رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 18 - 4 الأربعاء 19/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن عشر
4
تم النشر يوم الأربعاء
19/6/2024
ارتعشت شفتها من الندم وهي تهتف باعتذار
= والله مقصدتش انا ما اعرفش وقع مني ازاي لحد دلوقتي.. انا عارفه ان انا غلطانه ما كانش ينفع افتش في حاجه ما تخصنيش.. أسفه بجد
اقترب منها ليقف امامها وخصلات شعرها كانت تلتصق في وجهها بسبب العرق والدموع وبرغم ذلك قال بصوت دافئ
= بس يا ديمه صوره ايه دلوقتي عادي ممكن نجيب برواز غيره ونحطها فيه، بس في حد عاقل يمسك إزاز مكسور بإيده ؟ وكمان سايبه ايدك تنزف والدم يتلوث ؟
كانت مازالت تنتفض وتبكي كأنه بكلماته تلك يزيدها إحساس بالذنب أكثر، بينما هو لم يجد غير أن يسحب يدها المرتعشة بسبب خوفها منه ! وهمس بكلمه (أهدي) وهو يرتجف محركاً كف يده على خديها والذي لم يتحمل ذلك الضخم بدوره فأقترب من فكها ومسح دمعتها من الاسفل وصولاً لخدها حتى لامس بيده الساخنة نهاية فمها الصغير دون قصد!
فتحت عينها بصدمة بينما هبط بجثته ليصل
طولها الشبيه بطول الدمى ثم ضمها ويده على
رأسها مسد خصلاتها المحمرة بهدوء بينما
هي ذابت بين یدیه، لم تكن تستطيع أشاحت نظرها بعيد أو الإبتعاد صعب عليها ذلك حقاً !
فهي لم تصدق انه لم يغضب عليها مثل ما كانت تظن بل احتضنها لتهدا، وبدا يخبرها بصوت حنون ويعاتبها على إهمال نفسها.. أبعدها بهدوء و قال بنفس نبرة الصوت
= تعالي نعالج الجرح ونشوف موضوع الصورة ده بعدين.. ودخولك هنا
ابتلعت ريقها بحرج وهي تقول بارتباك
= مش مهم هعمله انا في اوضتي، انا كنت هنا عشان بنظف الاوضه وفكرتك موجود! وبعد كده كنت بتفرج على الصور و غصب عني سرحت وما اعرفش وقعت ازاي
تنهد بقله حيله من خوفها البالغ، فلم ينكر بانه شخص لا يحب ان يقترب احد من اشيائه الخاصه لكن عندما راها مرعبه أمامه بتلك الحاله لم يستطيع ان يعاتبها! ثم همس بهدوء حذر
= خلاص يا ديمه سيبك من حكايه الصوره دلوقتي و مش هخرجك الا لما اعالجك أنا وبعدين متخافيش كده إنتٍ معملتيش جريمة
تستحق كل الرعب ده
نظرت له بتألم وهي غير مستوعبه حديثه ولا تصرفاته الحنونه كيف هذا الشخص هكذا ؟ هي شخصياً اذا اقترب شخص ما من اشيائها وكان شيء غالي عليها، ستغضب وقتها بشده
ولم تعرف حينها ماذا ستقول! لكن هو كان هادئ لكن هدوء حنون... دخل المرحاض ثم احضر قطن وشاش
طلب منها ان تقترب اقتربت في بطء وقفت
بعيداً عنه طلب ان تقترب اكثر فاكثر، نفذت
طلبه كان ينظر لها نظرات لم تراها في عيونه
من قبل استمر يطلب منها ان تقترب، حتى
اصبحت امامه مباشراً.. امسك يديها كانت
بارده جدآ وعلق بعتاب لطيف
= ايدك متلجه جدآ كده ليه حتى الجو النهارده مش برد أوي، اهدي يا ديمة شويه ولا ايدك متلجه كده عشان على طول بتسقعي ؟ مش مهم تعالي انظفلك الجرح
اجلسها ثم امسك يديها الصغيرتان واخذ ينفخ
عليهما حتى تشعر بالدفء ثم اقترب منها اكثر
شعرت بجسدها يلامس جسده أرادت ان تبتعد
لكن شعورها المنجرف منعها كعادته وبعدها أردف قائلاً مازحاً
= هو انتٍ كنتي بتذاكري ومستعجله لدرجه ما سحبتيش القلم اللي في شعرك
قالها و رفع كف يده ساحباً القلم من شعرها فتعصف الرياح داخلها من فعلته و قربه الجريئ منه ومنها! وبعدها اجلسها وبدأ أن يعقم الجرح وبسرعة نهضت لتهرب من أمامه أكثر
= شكراً عن اذنك هروح انام الوقت اتاخر
قالتها واستقامت مستعجلة كانت تسير بسرعة هرباً منه، وعندما دخلت الى غرفتها سحبت الغطاء وهمت بترتيبه بسرعة جنونية غاضبة! ليس منه... بل من نفسها ومن هذا الشعور الغريب داخلها تجاهه ! تجاه آدم الذي كان غريب عنها بالبدايه لكن مع مرور الوقت اصبح ليس غريب لديها .
بينما لدي آدم كان يقف أمام المرآة ينشف شعره بعد أن أنتهي من الاستحمام ونظر في المرأة وهو يتذكر ما حدث من قبل! فكان سيدخل إلي غرفته يضع الهاتف ويخرج إلي المطبخ يتناول اي شئ يسد جوعه.
لكن عندما رآها هنا، لوهلة نسي جوعه الهام الضائع وانتبه بأنها كانت في غرفته.. تبحث في أغراضه و خصوصياته، تنهد وقال بصوت مسموع هامس
=أنا مفيش حاجة بتخليني أحس إني هادي
حتى لو الدنيا اتقلبت إلا قدامها.. بس انا اكيد كده عشان الحاله اللي هي فيها وهي ضيفه عندي برده ما يصحش! بس برده لازم أخذ حذري شويه
انتبه الى كلماته الأخيرة وابتسم باستنكار ساخراً وهو يقول مجدداً
= اخلي بالي من ايه دي قد بنتي! يعني ولا أنا ولا هي هنفكر بحاجة ذي كده؟ هه مستحيل يحصل طبعاً.. وانا هتعامل عادي بعد كده معاها من غير التفكير بحاجة ذي كده.. تلاقيها أصلا بتعد الأيام علشان تمشي من هنا بسرعه وتشوف حياتها مع واحد اصغر مني يهتم بيها.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين.
دلفت بسمة لغرفة نومها بعد ان نام طفلها مالك ثم أغلقت الباب خلفها بينما وتيرة أنفاسها تتصاعد في تزايد، عليها أن لا تيأس من محاولات تغير زوجها عديم الفائده بالنسبه لها والى ابنها.. مهما تفعل سيظل معاذ أناني وغير مهتم باحتياجاتها أو مشاعرها.. أو حتى رغباتها كأنثى! لطالما كانت تظهر أي استعداد لتلبية ما تريد وقد كان مرات صراحته بذلك بطريقه مباشره لكن لم تجد منه غير لا يلتفت سوى لاهتماماته واحتياجاته هو فقط..
بل هو غير مهتم بقول أي إطراء بطفله أو لها بما تحب أن تسمع من كلام يزيد من ثقتها بنفسها ويشعرها بأنوثتها.. ويشعرها بالامان وأنها بالفعل تعيش مع رجل بحق ويعرف كيف يتحمل المسؤوليه بينما هو لا يحترمها ولا يراها أساسا..
لذا عليها من الآن وصاعدا فقط أن تهتم بسعادتها الشخصية وملذاتها كما يفعل هو.. و مهما يكلف الأمر ستضع كرامتها جانب وتفكر في كيفيه الوصول الى ما تريد! وهي الان ترغب ان تخرج مع زوجها وطفلها وتلها بالخارج كاسره جميله مثل ما هو يفعل مع أصدقاء.. لكن هو لا يريد التنزه معها وهي لم تيأس و ستحاول تفعل ما تفعله اي أنثى مع زوجها حتى يلين ويلبي طلباتها بكل سهولة، ومعاذ بالنهايه رجل وبالتأكيد سيستسلم لها.
عاد زوجها من الخارج ودلف غرفته قاصداً أخذ حماما حارا أولا و يندس بفراشه فهو يشعر بالألم والدوار الذي شعر به يكتنف تلافيف رأسه.. وقف بجانب التسريحه يضع هاتفه بالشاحن لتظهر بتلك اللحظه خلفه تعقد يديها خلف ظهرها وهي تراقبه بعناية ثم سألت بنعومة
= جيت بدري يعني قلت هتتاخر اكتر من كده بره مع اصحابك؟ ايه السهره ما عجبتكش
أبعد جاكت القميص عنه وبدأ أن يفتح الازرار ببطء وهو يجيبها بملل
= لا عادي بس انا اللي زهقت وحسيت بتعب في ظهري قلت اروح انام احسـ..
توقف لثوانٍ عما يقوم به ليلاحظ أنها ترتدي ثوب عاري يعلوه مأزر مفتوح، قامت بفك حزامه تاركه إياه فوق جسدها بشكل عشوائي لكن كان واضحه! لاحظ أيضا كيف تتأمل جذعه بتدقيق جريء وقح بالنسبه له.. و خصوصاً عندما اقتربت وبدأت ان تفتح الازرار هي بدلا منه، فكانت تقصد إغرائه و ترويضه عن نفسه كما تسعي كلما أنفردت به يستسلم الى طلباتها
= تحب اعمل لك مساچ لظهرك؟!.
قالتها بدلال ناعم بعد أن أبعدت ملابسه عنه، و قد تلونت نظراته بالاشمئزاز بعينه وهو يسحب يرتدي أي منامة حطت في يده بينما يقول باعتراض منفر
= لا شكراً !.
لم تعطي رفضه اهتمام و أصرت وحاولت بقوة أن تحرره من قميص المنامة الآخر وهي تلح بالقول
= تؤ شكلك تعبان اقلع قميصك وسلمني نفسك وصدقني هتحس براحه مش هتحس بيها عمرك إلا معايا .
بتر كلماتها وهو ينتفض ويثور بها بغضب بينما كان يبعد يديها اللتان كانتا تمسكان بقميصه بغية نزعه عنه
= بسمة وبعدين ما بحبش كده! ابعدي ايدك عني .. و ما تلمسنيش؟!.
توسعت عيناها برهبة يشوبه الذهول والضيق لكنها أخذت العهد على نفسها لم تستسلم! حتى يستسلم هو أولا، جاهد بصعوبة أن يتحكم بأعصابه كي لا يثور عليها بغضب أكبر لن تتحمله، بينما همست له بحفوت
= انا ما كانتش قصدي حاجه كنت عاوزك تستريح عشان حسيت انك محتاج كده
اكتفى أنه رشقها بنظرة مضطرمة بنار ضيقه مما فعلته وهو يهتف بحده
= انا مش محتاج حاجه.. بس انتٍ اللي محتاجه تعقلي شويه يا بسمة
حاولت بسمة ألا تظهر ضيقها وهي تقول باستنكار عاقدة الحاجبين
= اعقل؟! كل ده عشان عاوزه راحت جوزي
رفعت كفيها تمسح علي وجهها ثم أضافت بصوتاً مليء بالرجاء
= معاذ ايه رايك نخرج بكرة نسهر سوا ومالك معانا.. وقبل ما تقول لا عشان مش بتتبسط و مالك بيفضل يعمل دوشه صدقني هو كبر عن اخر مره خرج معاك وهيسمع كلامنا على طول
اتسعت عيناه من طلبها وقال لها بغيظ وكأن فعل هذه الأمور صعبة عليه أو تجرح رجولته وشرقيته
= طب بذمتك انتٍ شيفاني فاضي للكلام الفاضي ده؟ بسمه حلي عن دماغي مش وصلت النكد بتاعتك هتبدا دلوقتي!
أجابت بسخرية ممزوجة بالحسرة وهي ترفع حاجبيها
= و هو انا لما اترجاك نقعد مع بعض يوم زي اي اسره، يبقى ده بالنسبة لك كلام فاضي ؟!
وبعدين هو انت وراك ايه يعني ما انت ولا شغله ولا مشغله
ضغط علي شفتيه بنفاذ صبر وهتف بتهكم
= طب عايزاني اخرجك انتٍ وابنك نعمل ايه ولا نروح فين؟ نروح نلعب مثلا مع الحيوانات!
تغضن وجه بسمة بشيء من الضيق قائله
= مش لازم نروح جنينه الحيوانات اي مكان انت تحبه، بس ممكن تتكلم معايا تحسسني ان موجود وتحسس كمان ابنك نفس الاحساس.. وتديله لو ربع الوقت اللي بتديه لاصحابك و لعبك على التليفون.. انا محتجالك يا معاذ، فاهم يعني ايه لما الست تقول لجوزها انها محتجاله ؟!
انزعج بشدة منها ثم تتمتم بازدراء ساخط
= بسمه هو انتٍ امتى هتسمعي الكلمه من اول مره؟ انا راجع مصدع ومش ناقص موال كل يوم اللي بتفتحيه، وصدقيني لو ما بطلتيش الموشح بتاع كل يوم ده هحرمك من
الـ..
قاطعته بسمة تسأله ببراءة ساخرة
= هتحرمني مره واحده ويا ترى هتحرمني من ايه؟ يا زوجي المصون
صمت بحيرة سكنت وجهه متلعثما وهو يفكر بماذا سيحرمها حقا لكي يجعلها تخاف و تصمت، رفع يده يحك مؤخرة عنقه ببلاهةٍ لا يعرف ما يكمل به من تهديده ووعيده لكن أردف ببعض الكلمات الغير مفهومة، فأكملت عنه زوجته بطريقه تهكميه مقهورة
= ما تكمل هتحرمني من ايه بتعملهلي؟ تكونش بتسفرني كل يوم لبلد شكل؟ ولا كل يوم داخل عليا بهديه بتفرحني بيها انك لسه فاكرني وباجي على بالك؟ ولا مفاجاتك اللي كل يوم بتعملها لي وتساعدني في شغل البيت والاكل؟ يا ريت توضح بالظبط هتحرمني من ايه عشان اعرف ازعل عليه بجد؟!.
رفع حاجيبة بذهول من تهكمها ليقول بعصبية
= هو انتٍ بتتريقي طب لعلمك بقى انا بعمل لك حاجات كثير من اللي انتٍ قلتيها واكتر بس انتٍ اللي مش بتقدري ! ولا هو لازم اعمل لك شغل البيت عشان اكون في نظرك راجل ما فيش زيي
تطلعت له بحزن خالص وهي تخبره هاتفة بسخط
= انت هتقول لي طبعا يا حبيبي هو انت في زيك، لدرجه مش عارفه اودي جمالك فين ولا اردها لك ازاي.. الظاهر كان معاك حق لما قلت لي لازم اعقل! حاضر يا معاذ هعقل و هبطل اشحت الاهتمام منك .
تطلع فيها بنظرات حانقة فعندما تتحدث بتلك اللهجة يشعر بانها كومه من الكابه التي لا تنتهي، ابتعد عنها يتجه لخزانة الملابس ليخرج منشفة وملابسه وذهب يستحم...
في حين هي تنهدت ببؤس وهي تتقدم نحو الفراش تفكر بالوضع هل تأزم ام هناك فرصه لتصر على طلبها .