رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 25 - 4 - الخميس 2/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس والعشرون
4
تم النشر الخميس
2/5/2024
❈-❈-❈
ابتلع غصة مسننة جرحت حلقه من كلماتها اللاذعة لقلبه، فألقى الدفتر واتجه للشرفة يشعل سيجاره يحرقها كنيران صدره الملتهبة..هامسًا لنفسه
-مستحيل أتنازل عنك ياجنى، عارفك مجروحة بس مش هسيبك لنفسك
بالداخل ..نظرت لنفسها بالمرآة بعدما نزع ثيابها ولم يتبقى سوى ملابسها الداخلية ..دقائق تطالع نفسها تبكي بصوت مرتجف حتى جفت دموعها
نزعت باقي ثيابها بغضب تزيل عبراتها بعنف:
-أنا مش هفضل ضعيفة كدا، لازم أفوق لازم اشوف حل
دلفت البانيو الذي يمتلئ بالمياه الدافئة
جلست تغمض عيناها تحاول أن تنسى هذا اليوم الذي ارهقها، تعيد ترتيب أفكارها، تحاول جاهدة أن تحد حلا لسوء الوضع الذي تدهور بينهما، تريد أن تخرج من قوقعته، نعم اردات فلتفعل ..أطبقت على جفنيها متألمة كلما تذكرت ما ذكره وماحكته تلك الخبيثة
فتحت عيناها عندما استمعت لهمسه
-ساعتين بتاخدي شاور، ايه محتاجة مساعدة، قالها وهو يحرك أنامله على ظهرها مما أصابها بقشعريرة لذيذة ، توقفت اعضائها ولم تستطع إبعاده، حتى انحنى يقبل جيدها يهمس بأعذب الكلمات
انهارت حصونها وضعفت بحضرته، فأوقفها جاذبا مأزرها وهو يخبرها
-اتأخرتي ليه استنيتك كتير، وأنتِ عارفة إني عايزك...هنا فاقت من خضم أحاسيسها فهدرت به بغضب:
-ابعد عني، تعبانة وعايزة ارتاح ..
ارهقه حزنها ..جذبها بقوة لتصطدم بصدره هامسًا بصوت جعله متزنًا
-ألف سلامة عليكى من التعب، بس عايزك بردو..حاولت دفعه ولكنه سحبها وسط شهقاتها المرتفعة فتوقف بمنتصف الردهة يدفعها بقوة على الجدار حتى اصطدمت به ثم حاوطها بذراعه
-عايزة توصلي لأيه، صرخ بها حتى انتفضت لصراخه ترجوه بعيناها، ولكن كيف له أن يعفو بعدما طعنته بخنجر الغدر ، كلما تذكر كلماتها "هخلعك "..انتي مراتي ومن حقي ووقت مااحتاجك تكوني جاهزة
أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها قائلة:
-بكرهك..كطير مكسور الجناح اقترب من ثغرها
-بس أنا بحبك وطول ماأنا بحبك هتفضلي هنا لو عايزة ترتاحي موتيني ..اقتربت تقبله وتهتف من بين قبلاتها
-أنا مش عايشة علشان أموتك،
أحس بالدوار وكأنه تلقى ضربة قوية لتفقده اتزانه مع شحوب وجهه..دنت أكثر بعدما أصابت هدفها
وقامت بنزع مأزرها وأشارت على نفسها
-ودلوقتي أنا جاهزة..لم ترحمه واقتربت ترفع نفسها تهمس بجوار أذنه
-شوفت دكتور التشريح وهو بيشرح الجثة، اهو انت معايا كدا كل مرة، أنا الجثة وانت دكتور التشريح ..برودة اجتاحت جسده وهو يرجع بخطواته للخلف وهي تقترب منه
-ايه الجثة مش عجباك ولا خايف منها
نهاية الفلاش
خرج من شروده على رنين هاتفه
-أيوة يابابا
زمجر جواد غاضبًا:
-هتفضل لحد إمتى متهور ومابتفكرش ، قولتلك متقولش لجنى وحضرتك زي الاهبل رحت قولتلها..
-بابا..سحب نفسا وتحدث بصوت مرتفع بعض الشئ
-اسمعني كويس ياجاسر، جنى دلوقتي في حالة خطرة، ممكن تأذي نفسها ومحدش حاسس بيها، دي لسة تحت العلاج، انت مجنون يابني، فين مخك ياحضرة الظابط مش ممكن فين عقلك..
-بابا ممكن تسمعني
سحب جواد نفسًا متنهدًا بألمًا منتظر حديثه:
-مكنتش هقدر ابص في عينيها وانا بخدعها، مش هقدر اخدها في حضني وانا مخبي عليها حاجة كبيرة زي دي
أطلق جواد صوتًا اعتراضيا خرج من بين شفتيه:
-وياترى تقبلت ياحضرة الظابط، الموضوع صعب يابني، هو مجرد كلمتين وخلاص، ادهالي اكلمها
نظر من باب سيارته على وأجابه:
-أنا برة ..توقف جواد متصنما يتمتم مذهولا
-برة !!..إزاي مش فاهم، سايب مراتك في حالتها دي وبرة
ارجع فورا ياحضرة الظابط ولا اقولك خليك برة لحد ما ترجع تلاقيها موتت نفسها
قالها جواد وأغلق الهاتف، يضغط عليه حتى كاد أن يهشمه بكفيه
عند جنى بعد خروجه هوت على الفراش بالبورنس تتذكر حديثهما، أطبقت على جفنيها تحاول أن تلملم مشاعرها التي بدأت تضعف مرة أخرى على خروجه بتلك الحالة
نهضت تجذب هاتفها وتهاتف أخيها
-عز!!
جنى عاملة ايه ؟!..تحركت لغرفة الملابس لتحضر منامة لنومها ظنا أنه لم يعد إليها مرة أخرى بعدما فعله
-أنا كويسة، بقولك عايزة تكلملي يعقوب هنزل الشغل من بكرة مكانك وانت خليك في مجموعة الألفي انا زهقت من القعدة
صمت عز حتى لايريب لديها امره، فتحدث بعد لحظات من الصمت
-حاضر..انتي عاملة ايه وجاسر
-كويسين، بابا رجع من السفر ولا لسة
ملس على خصلاته وابتلع حزنه بداخله حتى لايقلقها قائلاً :
-هيرجع قريب، انا سافرتله اغير جو حبيبتي، ومعايا شوية شغل مع عمو سيف في تركيا، يعني اسبوع وارجع
توقفت عما كانت تفعله
-مسافر!!..سافرت ياعز من غير ما تقولي ، طب ليه، مش انت سامحتني ولا لسة زعلان زي بابا، انزلقت عبرة واختتق صوتها فتحدثت بنبرة يملؤها الشجن:
-بابا وحشني اوي، مستعدة اجي ابوس جذمته بس يسامحني، انا محتاجة لحضنه اوي ياعز
آه حارقة منع خروجها من دموعها وآلامها التي غرزت بصدره، فرغم ماشعر به، مسح دموعه وابتسم قائلاً:
-بابا مايقدرش يزعل منك ياجنجون كتير، يومين وهتلاقيه بيكلمك ياحبيبتي ، خدي بالك من نفسك، انا سبتلك المفتاح مع روبي لو حبيتي تروحي بيت بابا
هزت رأسها سعيدة وكأن كلمته البسيطة انستها أحزانها فهتفت كطفلة تتلقى قالب حلوى
-الصبح هروح هناك علشان ريحة بابا وماما وحشوني اوي..شكرا يازيزو..اختك بتحبك اد الدنيا دي كلها
ابتسم بدموع، يضع كفيه على فمه حتى يمنع شهقته، أردف:
-وعز بيعشق جنته اد الكرة الارضية، قالها وأغلق هاتفه سريعا ينظر بدموع الحزن على ماأصابهم
بحي الألفي
جلست تقى بجوار ربى يشاهدون صورهم جميعا، كانت تقلب الصور بقلبًا ينتفض اشتياقًا لتجميع العائلة من جديد..توقفت على صورة تجمع فتيات العائلة بزفاف غنى، هناك من السعادة التي حفرت بالقلوب قبل الشفاة، هناك أخرى وهي تحتضن جاسر ويقبل وجنتيها، وأخرى وعز يحملها ويدور بها، وأخرى وهي تحتضن جنى والسعادة تلمع عيناهما
انسابت دموعها تنظر إلى تقى
-فين دا كله ياتقى، شوفي بقينا فين، أشارت على عز واردفت:
-بقى اغرب راجل عني..ثم تلمست صورة جاسر واردفت:
-بقى بينا بحار ومحيطات، توقفت على صورة جنى وانسابت عبراتها بكثرة تتمتم :
-وشوفي توأم روحي اللي كنت بقول مستحيل نتفارق، بقينا منعرفش عن بعض حاجة
قطع حديثهم طرقات على باب الغرفة
دلفت الخادمة
-الاستاذ جواد تحت يادكتورة وبيقول عايز تقى وكمان عايز حضرتك
أزالت عبراتها واردفت:
-قومي ياتقى انزلي لاخوكي..ثم اتجهت بنظرها للخادمة
-قوليله تعبانة وهنام..
انحنت تقى تلثم وجنتيها
-نامي يامامي كويس علشان تجبلنا البيبي كويس..ابتسمت ربى وهزت رأسها بإبتسامتها الجميلة