-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 31 - 1 الثلاثاء 18/6/2024

  

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

18/6/2024

يا أيها البشر والأرباب الذين في الجبل..

إنها السيدة الوحيدة..

مهابة لإيزيس : فإنها التي تلد النهار.

مهابة لإيزيس : فإنها سيدة الغرب والأرضين معا.

مهابة لإيزيس : فإنها عين رع عظيمة القدر فى الأقاليم.

مهابة لإيزيس : فإنها التي تهب الكثير لملك مصر العليا والسفلى.


«ترنيمة المهابة لإيزيس» 

❈-❈-❈

لم يصدق أنها تحمل جنين آخر بأحشائها من نطفته الذي يزرعها بداخلها بحب واشتياق، ظل يغني لها ترنيمة المهابة لإيزيس حتى غفت على ذراعه فتركها ونظر لرضيعه النائم بجوارها ودثرهما سويا وقرر أن ينهي تلك المسألة حتى يعيش معها ومع ابنائه منها بسلام، فجلس القرفصاء وبدأ بإلقاء تعويذته التي أصبح يحفظها غيبا وأغلق عينيه لحظة وفتحها فتواجد بنفس المكان المظلم الذي يتواجد به إمام.


ذعر الأخير فور أن رآه أمامه ولكن ذعره ذلك لم يحرك شعره من الفرعون سيتي الذي اقترب منه خطوات بطيئة وهو يحدثه بلغته الأم التي يعلمها جيدا فقال: 

-تفتكر أنا سايبك عايش ليه؟


لمعت عين إمام بالخوف ولم يجب، فأجاب سيتي عن سؤاله بنفسه: 

-بس عشان بنترشيت متحسش بالذنب.


صاح به إمام بغضب: 

-دي مش بنترشيت بتاعتك دي، دي دورثي لويزإايدي مراتي وأم ابني.


ضحك سيتي بسخرية وعقب عليه: 

-لو هي مش بنترشيت يبقي أنا مش سيتي، أنا إمام وأنت ملكش وجود.


ابتعد إمام عنه خطوة خائفة ومرتعدة وهو يستمع له يضيف: ولا ده ابنك، ده ابني انا هو واللي جاي كمان في بطنها.


لمعت عينيه بحزن وهو يستمع له يكمل: 

-يمكن يكون جسمك، بس هو ابني أنا لأن انا اللي عايش معاها مش أنت.


زفر إمام بأنفاس غاضبة وحادة ولم يتمالك نفسه من الغضب فصرخ به: 

-هدمرك وارجعك تاني موميا من غير روح، هقتلك بعد ما لمست شرفي.


جعد سيتي جبينه وسأله بحيرة: 

-شرفك! بنترشيت تبقى مراتي وتخصني من ألفين سنه، وأنت ولا حاجه ولو عايزني أهدم العالم ده على دماغك أنا مستعد.


رد الآخر بقوة اكتسبها من العدم: 

-متقدرش، أنت مخليني عايش عشان أنا لو موت جسمي هيموت معايا.


ضحك سيتي عاليا وقال بتأكيد: 

-بالعكس، هيبقى حالي من حال بنترشيت إن ده جسمي أنا من غير مرايه جوايا بتحاول تراقبني، تفتكر فين دورثي اللي انت مفكر نفسك اتجوزتها؟


لم يجب فأجاب سيتي عنه: 

-ماتت وهي عندها تلت سنين، ومن وقتها وبنترشيت هى اللي عايشه بالجسم ده.


رمقه بنظرة حادة وقال متسائلاً: 

-ها، تحب تبقى زيها وارتاح من وجع الدماغ ده؟


ارتبك إمام فهو يعلم جيداً أنه يستطيع فعلها دون أي مجهود أو تعب فسأله بوجل: 

-أنت عايز إيه مني؟


رفع حاجبه الأيسر لإستثارة أعصابه وقال: 

-ولا حاجه خالص يا إمام.


ابتلع الأخير ريقه بخوف وفكر قليلاً، فلماذا يتكبد عناء المجئ بنفسه إلى هذا العالم الافتراضي فقط ليبث به الرعب والخوف لا أكثر إﻻ إن كان وراء زيارته تلك هدف ما، فتحدث بصوت مهزوز: 

-أرجوك، أنا عايز أعيش حياتي كفايه كده.


مسح سيتي على وجهه وقال: 

-الحاجز اللي بينا اتكسر ورجعت تاني تقدر تشوف وتسمع وتراقب، فلو خايف على نفسك وعايز ترجع تاني لحياتك بطل تحسسني بيك لحد أنا ما أزهق منك لوحدي وأقرر انتقل لجسم تاني، مفهوم؟


أومأ له بخوف صامتا فأشار له سيتي بشكل استعراضي هاتفا بالانجليزية: 

-باي إمام. 

❈-❈-❈⁦


استيقظت فوجدته يعد الإفطار على غير عادته، فاقتربت منه هاتفه بتعجب: 

-هل تعد الطعام بنفسك مولاي؟


التفت ناظرا لها بحب وقبلها قبلة خاطفة على شفتيها وقال: 

-أحاول أن أبدو كرجال لندن قليلاً.


ضحكت بشدة وقالت نافية: 

-بالطبع لن تستطيع، فأنت الملك الفرعون سيتي مر إن بتاح معتاد على وجود الخدم والعبيد والجواري ولن تتغير أبداً.


حمل أطباق الطعام وتوجه للمائدة وهو يقول: 

-ها أنا ذا أقوم بتحضير الإفطار لحبيبتي وزوجتي الغالية.


أمالت رأسها للجانب تسأله بحيرة: 

-هل كل هذا الدلال بسبب حملي لطفلك القادم يا مولاي ؟


ضحك ونفى برأسه هاتفا: 

-وهل تلك المرة الأولى التي أدللك بها قيثارة الحب؟ أنتِ عشيقتي ومعشوقتي الأبدية ودائما ما أدللك حبيبتي.


حركت كتفيها نافية وقالت بتوضيح: 

-ليس بهذا الشكل مولاي.


جلسا على مائدة الطعام وهو يسحب لها المقعد بلباقة وهتف: 

-كما قلت لك، أحاول أن أبدو كرجال الغرب.


تخوفت من حديثه فسألته بحيرة: 

-هل سنعود للعيش بلندن؟


نفى بحركة من رأسه وهو يبتسم بخبث: 

-أفكر باﻻنتقال لجسد آخر وتلك المرة أريده أجنبيا حتى ابتعد عن المشاكل والترابط الأاسري بأهل مصر.


تنحنحت بارتباك وسألته بحيرة: 

-أنت تمزح معي، أليس كذلك؟


غمز بعينه فلم تفهم ما إن كان جدي أم لا ولكنها سألته: 

-هل اتخذت قرارك بالذهاب لعالم اﻵثار هذا؟


تنفس بهدوء وقال: 

-يبدو أن الذهاب له هو الحل الوحيد حتى نستطيع اﻻبتعاد عن هنا، ولكنني متردد قليلا وقلق بشأن التعاويذ الموجودة بالمخطوطة.


طمأنته مؤكدة: 

-لا تقلق، سأنتبه كثيرا ولن أترجمها كما قلت.


دلفا معا وتحركا صوب غرفتهما وبدلا ملابسهما وحمل سيتي رضيعه وتوجها للخارج قاصدين منطقة أهرامات الجيزة مقر حفريات المتحف المكلف بها الأثري سليم حسن.


وصلا لمنطقة الحفر فاستقبلهما سليم الذي رحب بهما بحرارة: 

-أهلا أهلا، اتفضلوا.


دلفا معا لمنطقة الحفر والتي تقع بجوار تمثال أبو الهول، فنظر سيتي لبنترشيت وهمس لها بالإنجليزية: 

-هل تتذكرين تلك الزيارة التي قضيناها سويا هنا؟


أومأت له مبتسمة فهو يقصد زيارتهما لطيبة عندما أخذها معه بصفتها خليلته، فاستمع لهما سليم الذي تدخل بالحوار هاتفا بتسائل: 

-جبتها زياره لمصر قبل ما تستقروا هنا ولا ايه؟


رد متلعثما: 

-لا أقصد أننا زورنا المكان قبل كده من فتره.


تعجب سليم وقال بتوضيح: 

-إذا كانت المنطقه دي مكانتش موجود قبل كده ولسه يا دوب شغالين فيها والحفر مكملش شهرين.


توتر سيتي فعقبت بنترشيت توضح: 

-أنا أعرف هنا كويس، كان في حلم وعارفه مكان مومياء كمان.


رمقها سيتي بضيق ولكنها أرادت أن تكسب صف سليم حتى تستطيع اﻻستفاده منه بكافة الأشكال، ليساعدهما على الهرب بعيدا للحفاظ على عائلتها.


اقترب منها سليم فوراً وسألها بدهشة: 

-موميا إيه اللي بتقولي عليها؟


أجابته: 

-بتاع كاتب مهم من أسرة ملك خوفو.

الصفحة التالية