله دا ياجاسر، مين اللي يقدر يلعب برجولتك انا ، فيروز حبيبتك
نفض ذراعيه معتدلا ثم تراجع على مقعده
-مش قولت مش عايز استخفاف بعقلي
كتمت صراخ قلبها، واقتربت مبتسمة
-أكيد بتهزر، أنا عارفة إنك زعلان مني علشان اتغيرت ، بس والله ماهعمل حاجة تانية ياجاسر، اقولك مش عايزة جواز، عايزاك تكون جنبي ولو ليلة واحدة أنا راضية
صفعة قوية على وجهها ..توقفت أعضائه بالكامل ..ونظراته تحكي صدمة عنيفة هزت كيانه غير مستوعب أن تلك المرأة كانت زوجته في وقتٍ من الأوقات ..هل حقًا استحق تلك الأفعى التي بخت سُمها بقلبي لينشق ويدمي لكونها امتلكت جزء منه بوقتٍ سابق
-اللعنة عليكي جنى إنتِ من أوصلتيني لتلك الحالة التخبطية ..قاطع حديثه حديثها الصاخب
-بتهرب مني بجنى صح علشان تربيتي مش عاجبة حضرة اللوا
-انتِ هبلة يابت..قالها بإستهزاء ..سلط بصره ينظر إليها ببغض ثم هتف دون جدال
-هتسافري ولا ادخلك السجن يافيروز، وحياة ربنا ادخلك السجن واخليكي تعفني فيه
هبت فزعة تصيح بغضب
-ليه ياجاسر دا كله، ايه علشان جنى هتددني، فين قسمك ياحضرة الظابط
اقترب منها وامسكها بعنف يضغط بغضب فيكفي ماصار له بسببها، فلآن يحمل من الغصص مايكفي لانقطاع وريده، ثم دفعها بقوة حتى سقطت على المقعد
-حذرتك قبل كدا وقولتلك مراتي هتقربي منها مش هرحمك يافيروز، ورغم اللي عملتيه إلا اني ابن اصول وجبتلك شغل بمكان كويس وناس نضيفة بعيد عن مجتمعك القذر، إلا انك بردوا مش عايزة تساعدي نفسك
توقفت متجهة إليه ، ثم جلست أمامه على عقبيها واحتضنت كفيه
-وحياة أغلى حاجة عندك ياجاسر بلاش تحرمني منك، قبلت كفيه وانسابت عبراتها بغزارة تبكي بشهقات
-أنا عملت كدا علشان بحبك
زفر بتعب يسحب كفيه، فنهض متوقفا بأنفاس تحرق رئتيه كسجائره ثم تحدث بهدوء عكس ما يشعر به
-فيروز بلاش تقلي من نفسك قدامي ، أنا كنت ملكك لوحدك وأنتِ فرطي في الحب دا، حاولت وانتي كنتي بضيعي
جلس وتحولت نظراته لغضب ممزوج بالكره
-ضحكتي عليا بدل المرة مليون ورغم كدا سامحتك ..بس عند جنى لا
-ليه ..صرخت بها كالمجنونة، ليه ياجاسر محبتنيش زيها ، فيها ايه تعشقها اوي كدا، رغم كنت بين ايدك زي العجينة بتشكلها بايدك
ارتفعت ضحكاته على غير عادته
-اه بدليل اتجوزتيني واستغفلتيني ومعرفتش اللي حصلك لولا عرفت بالصدفة ..اقترب منها
-أقولك ظلمتك كام مرة..اول مرة لما مثلتي عليا الحب علشان تنتقموا من باسم فيا، تاني مرة لما اتجوزتك وانتي مكنتيش فيرجن وضحكتي عليا بعملية ولولا ستر ربنا معايا وعرفت بالصدفة ، وعديت وقولت دي مظلومة على كلامك اكيد..انا صدقتك يافيروز، ومفيش راجل يقبل على نفسه كدا، بس حبيت استر عليكي علشان ربنا يسترها معايا مش اكتر..ابتسم بتهكم وابتلع غصة تورمت داخل جوفه واستأنف
-ظلمتك لما قتلتي ابني وضحكتي عليا وفهمتيني انك مكنتيش تعرفي ..رمقها بإحتقار ..شوهت سمعة بنت عمي وحبيبة روحي علشان تقنعيني أنها مش بريئة ومنحلة وكل شوية في حضن واحد، لحد ماخلتيني اكره بيت ابويا بسببها، البنت الوحيدة اللي مكنتش طالب من ربنا غير إنها تكون من نصيبي،
تنهد بحرقة شديدة واستطرد قائلًا
-للأسف كنت شايف دا كله وبعدي وكل اللي عقلي بيقوله، دي بنت وانت ظلمتها واتجوزتها وانت قلبك مع واحدة تانية علشان كدا شيطانك مصورلك إنها مش كويسة
أشار عليها مستحقرا
-بس اتضح اني كنت متجوز الشيطانية نفسها، ورغم كدا مكنتش بخلي حد يقرب لك ، عمري ما حاولت أقل بيكي، لكن إنت كل خروجة لينا وكل تجمع عائلي كنتي بتقلي بيا
امسكت كفيها تستمع إليه بذهول
-غصب عني والله غصب عني..دفعها بقوة كأنها مرض معدي
-وأنا كمان غصب عني اني محبتكيش، عايزة تسمعي ايه
-اه عمري ماحبيتك واتجوزتك علشان ابعد عن حبيبتي، علشان مأذيش عمي وابويا، علشان مخليش عمتي تنام مقهورة على ابنها، علشان مشفش دمعة حبيبتي ، لكن اقسم بالله لو كنت اعرف وقتها أنها بتحبني ماكان حد هممني ، زي دلوقتي
وبعد اللي عملتيه دا كله، وبعد ماامك عملت بلاويها كلها مع جنى ..سامحتك وحاولت اساعدك ورجعتك وقولت مش مهم اعمل باصلك دا انت تربية جواد الالفي، فين رجولتك مع الست اللي كانت على اسمك
وضع كفيه بجيب بنطاله وتحرك حولها
-ورغم اللي عملته ، للمرة المليون تقلي بأصلك ، لا وجاية تهدديني بمراتي، بس معذورة يابنت هاشم، ماهو عيلتك كلها مجرمة هتعرفي الأصول منين
-جاسر..وضع سبباته على شفتيها
-اخرسي مش عايز ولا حرف حتى، انا هنا حضرة الظابط وبس، اسمي دا بقيت اكره لما اسمعه منك
دلوقتي اخر ذرة شفقة عندي ليكي مسحتيها بعد اللي عملتيه فينا ، ودلوقتي لازم تختاري ، ياالحبس ياالسفر
-جاسر..صاح بغضب
-قولتلك اسمي حضرة الظابط ، وزي ما قالك ياسين من شوية ماتنسيش قدرك
عندي يامدام ، كنت ساكت وسايبك في حالك علشان سمعتي مش اكتر ، لكن انك توصلي لروحي وتحاولي تلعبي بيها فدا ملوش شفقة عندي..وحياة القهر اللي حاسس بيه دلوقتي يا فيروز اللي بعدني عنك
تربية جواد الألفي ليا مش اكتر، بس مستعد ادوس على تربية ابويا لو حد حاول يبعدني عن مراتي، نزل بجسده ينظر بمقلتيها
-مراتي وحطي تحتها مليارات الخطوط..أشار على قلبه وأكمل
-دا ملكها لوحدها، ومستعد اهد الدنيا واجفف مياه البحر يافيروز اللي يقرب منها ويحاول يبعدها عن حضني
شعرت باحتراق نبضها فهمست بإرتجاف شفتيها كحال جسدها
-يااااه..لدرجادي ياجاسر ، بتحبها لدرجادي ، وهي مش قادرة تحس بدا، غبية مش عارفة قيمة الحب
اعتدل ينصب عوده وكأن كلماتها احرقته، فاخترقت دوافعه أمامها فانبثقت دمعة من عينيه، إزالها سريعا واستدار متجها لمقعده
-من بكرة مش عايز اسمع اسم فيروز هاشم جوا مصر، قولت اللي عندي ودلوقتي فيكي تمشي
-جاسر أنا بحبك، مش هقدر ابعد عنك
-وانا مابحبكيش، ولا عمري هحب غيرها، ولا هشوف غيرها ، ياريت كل واحد يحافظ على كرامته دا لو تعرفيها يامدام فيروز
طالعته بتشتت متسائلة
-فيها ايه احسن مني!!
تسارعت نبضاته مع مخيلتها أمامه
-مفيش مقارنة بينكم ..، بس لو عايزة تسمعي أكتر
-فيها روحي وحياتي، فيها السعادة والنبض لقلبي، فيها النفس اللي يخليني أقدر أعيش، فيها جاسر اللي مابلقوش غير عندها ..امشي يافيروز
خطت إلى أن توصلت أمامه
-طيب وحياة جنى عندك بلاش توجعني بالطريقة دي
-وحياة جنى عندي ماهسيبك بعد اللي عملتيه، وحياة اشتياقي ليها انا بحاول اكون راجل معاكي، بلاش تخليني ازعلك بجد، انتي دلوقتي قدامي اكبر قلم في حياتي ..امشي من قدامي..قدامك اسبوع واحد فقط في مصر، ودا من أصلي بس
استدارت متهشمة القلب متحركة للباب ثم توقفت مستديرة
- هسافر ياجاسر وأريحك مني، بس يارب تلاقي السعادة عند جنى ..قالتها وتحركت مغادرة سريعًا
هوى على مقعده، مبتلعًا غصته المتألمة تمنع تنفسه هامسًا لنفسه
-بس الاقيها يافيروز، وقتها هعرف السعادة ..أطبق على جفنيه وتراجع بجسده ، ولج ياسين يصفع الباب خلفه بقوة حتى افزعه
-ايه يامتخلف دا عهدة مفكر نفسك في مال الألفي ..جلس بمقابلته
-دا كله، دا لو بتخططوا على هجوم وكر كنتوا زمانكم اقتحمتوه
قهقه جاسر حتى أدمعت عيناه
-خفيف الظل يابن جواد..مالك يلا كنك مش في عقلك
-جاسر هتوصل لجنى إزاي، الموضوع مش سهل ..فرك جبينه مطبق على جفنيه..ثم سحب نفسا وزفره
-متخافش هوصلها..هز ياسين رأسه
-بقالك شهر ونص عرفت توصله