رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 19 - 1 الجمعة 24/5/2024
قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نابغة بعصر الأغبياء
للكاتبة أسماء المصري
الفصل التاسع عشر
1
تم النشر يوم الجمعة
24/5/2024
استيقظ يومياً يشعر بالتعب والإجهاد مع شعوره الدائم بالخمول والكسل وإحاسه بحاجته للنوم بالرغم من نومه لفترات كبيرة بل وكافية ليظل هكذا فترة لا بأس بها دون فهم ما يدور معه.
حتى محاولاته اﻻقتراب من زوجته بائت دائماً بالفشل فكلما اقترب منها لمعاشرتها كالأزواج امتنعت وتمنعت بحجج كثيرة فتضايق وقرر الذهاب لذلك المعالج الروحاني حتى يستفسر منه على أسباب ما يحدث معه بعد أن زادت شكوكه بأن الأمر لم ينته بعد كما اقنعتهم هي بذلك.
جلس إمام يتحدث بضيق:
-ما تفسيرك لكل ما قصصته عليك؟
أجاب دان موضحا:
-أخبرتك بالمرة السابقة أن تأثير الفرعون كان قوي على جسدك، لذلك ستظل فتره كبيرة تعاني من الإحساس بالإجهاد حتى يعود جسدك لسابق عهده قبل استيلائه عليه.
تنهد بضيق وسأله بتوتر:
-وماذا عن رفض دورثي لاقترابي منها بهذا الشكل؟ فأنا ﻻ اتذكر بأني قد ضاجعتها يوماً منذ أن تزوجنا!
أجابه المعالج بتوضيح:
-اصبر قليلا فكما يحتاج جسدك لفترة نقاهة لمجرد استيلائه عليك لبضعة أشهر، فما بالك بها التي استولت الكاهنة على جسدها منذ أن كانت بالثالثة من عمرها!
تفهم الأمر وأومأ موافقا فأستأذن:
-حسنا لابد أن أذهب الآن وأشكرك مرة أخرى على وقتك.
خرج فأسرع دان بفتح باب الغرفة الأخرى فخرجت دورثي ومعها المعالج جريجوري آدمز الذي جاء معها ليعلم خط سير جلسة التويم المغناطيسي التي فعلها بحضور عائلتها.
ابتلع ريقه ينظر لآدمز المعروف بقوته وتمكنه لعالم الروحانيات وهتف متلعثما:
-لقد طمأنته فلا تقلقا لم يعلم شيئا عما دار هنا.
ابتسم آدمز لرهبته بهذا الشكل ولكن صياح دورثي له جعله يرفعه حاجبه لأعلى بغيظ:
-لابد ان تجد لي حل دائم فلقد انهكت وتعب مولاي سيتي من تلك الحياة.
زم شفتيه وصاح بها:
-أخبرتك أن الحل الوحيد هو الاستحواذ الكامل وانت من تأخرت بتنفيذ الطقوس
ارتبك دان مما يستمع له فهتف بتوتر:
-ألم اقل لكِ أن الأمر لن يفلح، ولابد أن تنهي تلك المهزلة وأنا لن أكن جزءً منها لذا اخرجوني من هذا النقاش.
رمقته بنظرة حادة وقالت بصوت غاضب:
-كنت جزءً منها منذ البداية فأنت اول من فتحت الباب للتواصل بيني وبين هذا العالم عندما كنت بالتاسعة من عمري، أنت منغمش بما يحدث من رأسك لأخمص قدميك فلا تتحاذق علي وتحاول الهرب ولقد أحضرت السيد آدمز للقائك عندما علمت أنه استاذك وكل ما طلبناه منك أن تقنعه بالسفر لمصر ولكنك لم تفعلها.
تضايق دان وهو ينظر لهما متنهدا بضيق وصرح:
-عندما كنتِ طفلة صغيرة ظننت أنني أساعدك بتلك الجلسة ولم استطع. فما ذنبي الآن؟
حاولت الرد عليه فتكلم آدمز:
-عندما جئتِ طلبا لمساعدتي حتى يستولى فرعونك على جسد ذلك الشاب المصري رأيت انها فرصة لتصحيح الخطأ بحياتك فقمت بتنويمك وفتحت الباب لدخوله إلى الواقع بتلك السهولة، فلولا تلك الجلسة لما استطاع أبداً أن يخرج من اﻻحلام والآن لابد له من استعدة قواه حتى يستطيع الانتقال لجسد إمام بصفة دائمة.
أكدت تهز رأسها مرات متتالية توجه الحديث لدان:
-معك حق وبمساعدتكما سوف يحتل مولاي سيتي جسد إمام للأبد ولن يثنيني حديثك أو رفضك عن فعلها.
خرجت بحدة وغضب ومشت بخطوات عنيفة حتى أنها لم تحتاط عند عبورها الطريق فصدمتها سيارة مسرعة ألقت بجسدها بعيداً فغابت عن الوعي مغشياً عليها.
❈-❈-❈
استيقظت لتجد نفسها ممدة على صدره العاري فاستندت بكفها ورفعت جسدها تنظر لملامحه التي تعشقها فابتسم وهو مغلقا عينيه فهمست بدلال:
-تتصنع النوم أليس كذلك؟
اتسعت بسمته وحاوطها بذراعيه وفتح عينيه ناظرا لها بحب وأومأ موافقا وعقب:
-استمتعت كثيرا بمراقبتك وأنتِ نائمة وعندما وجدتك تتململين بحضني قلت لما لا أجعلها هي الأخرى تستمتع بمنظرها المفضل.
انهى حديثه وهو يشير لجسده صعوداً وهبوطا فرفعت حاجبها لأعلى وقالت بمشاكسة:
-وأنت هو منظري المفضل أليس كذلك؟
أومأ من جديد متمتاً:
-بلى، أليس صحيحاً!
حركت سبابتها على فمها وكأنها تفكر وقالت بتلاعب:
-حسنا دعني أفكر، أظنك أحد المناظر المفضله لدي يا مولاي.
سحبها أكثر داخل حضنه وهمس بأذنها متسائلا:
-وما هي المناظر الأخرى التي تنافسني؟
التفتت ببراعة وأصبحت أعلاه وقالت بعبث:
-منظرك وأنا أعلوك.
ضحك واقترب محاولا تقبيلها ولكنها التفت من جديد فأصبحت أسفله واستطردت:
-ومنظرك وأنا أسفلك.
دفن رأسه على الفور بتجويف عنقها واقتنصه بداخل فمه وصعودا حتى ثغرها وظل يقبلها بشغف وابتعد قائلا:
-إذن أفضل مناظرك هي أنا بأوضاعنا الحميمية يا شقية.
حاوطت عنقه بذراعيها وتنهدت بهيام وهي مبتسمه ولكنها شعرت بألم بجانبها فجأة فأغلقت عينيها بتألم وعادت لتفتحها فوجدت نفسها بالمشفى ووالديها وزوجها بجوارها فحاولت الإنخراط بالأمر بعد أن فهمت تنقلها المستمر بين العالمين فتحدثت ولكن خرج صوتها متألماً:
-ماذا حدث؟
رد إمام فوراً:
-صدمتك سيارة أمام منزل المعالج دان وايت بعد خروجي من عنده بدقائق قليلة فقام بنقلك للمشفي واتصل بنا فوراً.
توترت من نبرته المتضايقة ولكنه لم يمهلها حتى فرصة للتعافي فسألها بحدة:
-لماذا ذهبت لملاقاته دورثي؟
ابتلعت ريقها وتباطئت بالإجابة فأخذت نفساً عميقاً فـتألمت فوراً وأخرجت آهة عالية فهرعت هانده صوبها وسألتها بقلق:
-هل أنتِ بخير ابنتي؟
أومأت مجيبة بتعب:
-أنا بخير ولكن هناك ألم هنا.
أشارت لجانبها الأيمن فرد والدها:
-تلك مكان الصدمة بنيتي، فقط ارتاحي قليلاً حتى تشفي.
رمق إمام بنظرة غاضبة وسحبه للخارج وقال بغضب:
-أﻻ ترى حالتها؟ لماذا تصر بنبش الأمر الذي لن يروق لك؟
صر إمام على أسنانه وقال بضيق:
-أﻻ يحق لي أن أعلم ماذا يحدث مع زوجتي؟
أجابه بمهادنة:
-بلي بني، و لكن ليس وهي بتلك الحالة فانتظر حتى تطيب وبعدها يمكنك التحدث معها بأي شيئ.
انتهزت دورثي فرصة خروج والدها برفقة إمام للخارج وسألت والدتها بحيرة:
-هل أخبركم دان بسبب زيارتي له؟
حركت رأسها نافية وأجابتها:
-فقط قال أنه وجدك بالخارج بعد أن صدمتك السيارة فيبدو أنكِ لم تستطيعي الوصول لمنزله على كل حال.
تنهدت براحة بعد أن تأكدت أنه لم يفش سرها فسألتها هانده:
-ماذا تنوين دورثي؟ ألم تقولي بأن ذلك الشيئ قد انتهى.
أومأت لها وعقبت:
-كنت ذاهبة له لأحاول إيجاد تفسير لرفضي مضاجعة إمام يا أمي، فقط أشعر بالسعاده وهو معي ولكن بمجرد اقترابه مني أشعر بالرفض بدون سبب معلوم لي.
دلف إمام بتلك اللحظة ليشعر بالضيق وقرر أن ينهي هذا الأمر وللنهايه فقال بضيق:
-تشعرين بالرفض لأنك ما زلتِ نفسها تلك الكاهنة ولست دورثي فكفى عبثاً وكذباً وتلاعباً بنا وقولي الحقيقة.