-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 17 - 4 الخميس 13/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السابع عشر

4

تم النشر يوم الخميس

13/6/2024

بعد مرور أسبوع أو أقل طلب شاهين من منذر أن ينزل للعمل ويتحمل المسؤوليه عنه قليل كونه الوحيد الذي يفقى في تيسير الأمور جيد عنه ويجد التعامل مع الزبائن، وبحكم العمر أيضاً لم يتحمل التعامل في الوكاله وحده وبالطبع لم يطلب من إبنه معاذ مثل ما تعود.. لذلك مثل العاده طلب من منذر.


ومن جهه اخرى وجدتها مايسة فرصة مناسبة لتبدا تطلب من ضحى النزول ومساعدتها في المنزل من البدايه حتى لا ترى نفسها عليها و تعلم جيد من المسؤول هنا.. في البدايه تفاجأت ضحى من الأمر لكن عندما أخبرتها بسمة بان الطعام يتم تجهيزه هنا في منزل حماتها وبعد ذلك يتناول الجميع! وهي عاده يحاولون الحفاظ عليها حتى تجتمع الاسره مع بعضها البعض بود.. وهنا لم تجد ضحى مانع في ذلك بل رحبت بشده لتلك الفكره وبدأت تساعد بسمة في تحضير الطعام بكل براءة ثم جلست مايسة تتابعهم باعين فرحه وانتصار عليهم.


وكانت بسمة الوحيدة التي تفهم نظراتها جيد الخبيثه ولم يعجبها الأمر وتسلطها المستبد وفرد سيطرتها نحوهم.


وبعد مرور ساعات طويلاً بدأ يقترب موعد عوده الجميع من الخارج! ما عدا معاذ بالطبع

الذي كان يلهي مع أصدقائه دون التفكير في المسؤوليه او العمل! أما الجميع كان يعمل بجدية واكثرهم منذر.. وعندما اقتربت الساعه بدأت مايسة تامرهم بوضع الطعام فوق السفره والذي كان عبارة عن سمك. 


الوجبه المفضله لدى معاذ واكثرها نفور لدي منذر لانه يصاب بالحساسيه عند تناوله وقد اخبارهم عده مرات بذلك الأمر .


تجمعت العائله حول مائدة الطعام وقد رحب شاهين بضحي كونها المره الأولى التي تشاركهم الطعام بعد زواجه.. والتي ابتسمت بطيبة وهدوء.


هتفت مايسة معللة وملفته الأنظار قائلة 


= يلا يا ولاد كلوا، و انت يا معاذ كل كويس يا حبيبي الأكل اللي بتحبه اهو وبعد كده تاخذ الدواء ما تنساهوش اهم حاجه.


تجلّى الإحباط فوق ملامح وجه منذر كما نبرة صوته وهو يقول بيأس 


= هو انتم مش عاملين غير السمك النهارده؟ هو انا قلت كام مره ان انا عندي حساسيه منه وما ينفعش أكله.


أجابته أمه بصوت محتد وهي عابسة الوجه


= يووه بقى يا منذر هو انا مخي دفتر، كل رز وسلطه حلوين.. وبكره يبقى نعمل لك الاكل اللي انتٍ عاوزه .


مسح علي وجهه بعنف شديد لكنه ضبط أعصابه كي لا يثير انفعالاته! ثم هتف قائلًا وهو ينهض من مقعده


= لا على ايه بلاش تتعبوا نفسكم ولا بكره ولا بعده انا طالع انـ..


قاطعته و ردت عليه زوجته ضحى بلا تردد وهي تنتصب في جلستها 


= انا عملتلك طاجن باميه باللحمة أهو لما عرفت بالصدفه من بسمة ان انت مش بتاكل السمك وعندك حساسيه منه وبيتعبك.. بتحبها ولا اعمل لك حاجه تاني؟!. 


تجمد مكانه لمده دقيقة وهو يحاول استيعاب الأمر! يمكن أن يبدوا بسيط لكن حقا صدم ولم يصدق بأن أخيرا أحدهم اهتم بما يريد! صمت للحظة ليدير أنظاره نحوها و برقت عيناه بوميض غريب وزادت ابتسامته اتساعًا مرددا 


= بحبها جدآ، اقصد لا خالص كويسه شكرا جدآ.. تسلم ايدك.


استغربت ضحى كما الشكر والامتئنان من مجرد وجبه فعلتها له، ثم ردت قائلة بابتسامة مجاملة


= بالهناء والشفاء.


رمقتها مايسة بنظرات قاتمة، ولوت شفتيها بسخرية معتقدة أنها تفعل ذلك متعمده حتى يتعلق بها منذر أكثر وأكثر.. وكانت تتبعها بسمه أيضاً وهي تبتسم ابتسامة باهته.. سعيده لأجلهم و تتحسر على حالها داخلها فطوال خدمتها لزوجها سنوات طويلة لم يشكرها لمره واحده حتي.


لاحظ منذر تبدل تعابير وجه ضحي الحنونه وتوسم خيرًا أنه أختار الشخص المناسب له أخيرا... بينما بدأت ضحي تسكب له الطعام واعين منذر تتابعها بفرحه كبيرة!. وفي ذلك الأثناء أومــأ شاهين بعينيه قائلًا بجدية صلبة


= قوليلي صحيح يا ضحي منذر عامل إيه معاكي كويس؟ لو في اي حاجه كده ولا كده قوليلي انا عارفه... خايب وعديم المسؤوليه وهيتعبك


انفرجت ضحي شفتاها للأسفل مدهوشة بأنه يتحدث عن إبنه الكبير بتلك الطريقه صحيح لم تكن المره الأولى فقد حدث قبل سابقآ لكنه كان سوء ظن وانتهي وهو اثبت العكس، فلما يتحدث عليه بتلك الطريقه الآن دون ان يحدث شيء وحتى إن حدث فيجب ان يحترمه امامها بالأخص.


ولم يختلف الأمر كثيراً عن منذر الذي تجهم وجه وكتم ألمه داخله وصمت كعادته.. حاولت ضحي الثبات وأجابته بنبرة هادئة بحذر دون أن تلتفت نحوه 


= لا خالص يا عمي، ليه حضرتك بتقول كده منذر كويس معايا الحمد لله وما فيش اي حاجه.. وبالعكس انا شايفه اكتر واحد ينفع يشيل المسؤوليه ويعتمد عليه .


لم يلحق أن يبتسم منذر ويفرح بحديثها،حيث 

أشــار لها شاهين بيده بعدم تصديق و هتف قائلًا بتحذير


= آه تمام بكره هتشوفي بنفسك.. على العموم لو حصل حاجه تعالي قوليلي بس .


تضايق منذر أكثر وتحولت ملامحه الى التعاسه بعد أن كان سعيد بسبب وجبة الطعام التي فعلتها ضحي له مخصوص، فحديث والده اعاده الى الخلف بعد أن تقدم خطوه! فهو يستخدم معه نفس الأسلوب الذي كان يستخدمه مع غاده فهو السبب في معايرتها له وطريقتها الفظه، ولا يريد ان يعيش تلك التجربه مجدداً وتتحول ضحي إلى غاده بعد أن تجدد الأمل داخله من جديد.


حدقت ضحي في حماها باستغراب كبير مجدداً، و أدركت من تصرفات زوجها المبالغة و ارتفاع نبرة صوته المفاجئة بحذر.. أن بالفعل العيش مع تلك العائله ليس سهل! وربما بالفعل منذر عانه معهم الكثير ولم يكذب عليها فما اخبرها به من قبل.


لاحظت أيضا ضيق ملامحه وحزنه ولم تحتاج إلى تفكير طويل لتعرف السبب وأنه والده! وبدأت تفكر بكل حديثه الذي اخبرها به ليله زواجهما! بأن عائلته هي السبب بكل شيء يحدث له سيء بالفعل ؟! 


حركت كفها علي يده المغلقة بحده فوق المائدة فلامست بسخونتها كف يده الخشن والمرتعش! محاوله اذابه ذلك الجليد فتبدد غضبه وتحول لارتعاشة مفرطة سببتها لتبتسم من عينها المتوترة وهي مازالت تلامس كف يده فرأى ذلك الرجاء المنبعث منها حتي يكمل طعامه! و يتجاهل حديث والده المزعج.


تنفس بعمق ليزفر بعدها ما حبسه من هواء داخل صدره ببطء، ثم نظر إلى يدها على يده فتراجعت يدها خطوة للخلف وهي ترمش بعينيها بحرج لطيف. لكنها لم تبعد عيناها المتفرستين عنه، فكانت تشعر بريبة نظراته وبشحوب وجهه المقلق لذا أرادت أن لا يتأثر بذلك الحديث ويكمل طعامه


بينما شعر منذر ببرودة مفاجئة تجتاح خلاياه من اهتمامها له، لذا هو حتى لم يصب جام غضبه المستعر بداخله أكثر.. لأنه ليس كل يوم يتم أخذ رأيه عما يفضل على وجبة الغداء... لتعلم الأخري بأنه يسعد من أقل الأمور كونه محروم منها... وبدأ بالفعل يستجيب لها.


❈-❈-❈


في اليوم التالي، لاحقاً، توجهت بسمة نحو جماعتها لحضور أي محاضرة فاتتها بسبب انشغالها. بالإضافة إلى أنها لم تكن ترغب في إثارة الشبهات حولها بسبب خروجها من المنزل كثيراً، بينما كانت تجلس أمامها صديقتها مروه تتحدث معها، شهقت مروة مدهوشة هاتفة بحنق كبير


= و وافقتي تطبخي كل كميه الأكل دي عشان تكفي أصحاب جوزك! و ما هانش عليه يساعدك هو ولا أمه؟ والله انتٍ تستاهلي اكتر من كده طالما ساكته .


رمقتها بنظرات مشتعلة وهي تتحسر داخلها علي حياتها البائسة تعيسة الحظ منذ الصغر 


= معاذ مين يا اختي اللي يساعد؟؟ معاذ لو عملها اعرفي ان الدنيا جري ليها حاجه و القيامه قربت! منها لله امه بقى معوداه كل حاجه مجابه من غير ما يتحرك خطوه واحده بس ويساعد.. ده حتي كوبايه الميه مش بيقوم يجيبها لنفسه.


نفخت بضجر و عبس وجهها بحدة حينما أضافت وهي تشير بيدها


= وبعدين انتٍ فاكره الموضوع بسيط كده؟ كنت اعترضت من زمان وطفشت كمان و طلبت الطلاق! بس هقول إيه حكم القوي.. وبعدين ست مايسه تعملها وتعمل ابوها مش بتهدد وخلاص لما قالت هتصل بابوكي وهو طبعا مش هياخر لها طلب وهيجي يهد الدنيا عليا ويطلعني غلطانه من غير ما يسمعني .. وكل ده عشان ما تطلقش زي غاده واقعد جنبه

الصفحة التالية