-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 30 - 4 - الأحد 26/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل االثلاثون

4

تم النشر الأحد

26/5/2024



قبل قليل 

نهضت من فراشها واتجهت للمرحاض، أنعمت نفسها بحمامًا منعش، توقفت أمام المرآة تصفف شعرها لاحت ذاكرتها بما كان يفعله معها، تحركت إلى هاتفها عندما علا رنينه بالغرفة

طالعته بإبتسامة ساخرة:

-كنت عارفة يابن عمي مش هتعديها، 

ازدادت ابتسامتها عندما كرر رنينه مرة أخرى 

جلست تضع ساقًا فوق الأخرى ثم رفعته وضغطت بهدوء :

-مردتش من الأول اعرف مش عايزة اكلمك، هو انت مش لسة مكلمني 


نهض من مكانه واتجه إلى شرفته:

-متعليش صوتك ولما اكلمك ترد عليا سمعتي يابت ولا لا 

-بت لما تبتك يااخويا

-خوا لما ياخدك ويجبك عندي باختي، إياكي بعد كدا تقفي قدام حد بلبسك دا 

-اووووه حضرة الظابط المشكلنجي، وبصفتك ايه ياحلو 

نفث تبغه في الهوا يستمتع بحديثها ثم هتف بهدوء عميق:

-بصفتي طليقك..احرقتها كلمته كفى أيها الغبي كيف لك أن تنطقها، باليتك تشعر بنيران تلك الكلمة التي أطلقتها كالسهام النارية لتخترق روحي

قست عيناها وتراجعت للخلف محاولة السيطرة على غضبها أمامه، فتحدثت بهدوء رغم حربها النارية:

-طليقي، سمعتني..يعني مالكش حاجة عندي، انا رديت عليك في وقت زي دا علشان انت ابن عمي قبل ماتكون طليقي ياطليقي.. ودلوقتي أنا مش فاضية..بتر حديثها وهو يهتف 

-جنى لازم نتكلم 

زاغت أبصارها بالمكان وضعفت مقاومتها فجلست تسحب نفسًا لعلها تستطع محاورته 

-قول بسرعة عايز ايه، أنا مش فاضية 

-عايزك تنقلي بيتنا، انا تركته من يوم مامشيتي، ومبقاس لازمني، انقلب هناك علشان دايمًا تفتكريني 

توقفت وقد أغضبها حديثه:

-إنت عايز مني ايه ياجاسر، خلاص ابعد عني انت مش. طلقتني، مالكش دعوة اقعد فين ولا أعمل ايه، انا حرة نفسي، لا انت ولا غيرك له دعوة بيا 

قالتها وأغلقت الهاتف، تلتقط أنفاسها التي تسارعت حتى شعرت بهبوط وارتفاع صدرها

القت الهاتف تبكي بشهقات مرتفعة

-دا أكرهه ازاي ياربي، ياربي كرهني فيه 


هوت على فراشها بقلبًا يئن من فراقه..نهضت مستغفرة ربها تردد مع نفسها:

-جنى أنتِ وعدتي نفسك هتتغلبي على فراقه

مرت قرابة الساعة وانتهت من صلاة القيام ثم اتجهت لمرسمها الصغير التي اعتمدته للهروب من فراقه واستحوازه الكامل عليها


استمعت لرنين هاتفها رفعته مبتسمة 

-لسة صاحية.؟!.ابتسمت عاليا بحزن وأجابتها:

-أنا تعبانة قوي ياجنى 

استمعت جنى إليها بإهتمام فتسائلت:

-مالك ياعاليا؟!


نظرت حولها بحزن، فروحها تتخبط في كل الاتجاهات بالألم والحزن والخذلان ، تحدثت بتقطع؛

-جنى ياسين راجع بكرة 

هزت جنى كتفها ثم تسائلت :

-وايه يعني لما يرجع يابنتي، هو هيفضل مسافر، دا بقاله أكتر من تلات شهور،  عاليا اللي حصل حصل، اي حد مكان ياسين كان عمل اكتر من كدا، غلطي وانا حاولت افهمك انك تحكي له 


❈-❈-❈


سحبت نفسًا قويًا، لتتوقف عن نوبة البكاء التي اعترتها فتحدثت:

-اقوله ايه ياجنى، وهو أول ماجابني وبيعاملني زي الحيوانات، دا حتى مهنش عليه يعرف اسمي، تخيلي قعدنا  شهر وهو بيكلمني وانا معرفش اسمه حتى 

بدأت جنى تخطط رسمتها بقلمها وهي تحادثها فأجابتها:

-سيبك من دا كله ياعاليا، من اول ماابن عمك رجع يهددك وأنتِ متجوزة، فهمتك أن ياسين دلوقتي جوزك ولازم يعرف، معرفش ليه اخدتي الموضوع أنه هيذلك، حبيبتي دول ولاد عمي واعرفهم اكتر من نفسي، دا ممكن يموتوا نفسهم للغريب، تخيلي بقى مراته


أغمضت جفونها تبكي بصمت وهتفت

-جنى ياسين تمم جوازه مني، وأنا حامل دلوقتي ..سقط قلم الرسم من ايدي جنى وتوقفت تستمع إليها بذهول: 

-بتقولي ايه، امتى دا؟!

ارتفعت شهقاتها وشعرت بوجع حاد يضرب صدرها 

-من تلات شهور، قبل مايسافر بيوم  ودلوقتي متصل بيا وبيقولي هرجعك لأهلك ..توقفت عندما شعرت بعدم تنفسها


-مش عارفة اعمل ايه ياجنى، أنا وياسين مستحيل يجمعنا مكان واحد ابدًا

تحركت جنى تتنهد متألمة على ماأصابهم، ثم سحبت نفسًا تزفره ببطئ

-عاليا لازم ياسين يعرف بالحمل

-مستحيل ياجنى سمعتيني، الحمل دا مش لازم يكمل، الشخص دا مستحيل اكمل حياتي معاه

عاليا ممكن تهدي دلوقتي خلينا نفكر نحل الموضوع ازاي، انا آسفة بجد بس أنتِ كدا بتتجاوزي حدك، لازم جوزك يعرف

صرخت وتحدثت بمرار

-وأنا مش عايزة البيبي دا، الراجل دا بكرهه سمعتيني

-خلاص طب زعلانة ليه انك هترجعي لاهلك، بسيطة اهو اطلقي ياعاليا وعيشي لابنك ربنا بعتلك هدية غيرك اتحرم منها، ياريت انا اكون حامل، هتندمي سمعتيني هتندمي في وقت مفيش بكى على الندم 

اخذت عدة انفاس وهي تحاول أن تصمت من وصلة بكائها..

ابتلعت غصتها وتحدثت بهدوء:

لازم تساعديني ياجنى، الأول عايزة اشوف هكمل الحمل ولا لا، بس حقيقي انا مش عايزة البيبي دا 

صدمت جنى من حديثها، فحاولت تهدئتها قائلة:

-طب اسمعيني كويس..بلاش تعملي حاجة دلوقتي لما نشوف رد فعل ياسين معاكي ايه لما يرجع 

-الراجل دا متجبيش اسمه انا مش عايزة اشوفه ولا اسمع صوته ..

حاولت جنى التفكير بشكل متزن ..صمت قليلًا ثم أخبرتها:

-خلاص حبيبتي نحضر الخطوبة بكرة وبعد كدا نفكر مع بعض تمام...

المهم اوعي تعملي حاجة لبيبي حرام دا نعمة كبيرة قوي 

أزالت عاليا عبراتها بعنف ثم اجابتها:

-تمام بس لو قولتيله هزعل منك 

هزت جنى رأسها تؤكد لها انها لم تفعلها 

أنهت مكالمتها فجلست والحزن يأكل صدرها لا تعلم ماذا ستفعل بهذة المعضلة 

استمعت إلى إشعار رسالة عبر الواتساب..وجدته معذب قلبها..قطب مابين حاجبيها مترددة عن الصورة التي ارسلها، ظلت مترددة لفتحها، ترى ماهذه الصورة التي أرسلها لها ..ظلت لدقائق ثم مررت أناملها وفتحتها اخيرا 

وجدت صورة زفافهمًا ..ويدون تحتها 

-اقسم لكِ إنكي حبي الأبدي

بل حبي الأعمى والبصير

اطلب منكِ العفو والغفران 


رفرفت بأهدابها تتلمس بأناملها الرقيقة صورته ..ظلت لدقائق تحدق بها حتى شعرت بإنفطار قلبها بالأشتياق

ثلاث اشهر وهما مفترقان، ثلاث اشهر من جحيم الاشتياق، ماذا سيفعل بي قدري اتجاهك معشوقي 


استمعت إلى رسالة أخرى، فتحتها وإذ به 

-فستانك هيوصل الصبح لو عايزة تحضري الحفلة متلبسيش غيره، لو هتغيره يبقى متجيش احسن، دا مجرد كلام مش تهديد، وقبل ماتتبجحي وتقولي بصفتك ايه هقولك بصفتي أبن عمك اللي بيغير عليكي 


قامت بحظر رقمه حتى تهدأ من نوبة الغضب التي تملكت منها..نهضت تفتش بفساتينها حتى لمعت عيناها بدهاء ورددت مع نفسها

-تكرم عيونك حبيب جنى، بس كدا 

مرت الليلة سريعا إلى أن جاء موعد حفل الخطوبة 


بحي الألفي 

وصل ياسين متجهًا لوالده ووالدته اولا 


ضمته غزل بإشتياق أموي تلكمه بخفة بصدره قائلة:

-تلات شهور ياياسين، ايه يابني دا لو مسافر برة مصر كنت هشوفك أكتر 

قبل رأسها معتذًرا بأسى:

-كان فيه مناورات كتيرة ياماما الفترة دي وبابا عارف شغل الحربية مش كدا ياحج جواد 

هز رأسه دون حديث، ثم اتجه بنظره لغزل متسائلاً :

-عاليا فين ياغزل؟!

تسائل بها وعيناه تجلد ابنه بصمت ..ربتت على كتفه مبتسمة ثم ردت قائلة:

-راحت لجنى، قالت هتيجي معاها على الحفلة على طول 

أشار لياسين قائلًا:

-اطلع خد شاور وريح من السفر شوية 

تحرك للأعلى وهو يمسك هاتفه محاولًا مهاتفتها عدة مرات


عند جنى وعاليا 

خرجت من المسبح تطالع تلك المنكمشة فاتجهت تجلس بجوارها 

-ماتنزلي تعومي شوية، هتلاقي نفسك احسن وتنسي أي حاجة 

رفعت عيناها الذابلة وتسائلت:

-تفتكري وصل دلوقتي ، خايفة افتح فوني الاقيه بيتصل وأنا مش عايزة صدام معاه حاليا

ربتت على كتفها ثم أمسكت ذراعها

-قومي معايا ياعاليا، ياله تعالي نرتاح شوية وبعد كدا نجهز، علشان اقولك ناوية اعمل ايه في حضرة الظابط البارد 

ابتسمت بخفوت عليها ثم لكزتها

-والله جاسر دا عسل يابنتي ونعمة كبيرة قوي، معرفش ايه اللي وصلكم لكدا، بس اللي متأكدة منه أنه بيحبك قوي

اعترى قلبها برجفة سارت بجسدها بالكامل فرفعت بُنيتها التي تكورت عبراتها قائلة بهمس: 

-وأنا بعشقه وقلبي بيوجعني على بعده قوي ياعاليا، تعرفي بدعي ربنا أفقد الذاكرة علشان متألمش بحبه كدا، صعبان عليا نفسي قوي ياعاليا، صعبان عليا قلبي المكسور والمجروح منه 

مسدت عاليا على خصلاتها تهمس لها بكلماتها الحانية، ثم هتفت :

-جنى جاسر بيحبك ودي مفروغ منها ، وزي ماقولتي باباكي غصب عليه واجبره

أشارت لها بالصمت تبتعد بأبصارها قائلة:

-ممكن منتكلمش في الموضوع دا، أصل عمرك ماهتفهميني فبلاش نتعب بالكلام 


اومأت لها متفهمة ثم نهضت متحركة للأعلى


الصفحة التالية