رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 19 - 5 - الثلاثاء 9/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع عشر
5
تم النشر الثلاثاء
9/4/2024
وضع ذقنه على كفيه
-هتنزل شغلك إمتى ياياسين، انت دلوقتي اتخرجت ، وعلى حد علمي أكيد هتروح سينا
ولج العسكري بقهوة لكل منهما ..حمحم بصوته
-اخت حضرتك برة ياباشا، قولتلها تدخل بس هي رفضت ..نهض من مكانه سريعًا ، بينما ظل ياسين بمكانه يتابع بعينه ظنا إنها ربى ..
توقف أمام الباب ينظر إليها بذهول
-غنى!!..اقتربت منه تحتضنه
-عامل إيه ياجسور!
سحبها دالفًا للداخل توقفت تنظر بابتسامة
-دا ولاد الألفي ملين القسم، من شوية قابلت جواد حازم برة
ضيق عيناه متسائلاً:
-ليه جواد بيعمل ايه؟!
هزت كتفها قائلة
-معرفش بس اللي فهمته من تقى أنه هيرجع شغله..جذب كفيها وأجلسها على الأريكة بجوار ياسين
-ايه ياياسو..مبروك ياعم الشهادة، آسفة ياحبيبي جه موضوع بابا ونسينا نحتفل بتخرجك، بس وعد مني هعملك فرح محصلش
هنا تذكر تلك التي تركها منذ أسبوعين ولم يعلم عنها شيئا سوى من الخادمة
ابتسامة تجلت بملامحه
-إن شاءالله حبيبتي ، ايه شايفة قعدتك طولت هنا، كنتي فين وازاي تيجي من غير بيجاد..فركت كفيها تطالع جاسر بصمت
-لأ كنت عند الدكتور مع ماما نغم فقولت اعدي على جاسر، وبالمرة نتكلم ، مقعدناش مع بعض من وقت اللي حصل
احتضن جاسر كفيها
-آسف ياقلبي، عارف مقصر معاكي ومع حبيب خالو..صمت متذكرًا شيئا
-ياترى هي عاملة ايه دلوقتي في حملها، أكيد بطنها بدأت تكبر وهتتعب صح ياغنى
استدارت مبتعدة بنظرها وشعرت بتفتت قلبها ..هنا ندمت أشد الندم على مساعدتها
❈-❈-❈
ربت ياسين على ظهره ثم توقف
-مش قدامنا غير لما بابا حالته تتحسن وهو اللي هيعرف يوصلها
مسح على وجهه بعنف:
-عارف ومتأكد فيه حد مساعدها وحد له مركز كمان، دا واحد عارف اني مش هعرف أوصلها
-بقولك ياجاسر مايمكن جنى في مصر..
-مستحيل تكون في مصر ومتظهرش
انا سربت مرض بابا في كل الجرايد، يعني لو موجودة كان زمانها ظهرت
مط شفتيه لأمام يطالعه بصمت إلى قطعت الصمت غنى
-ليه جنى تعمل كدا ياجاسر، ليه تهرب مع إن روحها فيك ..إزاي تهرب من غير ماتعرف عمو صهيب ولا عز
تجمعت عبراته بعيناه ممزوجة بنزيف روحه فرفع نظره لأخته
-علشان وجعتها أوي ياغنى..جلس ياسين مرة أخرى يستمع إليه بإهتمام
تراجع بجسده يضع رأسه على ظهر المقعد ينظر بسقف الغرفة
-هي مفكرة إنها متهمنيش، ودايمًا شاكة في حبي، دايما بتقارن نفسها بفيروز.. هبلة متعرفش أنها حياتي كلها
-طب فيروز ياجاسر، ليه مبتعدهاش عنك، ليه مطلقهاش زي ماقالتلك وخلصت نفسك من الوجع دا
اعتدل يطالعها بتدقيق
-مين قالك أنها طلبت مني كدا..ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم سحبت نظرها لياسين ورسمت ابتسامة
-لأ هي مقلتش، أنا اقصد يعني لو طلقت فيروز كنت ارتحت
-طيب ماانا مطلق فيروز، ايه المشكلة
ماهو طلاقك وانك تروحلها كل شوية دا بيوجعها ياجاسر
انحنى بجسده يتعمق برماديتها
-غنى تعرفي مكان جنى!!
نهضت تحمل حقيبتها بيد مرتعشة تهز رأسها
-وأنا هعرف منين..أنا لازم أمشي ، زمان سفيان تاعب النانا بتاعته
تحركت سريعًا هروبًا من أمامه..نهض يضع كفيه بجيب بنطاله
-استني ياغنى..ارتجف جسدها تطبق على جفنيها..دنى بخطوات متمهلة
-مقولتيش جاية ليه..استدارت تلقي نفسها بأحضانه وبكت بشهقات مرتفعة حتى سقطت حقيبتها قائلة:
-جاسر أنا بحبك أوي، ونفسي تكون أسعد راجل في الدنيا، حاوطها بذراعه
-حبيبة قلبي وأنا بحبك اكتر واحدة في الدنيا
اممم ...قالها ياسين ثم اقترب يلكزه بصدره
-بلاش كلمة اكتر واحدة في الدنيا، عندك مراتك مش عارفين نوصلها
ازال عبرات غنى يحتضن وجهها
-ليه الدموع دي، دا أكيد علشان بيجاد وحشك مش كدا..رفعت نفسها حتى أصبحت بمستواه وطبعت قبلة على وجنتيه
-لأ ..مش علشان بيجاد، علشان إنت أحلى أخ في الدنيا كلها
ارتشف ياسين باقي قهوته
-أيوة ياختي وأنا ابن الوزة السودا
دفعه جاسر بعيدا يحاوط غنى
-اسمها ابن البطة السودا، بس غزالة مش بطة ياحلوف
لمست وجهه مبتسمة بعدما وجدت ضحكته التي حُـرم منها منذ وقت
-هتكون أجمل اب في الدنيا..رفع كفيها يقبلهما
-وانتِ أحلى مامي واخت في الدنيا...
لازم أمشي، هسيبك تكمل شغل، زمان بيجاد قلقان دلوقتي..قالتها وتحركت بينما توقف ياسين أمامه
-هوصل اختك، وبعد كدا عايزك في موضوع مهم
خرجت غنى تضع كفيها على صدرها
تتنفس بهدوء
-ياربي اعمل ايه..تذكرت شيئا مهم، فأسرعت لسيارتها، أوقفها ياسين
-غنى ..استني هوصلك
-لأ ياحبيبي أنا هعدي على بابا، اكيد بيجاد هيستنى هناك..ارتدى نظارته متجها لسيارته
-هوصلك، كلمي الشوفير. يروح
تحركت بجواره بصمت
عند جواد ،
اعتدل متذكرًا حديث راكان لبيجاد، اتجه بنظره لبيجاد الذي يجلس بجواره يحادثه بمواضيع مختلفة، فتحدث متسائلاً:
-راكان يقصد ايه بالست اللي ساعدتها
ابتلع بيجاد ريقه يهز رأسه رافضا
-مش فاهم
طالعه جواد بتدقيق، ثم هتف
لما سألت راكان انت بصتله هو وقتها عمل اي نظر بساعة ايده وقال
-آسف، لازم امشي عندي قضية بعد ساعتين، ألف سلامة على حضرتك مرة تانية، وقال اكيد بيجاد هيحكي لك قصة صاحبه ..
-مين صاحبك اللي راكان يقصده، على مااظن انا عارف صحابك كلهم
صمتًا مريبا بالمكان قاطعته غزل
-بيجاد هتفضل مع عمك عندي عملية مش أقل من ست ساعات، لحد ماحد
من الولاد يظهر
كانت نظراته على بيجاد، فأشار إليها
-حبيبتي روحي على شغلك متخافيش عليا..روبي هنا وأوس زمانه على وصول
هزت رأسها وتحركت بعدما طبعت قبلة على جبينه..اتجه ببصره لبيجاد
-سامعك يابن ريان، ويارب يكون اللي في بالي غلط
مسح على وجهه يتنهد، ثم سحب نفسًا
-جنى في تركيا ياعمو جواد، وقبل ماتتكلم، كان لازم يحصل كدا علشان جاسر اتهور لدرجة وجعت قلبها
ضغط على صدره معتدلا
-إنت اللي سفرتها صح..هز جواد رأسه وردد
-أيوة مفيش غيرك يقدر يعمل كدا، جنى علاقاتها محدودة، وأكيد لجأت لغنى وطبعا غنى ضغطت عليك
كور قبضته عندما شعر بمدى الألم الذي اجتاح جسده بالكامل، ألمًا مفرطًا تفرع لكل خلية من جسده حتى تمزقت روحه وهو يربط الأحداث ..رفع نظره لبيجاد الذي طأطأ رأسه بخزي
-تسافر دلوقتي وتجبهالي خلال بكرة، بكرة الاقيها قدامي يابيجاد، وبعدين نتحاسب
هز رأسه رافضا حديثه:
-مينفعش صدقني، جنى رافضة ..غنى كلمتها كذا مرة وهي مُصرة وانا خفت عليها ممكن لو أصرينا تمشي ومنعرفش مكانها فين
انزعج من حديثه، فرفع كفيه الذي ارتعش
-طيب اسكت ومش عايز جاسر يعرف دلوقتي ، لحد ما أشوف هعمل ايه
قاطعهم دلوف أوس، ونظرات مستاءة لبيجاد
-عامل إيه يابابا اتأخرت عليك ،
-لأ..قالها وكلمات بيجاد تداهم رأسه يفكر بتلك المعضلة، جلس أوس بجواره ثم انحنى يطبع قبلة على كتفه
-ممكن حضرتك تبطل تتعصب، وتزعل علشان صحتك، ينفع اللي حصل دا
حمحم بيجاد ليخفف من نظرات جواد الحادةقائلاً :
-مفيش ازيك يابيجاد..ظل أوس ينظر لوالده دون حديث
ضيق جواد عيناه
-مالك يااوس، مبتردش على جوز اختك وأخو مراتك ليه
رمق بيجاد بنظرة وتحدث بمغذى
-اه جوز اختي اللي قرطسنا كلنا مش كدا يابيجاد
قطب بيجاد حاجبيه:
-بتقول ايه يابني إنت ..دنى يهمس له حتى لا يسمعه جواد
-مين اللي هرب جنى يابيجاد
جحظت عيناه ينظر إليه بذهول
-عرفت منين ؟!
اتجه لوالده دون حديث..نهض بيجاد مقتربا من جواد
-أوس عرف اني ساعدت جنى..نظر أوس لوالده متسائلًا:
-هو يقصد إيه يابابا، حضرتك اللي طلبت من بيجاد أنه يساعد جنى..هز رأسه رافضا
-لأ ، مستحيل يابابا تكون انك اللي ساعدت جنى، حضرتك عارف جنى دلوقتي في تركيا وشغالة كمان عن طريق يعقوب المنسي..ازاي حضرتك توافق على كدا يابابا، ازاي
توقف جاسر الذي وصل للتو يستمع إلي أوس مذهولا
خطى بخطوات واهنة يتخبط بمشيه
-ايه اللي بسمعه دا، توجه بنظره لوالده
وانكمشت ملامحه بألم يهزئ بكلماته
-حضرتك اللي ساعدتها، نظر حوله بتوهان يهز رأسه
-كنت عارف انك ورا دا بس كدبت نفسي رغم متأكد انها متعملش كدا من نفسها، دنى من والده
-ليه يابابا..دا حبك ليا، دا حقي عليك
تجمعت عبراته وانحنى بجسده يضع يده على فراش والده
-ابنك مصعبش عليك، وانت عارف أنه هيتوجع
اقترب بيجاد
-جاسر ممكن تهدى وتفهم..كانت نظراته على والده فقط ..شعر بغصة تمنع تنفسه وتحدث بصوت متحشرج
-عارف انك بتحبها وبتخاف عليها، بس عمري مااتوقعت انك بتحبها أكتر من ابنك، عايز تأكدلي أني مستهالهاش علشان رفضت كلامك واصريت على فيروز صح ياحضرة اللوا
جذبه أوس عندما وجد صمت والده
-جاسر ، أهدى انت مش فاهم حاجه
دفع أوس بغضب جحيمي
-مش عايز اسمع حاجة سمعتني، قول لحضرة اللوا ازاي قدر يدبح ابنه الكبير
مازالت نظراته لوالده تطعنه بشدة، وقف أمامه مكبل الأيدي مصفد المشاعر يشير لنفسه
-جاسر في حياتك هوى ياحضرة اللوا،
رسمت عيناه ملامحه الحادة وبأنفاسًا عالية تحدث جواد :
-اطلعوا برة، عايز جاسر لوحده
بابا..قالها أوس، أشار له جواد بالخروج
اعتدل جاسر متراجعًا للخلف فأشار جواد له :
-اقعد واسمعني وإياك تقاطعني
جلس كالتلميذ المعاقب، ينتظر عقابه، بعدما شعر بفظاظة حديثه مع والده
سحب جواد نفسا ثم زفره
-أفتكر من أول الموضوع سألتك ياجاسر ايه اللي بيحصل معاك وحضرتك كالعادة كأني مش ابوك، كنت بتلجا لباسم في مشاكلك ، أما ابوك كان آخر من يعلم، لكن اللي متعرفوش انا كنت مراقب النفس اللي بتتنفسه، حاولت ابعدك عن فيروز ولكن كالعادة رأي ابوك مبتاخدش بيه معرفش ليه، رغم انك كنت أقرب واحد في اخواتك، ليه فجأة بعدت وطردت ابوك من حياتك معرفش، حاولت اقرب منك وكالعادة عملتلي راجل وقولت حياتي ومحدش هيدخل فيها، قولتلك وقتها تمام وانا في ضهرك وهسيبك تتعلم من غلطك، روحت اتجوزت واحدة علشان تنسى واحدة تانية بغباءك معرفتش انك كدا بتظلم الكل حواليك، حاولت تفهم للكل انك بتحبها وأنها هي الهوا لحياتك وقولت ماشي، متعرفش يابن ابوك أن كل حاجة ممكن تكذب بيها غير اتنين العين والقلب
كنا بنشوف نظراتك لبنت عمك وكذا مرة امك قالتلك وعمك وحضرتك عملت فيها مصلح اجتماعي رغم محبتش ادخل وقولت هو حر ، ابني راجل ومستحيل هينضحك عليه، كنت بخاف على أوس وياسين من تهورهم وعمري ماشكيت في ذكائك علشان عارف انك بتحسم كل قرار قبل ماتصدره، لكن كله طلع وهم
ياسين وأوس طلعوا ارجل منك يابن جواد ..
أشار له غاضبًا
-دا ياسين الأصغر منك بسنين معملش كدا، لما حب جه وقف وقالي يابابا فيه بنت بحبها وعايز ارتبط بيها، ولولا ظروف كليته كان زمانه متجوزها، انت بقى عملت ايه، حبيت واحدة ورحت اتجوزت واحدة تانية، لا إنت عارف تخرج من التانية ولا عارف تقرب من حبيتك..وماشي توجع في نفسك وفيهم ..ليه مابتاخدش قرار نهائي في فيروز معرفش..ليه ياجاسر بتبعد عن أبوك رغم أن أبوك شايفك سنده، ليه يابني
-بابا..قالها عندما نهض من مكانه واتجه يجلس أمام والده
-عمري مابعدتك عن حياتي، حضرتك اللي شايف اني دايما سبب مشاكل العيلة..من يوم خطف غنى كنت بحس دايما انك بتلومني كأني انا السبب، برضو مشكلة ربى وعز حملتني المسؤلية، مع اني مكنتش اعرف أي حاجة افتكر ياحضرة اللوا لما دخلتلك قولتلك جواد ابن عمتو بيحب روبي لومتني وكأني السبب في حب جواد وعز لروبي ..كنت عايزني اجيلك بحب بنت عمي اللي ابن عمتي بيحبها ، ابتسامة حزينة تجلت بملامحه
-كنت هتقولي ازاي تفكر في بنت عمك وانت شايفها مع غيرك ، كان عمرك ماهتوافق على ارتباطنا لاني كالعادة هكون سبب في وجع تاني للعيلة، بابا عارف انك مقولتش كدا بلسانك بس عيونك كانت بتقول كدا ...كنت دايما بشوف قربك من بيجاد اكتر مني، حسيت إن بيجاد ابنك الكبير مش أنا ابدا، اي حاجة توقف قدامك تتصل ببيجاد، تعالي لي فورًا، حتى علشان تبعد جنى عندي استخدمت بيجاد علشان يقرب يعقوب منها، ورحت عملت لعبة مع عمي صهيب علشان تحاولوا تبعدوها عني
سالت عبراته بغزارة، يزيلها بعنف يمنع ضعفه أمام والده
-اه انت كنت صح ..فيروز دمرتني، واتوجعت مافيه الكفاية، بس ربنا ربط على قلبي يابابا، تفتكر أنا ممكن أتنازل عن حبي
❈-❈-❈
رمقه جواد بعينين تحكي صدمته العنيفة التي هزت كيانه كالأعصار، ابتلع غصة مريرة عبأت جوفه بطعم الصدأ قائلا:
-يااااه ياجاسر لدرجادي شايف ابوك ظلمك علشان تحط افتراضات يابني، دا انت نور عيني وسندي وابني البكري ولو طلبت روحي مش هتأخر ، ازاي كنت هقف قدام سعادتك، ازاي تفكر أن ابوك يفكر فيك كدا
كتم صرخة مصعوقة جاشت به حنجرته، وتشنجت عضلاته ينظر بحزن لوالده
-اثبتلي ياحضرة اللوا اثبتلي انك عايز سعادتي .. ..امسك والده كفه ينظر لمقلتيها
-شايل من أبوك اوي ياجاسر، انت ابني يالا..حكمت عليا، طيب ليه ماسألتنيش، امتى ظلمتك ياحبيبي علشان اقف قدام سعادتك، ليه ياجاسر، دا انا كنت بنسى وجعي واكتمه جوايا علشان ماحسسكش بالحزن من يوم خطف اختك، رغم رفضك كل سنة تحتفل بعيد ميلادك بس كنت دايما بشجع عز وروبي وجنى يعملولك مفاجأت، لكن إنت كنت بتعمل ايه، بتهرب من البيت بأي حجج، ليه افترضت اني بتهمك ، وفي الاخر شايف ابوك ظلمك،
انحنى يطبع قبلة على يد والده بعدما وجد أثر الحزن على ملامحه
-مش قصدي يابابا، أنا برد على أسئلة حضرتك ، وحضرتك مصر تعرف ليه اتجوزت فيروز وأنا بحب بنت عمي ، وليه محكتش حبي لجنى..سحب نفسا وزفره مستأنف
-بابا أنا بحب جنى أوي أوي ، وهي كسرتني أوي، جنى شاكة في حبي، مفكرة فيه علاقة بيني وبين فيروز، متعرفش أنها النفس اللي بتنفسه
ومهما تعمل وتقول مش هبعدها، وهجبها وهعاقبها بس وهي في حضني، أشار بسبباته
-بس العقاب هيكون تقيل اوي ياحضرة اللوا، وخلي حد يفتح بوقه قدامي، حتى عمي نفسه، دا لو خليته يشوفها ويقابلها اصلا
-لدرجة دي بتحبها يابن جواد
ابتعد ببصره عن والده
-حضرتك جربت وعارف يعني أيه حب يابابا، بتمنى متدخلش بينا ، وزي ماقولتلك مش هرحمها على وجع قلبي
، عارف انها بنت اخوك، وبتحبها زينا، بس دي مراتي ..عارف يعني ايه مراتي تهرب مني بقالي شهرين معرفش عنها حاجة..لا وبدافع عنها ضدي ، ولو مش عايز تقول هي فين مش عايز تقول براحتك بس هوصلها ..بس متحاولش تقنعني انك متعرفش مكانها
-مش أنا اللي ساعدتها ياجاسر، ولا عمري افكر اعمل كدا، موضوع جنى غير غنى،ولو ساعدتها كنت قولتلك
قطب جبينه متسائلًا:
-ليه مُصر انك تعمل فيا كدا، انا سمعت اوس ..ليه هيقول كدا إلا إذا حضرتك بتحاول تبعدها مفكر كدا بتحميها متعرفش حتى حضرتك مش هتقدر تمنعني..
بابا ..لو سمحت أنا بقالي شهرين مفيش مكان مرحتوش، جنى علاقاتها محدودة، غير إنها مبتعرفش تتعامل مع حد غيرنا، ومستحيل تعمل حاجة دون علمك وعلم عز، وعز بيدور زي المجنون، دا مش تمثيل
اكتفى بتنهيدة مرتجفة ، واطبق جفنيه، فلم يجد مايعبر عن كلمات ابنه المطعونة
بابا..بلاش تعذبني لو سمحت ، انا مش بيجاد، علشان هسامح بحقي
انقبض قلب جواد فرفع عيناه معتصر حزنه بداخله
-ابوك كذاب، وبدل مش مصدقه معنديش كلام، وياله أنا تعبت وعايز ارتاح، اطلع برة
ارتسم الحزن على ملامحه، كور كفيه معاتبا نفسه على قساوة حديثه مع والده، فاقترب:
-بابا آسف..استدار بوجهه للجانب الآخر
قولت برة ياحضرة الظابط
انحبس النفس بصدره ، وشعر بالحزن ..فتحرك بخطوات متعثرة للخارج ، توقف لدى الباب مستديرا ينظر لوالده الذي أغمض عيناه ..أغلق الباب خلفه مستندا عليه. وقبضة عنيفة اعتصرت قلبه فتحرك يبحث عن أوس..وجده جالسًا بجوار بيجاد
-قولت جنى في تركيا فين في تركيا
قاطعهم وصول الخادمة
-باشمهندس أوس والد حضرتك عايز يشوفك دلوقتي، حالا ..تحرك أوس سريعا لوالده، بينما ظل واقفا يتابعه بنظراته حتى ولج للداخل
-جاسر لو عرفت مكان جنى هتعمل ايه..ربت على كتف بيجاد وتحرك متجها لغرفة والده دون إيجابه ...تحرك سريعًا ظنا أن والده أصابه مكروها ، ولج للداخل سريعا ولكنه تصنم يستمع لوالده
-هتاخد العنوان من بيجاد وتروح تجيب بنت عمك قبل ما جاسر يوصلها، عايزها بكرة عندي
هنا شعر بتحطم قلبه، فخطى للداخل دون أن يشعر به أحدا حتى توقف خلف أوس الذي تسائل
-يعني حضرتك اللي طلبت من بيجاد ؟!
شعر جواد بوجود أحد التفت وجده يقف وعيناه متحجرة بالدموع
-ليه!!..خايف عليها ولا أنا مش راجل من وجهة نظرك، ولا ايه بالظبط
-ليه يابابا مُصر تكسرني انت كمان، مش كفاية هي !