-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 25 - 2 - الخميس 2/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر الخميس

2/5/2024

❈-❈-❈

توقف الآخر

-فيروز مين اوعي يكون اللي كانت مراتك 

نفث تبغه بعدما سحب كم منه، ونظر للبعيد قائلاً :

-إنت قولتها اللي كانت مراتي 

-وياترى قضية حق وحقيقي ولا 


-تفتكر يامعاذ هعمل حاجة كدا وكدا، المشكلة ان القضية جت بعد انتهاء الأدلة فهمني، البت دي اذتني اوي وعايزك توجب معاها 


هز رأسه رافضا حديثه: 

-بس دا غلط ياجاسر، حياتنا الشخصية حاجة والقانون حاجة، بلاش نستخدم سلطتنا لمصالح شخصية 


مسح على وجهه بغضب كاد أن يقتلع جلده قائلاً:

-بلاش تتكلم عليا في الحتة دي يامعاذ، لو زي ما بتقول كنت زماني خلصت منها من زمان 

اومأ معاذ متفهما ولكنه تحدث مسترسل حديثه لإقناعه:

-جاسر مهما حصل بدل مفيش إدانة حرام 

-معاذ نفذ اللي قولتلك عليه، وتأكد دي خطوة متأخرة كان المفروض اتعملت من زمان 

تنهد صديقه متسائلاً:

-وياترى ياحضرة الظابط ايه هي القضية اللي ضميري يخليني اعمل كدا 

-زنا ..قالها جاسر بكل برود، هب فزعا من مكانه 

-أكيد بتهزر ياجاسر، لا لا مستحيل أعمل حاجة زي كدا، انا ليا اخوات بنات واللي ماردهوش على اخواتي مستحيل اقبله بدل انا ممسكتهاش متلبسة مستحيل سمعتني 


تأفف جاسر بضجر: 

-إنت عبيط يابني..يعني هقولك اعمل كدا وانا مش متأكد..صمت للحظات وأردف :

-بلاش اتكلم اكتر من كدا بس صدقني عمري ماادخل حد ظلم ابدا 

سحب نفسا وزفره متسائلاً :

-وياترى مين الزاني اللي كان معاها ياحضرة الظابط ماهو بدل فيه زانية يبقى لازم...بتر حديثه عندما أردف: 

-أنا ..صعق بحديثه وكأن هناك صاعقة صفعته بقوة حتى ارتد للخلف هامسًا إثر صدمته 

-بتقول ايه اتجننت؟! 

-معاذ الموضوع مش زي ماانت متخيل،،قص له ماصار

فجلس هاويا يوزع نظراته على الغرفة بذهول

-أكيد بتهزر ، ايه دا ..معقول !!


ابتسم جاسر ساخرا من نفسه وحاله وأجابه :

-المهم اعمل زي ما قولتلك 

-طيب فيه مشكلة ومقدرش اعملها 

صمت جاسر عندما علم مايؤل إليه فأجابه بعد فترة:

-اتصرف شوف حد من الولاد المتخصصة للقضايا دي..قالها وأغلق الهاتف


عند جنى 


صعدت لغرفتها قابلتها عاليا وهي تحمل بعض الكتب متجهة للمكتبة التي توجد بغرفة مكتب جاسر

-جنى اتأخرتي ليه..صدمت من حالتها المزرية، عيناها الباكية وخصلاتها المتناثرة ..سحبت كفيها تجلسها 

-هعملك ليمونادا ..نهضت تهز رأسها رافضة :

-لأ ياعاليا، أنا تعبانة هاخد شاور وانام 

تصبحي على خير..اومأت عاليا دون حديث وعيناها تراقب صعودها، فجلست حزينة على حالتها ..استمعت لرنين هاتفها، طالعته بنظرات متألمة ثم رفعته 

-أيوة ..على الجانب الآخر كان يقف بأحد الأماكن المرتفعة أعلى صخرة ثم تحدث مردفًا

-عاملة ايه ؟!

ارتجف جسدها من صوته الهادئ حتى سحبت نفسًا طويلا:

- ياسين..اردفت بها بهدوء مما جعله يجلس منتظرًا حديثها بلهفة عاشق على غير حالته 

-عايزة انزل شغلي..أنا كنت اشتغلت شهر قبل الجواز مترجمة في إحدى الدارات، ودلوقتي كلموني ..لو سمحت بلاش تحرمني من شغلي ومستقبلي 

وخاصة اننا مش دايمين مع بعض 


لا يعلم لماذا اعترته نوبة خوف من حديثها، هل من حديثها عن فراقهما أم عن ثقته المهزوزة بها !!

سحب نفسًا وزفره على مراحل قائلاً: 

-هشوف لما اجي لازم اشوف الشغل الأول وبعد كدا احكم 

نهضت من مكانها وهدرت بغضب؛

-أولًا مالكش حق ترفض، احنا مش متجوزين حق وحقيقي، علشان تتحكم فيا كدا، واسمع انا هنزل الشغل واعمل اللي تعمله 


صمت للحظات ثم تلفظ بشدقيه بغلظة

-اعمليها وشوفي هعمل فيكي ايه..قالها وأغلق الهاتف دون شيئا اخر 

دقائق وهو جالس بمكانه ينظر بشرود بنقطة وهمية ثم تحدث:

-ياوليك مني لو اتأكدت من كلام الحقير ابن عمك 


بألمانيا 

بعد خروج صهيب من غرفة العمليات اتجه إلى غرفة العناية التي يحجز بها 

جذب مقعد وجلس بجواره لبعض الدقائق يتذكر ماضيهما وصبيتهما، اقترب يمسد على خصلاته التي اختلط بها الشيب


وبأمر مشدد من الأطباء كان يحجز بالعناية ويتدلى بصدره صمامات موصولة لارتفاع النبضات ويوضع على وجهه جهاز التنفس الصناعي، والكثير من الأجهزة التي توصل بجسده


تنهيدة طويلة متعبة ومهمومة بحالته، وضع كفيه على كف أخيه يحاوره بقلب مثقوب بالألم والحزن معًا:


-زعلان منك أوي ياصهيب، ورغم زعلي مش قادر اعاتبك يابن ابويا وامي، انت مكنتش مجرد اخ بس، كنت توأم روحي اللي كان بيفهمني من نظرة عينيا.. جواد هان عليك تعمل فيه كدا 


انكمشت ملامحه بألم تبدل حزنه لابتسامة حنونة: 

-لكن دلوقتي خلاص مش زعلان، المهم تقوم بالسلامة وبعد كدا نتعاتب ونشوف اللي له حق عند التاني ياخده 


بالخارج كانت تجلس بجوار نهى 

-يعني الدكتور مقلش جديد..تسائلت بها غزل تزيل عبراتها ثم رفعت نظرها إلى نهى تترجاها بعيناها

-قولي إن صهيب كان كويس قبل العملية يانهى..احتضنتها نهى تبكي بنشيج

-صهيب تعبان اوي ياغزل مبقاش عندي امل أنه يعيش كتير

اخرجتها غزل فزعة تطالعها بصدمة 

-اسكتي يانهى، ايه اللي بتقوليه دا، اتجننتي، صهيب هيقوم وهيرجع احسن من الأول ، انا قلبي عمره ماخاني، صهيب مش مجرد صديق، لا كان صديق واخ واب وكل حاجة، لو قولتي كدا هزعل منك، والله العظيم هزعل منك..قالتها ونهضت تهرول للمرحاض 


أما مليكة التي تجلس بأحضان حازم وتبكي بصمت ..حاوطها حازم بذراعه

-مليكة ممكن تبطلي عياط، مش معنى كلام الدكتور أنه خلاص هيموت، وبعدين بلاش تبيني قدامهم ، جواد قالي مش عايز حد يعرف، غلطان

علشان قولتلك 

اعتدلت تنظر إليه بعيناها الباكية 

-ياحبيبي ..يعني هو تعبان اوي ياحازم..نهض عندما وجد خروج جواد من غرفة العناية بعودة غزل 

-جواد فيه جديد؟!

هز رأسه متجهًا للمقعد عندما شعر بألمًا يشق صدره

حاوط غزل بذراعيه حينما وجد دموعها

-طيب بتعيطي ليه، اومال لو مش دكتورة، أشار بعينيه على نهى 

-إنتِ هنا علشان تقويها مش علشان تضعفيها، صهيب كويس وهيقوم إن شاءالله، دا اخويا وعارفه، مستحيل يسبنا ..قاطع حديثهم وصول سيف وميرنا 

-جواد!! قالها متلهفًا، حتى استدار إليه بجسده..نهض جواد عندما وجد لهفته وخوفه الشديد 

احتضن الإخوان بعضهما البعض 

-اهدى اخوك كويس، كل الحكاية عايز


يدلع علينا..قالها بقلبًا منفطر يئن بالوجع على صديق روحه قبل أخيه

تحرك سيف جهة العناية 

-عايز اشوفه..اومأ له جواد ثم جلس يضع رأسه بين راحتيه 

ربتت غزل على ظهره قائلة:


-جواد إنت كويس؟!

اومأ دون حديث معتدلا ثم نصب عوده وتوقف مردفًا:

-غزل هتمشى شوية ولو فيه جديد عرفيني، نهضت من مكانها تقف أمامه 

-حبيبي إنت كويس مش كدا، وشك مخطوف ليه، جواد إنت مش مخبي عليا حاجة 

لثم جبينها واستدار متحركًا دون حديث

بأحد الأماكن القريبة والهادئة كان يسجد لربه داعيا الله بسجدته 

"اللهم اني استودعتك والدي فاحفظه ياأرحم الراحمين..


إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يارب العالمين، اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير."

انتهى بعد قليل من صلاته ممسكًا مصفحه الذي اهدته إياه زوجته، ذهب بذاكرته لذاك اليوم 

فلاش


تحركت سريعا بعدما ودعها بعينيه..أدار المقود للتحرك ولكنه توقف عندما وجدها متجهة إليه مرة أخرى..ترجل من السيارة مستئذنا عمه واتجه إليها 

توقفت أمامه وعيناها متأججة بالبكاء فبسطت يديها

"دا مصحف صغير لما تبقى عاجز ومضايق يبقى اقرأ فيه"

قالتها واستدارت تدلف للداخل..رفع المصحف وقبله ثم استنشق رائحته وهو مغمض العينين 

خرج من شروده على رنين هاتفه، امسكه وتحرك للخارج

الصفحة التالية