-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 18 - 9 الجمعة 21/6/2024

   

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثامن عشر

9

تم النشر يوم الجمعة

21/6/2024 

في البناية القاطنة بها ديمة، صف عمها السيارة بجوار المدخل ثم ترجل منها ولج إلى الداخل صاعداً على الدرج فهو أحياناً يأتي إلى هنا بسبب عمله وقد وجدها فرصه مناسبه ليرى أبناء أخوه المتوفي رغم المشاكل التي بينهما فلم يكلفه أمر السؤال عنها شئ.. خصوصاً أنه يعرف أن الأخت الصغيره تقيم بمفردها و عندما صعد ظل يطرق الباب عده مرات ولم تجيب أعتقد أنها ربما تكون قد ذهبت إلي جامعتها الآن و خاب أماله بعد أن دق الباب لمرات عديدة دون جدوى.


انحنى برأسه على الباب ليستمع إلى الصوت القادم من الداخل لكن لا شيء فقط صمت رهيب تتخلله حركة الهواء اعتدل في وقفته، وتلفت حوله بحيرة، ثم هز كتفه بعدم مبالاة فقد فعل ما عليه التفت ليهبط السلالم مجدداً 

ليعود إلى البلد وعندما وصل الى الدور الأسفل 

تفاجيء بخروج إبنه أخو من ذلك المنزل.. و تجمدت أنظاره عليها يستوعب ما رآه ! 


رمقها بعينه بقسوة مهددة بعد أن ظن أنها على علاقة بذلك الرجل الغريب الذي يسكن هنا فهو يعلم جيد أن من يقيم هنا رجلا يجلس بمفرده وهو بالأساس يشك في تلك العائله دون مبررات، ضاقت نظراته للغاية وتحول وجهه للإحتقان، و دون مقدمات صفعها بقوة أعلي وجنتيها! 


قفز قلب ديمة في قدميها هلعاً حينما رأته أمامها يضربها وهتفت بلا وعي 


=عمي كامل!


زاد تجهم تعابيرها المنزعجة، وتمتم من بين شفتيه بسخط 


= يا فاجره كنت متاكد أنك دايره على حل شعرك لوحدك هنا، بتعملي إيه في بيت راجل عايش لوحده يا بنت الـ**


جفل جسدها بإرتعاشة قوية وتراجعت للخلف خوفاً من بعد أن أصابها سوء، ارتجفت شفتاها  وهي ترد بخوف 


= عمي كامل! ما تفهمش غلط انا كنت عند جوزي


رفع عينيه نحوها وحدجها بنظرات نارية مميتة صارخ بها بقسوة شديدة اللهجة 


= كمان يا واطيه اتجوزتي من ورانا ده انتٍ عيارك فلت علي الآخر! عشان كده ما كنتيش عاوزه تيجي تقعدي معانا عشان تبقي لوحدك وتعملي اللي على مزاجك. 


❈-❈-❈


طلبت مايسة نزول كلا من ضحى وبسمة ازواج أبناءها حتى يساعدوها في تجهيز الطعام مثل كل يوم، وهذه المره كانت بسمه الأكثر ارتياح قليلاً فقد جاءت كنه تساعدها و تخفف عنها الاحمال.. رغم اغتاظها من أسلوب حماتها المستفز في التصرف بوقاحة معاهم وعدم احترام خصوصية أحد منهما ابدأ وتعلم جيد بأن تكون حجتها يصنعون الطعام هنا لأجل تناول الجميع مع بعضهما البعض لكنها تجدها حجه حتى يفعلون لها باقي أعمال المنزل.


وبالطبع لم تصمت مايسة عن طلبها بأمر  ترتيب المنزل وتجهيزه لاستقبال الأب والابناء ليكون نظيفه ومرتب، ورغم الجهد الذي كانت تبذل إياه ضحي لكن لم تعترض او ترفض و فعلت كل شئ عكس بسمة التي اكتفت بفعل الطعام من بعيد و تحججت بباقي الأعمال عن فعلها.


بعد لحظات كانت تقف ضحى تساعد بسمه في تحضير الطعام وهذه المره كانت تصنع الطعام المحبب الى منذر مخصوص مثل المره السابقه! تطلعت أمامها بشرود وهي تفكر في أمور علاقتها مع زوجها وكيف ستسير الامور مع الأيام القادمه حتى تقنعه بالذهاب الى الطبيب والتخلي عن الأفكار العقيده، بينما بنفس الوقت لا تريد فرض نفسها عليه.


تنهدت مرهقة من كثرة التفكير، فاستندت برأسها على مرفقها مغمضة جفنيها للحظات.

حتى أتاها صوت بسمة قائله بعطف 


= تعبتي مش كده ما انتٍ طول ما بتقولي  حاضر ونعم على كل حاجه هتسوق فيها

احنا مش مضطرين نعمل كده ولا نخدمها يا ضحي و كفايه علينا بيوتنا.. ده غير ان احنا مش ملزمين لكده أصلا 


هبت من مقعدها واقفة لتلتفت نحوها، ثم ارتسم على ثغرها ابتسامة رضا وهي تقول


= لا انا الحمدلله كويس، معلش ربنا يقوينا و هي برده ست كبيره اكيد مش هتعمل كل ده لوحدها، غير أن عاجبني أوي حكايه ان كلنا ناكل مع بعض عشان نحافظ على ترابط الأسرة 


ارتفع حاجباها للأعلى وهي ترد باندهاش كبير


= باين عليكي طيبه وغلبانه يا ضحى والكلام ده ما بيمشيش معانا في الدنيا دي ولا في البيت ده بالذات! على العموم انتٍ حره انا قلت انصحك.. بس جدعه انك بتهتمي بمنذر اصل ده يعيني على طول كده ذي إللي مركون على الرف ومحدش بيهتم بيه.


رمشت بعينيها بحرج بعد أن وقفت أمامها ثم سألتها باهتمام


= هو انا لاحظت ده أكيد بس اللي مش  فاهماه؟ ليه بيعملوا معاه كده هو مش برده ابنهم المفروض يهتموا بي ويخافوا عليه.. انا لو لقيت بيعملوا كده مع جوزك كمان هقول ماشي ده طبعهم.. انما هم مش بيعملوا كده إلا مع منذر وكمان بحس انهم قاصدين كل حاجه وحشه بيعملوها مع منذر 


مطت بسمة فمها للجانب هاتفه 


= بكره تتعودي علي الحوارات دي وهتلاقي منها كتير هنا، انما هم ليه كده ما اعرف لهمش سبب محدد.. خليكي انتٍ بس جنب جوزك ممكن ربنا بعتك لي نجده ومنذر طيب و غلبان وانا لسه قايله ليكٍ الصفات دي ما تنفعش في البيت ده 


ابتسمت مستسلمة وهي تحرك رأسها بالايجاب بينما أخفضت بسمة نظراتها نحوها وابتسمت لها قائله بتردد


= بقول لك ايه يا ضحى هو انا ممكن اطلب منك طلب ويكون سر ما بينا؟ هو انتٍ ينفع تخلي عندك مالك شويه لحد ما اروح مشوار واجي ولو حد سالك عليا قولي لهم انها راحت تشوف ابوها


هزت رأسها علي الفور بالموافقه ثم ربتت على ظهرها هاتفة بلطف


= تمام ما فيش مشكله حتى عادي لو منذر جي بدري مش بيتضايق منه خالص، وانا اخذت بالي انه طيب وبيحب الاطفال أوي خصوصاً مالك.. بس هو انتٍ لو قلت لهم انك رايحه تزوري والدك هيرفضوا ولا حاجه


كادت أن تعترض على ذلك وتخبرها أن منذر لا يفعل ذلك مع ابنه الحقيقي لكن تراجعت، ثم حركت رأسها بالنفي قائلة بضجر


=لا مش حكايه حد يرفض بس بيضايقوا ان انا كل شويه راحه جايه عندهم، وبيتضايقوا اكتر ان بسيب الولد هنا وما حدش بيهتم بيه ! عشان كده هو بيفضل يزن انه عاوزني فهمتك معاه بقي تحاولي تشغليه


ثم لوت شفتاها وهي تتابع قائلة بسخرية 


= احسن طنط مايسه بتبقى طايقة نفسها بالعافيه و مش طايقه دوشه عيال جنبها.. إلا معاذ طبعا لو ربنا سخطه ورجع طفل تاني هيبقى على قلبها زي العسل

الصفحة التالية