-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 19 - 7 - الثلاثاء 9/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل التاسع عشر

7


تم النشر الثلاثاء

9/4/2024




ارتفعت انفاسه، يكور قبضته وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى مع حبيبته، التي غدرت به فأردف 


-صدقيني اللي زيك مااستنضفهمش يمسحوا الشوز بتاعي.. دلوقتي اخرصي واسمعيني، اقسم بالله لو عملتي اي غلط، هخلي ايامك كلها جحيم، وأنتِ شايفة اهو بقالنا فترة ومحدش عبرك باتصال حتى، وانا ممكن اذل انفاسك دي وحاجات عقلك الصغير دا مايتوقعهاش 

سحب نفسا وحاول السيطرة على غضبه ..فجلس وهو يتنفس بعنف ثم اتجه ببصره إليها

-اجهزي علشان بكرة هنروح حي الألفي ، وعلى أننا اتجوزنا على قصة حب ، وان ابن عمك حاول يهدد ابوكي بيكي علشان كدا كتبنا كتابنا واتجوزنا علشان احميك وعلشان بنحب بعض

رمقها مستهزئا 

-إنت تتحبي على ايه، والله ابن عمك جدع، تستاهلي..قومي ادخلي الأوضة مش عايزة وشك الزبالة دا 


❈-❈-❈


بتركيا

تجلس بمكتبها تشعر بالألم، فمنذ يومين وآلامها تزداد ، توجهت للمرحاض عندما شعرت بالغثيان، ظلت فترة لاتقل عن عشر دقائق.. دقائق وهي تشعر بالأغماء، نظرت لنفسها بالمرآة ، تلألأت عبراتها عندما اشتد آلامها..استندت على الجدار إلى أن وصلت لخارج المرحاض الملحق بغرفة مكتبها، تصنمت عندما وجدت ذاك الشخص يقف يضع كفيه بجيب بنطاله 

-عاملة ايه، السكرتيرة قالتلي انك تعبانة وعايزة تمشي

اتجهت إلى مكتبها تجمع أشيائها 

-آسفة ياجاسم بيه، أنا بعت لحضرتك استقالتي، مش هقدر اكمل مع حضرتك 

مط شفتيه وخطى إليها بخطى سلحفية ونظراته تفترسها

-ليه يامدام جنى، كنتي مبسوطة من الشغل معانا 

تراجعت بجسدها بعدما اقترب منها وهتفت دون جدال

-لأ .. خلاص مبقتش عايزة اكمل، تعبانة ومش قادرة، واظن يعقوب قال لحضرتك شغلي فترة بسيطة ، وكمان مفيش بينا عقود تخليني اكمل في الشغل وانا مش عايزاه، فيه بند في العقد اسيب الشغل وقت مااحب


جلس أمامها وعيناه تطالعها بحب فلقد سلبت عقله وأقسم أن ينالها بأي ثمنًا، حمحم عندما زاد افتراسه لملامحها 

-جنى ليه تسيبي الشغل ؟!


زفرت مختنقة ، فلقد قررت تركها العمل بعدما علمت أنه بالشخص المعروف بعلاقاته النسائية 

-مستر جاسم ، انا حقيقي تعبانة ومش هقدر اكمل شغل، غير إن جوزي ممكن يرجع الأسبوع دا من الشغل 

-جوزك!! أومأت برأسها وهي تغلق حقيبتها تهرب من نظراته 

وضع كفيه على المكتب بجوار هاتفها والتقطه

-بس إنتِ قولتي منفصلة..بسطت كفيها 

-ممكن فوني..واه كان فيه اختلاف بسيط بس اتصالحنا الحمد لله، فوني لو سمحت 

نهض من مكانه مقتربا منها 

-يعني مفيش أمل..ضيقت عيناها مبتعدة 

-مش فاهمة كلام حضرتك..لو سمحت فوني 

احتضن كفيها ثم وضع هاتفها ونظراته تتعمق بملامحها 

-لو احتجتي حاجة أنا في الخدمة

نزعت الهاتف وتراجعت سريعا 

-شكرا لحضرتك..اتجهت إلى باب مكتبها ولكن توقفت عندما هتف

-فيه حفلة النهاردة علشان كسبنا الصفقة، اتمنى تحضري وتودعينا فيها 

-آسفة مش هقدر وأنا مش بتاعة حفلات 

تحرك إلى أن وصل وتوقف أمامها ولم يفصل بينهما سوى خطوة، وانحنى بجسده يغرز مقلتيه بعسلها المصفى قائلاً :

-هبعتلك العربية، اتمنى تنوريني، انا محظوظ على الشهرين الحلوين اللي قضناها مع بعض 

فتحت الباب بعنف وهتفت بنبرة مستاءة 

-ايه الشهرين اللي قضناها دا شغل. وخلاص مستقيلة، بعد إذنك، واسفة مش هحضر حفلات 

تحرك بجوارها بعدما ارتدى نظارته متجهًا لمكتبه ، ثم هتف لسكرتيرته

-عرفي الشوفير يبقى يروح يجيب مدام جنى الحفلة 

توسعت عيناها تنظر إليه بذهول 

-أنا قولت لحضرتك مش هحضر..قالتها وتحركت من أمامه تسبه بسرها

-استاهل والله ، علشان اشتغل مع ناس مريضة زيه، غبية ياجنى ، انتى هتتعلمي وتطلعي من غبائك دا إمتى


بعد يومين


تغفو على الأريكة بعد خروج العاملة لزيارة والدتها بإحدى المستشفيات ، استمعت لطرقات على باب منزلها، اعتدلت جالسة تهذي بكلمات 

-مين هيجي دلوقتي ممكن نورة نسيت المفتاح؟!

أغمضت عيناها بوهن فقوتها اليوم ضعيف متلاشية بل أصبحت منعدمة بعد سوء حالتها

ثُقلت رأسها فوضعتها مرة أخرى على الوسادة، ولكن عاد الطرق مرة أخرى 

نهضت متحاملة على نفسها تتحرك بخطوات واهنة إلى أن وصلت لدى الباب ، وضعت رأسها على الجدار تأخذ أنفاسها التي أصبحت منعدمة 

فتحت الباب بوهن ..رفعت نظراتها لذاك الذي يقف لدى الباب بنظراته الشمسية لم ترى ملامحه واضحة، لكن رائحته ملئت المكان حتى وصلت لرئتيها ، فهمست بضعف 

"جاسر"!! خلع نظارته 

اذيك يامدام جنى..تقابلت نظراتهما للحظات حتى أصبحت الأرض تدور بها وغمامة سوداء تحيطها 


دنى منها ورغم اشياقه الكامن بجنبات قلبه إلا أنه همس لها 

"مرحب مدام جنى المحترمة"

هنا تلاشت الرؤية تماما وهوت بين ذراعيه فاقدة للوعي 

تلاقها يضمها بقوة لأحضانه وفرت دمعة غادرة رغما عنه من حالتها وضعفها البين عليها 


حملها كطفل رضيع ووضعها بهدوء على الأريكة يجثو على ركبتيه أمامها ثم انحنى يشبع روحه الضائعة منذ خروجها من حياته، شهرين بين الحياة والموت، شهرين فاقد لروحه ونبضه، الان فقط أعاد روحه الغائبة، آلان فقط نبض قلبه وعادت من غيبات الجب 


وضع رأسه بصدرها وآهة عميقة من ثنايا روحه 

-ليه تموتينا كدا، قوليلي أعمل ايه ، عقلي بيقولي ارميكي واعاقبك بأصفاد وقلبي بيقولي خدها في حضنك وداوي جرحها ..مسد على خصلاتها مرر أنامله على ملامحها الشاحبة 

-مش قادر ، والله ماقادر اعمل فيكي حاجة رغم اللي عملتيه، مش عايز غير اضمك وبس تمدد بجوارها دون تفكير 


يضع رأسه بالقرب من أنفاسها، وكفيها يتحرك بحرية على جسدها كأنه خريطة حياته يراجعها، وصل لعنقها المرمري وتلك القلادة التي بها صورتهما، ابتسم ساخرا على جنان طفلته

أخذت أنامله ترسمها كأنه نحاط أجاد فن النحت..تسابقت أنفاسه حتى وصل لتلك الجمرتين من نيران العشق لقلبه كما وصفها ، لم يفكر قليلا ، فألقى العقل ودنى يحتضن شفتيها دون وعي كالمخمور الذي به حاله من السكر، وكيف لا يشعر بشفتيها وهي التي تسكب له عشقها، ويروي بها عطش روحه ..تسارعت أنفاسه مع دقات قلبه عندما فقد سيطرته ورغبته بها، فهب من مكانه كالملسوع، اخيرا فاق العقل على القلب يصفعه ..بحث بعينيه بارجاء المنزل ، ذهبت عيناه للدرج، صعد للأعلى حتى وصل لغرفتها، قابلته رائحته التي تعبأ الغرفة وتلك الكنزة له توضع على الفراش..كور قبضته بعنف لا يعلم ماذا عليه فعله 


اتجه للمرآة وجلب قنينة عطرها ثم تحرك للأسفل، دقائق يحاول إيقاظها حتى رفرفت بأهدابها ، همست باسمه وهي تراه كالحلم يرفعها ب ذراعه


ولكنها لم تفق كاملا، استمع لفتح باب المنزل ولجت الخادمة مع الطبيبة 

-اتفضلي يادكتورة قالتها الخادمة..تسمرت الخادمة من وجوده، فاقتربت متسائلة 

-حضرتك حضرة الظابط جاسر

ضيق عيناه متسائلاً:

-إنتِ مين..أشارت لجنى الغافية على الأريكة 

-أنا جليسة مدام جنى، اتجه بنظره متسائلا عن الطبيبة 

أشارت للطبيبة بالتقدم 

-دي دكتورة حياة متابعة مع مدام جنى..أشار إليها بالتوقف 

-عرفتها ازاي؟!

أجابته سريعا بعدما وجدت بملامحه الشك 

-دي من مشفى المنشاوي بتركيا لا تقلق سيدي 

اومأ لها فحمل جنى متجها للأعلى ثم تحدث 

-خمس دقايق وهاتيها، وصل لغرفتها يضعها على فراشها بهدوء كأنها قطعة أثرية نادرة، ثم طبع قبلة على جبينها 

-فوقي بس وشوفي هعمل فيكي ايه مهلكتي..اتجه لأسدالها وألبسها إياه بعدما وجد تلك المنامة التي تصل لركبتيها وبدأ يتحدث بغضب 

-لأ وبتفتح الباب بقميص نوم، ماشي يازفتة جنى، والله ماهرحمك 


أنهى عمله وألقى عليها ذاك الدثار الخفيف منتظر الطبيبة التي صعدت وقامت بالكشف عليها 

-انها ضعيفة ولم تهتم بغذائها ، للأسف سيدي، سيدة جنى بتنتحر 


دقات عنيفة كادت تصيبه بمرحلة جنون طاغية عندما استمع لحديث الطبيبة، فتسائل بأنفاسًا محرقة

-الحمل السبب في حالتها دي، ولا في حاجات تانية 

أعطته تلك الورقة التي تدون بها بعض العقاقير واجابته بعملية 

-منذ استلمت حالتها من كابتن بيجاد وانا أخبرته أنها لا تهتم بنفسها، أنها حامل بتوم، والوضع هنا يكاد يكون صعبا عن الفردي، ارجو الاهتمام بمزاجيتها، واريد متابعة الأجنة على الايكو كي نطمئن إنها بشهرها الخامس ببدايته، 


إبتسامة لاحت على وجهه فاقترب يمسد على خصلاتها بحنان 

-لأ إحنا هننزل مصر دلوقتي وتكمل هناك 

اومأت بعملية وتحدثت قائلة:

-هي هتفوق بعد نص ساعة، المحلول دا فيه مغذي

حضرتك مصرية..قالها بعدما تحدثت المصرية 

هزت رأسها بإبتسامة

-نعم بالتأكيد..بعد إذنك ..نظر للخادمة


-وصلي الدكتورة..تحركت الطبيبة للخارج، بينما هو جذب مقعدًا وجلس بجوارها ..بحث بعينيه بأرجاء الغرفة، تلك الغرفة التي كانت مأمنها بعيدًا عن أحضانه ..وجد دفترًا مزينًا بجانب لوحة من رسومتها، نهض متجهًا إليها، فتح اللوحة أولا 

ابتسم ثغره وهو يجدها ترسم نفسها بشكلها الجديد وبطنها المنتفخة قليلًا 


حرك أنامله على صورتها إلى أن وصل لأحشائها، فاستدار ينظر إلى نومها، وتحرك متراجعا، يجلس بجوارها على الفراش، وعيناه تتفحص بطنها ولكن ليس كما رآها بتلك اللوحة 


جثى أمام الفراش ، ووضع كفيه الذي ارتجف على بطنها يحركها بهدوء واضعًا رأسه بالقرب يهمس لأطفاله كأنهم يستمعوا إليه 

-عاملين إيه حبايبي، شوفتوا مامي عملت ايه، لازم تتعاقب علشان بعدتكم عني ..قالها بعيون لامعة بطبقة كرستالية..نهض ممسكا ذاك الدفتر الذي بيديه وجلس يفتح وريقاته 


❈-❈-❈


بسم الله على قلبي المحطم، وبسم الله على ملهمي الذي مازالت رائحته تفوح بداخلي 


بعد السلام والتحيه عليكما 

وبعد أن تبخرت أشواقي لتلك الأحضان التي اشتهيها، واعتدت روحي 

التي تفوح بها رائحه الالم 

اجل علمت انها من مهلك روحي

أ فلا أحد غيره معذبي ومهلكي 


استيقظت ذات صباحًا بعد أن لافحت الشمس وجههي لتخبرني كيف لكِ أن تغفو عيناكي وخليلُ قلبك يبعد المسافاتِ،


فتحت عيناي التي انطفأ بريق العشق بها تبحث عنك بين الأركانِ، 


حبيبي الذي ضاقت بي الدنيا بعده 

كيف لي ان اصف لك أشواقي وعذابي

كيف لي ان اصف ذاك النبض الذي اختبأ بين اضلعي يؤلمني من فراقك 

أجل مهلكي انا الذي حفرت الألم بداخلي، انا الذي ضعت بين دموعي وآهاتي 


من ذا يبلّغك بأنّي مُتعبُة؟

‏والشوقُ في جنباتِ قلبي يلعبُ 


‏من ذا يُبلغك بكُلِّ بساطةٍ 

‏أنِّي بدون وجودك أتعذّبُ


‏جاسري وحنين أشواقي مني اليك روحي تتعذب، ألم يدلك قلبك أنني متلهفة لرؤياك

ألم يدلك قلبك عاشقي بل مهلكي أن روحي لقُربَك تتعطش


نعم في غيابك تقتلني اللهفه 

حتى تأتيني بالأحلامَ متلهفا

تداعب وجهى بمعطف الدفئ 


تملأ شوقي ببسمة ثغرك المترنم وبصوتك وهمسك اتنعم بقربك


فلقد أدمنتك وكفى وأحن إلى لقـائك كل صباح ومساء

وتبكي مقلتاي

إن حل الغروب

وما واللهِ دمعي بـاختياري

ولكن العيون لهـا نحيب

أكاد أجـن ممـا يعتـريني

فعيشي دون نبضك لا يطيب

ولي روح تكاد تذوب وجدا

ومن لـفراق عينك لا يذوب

فان تكون غائبـا عني زمانـا

فإنك عن خيالي لا تغيب 

أحبك ثم احبك مهلكي بل جاسري وحبيب عمري ومالقلبي إخياري سوى هواك المعذب 


أهلاً بداءٍ أنـتِ منه دوائـي!!!

قلب بتلك الصفحات التي تغزوها دموعها وبأنامل مرتعشة تحسس كلماتها التي سطرتها بدموع عيناها 


رفع نظره إليها 

وآآهة حارقة خرجت من قلب عاشق يتعذب بكلماتها، يكفي لكِ مهلكتي عذابي وعذابك، علينا تصحيح درب الحياة حتى لو رسمناها بآلام


داعب وجنتيها بأنامله وتحدث:

-ليه العذاب دا كله، ليه توجعيني وتوجعي نفسك ..هونت عليكي تبعدي كدا، لدرجادي مش واثقة في حبي 


دنى يهمس بجوار كرزيتها 

-وجعتيني أوي أوي فوق ماعقلك يصورلك، على أد عذابك اللي شوفته دلوقتي مايجيش نقطة في بحر من وجعي ياجنجونة، نفسي اعاقبك اوي بس قلبي مش متحمل اشوف وجعك، بس لازم ادوس عليه زي ماانتِ دوستي ووجعتيني أنتِ مش بس وجعتيني إنتِ دبحتيني 


بس ملحوقة يابنت عمي، اهلا بيكي في عشق جاسر الصامت ..استعدي مابقاش فارق معايا حاجة والفضل يرجع لك يامدام جنى ..حكمت واصدرت حكمك وانتظري مني العقوبة


مرر إبهامه على شفتيها  ، لعل وعسى أن يروي ويشبع روحه الغائبة، تملمت تهمس باسمه، أطبق على جفنيه مستمتعا بهمسها لأسمه، شعور الراحة امتلكه حتى أحس بتضخم قلبه واشتعال اوردته، فاعتدل جالسًا على مقعده منتظرًا على أحر من الجمر أن تفتح بنيتها ليضئ قدره بها ولها 


❈-❈-❈


رفرفت بأهدابها عدة مرات ، وآلام تنخر عظامها، اعتدلت تتراجع على فراشها وكأنه كان يرواد احلامها، حتى وضعت كفيها على شفتيها مبتسمة، هبت فزعة بعدما تذكرت وجوده منذ قليل، بحثت بعينها عنه وجدته جالسًا على المقعد ولا يظهر على وجهه أي تعبيرات ..همست بإسمه وهي تضع كفيها على أحشائها 

-"جاسر"


الصفحة التالية