رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 4 - 4 - الخميس 2/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
4
تم النشر يوم الخميس
2/5/2024
أتسع أعين شاهين بدهشة بعد أن أخبره معاذ بحديث منذر.. فلم يصدق هل يواعد فتاة دون أن يخبره؟! التقط انفاسه المتأججة وهو يعدل جلسته وقال بغضب شديد
= نعم في باله واحده ومين بقى سعيده الحظ اللي اختارها ما انا عارف ما جايبه، شافها فين ولا عارفها امتى؟ وليه ما يقوليش على حاجه زي كده مستني ايه عشان يطلبها
أجابته زوجته موضحاً بهدوء
= ابنك معاذ بيقول ان قال له شافها في فرح اخو صاحبه مصطفى وبيسال دلوقتي عنها وعن اهلها .
حرك رأسه بالإيجاب ثم لوح لها بيده هاتفاً بازدراء
= ايوه افتكرت اليوم ده استاذن مني بدري وقال لي هروح الفرح اعمل الواجب ساعه وجاي ومش هتاخر وساعتها اليوم ده اتاخر وما جاليش غير على بالليل وانا اديت له كلمتين وسابني ومشي ومهتمش.. هو ده بقى اللي اخره في الفرح السنيوره اللي ما نعرفش اهلها ولا فصلها مين لحد دلوقتي .
رفعت مايسه حاجبيها وصاحت بتهكم
= جرى إيه يا شاهين، انت مالك رافض الموضوع كده ليه من قبل ما يبدأ هو احنا لسه عرفناها ما ممكن تطلع كويسه، مش احنا لسه من كام يوم كنا بنقول أن لازم نجوزه بدل ما هو قاعد كده مع نفسه من ساعه ما طلق اللي ما تتسمى غادة .
تدخل معاذ بالحديث قائلاً بضجر
=بمناسبه غاده صحيح هو قافل تماماً انه يرجعلها عشان تشيلوا الموضوع ده من دماغكم. انا مش عارف البنت ده عملت له ايه بالظبط كل ما بيسمع اسمها فما حدش يفتح معاه الموضوع ده، وشكله فعلا ناوي على واحده غيرها وطليقته مش في دماغه .
مصمصت مايسة شفتيها بامتعاض
= محدش اصلا كان عاوزه يرجعلها غير هو ابوك اللي كان عاوز يلم الشمل عشان العيل اللي بينهم بس احسن أنها جت منه بنت ما بقبلهاش ولا بتنزل لي من زور.. اسمع كلامي يا شاهين خلينا نكمل الموضوع للاخر ونشوف البنت دي هتطلع مين
عقد معاذ حاجبيه وتمتم بتساؤل بغرابة
= هو انت ليه يابا صحيح رافض الموضوع مع أن ده جواز و المفروض منذر هو اللي يختار أصلا، وبصراحه انا كان مضايقني اصلا ان انت دبسته في واحده ما طلبهاش منك فبلاش تضغط عليه في الموضوع ده كمان
حرك رأسه بالنفي وهو يقول مبرطم بكلمات مزعوجة موضحاً قاصداً عدم ثقته في إختيار إبنه البكري
=يا جماعه انا مش رافض البنت وانا لسه ما شفتهاش اصلا ولا اعرفها على رايكم، بس مش عاوزه يقع في واحده مش كويسه ولا تضحك عليه عشان كده كان نفسي انا اللي اختار لي المره دي كمان، احسن ده لا بيعرف يختار ولا بيعرف يبقى مسؤول عن حاجه وكمان خايف يعمل نفس اللي عمله مع غاده وبعد ما يخلف منها يسيبها.. عشان المره دي انا ناويله على نيه سوداء لو عملها تاني
نفخت مايسه صائحة بنفاذ صبر
= بلاش تشائم واحنا لسه ما دخلناش في الجد، وخليه المره دي هو اللي يختار عشان لما تحصل حاجه ونيجي نعاتبه يبقى عملنا اللي في ايدينا والغلط كله عليه وما يقالكش زي المره اللي فاتت انت اللي اخترتها لي وانا ما كنتش عاوزها.. وبعدين احنا لما صدقنا أخيرا النحس اتفك وابنك عجبته واحده بدل ما احنا كل ما نفتح الموضوع معاه يفضل يقول مش هتجوز وهفضل كده طول عمري .
برزت ابتسامته الغير محببة على ثغره مسلطًا أنظاره عليهم، ثم لوح لهم بأصابعه قائلاً بثبات
= ماشي لما نشوف اخرتها مع اني بقولها لك أهو؟ من أولها مش مرتاح لاختيار إبنك من قبل ما أعرفه .
❈-❈-❈
تجول في ذلك المنزل بعد أن حصل على ما يريد وهو متباهيًا بمآثره، فقد تمكن من حصوله علي الأموال من ديمة عدد لا بأس به من تلك الفتاه عديمة الخبرة في تلك الأمور
الشاذة المشينة التي يرتكبها في حقها وهي ولا حول ولا قوه تستجيب له حتى لا يفضحها هي و اخواتها، لقد استدرجها ببراعة محنكة حقا.
انحنى حمدي فجاه يحاوط من خصرها بيديه، ثم أمال رأسه على وجهها طابعًا قبلة صغيرة على وجنتها كانت ترتعد بشدة وهي تطالعه بنظراتها الخائفة، ثم وضع يده على فخذها الذي برز من أسفل تنورتها القصيرة معمقًا لمساته وقبل ان يتمادى ابتعدت عنه ديمه بانفعال شديد صائحه
= ابعد عني مش هتلمسني تاني.. قلت لك لا مش عاوزه
نظر لها بحدة وهو يجيبها بانفعال كبير
= هو ايه اللي مش عاوزه يا روح امك هو انا باخد رايك اصلا انتٍ هتعمليلي فيها شريفه ما انتٍ من حوالي أسبوعين كنتي في حضني وراضيه اشمعنا النهارده؟ عشان عرفتي اللي فيها يعني! ما هو انا لو ما كنتش قلتلك كنتي هتفضلي لسه بتحبيني وبتسلميلي نفسك .
بدت ارتعاشتها واضحة في نبرتها وهي ترد قائله ببكاء حارقة
= انا ولا بحبك ولا نيله وبقيت ما بكرهش حد قدك وسواء عرفت ولا ما عرفتش حقيقتك القذره برده كنت هرفض اللي حصل قلت لك لحظه ضعف ومش هعدها تاني كفايه الفلوس اللي نازل طالع تاخدها مني بالعافيه وبتهددني انك هتفضحني.. حرام عليك انا كل يوم بموت من عذاب الضمير ان انا سلمت نفسي لواحد زيك .
بدأت تتجمع الدموع في عينيها و أضافت بصوت نادم يوشك علي البكاء مجدداً
= كل الحكايه اني ندمت ان انا سلمتك نفسي في الحرام، حتى لو ما كنتش كده من البدايه بس للاسف بعد فوات الاوان
اقترب منها وصفعها بقوه مرددًا بحنق من بين شفتيه المضغوطتين
= واحد زيي يا زباله مش عاجبك دلوقتي الله يرحم زمان لما كنتي بتترمي فحضني عشان اهلك مش معبرينك ولا بيسالوا فيكي انتٍ مالك يا بنت سايقه عليا العوج ليه اوعي تكوني قلتي لحد حاجه من اخواتك عني! والله العظيم لو طلع شكي صح لا هفضحك انتٍ وهم.
تألمت ديمه من ضربته التي لا تعرف عددها للمره الكام يعنفها، وهتفت قائلة بصوت باهت
= ابعد عني وما تخافش ما قلتش لحد حاجه انا ما بقتش في دماغهم اصلا وانت عارف ده كويس وللاسف بتستغله.. كان يوم اسود يوم ما قابلتك ووثقت فيك وفكرتك غيرهم و هتعوضني فعلا اتاريك طلعت اسوء حاجه في حياتي .
جز علي أسنانه بعنف هاتفاً بهمس شرس
= هي بقت كده ماشي طالما بقيت أسواء حاجه في حياتك بقى عاوزك زي الشطره كده طالما مش عاوزاني اقرب منك يبقى تمضي لي على الورقه دي .
نظرت إلى تلك الورقه البيضاء الذي وضعها فوق الطاوله أمامها، و سرعان ما حركت رأسها بالنفي وهي ترد باعتراض وعدم ثقة
= ورقه إيه؟ انت اتجننت مش كفايه اللي اخدته مني، انا مستحيل اعمل كده واعمل اللي انت عاوزه انا زهقت منك وقرفت بقى
أخرج من جيبه علبه زجاجيه مغلفة، هاتفاً بازدراء
= ممم ماشي بس خليكي فاكره انتٍ اللي ابتديتي .. وانا لحد دلوقتي عمال اتكلم معاكي بالهداوه وصدقيني كل اللي عملته فيكي ما يجيش نقطه في بحر من اللي ناوي اعمله فيكي تاني لو ما سمعتيش كلامي .
ارتجفت أطرافها بقوة حينما رأت حمدي يقترب منها بطريقة مريبة تجمدت في مكانها مذعورًا وهي تقول بنبرة خائفة
= إيه القزازه اللي في ايدك دي انت ناوي على ايه؟ قلتلك ما تقربش مني ابعد .
توهجت نظراته بوميض جعل الأخري ترتعش أكثر منه فقد تجاوز الأمر مخيلتها الضئيلة، و هو بالغ في طلباته لان لدي يقين بانها لم تستطيع الحديث او الاعتراض! لامس خصلات شعرها بعبث موضحًا لها بدهاء ماكر
= مالك خايفه كده ليه يا حبيبتي وانتٍ لسه ما عرفتيش اللي فيها على العموم القزازه الحلوه دي فيها ميه نار! وخلال خمس دقائق بالظبط لو ما مضتيش على الورقه دي هتلاقيها على وشك الجميل ده وابقي وريني بقى هتعملي ايه
شعر بانتفاضة جسدها بين ذراعيه المقيدين لها، فتيقن من وصول رسالته إليها وشعرت بالخوف منه، انفجرت باكيًه وهي تقول بخوف
= لا انت مستحيل تعمل كده؟ هيثم عشان خاطري كفايه اللي انت بتعمله فيا وسيبني انت ليه مصمم تدمرني كفايه إني خسرت شرفي وسمعتي ومش انا لوحدي اهلي كمان عاوز تعمل فيا ايه اكتر من كده حرام عليك
ابعد بقى وسيبني في حالي هو انا مش هعرف اخلص منك طول حياتي .
هزها بعنف وهو يهددها بنبرة أقرب لفحيح الأفعى
= الدقيقه الأولي خلصت! وبلاش جوه الصعبانيات ده عشان انتٍ عارفه و متاكده أنه مش بياكل معايا يلا عشان دخلنا في الدقيقه الثانيه وانا مش بهدد
هبطت دموعها أكثر وهي تقول بنبرة متوسلاً عل قلبه يرق نحوها
= ما كفايه ورقتين الجواز العرفي اللي معاك والفلوس اللي بتاخدها مني كل يوم وشرفي اللي ضيعته عاوز تعمل فيا ايه تاني؟ على فكره انا ممكن اصوت والم عليك الناس لو فكرت تعمل حاجه زي كده .
تقوس فمه للجانب مبرزًا ابتسامة شيطانية مهلكة وهو يرد بعدم مبالاة ولم يظهر عليه خوفاً من تهديدها
= طب ما تصوتي هو انا ماسكك عقبال ما حد يطلع وينقذك مني اكون عملت عملتي وهربت ده إذا حد سامعك اصلا.. ما هو انا ماشي بمبدأ في الحياه الحاجه اللي مش هتفيدني اخلص منها وطالما مش هتفيديني يبقى اشوهلك وشك .
كان بالفعل محق بالأمر هذا! فاذا حاولت الصراخ لتستنجد بأحد احتمال كبير ان ياتي متاخر او لم ياتي بالأساس بعد ان يكون فعل فعلته وهرب، غمز لها بعينه اليسرى متابعًا بتسلية
= فاضل اخر دقيقه ووشك الجميل ده هتودعيه ومش هيبقى موجود غير واحده مشوهه الكل قرفان يبصلها .. يعني مش هتخسري سمعتك وشرفك وبس؟ لا كمان جمالك اللي هيتحول لمسخ.. هاه فكرتي ولا...
حركت رأسها بالإيجاب خوفًا منه، فقد نجح ببراعة في بث الرعب في نفسها حتى كادت تموت من فرط الهلع الذي عاشته خلال تلك الدقائق العصيبة، خوفاً ان يضع ذلك السائل على وجهها ويحرق ملامحها، أزاح يده بعيد ليمسح على رأسها قائلاً بابتسامة مهددة
= طب يلا مستنيه إيه ولا تكوني رجعتي في كلامك، القزازه في ايدي لو لسه عاوزه تفكري تاني!....