-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 17 - 3 الخميس 13/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السابع عشر

3

تم النشر يوم الخميس

13/6/2024

في ذلك الوقت فتحت بسمة عينها بصعوبة بالغة أثر الشمس التي اقتحمت غرفتها دون ان تعرف مصدرها فهي تغلق الستائر جيدا كل ليله قبل النوم حتى لا تستيقظ بسببها، لكن لا تعرف السبب اليوم! فبالتاكيد معاذ لم يستيقظ من تلقائي نفسه ويفتحها.. حتى وإن استيقظ مبكراً هو لا يفعل شيء بالمنزل ابدأ.


نظرت بالغرفه وفي تلك اللحظة وقعت عينيها على مايسة كانت تقف بجانب النافذة! لم تكن تتوقع ذلك على الاطلاق فلقد فاجئتها وجودها بغرفتها ومن قوة الصدمة نهضت بسرعه بذعر وعيناها راحت تتفحص كل جزء بها، حتى لوت شفتاها الأخري وعلقت ساخرة


= هتفضلي تبصلي كتير؟ ما هو مش معقول كل ما اطلع ليكي تتخضي .


نظرت بسمة إلي الستائر المفتوحه والتي فتحها عنوة ووجودها هنا بغرفة نومها للمره التي لا تعرف عددها دون استئذان و دون ان تطرق عليها حتي، لقد يئست من كل ذلك حقا. ومن قله ذوقها. مسحت علي وجهها وهي ترد بحنق كبير 


= طنط هو الباب ده عملوا ليه؟ عارفه انا لو جالي ساكته قلبيه في مره منكم محدش يلومني! ما هو بصراحه كده كتير نفسي مره اصحى زي الناس الطبيعيه مش اصحى مخضوضه والاقيكي في وشي.. 


لتضيف عليها بملامح قاتمة و بنبرة مغتاظة 


= هو حضرتك ما زهقتيش بجد من موال كل مره ده؟ مع اني لو اتصلتي بيا هرد واصحى على طول


رفعت حماتها حاجبيها للاعلي بضيق وهي تراها ترد عليها وبالأخص موضوع صعودها إلي منزلها دون الاستئذان أولا! وهي لا تجد مانع بذلك.. اجابتها بصوتٍ فاتر


= ما تتعودي يا أختي، اديكي قلتيها بلسانك مش اول مره كفايه التتبيسه اللي انا اتدبستها لوحدي وانا بخدم على الضيوف إللي جت تبارك.. واسال عليكي جوزك يقول لي عصبتني وحلفت عليها ما تنزل! وعاوزاني اتصل بيكي على التليفون عشان ما ترديش وتعمليلي فيها مشغوله 


تنهدت تنهيدة طويلة بيأس وهي ترد بنفاذ صبر


= ومين قال لك ان انا مش هرد جربي مره واحده وشوفي بدل كل يوم والتاني الاقيكي في وشي اول ما افتح عيني ولا اتلفت 


أخبرتها حماتها بنفس تسلطها المستبد كالعادة


= بس بس بلاش وجع دماغ! اطلع ولا انزل ده بيت ابني براحتي فاهمه ولا لاء، المهم خمس دقائق و تحصليني انا مش هخدم النهارده كمان على الناس اللي جايه تبارك لوحدي يلا يا هانم 


امتثلت بسمة لرغبة حماتها الملحة في النزول 

لمساعدتها في ضيافة الأهل والجيران و الأصدقاء من طرف أهل منذر و أهل ضحي! 


بعد فترة، كانت بسمة في الأسفل بمنزل منذر، تساعد ضحى ونرمين صديقتها برس الحكك و البيتي فور العروسه ومن بعيد كانت تراقب كل فتره والأخرى حماتها وهي تجلس مع اهل ضحى! دون أن تساعد بشئ وكان من ضمن الضيوف والد ضحي الذي لم يأتي إلا اليوم فقط ليطمئن على ابنته .


افاقت بسمة على صوت ضحي وهي تجفف يديها في المنشفة القديمة هاتفه بذوق 


= ما تقعدي يا أم مالك وانا ونرمين هنكمل انتٍ مش ملزمه يا حبيبتي تساعديني


اعجابتها طريقه حديثها معها عكس حماتها التي تتعامل معها وكأن مساعدتها فرض عليها وليس مجرد فضل منها! ناولت ما بيدها لضحي وهي ترد بابتسامة هادية 


= لا ما تقوليش كده ولا يهمك تعبك راحه. 


في الخارج نظر فوزي الى زوجته نظره فهمتها جيد لتعرف بأنه يريد الرحيل فهم متواجدون هنا أكثر من ساعه، فخرجت ضحي إليهم متهادية في خطواتها، ابتسمت أمها لرؤيتها وهي تعتدل في وقفتها بعد أن كانت تجلس، 

ثم اقتربت كوثر من ابنتها التي خرجت بنفس اللحظه لتقول لها بجدية 


= طب يا جماعه هنستاذن احنا بقى وان شاء الله يبقى نيجي مره ثانيه نشوفك يا ضحى! خلي بالك من نفسك واتصلي طمنيني عليكي على طول.. احسن لما اتصل وما ترديش بقلق عليكي جامد و انتٍ عارفه كده كويس من ايام ما كنتي في بيت ابوكي قبل الجواز فبلاش العادة دي هنا كمان.


وقبل أن ترد ضحى ابنتها خرجت بسمة وهي تقول ببراءه ملفته للأنظار باطنها خبث 


= مش محتاجه تقلقي يا طنط! بعد الجواز حاجه وفي بيتك كانت حاجه.. ولو نسيت ولا حاجه حماتي هتفكرها على طول اصل مفتاح الشقه بيبقى معاها وبتطلع كل شويه تطل على ولادها .


تغَّضن جبين كوثر بعدم تصديق لتردف بحده 


= مفتاح شقه ايه اللي بيكون مع حماتها؟ 


ثم وجهت نظرها إلي مايسة بسرعه وقالت بحزم


= هي مرات ابنك تقصد ايه والكلام ده حقيقي فعلا ؟؟ انتٍ بتاخدي مفتاح الشقق منهم و بتطلعي كل شويه ليهم.. هيستهوى يعني و هتطلعي تغطيهم ولا ايه؟ لا معلش فهميني الحكايه دي ؟!. 


تحولت في لحظات ملامح مايسة إلي صدمه لم تتوقعها، و لم تعرف ماذا تجيب وتبرر موقفها حيث تحولت الأنظار كلها حولها هي بالأخص.. بأعين نافره وضيق فالكثير من اقارب ضحى كان يجلس في تلك اللحظه بالاضافه الى اصدقائها بالعمل.. ومن ضمنهم كان منذر و زوجها شاهين أيضا الذي تطلعون إليها بعدم رضا.


ابتلعت مايسة ريقها بحرج شديد ولم تنطق بحرف وكان ذلك مؤشر جيد بان ما قالته بسمة صحيح، لتطلع إلي زوجه أبنها معاذ بغيظ شديد فهي السبب ومن وضعتها في ذلك الموقف اللعين! لتقترب منها وهي تقول بأسف مصطنع 


= يقطعني وحياتك يا حماتي عندي ما كنت اقصد ونسيت!. 


ثم أردفت بصوت عالٍ ببراءة زائفة


= طيب اسيبكم أنا بقا مع بعض، يعني دي أمور عائلية ميصحش أتدخل فيها.. عند اذنكم


وسرعان ما التفتت جانبها لتظهر أعلي ثغرها ابتسامه خبيثه بملامح سعيده بما حدث!. تعلم بالتأكيد ستدفع عواقب تلك اللحظه لاحقاً لكن لا يهم يكفي انها شفت غللها منها وانتقمت. 


ثم تحركت تاركه إياها تواجه الموقف وتبرر موقفها، و بالطبع ستقدم على اختلاق كذبة لتداري علي اقتحامها لخصوصية أبناءها حتي بعد زواجهما.


❈-❈-❈


وقفت غاده أمام حوض المطبخ، وفتحت 

صنبور المياه وبدأت تغسل الاواني وهي في أشد نوبات غضبها اللعينة ما زالت متاثره بزواج منذر بالاضافه الى معامله والدها التي بدأت تخنقها يوم بعد يوم! لم يكن هكذا قبل انفصالها، فالأمر زاد أكثر وأصبح حريص و شديد أكثر من اللازم! 


وهي قد اعتادت في حياتها مع منذر أن تكون امرأه حره تفعل ما تريد ومن أمامها ينفذ دون إعتراض لكن بمنزل والدها تغير كل شيء.. و جفاءه وتجهمه يسببان لها الضيق الشديد ربما أكثر من هذه المشاعر التي تخافها هو تقييد حريتها.. 


فاصبح خروجها من المنزل بحساب! حتى هاتفها أخذه منها كعقاب عندما يراها تتحدث به اكثر من اللازم... ولا يعطيها المال بكثره خوفاً من أن تتمرد عليه وخوفاً من أقوال الآخرين عنها لأنها أصبحت الآن مطلقه.. هو من وجهه نظره يضيق عليها الحصار بشده حتى لا تخطئ.. لكن الخطأ حدث وانتهي منذ زمن!. 


تشعر أنها مضطهدة ﻓﻲ مجتمعها وذلك يجعلها تتصرف بتهور وتريد أن تعوض ﻧﻘﺼها ﻋﻠﻰ الأضعف جسدﻳًﺎ، ﺃﻭ ﻧﻔﺴﻴًﺎ وتلك كانت طريقتها مع طلقها السابق .


فكان منذر محق حين أخبرها بهذا الندم التي ستشعر به بسبب الإنحراف وراء تصرفاتها الطائشه لفعل المستحيل.. لكنها لم تعد تطيق ذلك الوضع وليس معتاده عليه ولم تستسلم.


ألقت اواني الطهي الذي بيديها بقوة بالحوض، ثم خرجت تنهيدة فاقدة الصبر من غاده وهي تقول بحقد 


= برده مش هستسلم للي انا فيه! ولو مقدميش فرصه ارجعلك يا منذر عشان اعيش على كيفي زي ما انا عاوزه، يبقي هخلق الفرصة بايدي!. 


حقا لا شيء أسهل من الكراهية، أما الحب فهو يحتاج نفوساً عظيمة .

الصفحة التالية